رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(رشيد عساف).. الفنان المحترف في الأداء إلى أقصى الحدود

بقلم: محمد حبوشة

إذا ما صح القول بأن الجسد حامل للمعرفة كما يبين ذلك  (كاموسAlbert Camus) ) يتأكد لدينا أهمية الممثل الحامل لهذه المعرفة من خلال مكونات عدة، وقفت عليها عند الفنان الكبير السوري (رشيد عساف).

لتكون ثلاث مكونات وهى (الذكاء، العقل، والمعرفة الخارجية) من خلال التدريب والتعليم، والمعرفة الداخلية التي ترسل للمتلقي، وهى عملية الفهم للحياة وما تدور حوله المسرحية من فكر ورؤى وحوار لدى (رشيد عساف).

إن جسد الإنسان وهو يحمل هذه الجزئيات الثلاث، والتي تشكل الكلية المعرفية للإنسان الفنان، هى ما تشكل البعد التصوري لدى المتلقي، وعليه يمكن اعتبار كل ما يدور على خشبة المسرح هو نتيجة تفاعل مشترك تركز في جسد الممثل (رشيد عساف).

من هنا ندرك أن يكون الجسد فرجة للآخر، إذن الجسد يقوم بحركات ما وهى فيزيائية وروحية، هي حركات اندماجية من هاتين الخاصيتين للجسد البشري الجانب الفيزيائي والجانب النفسي الروحي لدى (رشيد عساف).

وهذا الجسد الفرجة كما أشار إليه (بارت) حيث يكون فرجة للجمهور في المناسبات العامة كالأعياد والاحتفالات والرقصات الطقوسية أو جوانب من الحياة الاجتماعية كالمسرح والسينما والتلفزيون.

إقرأ أيضا : ضابط بالأمن الجنائي يعيد رشيد عساف للدراما السورية

حيث اعتمد الجسد كتعبير شعوري ولا شعوري يمثل ماهية الإنسان، من هنا ندرك مرة أخرى، أن كينونة الإنسان الممثل (رشيد عساف) تكمن في التعبير عما في نفسه وعما يدور في المجتمع من عادات وتقاليد وقيم وشعائر.

وكل هذه الأشياء تنعكس على الإنسان (رشيد عساف)، فيتمثلها الجسد بتلك الحركات والأداء التعبيري، إن الجسد المسرحي كما يرى (باتريس بافيس) يتمثل بأسلوبين للعب، التلقائية والمراقبة المطلقة تماما كما هو (رشيد عساف).

أي بين جسد طبيعي لدى الممثل (رشيد عساف)، وجسد دميه يحركه المخرج، وهذا يؤكد على طاقتين، طاقة ذاتية موجودة من خلال تشكل الجسد بكامله، وطاقة أخرى ناتجة عن التدريب، ولكن مهما كانت الطاقة الثانية متدربة فهى لن تكون بمفهوم الدمية كما يحلو للبعض (كريغ ) بجعل جسد الممثل دمية.

لماذا؟ لأن الجسد مهما تدرب على فعل ما لا بد أنه سينتكس إلى مخزون معرفي سابق، يتشكل في الجسد التلقائي الطبيعي، يكون متوائما ما بين الفيزياء والروح، أما تلك التدريبات التي يقوم بها (رشيد عساف) فما هى إلا طريقة للبحث عن طاقة الممثل الكامنه فيه.

إن فعل الجسد والروح هما ملكتان يتوفران في (رشيد عساف)

(رشيد عساف) وفعل الجسد والروح

والتي تبدو أنها غير مستفزة لتنتج فعلا مسرحيا على خشبة المسرح أو مشهدا على شاشة التلفزيون، يتمثل بتلك الحركات المتوائمة مع الفكرة/ الموضوع المسرحي، فيرى (ديكارت) أن (الروح لا توجد في الجسد وجود الربان في السفينة، بل ككائن يسكن في جميع أنحاء الجسد)، كما يفعل (رشيد عساف) في أثناء أدائه المذهل.

وعليه فإن الحركات الجسدية المتنوعة والتي تحويها كل أجزاء الجسم من الأعلى للأسفل عند (رشيد عساف) هى عبارة عن إيقاعات لغوية حركية تنوب عن الكثير من الكلام، فالإشارة من العين قد تعطي دلالات مختلفة، إن هذه العلامات تندرج ضمن السياق.

