تعرف على سر رفض الإذاعة اللبنانية لأغنية (عزيز يا عزيز) للشحرورة (صباح)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.
كتب: أحمد السماحي
منذ أيام أثير لغط وجدل شديدين حول أغنية (ثلاث ساعات متواصلة) للنجمة المتميزة (روبي)، هذا اللغط والجدل أثير مثله عام 1972، حول أغنية (عزيز يا عزيز) لشحروة لبنان (صباح).
هذه الأغنية جاءت ضمن أحداث فيلم (باريس والحب) الذي بدأ تصويره – كما ذكرت عاشقة (صباح) كارول الخوري، في 14 أكتوبر عام 1971 في فرنسا.
وفي منتصف فبراير عام 1972 بدأ عرض فيلم (باريس والحب) في سينما ريفولي في بيروت بحضور(صباح)، والمنتج زكريا الحلبي والمخرج محمد سلمان، ونجوم الفيلم وعدد من الصحافيين والنقاد.
لاقى فيلم (باريس والحب) بطولة (صباح) نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وحقق ايرادات صخمة لم تشهد مثلها الافلام اللبنانية من قبل.
وقد أجمعت آراء النقاد على أن الفضل في نجاح الفيلم يعود إلى بطلته (صباح) لخفة دمها وعذوبة صوتها ونجوميتها وجماهيريتها الكبيرة، إضافة إلى الإمكانيات المالية الضخمة التي وفرها منتج الفيلم زكريا الحلبي.
الفيلم كان قصة واخراج محمد سلمان، سيناريو وحوار: محمد عثمان، وصُوِّرت المشاهد الداخلية في ستوديو بعلبك في بيروت.
(صباح) غنت (عزيز يا عزيز) في الفيلم
وقام ببطولة الفيلم (صباح، صلاح ذوالفقار، يوسف شعبان، محمد رضا، سميرة بارودي، كيغام، أكرم الأحمر، سلفانا بدرخان، سمير أبو سعيد وصلاح الدين نادر)، وآخرين
وفي هذا الفيلم غنت (صباح) ثلاث أغنيات هي (الله معكم يا شباب)، تأليف توفيق بركات، وتلحين عصام رجي، (فكرك يا قلبي خسرنا)، تأليف توفيق بركات، وتلحين فيلمون وهبي.
و(عزيز يا عزيز) تأليف مارون كرم، وتلحين عصام رجي، والأغنيتين الأخيرتين غنتهما (صباح) في نفس الوقت في مسرحية (مين جوز مينن) التي كانت تعرض بالتزامن مع عرض الفيلم في الصالات.
في 27 فبراير 1972، حضرت (صباح) إحدى حفلات فيلمها (باريس والحب) في سينما ريفولي في بيروت.
وبعد انتهاء عرض الفيلم لاحظ الجمهور وجودها بينهم فتحلقوا حول (صباح) وحملوها من صالة السينما إلى سيارتها بتظاهرة جماهيرية كبيرة أدت إلى عرقلة السير في ساحة الشهداء لأكثر من ساعة.
إلى هنا انتهى كلام (كارول الخوري)، والسؤال أين الجدل واللغط، الذي أثير حول الأغنية؟! الجدل واللغط جاء في موضوع نشر في مجلة (الشبكة) اللبنانية عام 1972.
حيث دافعت المجلة عن الأغنية بقوة، وذكرت التفاصيل كاملة حيث قالت: أن منتج الفيلم (زكريا الحلبي) أعطى أغنيات الفيلم للإذاعة اللبنانية لإذاعتها كنوع من الترويج للفيلم.
وبالفعل أخذت الإذاعة الأغنيات الثلاثة كي تذيعها، وبدأت تذيع أغنيتي (الله معكم يا شباب)، و(فكرك يا قلبي خسرنا).
الإذاعة تمنع أغنية (صباح)
وبعد أيام سألت (صباح) منتج فيلمها عن سر عدم إذاعة الأغنية الثالثة وهى (عزيز يا عزيز)؟!
فما كان من المنتج الكبير إلى أن توجه إلى مبني الإذاعة، وسأل لماذا يا جماعة الخير لا تذيعوا أغنية (عزيز يا عزيز)، فقالوا له ماذا يقول مطلع الأغنية؟! فقال لهم:
عزيز يا عزيز الحب شو لذيذ
وتركنا الضيعة وصفينا بباريس
كرمالك يا عزيز كرمالك يا عزيز.
فرد المسئول عن الموسيقى والغناء في الإذاعة اللبنانية، هذه الأغنية مليئة بالإيحاءات الجنسية، كما أنها تشجع اللبنانيين على الهجرة خارج الوطن!.
فرد المنتج ولكن هذه الإيحاءات والزعم أنها تشجع الشباب اللبنانيين على الهجرة لم يكن في ذهننا على الإطلاق، والست (صباح) لا يمكن تغنى أغنية تحمل إيحاءات.
وفي نهاية المقابلة سأل المنتج وايه الحل يا جماعة الخير؟ فقالوا حتى تذاع الأغنية لابد أن يغير شاعرها مطلعها.
وبالفعل اتصل المنتج زكريا الحلبي، بشاعر الأغنية مارون كرم، وطلب منه تغيير المطلع فكتب:
عزيز يا عزيز، الحب شو لذيذ
ولو تعرف يا حبيبي على قلبي شو عزيز
كما تم تغيير كلمة (الضيعة) الموجودة في الجملة التى تقول: (وتركنا الضيعة، وتركت البيت، لما يا قلبي حبيت)، وأصبحت (وتركنا الأهل).
وأصبح للأغنية تسجيلان، تسجيل الإذاعة اللبنانية، وتسجيل نسخة الفيلم، والنسختين موجودتان على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع عليهما لمعرفة المحذوفات البسيطة التى حدثت لهما.