الإبهار وضخامة الإنتاج هو عنوان مسلسل (الوعد) الذي يحكي السيرة الهلالية
كتب: أحمد السماحي
بعد طول انتظار وترقب بدأ يوم الخميس الماضي 11 يناير الجاري عرض أولى حلقات المسلسل التاريخي (الوعد)، وستعرض كل يوم خميس حلقة، على قناة (mbc1) في تمام الساعة 6 مساءً.
ويعاد عرض الحلقة في نفس اليوم الساعة 11 مساءً، بجانب عرضه على منصة (Starz play).
مسلسل (الوعد) من الأعمال الضخمة، من إنتاج شركتي (النجمة للإعلام) وشركة (سينماتك ميديا)، ويندرج تحت نوع الأعمال الموسمية.
إقرأ أيضا : إبراهيم الزدجالي : (الوعد) عمل ضخم يتحدث عن السيرة الهلالية وسيرى النور قريبا
حيث من المقرر أن يتألف العمل من ثماني حلقات في موسمه الأول، وسيتكون من أربع مواسم متعاقبة.
ومسلسل (الوعد) تأليف الكاتبين المصريين (عبد الرحيم كمال)، و(ناصر عبد الرحمن) وإخراج المخرج التونسي محمد الخياري، ويحكي قصة سيرة بني هلال.
والتركيز في الموسم الأول على المعركة الكبرى بين (أبو زيد الهلالي/ الأمير بركات) وأبيه (رزق بن نايل) على مدى سبع ليال، وهي نقطة العمل الأساسية في القصة.
ويعرض مسلسل (الوعد) خلال هذه الليالي ميلاد (أبو زيد) ونفيه ووالدته ومراحل طفولته، وشبابه وعودته إلى بني هلال، لمواجهة والده دون علم الأخير.
وبدأت الحلقة الأولى في أجواء من الإبهار من حيث أماكن التصوير، والملابس والمكياج، والديكور، والموسيقى.
والتقنيات العالمية الحديثة المستخدمة في التصوير من فريق عمل إيطالي، فضلا عن الأداء العالمي لكثير من نجوم العالم العربي، فالعمل يضم نخبة ممتازة من النجوم.
حيث يجسد عبدالمحسن النمر دور (الزناتي خليفة)، ونضال نجم دور (رزق بن نايل)، وزياد التواتي (بركات)، ومهيرة عبدالعزيز (خضرة)، وشيلاء سبت (الجازية).
وأضوى فهد (شيحة)، ونجلاء بن عبدالله (سعدي)، ومريم الزعيمي (وداد)، فضلا عن نجوم آخرين يضمهم العمل من هؤلاء (إبراهيم الزدجالي، محمد مفتاح، محمد الهاشم، خالد نجم، أحمد سرور) وغيرهم.
الحلقة الأولى من الوعد
بدأت الحلقة الأولى من (الوعد) عام ( 1149) ميلادية من مأساة (رزق بن نايل / نضال نجم) الذي اشتهر بالشجاعة والدهاء، وكان زعيما وقائدا لفرسان قبيلته، وابتعاده عن قبيلته (بني هلال) لسنوات طويلة بعد أن طعنوه في أغلى ما يملك وهو شرفه!.
حيث انجبت زوجته (خضرة الشريفة) طفل أسود اللون فأبى الأمير رزق الاعتراف به، وتكتم على خبر مولده، ولكن أهل قبيلته علموا الخبر، وأشاعوا عنه الأقاويل التى تمس رجولته!.
وبعد سنوات من هذا الابتعاد تذهب إليه ابنته (شيحه / أضوى فهد) في منفاه، وتعرفه بنفسها، ويفاجأ أنها أصبحت شابة، وتطلب منه العودة إلى بني هلال.
وبالفعل يعود، وانتهت الحلقة الأولى ببداية معركة ساخنة بين (الأميربركات / زياد التواتي) و(رزق بن نايل)!.