سواء أكان (رشيد عساف) بهذه الحركات يعبر عن حالة مودة أو حالة من التشنج والرفض لما يحدث من قبل الطرف الآخر، وكذلك إيماءة الرأس تعطي تعبيرات لغوية حركية تعبر عن الرفض والقبول والتردد.

وهذا ينطبق على فم رشيد عساف) بحركاته المختلفة، وينطبق أيضا على الحاجب، ولا ننسى الأطراف والتي قد تكون معبرة بصورة أكثر وضوحا، وربما يلعب بذلك حجمها الذي يختلف عن الأعضاء الأخرى مثل العين والفم والرأس أيضا.

فإذا ما استخدم الأعضاء الصغيرة، لتخفي الأمور عن الآخرين، فإن الأعضاء الكبيرة تفضحها وهى تؤدي الدور نفسه الذي تقوم به الأعضاء الصغيرة، لهذا فإن لغة الجسد لدى (رشيد عساف) هى لغة ذات دلالات متنوعة، تتموضع حسب السياق كما يقال لكل مقام مقال، والمقال هنا بلغة الإشارة وليس باللغة المنطوقة.

إن العلاقة بين الممثل والآخر، تتطلب وعيا ذهنيا بما يفعله الممثل وحضورا جسديا، لندرك أن الجسد عند (رشيد عساف) هو من يقوم ببث إشارات، والقيام بحركات جسدية محفزة للآخر، لينتج فعلا ما بسبب تلك الإشارة الجسدية.

وهذا حضور تفاعلي على خشبة المسرح أو شاشة التلفزيون بين الممثلين، لابد أن يكون كل ممثل حاضرا ذهنيا وقادرا على حضورية الجسد دائما مثل (رشيد عساف)، بما يتسق مع الصورة الذهنية لدى الممثل.

إن إحساس (رشيد عساف) هو جزء من الجسد

إحساس (رشيد عساف) جزء من الجسد

إن إحساس (رشيد عساف) هو جزء من الجسد، وعليه يمكن اعتبار أن (الذين يمارسون تمارين عضلية خلال سنوات، دون الاهتمام بالجسد الإحساسي أو دون تنمية النظرة الصافية تجاه الإحساس العضلي ليسوا متوازنين جيدا).

من خلال هذه المقولة ندرك أن توازن جسد (رشيد عساف) لابد أن يكون متوازنا ذهنيا وجسديا وإحساسا، بهذه المكونات الثلاثة يشكل الجسد الإنساني، وهذا الاهتمام بالإحساس، هو ما يجعل حضورية الجسد على خشبة المسرح أو شاشة التلفزيون، كحالة استمرارية متيقظة من حيث الانتباه والتفاعل الجسدي والأدائي الذي يصاحبة اللفظ والحوار.

ومن خلال النظر بمقولة (أرسطو) وهو يتكلم عن الجسد والروح معا من خلال اجتماعهما (كثنائي) بمقتضى اجتماعهما يؤثر الواحد ويتأثر الآخر، يحرك الواحد ويحرك الآخر، ولا تنتمي هذه العلاقات المتبادلة إلى أشياء تؤخذ بالمصادفة عند (رشيد عساف).

أننا نرى الحركة، نرى الفعل، ونحس بالحركة ونحس بالفعل، يؤثر الممثل (رشيد عساف) فينا ونتأثر بالفعل المنقول إلينا منه، وبالتالي فإن المعرفة التي نطلبها على خشبة المسرح يحملها جسد هذا الممثل الحي بروح تواقة للتحليق عاليا.

إن (رشيد عساف) الإنسان هو الذي يخاطب فينا أشياء عدة، أولها العين وهى الجارحة التي ترى الحركة والفعل، والعقل الذي يتصور ماهية ما يحدث الآن، ويخاطب أجسادنا التي تبدو منفعلة ومتفاعلة مع الممثل.

فنحن نستطيع كمتفرجين أن نحس بأجسادنا تلعب كما يلعب جسد الممثل، وهذا اللعب متقلب حسب الدور والحدث المعرفي الذي يرسل إلينا، فلا بد أن العاطفة تتغير من حالة إلى أخرى.

إقرأ أيضا : دروس “رشيد” الرشيدة حول قضية فلسطين

فجسد المتلقي عندما يشاهد مأساة، يتفاعل مع طبيعة الحدث الذي يراه بالحزن والألم والتفكير الاستهجاني مثلا، وكذلك عندما يرى الكوميديا، يتحرك الجسد ويستجيب للفرح والأمل.

