بقلم: محمد شمروخ
كل ما تعجبت منه على أثر انتشار فيديو حوار السيد (الدبلوماسي) رفعت الأنصاري مع برنامج يبث على قناة تابعة لأحد المواقع الإلكترونية، هو أن الناس وكأنهم فوجئوا بما سرده (الأنصاري) عن استثماره لعلاقات بينه وبين سيدات في إسرائيل منهن اثنتان تعملان في جيش الدفاع.
وكل عجبي هو أن الناس تعجبوا وفوجئوا!
هذا مع أن السيد (الدبلوماسي) الأنصارى مساعد وزير الخارجية الأسبق، سبق وأن تحدث عن ذلك قبل حوالى 8 سنوات في برنامج (أسرار تحت الكوبري) مع الإعلامي الشهير طونى خليفة!
كما سبق وأن أصدر (الدبلوماسي) الأنصارى كتابا عن فترة خدمته كقنصل عام لمصر في تل أبيب.
وهنا كانت المشكلة التى أثيرت، ففى حديثة الأخير مع (ذات مصر)، تحدث بصراحة عما سبق التلميح إليه – وإن كانت تلميحات تصل إلى قرب الكشف – عن علاقاته مع فتيات ونساء إسرائيل.
وكيف أنه اصطادهن بدلا من أن يصدنه، والنتيجة أنه هو الذي حصل منهن على معلومات وصفت بالخطيرة، سواء عن أسرار السياسة الإسرائيلية أو الأسرار العسكرية من قلب جيش الدفاع!.
وعلى رأى عبد الوهاب في أغنيته القديمة (تيجي تصيده يصيدك!).
إقرأ أيضا : محمد شمروخ يكتب: (وحيد حامد) وعهد حسنى مبارك
ولا أدرى لماذا كل هذه الهوجة من الحنق والغل، وكأن العمل السياسي تحت أى تصنيف سواء كان المخابراتى أو (الدبلوماسي)، لم يكن يعرف مثل هذه العلاقات!
فالكل يعرف أن الجنس أحد أهم أركان العمل السياسي، خاصة الاستخباراتي في كل بلدان العالم بلا استثناء.. لا.. بل هو ضرورى في الخلفيات التفاوضية.
كما أنه جزء أساسي في الصفقات التجارية الكبرى سواء كانت تحمل طابع التجارة المباشرة او فيما يختص بالتجارة ذات الطابع الاستراتيجي، حتى لكأنه منصوص عليه في البنود السرية في العلاقات بين الدول!
أحاديث سيادة السفير أو (الدبلوماسي)
وعندما سمعت أحاديث سيادة السفير أو (الدبلوماسي) الذي يشبه في وسامته وأناقته نجوم السينما، ضحكت من هذه الفورة التى قوبل بها حديثه الأخير.
فمتى وفي أي عهد من العهود وفي أى مكان على وجه المعمورة أو حتى المخروبة، كانت الساحات السياسية طاهرة مطهرة؟!
أيها السادة دعونى أردد مع الشاعر الكبير نجيب سرور ما قاله عن السياسة في قصائده البذيئة عندما سألوه عن علاقة السياسة بالجنس!
ولحظة واحدة يا محترم:
هل تعلم سيادتك أنه في سنة 1945 اجتمع مندوبو 50 دولة من دول العالم ليضعوا ميثاق الأمم المتحدة ويعلنوا عن تأسيسها في بيت دعارة في سان فرانسيسكو.
حيث كان يجتمع رهط مهيب منهم السياسي و(الدبلوماسي) في بيت الدعارة المشهور وهو عبارة عن فندق تديره سيدة تدعى (سالى ستانفورد)، وهى أمريكية من أصول يهودية، احترفت الدعارة كممارسة أولا وكإدارة أخيراً حسب القاعدة المتبعة في عالم الدعارة، وذلك بعد رحلة كفاحها المريرة بين أسرة السجون ومواخير البغاء!
إقرأ أيضا : محمد شمروخ يكتب: (ساويرس).. للجوائز والمهرجانات !
هل لك أن تسأل لماذا اختير فندق السيدة (ستانفورد) لهذا الحدث التاريخي الذي يشكل نقطة تحول بارزة في تاريخ الإنسانية بالإعلان عن ولادة أكبر وأهم منظمة في التاريخ؟!
يا ترى لماذا اختير هذا الماخور؟!
ويا ترى ماذا يقصد الإخوة الأعضاء المؤسسون الذين لم يفارقوا أحضان فتيات (مدام سالى) باصرارهم على يتم الاتفاق على الميثاق الأممى من بين أحضان فتيات (مدام ستانفورد)؟!
وبالطبع فالعلاقات الجنسية في السياسة، ليست وليدة العصور الحديثة، فالتاريخ مفعم بما هو أخزى من ذلك بكثير، فكم ضحى الأباطرة والملوك والقواد بمصائر أممهم في خدور النساء!
يمكنك على سبيل المثال لا الحصر، أن تراجع الصراع ما بين الإسكندرية وروما على عهد (كليوباترا)، وكيف انتهت مصر كقاعدة لإمبراطورية عظمى وتتحول إلى عزبة خاصة للإمبراطور الرومانى دون مرتبة الولاية!
ويمكنك أيضا تلقى (من طول ذراعك) قصة حب (أنطونيو وكليوباترا) التى لم تكن إلا من نسج هرتلة خيال الشعراء، حيث كانت الملكة كليوباترا بنت (بطليموس) الزمار قد غدرت بأنطونيو وانسحبت بأسطولها لتتركه يواجه مصيره.
لكنها لم تفلح أن تستميل شعب روما الذي كان يلقبها بالعاهرة، بل ولم يعترفوا بزواجها من (يوليوس قيصر) واعتبروا ابنهما قيصرون (ابن حرام)!
