بقلم: محمد حبوشة
قضية (الملكية الفكرية لحقوق أم كلثوم) تطل برأسها من جديد، فقد عقدت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية برئاسة الدكتور (مدحت العدل)، مؤتمرا بنقابة الصحفيين، حول حقوق الملكية الفكرية، وتراث أم كلثوم ورموز الفن.
المؤتمر كان بحضور الدكتور (مدحت العدل) رئيس الجمعية، والإذاعية نادية مبروك رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، والدكتور حسام لطفي المستشار القانوني للجمعية.
وقال (مدحت العدل)، إن سبب عقد المؤتمر هو اللغط والجدل الذي أثير وما زال، حول حقوق ملكية تراث كوكب الشرق ورموز الفن، وادعاء إحدى شركات الإنتاج بامتلاكها لحقوق الملكية الفكرية لهذا التراث.
وذلك دون وجه حق أو سند قانوني، لافتا إلى أن هناك مستندات مهمة وأحكاما قضائية تؤكد عكس ما تدعيه هذه الشركة.
إقرأ أيضا : مدحت العدل : سعيد بكتابتي أوبريت مئوية الأردن
من جانبها، أكدت الإذاعية نادية مبروك، أن تراث رموز الفن هو ثروة قومية يملكها الجمهور، والدولة ممثلة في شركة صوت القاهرة، وأنها ليست ملكا خاصا لشركة أو لأشخاص.
وأوضح الدكتور حسام لطفي المستشار القانوني للجمعية، أن حق الأداء العلني لكبار المطربين، هو مملوك لجمعية المؤلفين والملحنين، ولا يجوز لأي شخص أو جهة أن تتنازل عنه لأحد مهما كان.
وأشار لطفي، إلى أن الشركة التي تدعي ملكية محتوى أم كلثوم الفني، قد تعهدت كتابيًا بأنها لن تمس المحتوى دون الرجوع إلى الجهة صاحبة الحق الوحيد والأصيل في هذا الشأن.
(شهريار النجوم) أول من فتح الملف
قبل تصريحات (مدحت العدل) النارية، كنا في بوابة (شهريار النجوم) أول من فتح هذا الملف في 9 سبتمبر 2020، ففي شهر يونيه من عام 2020، قضت محكمة القاهرة الاقتصادية تأكيد حكم أول درجة التقاضي في الدعوى رقم 1957 لسنة 2017.
وأكدت المحكمة طبقا لما قاله (مدحت العدل) بأن المالك الوحيد للتسجيلات الصوتية للمطربة السيدة أم كلثوم هو شركة (صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات) التابعة للدولة المصرية، وليس المنتج (محسن جابر) صاحب شركات (عالم الفن ومزيكا).
وأشار قرار المحكمة بأن الحكم في قضية تسجيلات أم كلثوم واجب النفاذ ولا يطعن عليه، خاصة وأن السيدة أم كلثوم كتبت عقد في 1 يوليو 1964 أقرت فيه أن جميع الأغاني سواء قبل ذلك التاريخ أو بعده هى ملك لشركة (صوت القاهرة).
وأن صوت القاهرة لها حق استغلال هذه الأغاني سواء طوال مدة هذا العقد، أو بعد انتهاء مدته نظير نسبة من المبيعات، وأن نسبة المبيعات تؤل بعدها إلى ورثتها، وعلى أي جهة إعلامية أو إلكترونية أن تعود إلى شركة (صوت القاهرة) قبل استغلال أي مصنف للسيدة أم كلثوم، وإلا سوف تعرض نفسها إلى المسألة القانونية.
وكان في تقريره قبل ثلاث سنوات من إثارة القضية من جانب (مدحت العدل)، في هذا الصدد قال (أحمد السماحي)، رئيس تحرير بوابة (شهريار): رغم كل ما عرضناه عليكم أعزائي القراء لكن على أرض الواقع.