والبعد الاستهجاني كحالة مضحكة تهكمية مثلا، لهذا فجسد الممثل (رشيد عساف) هو الذي يحرك فينا كل الأشياء سواء المدركة أو التي نتحسسها بالبعد الخيالي أو استجابة للحركة الجسدية، والتي ربما تكون إرادية وغير إرادية.

فالخوف لا يمكن أن يكون في لحظة ما إرادي لدى المتلقي لأنه حالة فجائية، وكذلك الفرح، أما لدى الممثل (رشيد عساف) فهو حالة إرادية؛ لأنه يملك معرفة مسبقة عما سيجري على خشبة المسرح أو المشهد الدرامي، ولكننا نستثني من ذلك الارتجال الذي يكون خارج نطاق التدريب والمعرفة المسبقة في أحيان كثيرة

إن مكونات الجسد عند (رشيد عساف) متعددة منها الصوت، والذي بدأ الاهتمام به كجزئية جسدية، أي باعتباره لغة جسدية وليس كلاما، (وليس من الضروري أن يكون هذا الصوت جميلا أو متناغما أو مركزا ونغما معبرا بعمق عن الشخصية بما تحمله من خصائص وفردية وحساسية).

الحدود

راس غليظ

(رشيد عساف) واحد من المخضرمين

الفنان السوري (رشيد عساف) واحد من الفنانين المخضرمين الذين شهدوا مراحل تطور الدراما السورية، برز بشكل كبير في الأدوار البدوية والتاريخية والعديد من الأعمال الأخرى.

ولد الفنان (رشيد عساف) في منطقة (خربا) التابعة لمحافظة السويداء في سوريا، كان ينتمي إلى أسرة متوسطة ماديا فكان والده يعمل مصورا على كاميرا قديمة وكان رشيد يرافقه ويدخل إلى دور السينما في دمشق ليبيع في أوقات الاستراحات.

عرف بموهبته ومحبته للفن منذ طفولته وكان حلمه دراسة الإخراج في إيطاليا لكن سوء ظروفه المادية منعه من ذلك، فقد (رشيد عساف) كان من محبي الفن منذ صغره فانتسب إلى الفرق المدرسية وفرق الشبيبة الفنية.

درس (رشيد عساف) الأدب الإنجليزي على الرغم من أن حلمه كان دراسة الإخراج في إيطاليا ووالده كان قد وعده بذلك ولكنه لم يستطيع بسبب تردي أحوالهم المادية، ومن ثم انتقل إلى المسرح الجامعي في أوائل السبعينيات وكان من البارزين فيه، انتقل عد بعد ذلك إلى المسرح القومي ولعب العديد من الأدوار المسرحية.

كان من بين الأفلام القصيرة التي شارك فيها (رشيد عساف) فيما بعد فيلم (الأرجوحة) عام 1976، وكذلك فيلم (اللعبة)، وكان الفيلمان من إخراج هيثم حقي وكانا بمثابة كرت الظهور لرشيد عساف على الشاشة الصغيرة.

بحوزة الفنان (رشيد عساف) رصيد ضخم من الأعمال الدرامية المتنوعة يصل لقرابة المائة عملا في السينما وفي الشاشة الصغيرة.

إقرأ أيضا : “رشيد عساف” يجسد الحلم المفقود لـ “رشدي أباظة”

كانت البداية عندما شارك (رشيد عساف) في بداية الثمانينيات مع المخرج والممثل سليم صبري في مسلسل (البسطاء) ومسلسل (حارة الملح) عام 1980، ومسلسل (تجارب عائلية) في العام 1981.

كان لمشاركة (رشيد عساف) في فيلم (الحدود) أهمية كبيرة في تاريخه الفني لما لاقاه الفيلم من نجاح كبير، وشاركه في البطولة كل من دريد لحام ويسرا، وفي نفس العام شارك أيضا في فيلم (أمطار صيفية)، وشاركه البطول كل من (سمر سامي ونجاح حفيظ وياسين بقوش) وغيرهم.

في العام 1985 ظهر في المسلسل البدوي الأردني (محاكم بلا سجون)، وهو مسلسل مكون من حلقات منفصلة كل حلقة تتحدث عن موضوع وكان من إخراج نجدت اسماعيل أنذور.

في عام 1986 شارك في عدة أعمال ومنها مسلسل (الدروب القصيرة) وهو من إخراج نذير عواد وهاني الروماني، وشاركه في التمثيل كل من (نبيلة النابلسي وتوفيق العشا وأحمد مللي وغيرهم.