وكان أجمل ما في نهاية الحلقة الأولى المونولوج الذي قاله (رزق بن نايل) عندما واجه العبد الأسود (بركات) والذي قال له ساخرا: (أبلتنا الأيام والليالي، وأعجب ما رأت عيني عبدا يعادي سادته!.
فوالله لو كان في الكون عدالة ما رفع (رزق بن نايل) سيفه في وجه عبد، إن قتلي لك لإهانة، وتركي لك لإهانة!، ولكن لأجل الحرائر القابعات في الخيام.
وحتى لا يقول العرب دنس العبد بيوت الكرام لأقطعن رأسك واجعله تحت قدمي).
وانتهت الحلقة عند هذه الجملة، وكان أداء بعض من النجوم في الحلقة الأولى يحمل تشنجا، وبعضهم لجأ إلى الأنفعال الزائد في الكلام.
لكن نجا من هذا الانفعال (الأوفر) كلا من (عبدالمحسن النمر، نضال نجم، إبراهيم الزدجالي، محمد مفتاح) حيث جاء أداء كل واحدا منهم متقنا وهادئا ورزينا.
(الوعد) وعبدالرحيم كمال
كان (شهريار النجوم) أول من تحدث عن هذه الملحمة التاريخية مع كاتبها المؤلف المبدع عبدالرحيم كمال الذي خصنا منذ عامين ببعض التصريحات.
حيث أعرب عن سعادته البالغة بكتابة هذا العمل الملحمي الضخم الذي لم يبخل عليه صناعه من كافة العناصر، حيث أحضروا له أفضل العناصر في كل المجالات.
وما يضاعف من سعادته مشاركته الكتابة مع زميله الكاتب المتميز (ناصر عبدالرحمن) ابن محافظته (سوهاج) التى ولد كلا منهما فيها.
كما يشاركه عشقه للسيرة الهلالية التى تربى كل منهما عليها في طفولتهما، وقال باختصار: كانت تجربة شديدة الإمتاع بالنسبة لي، خاصة أنها المرة الأولى التى أشارك فيها أحد كتابة عمل درامي، فأنا منذ بداياتي وأنا أكتب بمفردي.
وعن ظروف اشتراكه لأول مرة في عمل عربي قال صاحب (الخواجه عبدالقادر): المسئولين في شركة إنتاج مسلسل (الوعد) هم الذين إتصلوا بي واتفقنا على كل التفاصيل، وكلفوني بكتابة هذا العمل الذي سعدت جدا بكتابته.
وفيما يتعلق بعنوان المسلسل (الوعد) صرح مؤلف (الرحايا) قائلا: كل موسم من مواسم المسلسل سيحمل اسما مختلفا، وفي هذا الجزء وقع إختيارنا على اسم (الوعد) لأنه يتناسب مع مضمون الحلقات.
سيرة بني هلال
(سيرة بني هلال) هى السيرة العربية الوحيدة التي تحدثت على نحو موضوعي عن حقيقة الوضع العربي، فلقد تعرضت الهلالية لسلبيات المجتمع العربي وإيجابياته.
إذ لم تكتف بالتوقف عند الإيجابيات فحسب كما هو الشأن مع بقية السير العربية الأخرى، كأن تتحدث عن شجاعة العربي وكرمه وانتصاراته، لكنها قدمت لحظات الهزائم والخيانة أيضا.
فعلى سبيل المثال توقفت الهلالية عند خيانة بعض العرب لبعضهم، والاستعانة بالآخر (دينيا أوعرقيا) لمعاونته على عربي مثله، كما توقفت عند حال الفرقة.
والانقسام التي تسود المجتمع لحظة النصر، لتقسيم الغنائم والمكاسب، والصراع على السلطة.
هذا إلى جانب توقفها عند مآثر العرب، التي تقدمها بوصفها قيما اجتماعية مأمولة، يرغب الراوي في أن تسود المجتمع، دون أن يأخذ الحديث عنها شكل التمجيد والمدح لكل ما هو عربي.