إقرأ أيضا : مدحت العدل : شارلي شابلن سيبعث في مصر من جديد في ذكرى رحيله
اكتشفت منذ أيام وأنا أبحث عن أغنية (ألف ليلة وليلة) لكوكب الشرق أم كلثوم أن الأغنية موجودة على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) وعليها شعارقناة (مزيكا) للمنتج محسن جابر.
وقد حققت أكثر من 30 مليون مشاهدة، وبالبحث عن أغنيات أخرى وجدت أن أغنية (أنت عمري) وصل عدد مشاهدتها إلى 27 مليون مشاهدة، و(سيرة الحب) إلى حوالي 16 مليون مشاهدة، و(فكروني) إلى 13 مليون مشاهدة! ونفس نسب المشاهدات تنطبق على الأغنيات الآخرى.
وسألت نفسي عدة أسئلة وهذه الأسئلة نوجهها للدكتور حسام لطفي محام شركة (صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات)، وأيضا للمسئولين في الشركة مع رجاء سرعة الرد حول كيف لازال شعار قناة (مزيكا) حتى الآن موجودا على أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم.
وذلك على الرغم من أن حقوق الأداء العلني، وكل الحقوق الخاصة بهذه الأغنيات منذ يونيه الماضي رجعت إلى أصحابها الحقيقيين متمثلين في شركة (صوت القاهرة)؟!.
أسئلة السماحي في هذا الملف
كما تساءل (السماحي) عدة أسئلة، طرحها (مدحت العدل) في مؤتمره الصحفي أولها: من السبب وراء التقاعس وعدم تنفيذ قرار المحكمة حتى الآن؟
والسؤال الثاني: هل ستضيع ملايين المشاهدات التي بالضرورة تترجم بملايين كثيرة من الجنيهات التى حققتها هذه الأغنيات عند انتقال هذه الأغنيات لشركة صوت القاهرة؟.
والسؤال الثالث: خاص بالأموال التي حصل عليها محسن جابر خلال السنوات الماضية دون وجه حق من تراث أم كلثوم هل قام بإعادتها إلى صوت القاهرة؟، وكم تبلغ هذه الأموال؟
والسؤال الرابع: إذا كانت أم كلثوم ورائها شركة مثل (صوت القاهرة) ومحامي شهير وشاطر مثل دكتور حسام لطفي، ماذا عن المطربيين الآخرين الذين استولي (محسن جابر) على تراثهم مثل (محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، نجاة، وردة، فايزة أحمد، شريفة فاضل، عايدة الشاعر، محمد رشدي، محمد قنديل).
هذا فضلا عن غيرهم من نجومنا الكبار، والذين تؤل ملكيتهم أيضا لصوت القاهرة، وصوت الفن وغيرهما من شركات أخرى ؟!!
جدير بالذكر أنه على الرغم من تقاعس بعض الورثة أو التواطئ مع (محسن جابر) نظير مبالغ هزيلة، إلا أن الدولة ممثلة في (صوت القاهرة) هى صاحبة الحق الأصيل.
وهى التي ينبغي أن ترد لها الملايين المنهوبة التي لانعرف حجمها على وجه التحديد من جانب (محسن جابر) الذي استولى على تلك الحقوق في غيبة من وعي المسئولين أو بوعى منهم!.
وقال (السماحي): سننتظر رد المستشار القانوني والمسئولين في شركة صوت القاهرة، عن حقيقة استرداد حقوق الدولة، خاصة أن شركة (صوت القاهرة) هى التي كانت تدفع حقوق المؤلفين والملحنين والمطربين.
وبالتالي لايصح أن يتنازل حتى الورثة عن حقوق أصيلة لصوت القاهرة، عن طريق التحايل والالتفاف حول القضية في سبيل ضياع حقوق الشركة التي كانت تدفع من حصيلة الضرائب من جيب الشعب المصري.
ونظرا لأن تلك القضية تمس الأمن القومي الغنائي في مصر فسنفتح هذا الملف المليئ بالألغام، سواء بالتزييف أو عن طريق التحايل على القانون والاستيلاء على حق المواطن والدولة معا.
وسنقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بهذا الملف الخطير، وذلك حتى لا تضيع حقوق (الشعب والدولة) في مصرنا المحروسة خاصة أنها تعيش حاليا عصر دولة القانون!
حسام لطفي يرد بالمستندات
بعد نشرنا لموضوع (نحن ندق ناقوس الخطر في نهب تراث أم كلثوم)، جاءنا الرد التالي من المحامي الكبير الدكتور (حسام لطفي) محام شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات – الذي حضر مؤتمر (مدحت العدل) أول أمس – ليوضح بعض الحقائق المهمة في سير القضية التي فجرناها لأنها تهم الرأي العام المصري.
خاصة أنها تتعلق بنهب مال شركة وطنية قامت بأدوار كبيرة بنشر الثقافة الموسيقية والغنائية منذ إنشائها قبل ما يقرب من 80 عاما وحتى اليوم الذي توقفت فيه فعليا عن الدفع في شيرايين الغناء المصري.
عندما استولت شركات (محسن جابر) على حقوق بعض الورثة وبالتحايل على القانون والتواطئ مع بعض الفسدة الذين أضاعوا حقوق الشركة في الحصول على مستحقاتها التي تبلغ ملايين وربما مليارات تم الاستيلاء عليها دون وجه حق:
السيد الأستاذ الصحفي الكبير / أحمد السماحي
تحية طيبة وبعد،،،
أنتهز هذه الفرصة لأحيي ما سطرته بقلمك الجرئ فيما يخص قضية خطيرة تتعلق بالجور على حقوق شركة صوت القاهرة من جانب إحدى شركات القطاع الخاص (محسن جابر)، وتحت يدى ملف كامل بكل التجاوزات التى وكلت من ورثة المبدعين لرصدها والزود عنهم فى شأنها.
وسلمت نسخة كاملة للأجهزة الأمنية المعنية والسلطات القضائية المختصة، وقد تطوعت للدفاع عن أصحاب الحقوق جميعًا حتى تعود الحقوق لأصحابها، وتظل لمصر ملكيتها المشروعة لتسجيلات صنعت وجدان العرب جميعًا.
وفي الوقت الذي أثمن فيه جهودكم في فتح هذا الملف الشائك أحيط علمكم بأن القضية أكبر من أن تختزل فى مقال واحد، لأننا بصدد تعد سافر على حقوق مالية، منها ما هو مملوك لشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وأموالها أموال عامة.
ومنها ما هو مملوك لأفراد استكتب بعض ورثتهم تنازلات عن حق الأداء العلنى بالطبع الميكانيكى، وهو حق لا يملكونه أصلا بل يرجع بالأساس لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين.
وهى جمعية أهلية أنشئت منذ عقود خلت لتحمى المؤلفين والملحنين من التغول على حقوقهم المالية، إذا ما أراد الناشر أن يستكتبهم تنازلات عن حقوقه تنازلوا عنها بالفعل للجمعية، ليظل لهم الحق في الحصول حصة عامة أنها مورثتهم من كلمات وألحان.
ونكتفي بهذا الشق من الخطاب، ولمن يريد مزيدا من ردود المحامي (حسام لطفي) أن يقرأ التفاصيل من خلال هذا اللينك: https://www.shahrayar-stars.com/2020/09/12531/
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: : هل ينجح الدكتور (مدحت العدل)، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين استراد حقوق الشعب المصري ممثلا في (صوت القاهرة)، وانتزاع مئات الملايين التي نهبها (محسن جابر)؟
ننتظر الإجابة في الأيام القادمة بعد صرخة الدكتور (مدحت العدل) المدوية في وجه (محسن جاير)، الذي مازال يتحايل على القانون في نهب المال العام، خاصة أن (العدل) قال أنه سيحاكمه ويقف ضد تحدي محسن جابر بلا أدني مبرر.
المستندات التي تؤيد حق الدولة في التراث الغنائي لأم كلثوم وغيرها من نجوم الغناء، والذي استولت عليه شركات (محسن جابر):