كما ظهر (رشيد عساف) أيضاً في مسلسل (وداعا زمن الصمت)، وهو من تأليف هاني السعدي وشاركه التمثيل فاديا خطاب وهاني الروماني.

شارك في العام 1988 في مسلسل (دائرة النار) ومسلسل (الطبيبة)، وفي العام 1989 في مسلسل (البركان)، كم شارك (رشيد عساف) في المسلسل البدوي (كهف المغاريب)، وشاركه التمثيل كل من (منى واصف وسلوم حداد وسوزان نجم الدين وغيرهم، وتم عرضه في العام 1991.

برز الفنان (رشيد عساف) في العديد من مسلسلات الفانتازيا التاريخية وكان من أهم أعماله فيها: مسلسلات (صراع الأشاوس، البواسل، الفوارس، الكواسر)ونالت هذه المسلسلات صدى كبير في فترة عرضها.

معاوية والحسن والحسين
قمر بني هاشم
طوق البنات
الواق واق
الباشا
حارس القدس

(رشيد عساف) في الدراما التاريخية

كما كانت لـ (رشيد عساف) مشاركات هامة في الدراما التاريخية ومن أبرز الأعمال التي شارك فيها: مسلسل (العبابيد)، الذي تناول فترة حكم الملكة (زنوبيا) في تدمر وتم إنتاجه في العام 1997.

كما ظهر في مسلسل (معاوية والحسن والحسين)، وهو مسلسل تاريخي ديني وقد أحدث ضجة كبيرة واعترض على عرضه العديد من علماء الدين وقاطعته الحكومة العراقية ومنعته من العرض على شاشاتها.

شارك أيضا في مسلسل (البحث عن صلاح الدين)، الذي أخرجه نجدت إسماعيل أنذور، ومزج من خلاله بين الحضارات القديمة والجديدة وعرض في رمضان عام 2001.

في عام 2006 شارك في المسلسل التاريخي (أبناء الرشيد) الذي تناول فترة حكم هارون الرشيد، وحاز المسلسل على الجائزة الذهبية في مجال الدراما التاريخية من مهرجان القاهرة العربي للإعلام 2006.

وفي عام 2008 شارك (رشيد عساف) في مسلسل السيرة النبوية (قمر بني هاشم)، ومؤخرا في العام 2019 شارك في المسلسل التاريخي (ممالك النار) الذي يوثق الفترة الأخيرة لحكم الممالك وسقوطها على يد الدولة العثمانية.

وضم المسلسل نخبة من ممثلين الوطن العربي ومنهم (خالد النبوي) من مصر و(رفيق علي أحمد) من لبنان، و(محمود نصر، وديمة قندلفت) من سوريا.

إقرأ أيضا : رشيد عساف : المطران “كابوتشي” مس وترا في نفسي

كان أيضا لمسلسلات البيئة الشامية نصيب من أعمال (رشيد عساف)، حيث ظهر في الأعمال التالية: مسلسل (طوق البنات) بأجزائه الثلاثة الأولى، ومسلسل (عطر الشام) بجزئه الثاني ومسلسل (رجال العز).

ومن الأعمال الدرامية الأخرى التي ظهر فيها (رشيد عساف) مجموعة المسلسلات: (سحابة صيف، عائلة رضا، المتاهة، الحيتان، الدخيلة، الخربة، المسلسل الكوميدي (الواق واق) عام 2018 والمسلسل اللبناني (الباشا)، الذي تدور أحداثه في قرية في الجنوب اللبناني.

في العام 2020 قدم (رشيد عساف) عدة أعمال أهمها مسلسل (صقار) والجزء الثالث من (الباشا) وملحمته الرائعة مسلسل (حارس القدس) الذي يروي قصة حياة المطران (إيلاريون كبوجي)، وعام 2022 قدم مسلسل (سكة سفر).

في العام 2017 تم تكريم رشيد عساف في حفل (بيروت للجوائز الذهبية) وعاد ريع حفل التكريم بالكامل لدعم احتياجات مرضى السرطان.

الفنان السوري (رشيد عساف) واحد من الفنانين المخضرمين الذين شهدوا مراحل تطور الدراما السورية

أشهر أقوال (رشيد عساف):

** المنتجون والمخرجون ليسوا أغبياء، ويمكن أن يغامروا لمرة واحدة فقط، وفي حال لم يتمكن الممثل من فرض نفسه لن يتمسكوا به.

** من يستمر لابد أن تكون لديه الموهبة.

** الجمال يمكن أن يلفت في المرحلة الأولى، ولكن الممثل لايمكن أن يستمر معتمداً عليه، ولذلك بعض الممثلين في السينما المصرية كانوا نجوماً في مرحلة الشباب، وعندما تقدموا في السن لم يقدموا شيئاً.

