ننفرد بنشر ما كتبه (صلاح أبوسيف) عن أول نجم مصري عالمي عام 1934
كتب: أحمد السماحي
كلنا نعرف مخرج الواقعية (صلاح أبوسيف)، وكلنا نعرف أنه المخرج الذي عرضت أفلامه أكثر من أي مخرج مصري آخر في مهرجانات السينما الدولية.
كلنا نعرف (صلاح أبوسيف) الذي طرح عبر أفلامه كثير من القضايا المهمة في المجتمع المصري، ومازال كثير من أفلامه حتى الآن ينبض بالحياة والصدق.
وكلنا نعرف مشوار حياة (صلاح أبوسيف) سينمائيا، وكلنا نعرف أنه بدأ حياته بنشر مقالات عن السينما عام 1929 من خلال مجلات (الصباح، وأبوالهول، والوادي، والعروسة، واللطائف المصورة).
وكان ينشر في هذه المجلات أخبارا سينمائية مترجمة أو نقدا لفيلم، أو وصفا لحفلة أو مناظرة تقيمها جمعية أدبية، وكان يوقع مقالاته باسم (صلاح الدين أبوسيف).
والمفاجأة أننا لم نعثر فقط على مقالات (صلاح أبوسيف)، لكننا عثرنا أيضا على مقالات وموضوعات مهمة بقلم مجموعة من نجومنا الكبار منهم (ستيفان روستي، أحمد بدرخان، فطين عبدالوهاب) وغيرهم من رموزنا السينمائية.
إقرأ أيضا : حجاج أدول يكتب : شفاعات صلاح أبو سيف بين ناقدين (5)
بداية من هذا الأسبوع ينفرد (شهريار النجوم) بنشر بعض الموضوعات التى كتبها (صلاح أبوسيف)، وسننشر كل فترة موضوع في باب (صحافة زمان).
وهذا الأسبوع سنعيد نشر موضوع له نشر عام 1934 في مجلة (الصباح) والذي كان يحمل غلافه صورة للنجمة العالمية الشهيرة (جوان كراوفورد).
وكان عنوان الموضوع (الكسندر دارسي.. نجم مصري يبزغ في سماء أوروبا)، وجاء في الموضوع:
(نشرت احدى المجلات الفرنسية التى تصدر في القاهرة حديثا لأحد محرريها في باريس عن ممثل سينمائي مصري كان قد رحل إلى فرنسا لإتمام علومه.
ولكن السينما جذبته اليها بما فيها من سحر وقوة، فما لبث أن صار في عداد نجومها، وقد رأينا نقله لقراء (الصباح) لما يشعر به المصري الصميم من نشوة حين يقرأ أخبار مواطنيه الذين أمكنهم منافسة الأجانب والتفوق عليهم في بلادهم، وها هو الحديث بنصه.
صلاح أبو سيف.. وإلكسندر
وجميل جدا أن يكون أول أحاديثي السينمائية في باريس مع أحد مواطني الأعزاء، فإلكسندر دارسي الممثل السينمائي الذي ذاع صيته في انجلترا وفرنسا وكثير من عواصم أوروبا الكبرى ليس إلا مصري قح!.
اسمه الحقيقي (إليكس صروف أفلاطون) وهو نجل (صروف أفلاطون) أحد بكوات مصر، وحفيد أحد باشاوتها، ولد (إليكس) في القاهرة في العاشر من شهر أغسطس سنة 1908 من أب قبطي وأم فرنسية.
إقرأ أيضا : حجاج أدول: صلاح أبو سيف والجنس في أفلام أخرى (4)
وعاش حتى الحادية عشر في مصر، وفي عام 1919 رحل بصحبة عائلته إلى (نيس) ثم تركها وقصد إلى (لوزان) ليتم علومه وظل بها حتى عام 1923، ثم رجع إلى فرنسا وقطن في (نيس) حتى عام 1928.
وكان المخرج المعروف (ركس إنجرام) سائرا على أحد شاطئ ( Èze-sur-Mer Beach) فاستلفت نظره ممثلنا الشاب، وأعجبه فيه عدة محاسن.
وأدرك بنظره الثاقب أن هذه المحاسن ملائمة للتمثيل السينمائي، فتقدم إليه وأعرب له عن رأيه ونصحه أن يجرب حظه في السينما وتنبأ له بمستقبل باهر.
وصدقت نبوءة المخرج الكبير وأمضى الشاب عقدا مع شركة السينما الرومانية، واضطلع بأحد الأدوار الأولى في رواية (انتقام الملعون) التى أخرجها ساريني ليبرانس، فكان نصيبه النجاح.
وكان مدير شركة (برتش انترناشيونال بكتشرز) يبحث عن (جان برميير) ليقف أمام الممثلة (بيتي بلفور) في أحد أفلامهم، فوجد في (إلكيس) ضالته المنشودة فتعاقد معه.
وقام (إليكس أو الكسندر) بالدور فبلغ به ذروة النجاح، وذاع صيته وأصبح في مصاف نجوم انجلترا.
(إلكسندر) وشركة (أوسو)
ومرت سنوات 1928، و29، و30، وانتشرت السينما الناطقة وأفلامها الموسيقية، فابتدأ في الرقص والغناء، ونظرا لما في صوته من عذوبة وقوة حاز فيها نجاحا عظيما.
كما أنه ملم بعدة لغات هى (العربية طبعا، والفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية، وبعض الألمانية) مما وطد مركزه لدى شركات السينما.
ثم عاد إلى فرنسا عام 1930 ومثل لحساب شركة (أوسو) روايتين هما (ملك العصور) بالإشتراك مع جونس باري، ودرانم في بودابست، و(سأحبك دائما) مع ليزبت لانفين، في روما.
والرواية الأخيرة من إخراج المخرج الإيطالي الفذ (ماريو كاميريني)، ولم ينته العمل في الفيلمين، حتى كان قد أضناه المجهود الشاق الذي بذله في تمثيل دوره فسقط مريضا.
ولكنه عاد أخيرا للعمل مع الممثلة الفرنسية المعروفة ماري بل في رواية (بوليش) بالاشتراك مع كونسانس ريمي، وكان نجاحه في هذا الفيلم سببا في تعاقده لمدة سنتين مع شركة (كريترريم) التى يملكها المستر أورينتر.
وجميل جدا أن يتبوأ مصري مثل هذا المركز وسط نجوم أوروبا اللامعة).