بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
مع دخول مصر عصر الجمهورية الجديدة، وعهد التنمية والبناء والمشروعات القومية الكبري، ومع التزايد الإيجابي في عدد الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، ومع تراكم أعداد الخريجين من (الشباب).
وأيضا ظروف الأزمة الإقتصادية المستمرة، وإحلال بعض الوظائف بريبوتات الذكاء الاصطناعي، ومع زيادة أعباء تكاليف المعيشة، نجد معظم (الشباب) المؤهلين إما في بيوتهم نيام بؤسا ورفضا، وإما تسكعا علي المقاهي لظروف الفراغ والياس.
وإما مسلما نفسه لأي فكره تدر عليه تكاليف حياته اليومية، وإما متوحدا مع أجهزة الحاسب والمحمول يعيش في غياهب الإنترنت، وأمام تعب هؤلاء (الشباب) وأسرهم طوال سنين عدة للتعليم والدروس والمصروفات، تنال صدمة البطالة من الأسرة والشباب معا.
وقد تولد على إثر ذلك موجات من الإحباط واليأس وغياب الأمل لدي الشباب مع محاولات السفر والهجره لكسب قوت يومه، رغم الموجات الطاردة للعمالة المصرية خاصة من دول الخليج.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: أحلام في (إعلام) وطني × سنه ميلادية
بل وتسريح من هناك بل وإغلاق باب التأشيرات في وجه المصريين، وأمام كل ذلك خاب أمل شبابنا في غد أفضل، وتعددت المشاكل داخل الأسرة لهذا الوضع، وفقد التواصل مع أبنائنا الشباب.
وخاب أمل الأسرة في وظيفة وزواج وبيت لابنهم الخريج، ناهيك عن سعر الوحدات السكنيه المليونيه وجنون أسعار الذهب، وأسعار كل شئ، وخلف ذلك ضعفا في الإنتماء، ونقمة علي الواقع، ورغبة في الهجرة والسفر، وتسليم الفكر والرأس لاي مصدر قوت اليوم.
فهل يستقيم ذلك ونحن نبني وننشد غد أفضل وجمهورية جديدة؟، وهل يستمر ذلك ونحن ننتظر من (الشباب) تسلم الراية؟، وهل فعلت الحكومه شيئا لمواجهة البطالة، وهل تحركت للتواصل مع الأشقاء العرب لفتح فرص عمل لأبنائنا؟.
وهل أعدت بدائل يعمل بها (الشباب)، وهل ستقدم لهم إعانة بطالة، وهل سترشدهم عبر خبرائها إلي آفاق أخري للعمل؟، وهل تعلم أن الذكاء الاصطناعي سيضاعف مشكلة البطالة.
هل ننتظر من (الشباب) شئ غير اليأس
وهل حاربت منصات النصب الإلكتروني على الشباب في مجال التوظيف، وهل يشغل هذا الملف أدمغة الحكومة؟، وهل ننتظر من (الشباب) شئ غير اليأس والرفض والسفر؟
وهل نلومهم على الإنخراط في أفكار غير سوية، وهل سنحميهم ممن يريد تجنيدهم لأعمال غير سليمة؟
وماذا بعد كل هذا؟، ومع استفزاز الإعلام في ملبسه ومأكله وملايينه ومشروعاته والحياة الوردية، هذا دفع (الشباب) للانصراف عن الإعلام وفكره الرأسمالي، ولم يعد لدى أحد إجابة لأسئلة الشباب حول إنعدام فرص العمل،وملامح الغد.
وهل فكرت الحكومة في مجلس أعلي للتوظيف، أو قل للتدريب التحويلي ثم التوظيف؟، وهل تشترط علي كل صاحب مشروع تشغيل عدد من الشباب؟، وهل نجحت فكرة المدن الحرفية.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: برنامج (الرئيس) المنتخب
وهل نحتاج لأكاديميات مهنية حرفية، وهل يجد (الشباب) أفكاار وتمويلا لخلق فرص عمل لهم؟، أيها المسئولين حلوا لنا هذه المعضلة بين أعداد الجامعات والخريجين وأعداد العاطلين وأعداد فرص العمل.
ضعوا لنا مجلسا أو هيئة تنجز في هذا الملف، سارعوا إلي دول الجوار ومسيرة إعمارها لخلق فرص عمل لشبابنا، استعدوا للعائدين تسريحا من دول الخليج.
إن تكلفة الأسر في الإنفاق طوال سنوات الدراسة علي أبنائها لايستقيم مع بطالتهم ولا مع كسر أحلام الأسر في مستقبل أولادهم، دعوا نواب الشعب لتقديم أفكار إيجابيه في هذا المجال، وانقلوا تجارب دول العالم في مجالي التوظيف ومواجهة البطالة.
خذوا آراء الخبراء، أقيموا أحداثا تناقش كل الأفكار في هذا المضمار، اجعلوا الإعلام من خلال رسائله ليس مستفزا في عرض رفاهية البعض، ورفاهية الأكل، ورفاهية الإعلانات، ورفاهية العقارات والقصور.
فإن ذلك يقتل أسرا وشبابنا حسرة وندامة كما أنه لايلائم ظروفنا الإقتصادية إطلاقا، إجعلوا الإعلام يطرح أفكار للعمل، وأفكارا للشغل الجماعي، وأفكار للعمل (أون لاين)، وأفكارا لمحاربة النصب الإلكتروني في مجال التوظيف.
ولينظم ملتقيات للتوظيف بين أصحاب المشروعات وشبابنا العاطل، ولينقل تجارب العالم لـ (الشباب)، وليزرع أملا معقولا داخلهم وليحتويهم برسائله وليحفظهم من كل مكروه وسوء.
شباب الأمة هم نصف حاضرها
إن شباب الأمة هم نصف حاضرها وكل مستقبلها، وهم قادة الغد ورجاله، وهم أيضا فريسة مستهدفة، والبطالة أوسع أبواب الوصول إليهم، إن الأمر جد خطير، ويستحق جهودا جبارة، حتي لانفرغ الوطن من شبابه هجرة.
ولا نبحث عنهم مستقبلا حاجة لهم، ولا يكسو اليأس وجوه الكثيرون منا، ولا نصدم الأسر في أمانيهم، ولا نسلم أولادنا في غفلة لمن يستهدفهم، ولانندم يوما قادما علي لبن سكبناه ونحن نراه.
إن الشباب مستغل حتي لو وجد بصيص أمل في وظيفه قد لاتناسبه، ولكنهم يرضون، فلا وظائف ولا دخل ولا مستقبل لهؤلاء المشرفون على الضياع من وحش البطالة وقصر ذات اليد، والأماني المعطلة، والأنفس المحرومة الساخطة، والهجرة والسفر للمجهول، والتسريح والكبت.
إن البطاله تستحق يقظه ودأب وحلولا وأفكارا وقرارات ومتابعة الشباب ضمير أمتنا، وقلبها النابض، ومستقبلها المأمول،وأمانة في العنق.
خبروهم ماذا ينتظرهم، وماذا يفعلون، ازرعوا فيهم أملا، وكونوا لهم سندا وناصحا، لتجمعكم وإياهم مصرنا الجديدة في غد أفضل منشود بفضل الله، حمي الله مصر وشبابها وحقق أمانيهم، وتحيا دوما مصرنا..آمين.