** رفضت تقديم شخصية (حسن البنا) لأنى شعرت بنوع من التوجيه من جانب الشركة المنتجة للعمل، وكانت وقتها فى فترة حكم الإخوان المسلمين الإرهابية مصر، وعرض على العمل شركة إنتاج تابعه إلى سياستهم.

** فى رأيى أن صدام حسين كان شخصية تتمتع بالهيبة والفكر فى نفس الوقت وعندما قرأت المعالجة الخاصة بالمسلسل شعرت أن هناك (إن)، أو شىء ليس مضبوطًا ربما لأن هناك كيانات سياسية  كانت تقف وراء العمل، وأنا أريد أن أقدم صدام حسين كرمز لوحدة العراق وأرضها وهذا لم يعجبهم فاعتذرت عنه.

** أنا حريص على التنوع بين أعمالى فمثلا قدمت عملا مهما عن البيئة الشامية فى أربعة أجزاء وهو مسلسل (طوق البنات)، الذى اعتبره ردا على مسلسل (باب الحارة) الذى شوه البيئة الشامية، أيضا هناك مسلسلات مثل (شوارع الشام العتيقة، زمن البرغوث)، ومسلسلات أخرى كوميدية، وهكذا فأنا أرفض أن أوضع فى قالب واحد.

** أرفض ما يسمى بقوائم العار للفنانين السوريين، وهي من ألاعيب الصحافة، فدخل الإعلام في لعبة اصطياد الفنانين، وكأن القضية قضية فنانين، وبسبب غياب السياسيين أصبح الإعلام يلجأ إلى الفنان.

** لا يجوز استخدام الفنانين منذ البداية، وأخذ موقف منهم، سواء من طرف السلطة أو من طرف المحتجين، ويجب أن يظل الفنان بالوسط كي يبدي رأيه في ما بعد، لذا يجب عليه أن يكون مقبولا من قبل الجهة الداعية للإصلاح.

** لا يجوز للفن أن يكون أبيضا أو أسودا، وعند نشوء الأزمة يجب أن يدرك الفنان أسبابها ومعرفة الوضع الاقتصادي والسياسي في البلد، ليستطيع أن يخرج بمسلسل واقعي، ولا يجوز مطالبة الفنان بموقف صارم في البداية، كي لا يلغى حضوره.

(رشيد عساف).. ذو الملامح القوية والمعبرة التي جعلته ممثلا مناسبا لأدوار البطولة والقوة،

(رشيد عساف).. ذو الملامح القوية

وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان السوري الكبير (رشيد عساف)، ذلك الممثل الذي كتب اسمه بحروف من ماس، ذو الملامح القوية والمعبرة التي جعلته ممثلا مناسبا لأدوار البطولة والقوة، مثلما رأيناه ناجحا ومحبوبا في الكوميديا أيضا، ولعلّ مسلسل (الخربة) أكبر دليل على حسن أدائه الكوميدي.

واشتهر بمهاراته الفنية وبمقدرته اللغوية، وخصوصاً العربية الفصحى، مما أهله ليكون من أبرز من قدّم الدراما التاريخية والبدوية والأعمال الفنتازية.

هو المحترف إلى أقصى الحدود، والذي ترك بصماته واضحة في كل عمل قام ببطولته أو شارك به، فيمكن أن يؤدي الفنان السوري (رشيد عساف) العديد من الأدوار، لكن ما يلمسه المشاهد أنه، لا بد أن يضيف إلى الدور شيئا ما من روحه وشخصيته، ما جعله متميزا على مدار مسيرته الفنية، ومحترفا باختيار أدوراه، وهو يحرص دائما على عدم الظهور المجاني في الأعمال الدرامية التي لا تضيف له فنياً.

دائما مايبهرنا (رشيد عساف) بأدائة  المتميز الذي اعتاد الجمهور، عليه  في كل أعمالة  الذي قدم علامات  في الدراما التاريخية  والبدوية، ولهذا يعد من أهم نجوم سورية والعالم العربي، فهو الذي شهد العهد الذهبي لصناعة الدراما السورية والعربية.

تعليق 1
  1. انور يقول

    السلام عليكم
    هل يوجد جزء خامس لمسلسل غليص

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.