(كليوباترا) تعتبر قصة بريئة
وقصة (كليوباترا) هذه تعتبر قصة بريئة تبدو فيها (كليوباترا) قطة مغمضة، بجانب كثير من بطلات قصص التاريخ قديمه وحديثه!
فكم من عروش انهارت وجيوش اندحرت وأمم تفككت بسبب مثل هذه العلاقات.
ولما نذهب بعيداً في الزمان والمكان؟!، فلعلك قرأت عن علاقة السيدة (ماتيلدا كرايم)، حرم الملياردير (آرثر كرايم)، والتى كانت يهودية متعصبة وصهيونية حتى النخاع، تفتخر بتاريخها الجنسي في خدمة إسرائيل.
والأهم أنها صارت بعد مقتل الرئيس الأمريكي (جون كينيدي)، عشيقة خليفته على (المكتب البيضاوي) السيد (ليندون جونسون) – بعلم الزوج الملياردير وتشجيعه.
و(ماتيلدا) كانت تحرض على مصر سرا وعلانية، ولم تهدأ إلا بعد أن سمعت بأذنيها أنباء نكسة يونيو 1967 واحتلال سيناء وسقوط القدس تحت يد إخوانها في إسرائيل!
وعلى الاتجاه المعاكس في القاهرة، يجوز أن تكون قرأت عن العاهرة التي باتت بين ذراعي مسئول مصري كبير حينئذ، وسمعته يتحدث عرضاً عن عيوب في نظام الرادارات المصرية.
فما كان منها إلا وأن أبلغت بهذا العيب المخابرات الإسرائيلية التى دفعتها الى أحضانه دون أن يدري، فكانت الضربة القاتلة في صباح 5 يونيو.
إذن فسبب كل البلاوى الناتجة عن 67 يرجع إلى عاهرتين في واشنطن والقاهرة!، ولا ندرى كم من العواهر في بقية العواصم وما سببنه من القواصم!
ومن الجائز أنك تعلم أن الجاسوسة الشهيرة (هبة سليم) التى مثلت شخصيتها الفنانة الراحلة (مديحة كامل) في الفيلم الشهير (الصعود إلى الهاوية)، كانت قد أغوت بفتنتها ضابطاً يعمل في موقع حساس اسمه (فاروق الفقى).
فهام بها عشقاً وركع تحت قدميها و(خر) بكل المعلومات التى نتج عنها كوارث لا حصر لها في الأرواح والمنشآت على طول خطوط المواجهة مع العدو الإسرائيلي.
وهى نفسها – الله يجحمها مطرح ما غارت – كانت متيمة بممارسة الجنس وبلغت شراهتها أنها ارتبطت بصديقة لها في باريس بعلاقة شاذة وكانتا تعملان معا في خدمة المخابرات الإسرائيلية!
سخط على حديث (الدبلوماسي)
هذه مجرد أمثلة عفو الخاطر، لم أبذل فيها مجهودا كبيراً بسبب شهرتها، أوردها هنا بمناسبة ما لمسته من سخط على حديث (الدبلوماسي) رفعت الأنصارى الذي تحدث عن مغامراته مع الإسرائيليات.
وأنه خلال علاقته الحميمة مع أى منهن كان منتبها ومدركا أنهن مدفوعات إليه دفعا، فلم ينبس ببنت شفة (باستثناء القبلات طبعاً) فلم تتسرب معلومة يمكن أن تؤخذ منه أو عليه.
ومن حقك كمصرى أن تفخر به، ذلك لأن هذا النوع من العلاقات فوق أنه كثيرا ما يكون من ضروريات العمل السياسي، فهو سفير للفحولة المصرية على سن ورمح!.
ولابد أن تزداد فخرا بمثل نموذج (الدبلوماسي) الأنصاري في زمن سيطرة المخنثين الذين يتمتعون بحماية دولية، حتى أن الولايات المتحدة وحلفاءها على استعداد أن يحركوا الأساطيل البحرية والجوية، من أجل الدفاع عن حقهم في التمتع بأجواء سرية معترف بها إن رضاء وإن رغماً.
ألا تعلم أن أهم أسباب دعم أوكرانيا في مقابل روسيا، هو أن السيد الرئيس الأوكراني يدعم المثليين؟!
وبالتأكيد سمعت مؤخراً سبب اختيار وزير خارجية فرنسا من لدن رئيس وزرائها بعد أن أعلنا زواجهما بعد قصة حب عنيفة!
فها نحن اليوم نترحم على أيام مدام (سالى ستانفورد!).
فلم تعد العلاقات الجنسية الطبيعية مثارا للفضيحة، ذلك لأن عهد الحنس الطبيعي في مجتمعات دول الغرب، وكذلك إسرائيل بوصفها ثمرة الغرب التى استزرعت شجرتها في أرض الشرق، هو ذا يؤذن بالزوال!
فربما حملت الأيام المقبلة فرصة للشعوب المقهورة، إذ أن انتشار (المثليين) سوف يجعل كثيرات من بنات المجتمعات المتحضرة، بحاجة إلى شباب طبيعي من المجتمعات المتخلفة، وحبذا لو كان على مثال (الدبلوماسي) الأنصارى في شبابه!.
وربما يأتى الحل من هذا الجانب دون أن نشعر أو نتكلف سوى شوربة كوارع وطبق مخاصي!
فلماذا لا تكون تجربة (الدبلوماسي) الشاب التى مارسها إبان خدمته في إسرائيل، مقدمة مبكرة لما ستكون عليه الأمور مستقبلاً؟!
ولماذا لا؟!، مادام النموذج الفرنساوى هو الذي يتربص بنا في الظلام والنور؟!