قطر تكرم (بليغ حمدي) في ليلة يحييها (الحلو ونادية مصطفى ونوال غشام)
كتب: أحمد السماحي
تحيي دولة قطر الشقيقة يوم الخميس القادم 11 يناير ليلة في حب الموسيقار العبقري (بليع حمدي)، يحيي الليلة مجموعة منتقاة ومتميزة من كبار نجوم الأغنية المصرية والعربية.
وهم: من مصر (محمد الحلو، نادية مصطفى، والمايسترو والعازف عمرو سليم)، ومن تونس (المطربة الكبيرة نوال غشام) التى روجت للحفل على حسابها الشخصي على مواقع التواصل الإجتماعي.
ويشارك في الحفل مجموعة من زهور الأغنية المصرية هم (محمد حسن، كنزي، أحمد عفت، سمية وجدي، ياسر سليمان).
يقام الحفل على (مسرح المياسة) بمركز قطر للمؤتمرات، ويقود الفرقة الموسيقية المايسترو الدكتور علاء عبدالسلام.
ليلة روائع (بليغ حمدي) في السعودية
قطر هي الدولة الثانية التى تكرم الموسيقار العبقري (بليغ حمدي)، خلال أسابيع قليلة، حيث تم تكريمه يوم 9 نوفمبر الماضي، في السعودية من خلال ليلة رائعة، حملت اسم (ليلة روائع بليغ حمدي).
قام بإحياء (ليلة روائع بليغ حمدي) مجموعة من نجوم الغناء هم (أنغام، أصالة، مي فاروق، صابر الرباعي، ماجد المهندس، نانسي عجرم، والطفل السعودي الموهوب وليد محمد، وكورال روح الشرق).
وأقيم الحفل على (مسرح أبو بكر سالم) ضمن فعاليات موسم الرياض 2023 بالمملكة العربية السعودية.
ونتمنى أن تكون ليلة تكريم (بليغ حمدي) في قطر مثل ليلته في السعودية، وتحظى بالنجاح الكبير.
(بليغ حمدي).. الشهب
وذلك في إطار أن مبدعنا الكبير (بليغ حمدي) يستحق كل هذا الحب، فهو كان بمثابة الشهب الذي شق صدر سماء اللحن المصري والعربي بثقة فأحدث الدهشة.
وأدرك الذهول عقول المطربين والملحنين على السواء من فرط عبقرية موسيقاه التى تخاطب الروح وتأثر الوجدان فتترى لها المشاعر الدافئة، وتتوق لها النفوس المعذبة في دنيا الهوى والغرام.
وتهتز لها الأبدان المفتونة بعشق تراب الوطن، وبمفعول السحر تسرى جمله اللحنية في عروق البسطاء نابضة بدماء الحرية فتغلى مثل بركان هادر يدفع نحو حافة خلاص النفوس من الظلم والاستبداد.
فـ (بليغ حمدي) كان سهما نافذا في قلب مواطن الشجن العربي، استطاع أن يخترق جوهر المشاعر المصرية في سهولة ويسر ليصبح الفاتح الأكبر لصناعة اللحن الشجى على مصراعيه.
وبأقصى درجات التحرر الكامل من أيّ قيد يَحُول بينه وبين التّحليق في سماء الفن الذي عشقه منذ أن فتح عينه على الدُّنيا .
إقرأ أيضا : (بليغ حمدي).. أول من غنى لحرب أكتوبر وتنبأ بالنصر!
و(بليغ حمدي) هو الجامع بين القديم والجديد في عالم موسيقى فريد ومبتكر عشقه منذ نعومة أظفاره فلم يترك بابا يأنسُ من ورائه شعاعا من فائدة فنية إلا ولَجهُ.
فبدا لحنه في شكله العام سهلا ممتعا وشجيا بينما جوهره يمتاز بالجذالة التى لاتفقد حداثتها ، واعتمد في تكوين خبراته الموسيقية على الموسيقى الشعبية المصرية والفولكلور المصري.
ولاسيما الفولكلور الصعيدي، كما أهتم أيضاً بالفولكلورالشامى، فضلا عن درسته العميقة لعلوم الموسيقى الأوربية بما فيها الهارموني والتوزيع الموسيقي.
وإذا كان (زرياب) تلميذ (اسحاق الموصلى) قد زاد في أوتارعوده وتراً خامساً فاكتسب به ألطَفَ معنى وأكمل فائدة، وأدخل على الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله.
(بليغ حمدى) أضاف آلاف الأوتار
فإن (بليغ حمدى) استطاع أن يستوعب كل ذلك ويضيف آلاف من الأوتار التى تعزف على ايقاع المشاعر الإنسانية الرقيقة والغالبة على كل معنى وقيمة.
فتميزت ألحانه للأغنية المصرية بالشكل القومي، وتميز عن جيله وكل من سبقوه باستلهام الألحان من التراث، وإعادة تقديمها في شكل مبتكر يناسب العصر وإيقاعه.
ولم يكن الإيقاع بالنسبة له هو الميزان الإيقاعي التقليدي بل انه ذلك الذي يمثل نبض الموسيقى الخفي .
وعلى صغر سنه في بداياته الموسيقية فقد تعددت منابعه حيث أعطى اهتماماً بالغاً للموسيقى التركية، والفارسية، وموسيقى الخليج العربي، وموسيقى بلاد المغرب العربي.
وكذلك موسيقى بلاد الشام ، وليس هذا فحسب بل انه اهتم بدراسة آلات هذه البلدان وإيقاعاتهم ومقاماتهم وأساليبهم في الغناء والتطريب والتأليف الموسيقي.
إقرأ أيضا : في ذكراه الثلاثين.. كيف جمعت سامية جمال (بليغ حمدي) بأم كلثوم؟
وأقام (بليغ حمدي)، مزجا حيا بين كل تلك الموسيقات، وهو الذى أدخل التوزيع الآلي في ألحانه.
وطور في أسلوب أداء المجموعة الصوتية (الكورال) فقد أعطى للمجموعة الصوتية المصاحبة للمطرب دوراً بارزاً بعد أن كان دورها ثانوياً.
ووظف بعض الآلات الجديدة على التخت العربي بطريقة مبتكرة مثل الساكسفون والجيتار والأورج ، كما أدخل الموسيقى الالكترونية في ألحانه ليستوعب في النهاية كل أدوات عصره.
(بليغ حمدى) لم يكن ملحنا موهوبا فحسب بل ملحّن مفكّر، يلحن لكل مطرب ما هو مناسب لصوته، فلا يلحن لوردة مثل عبدالحليم حافظ، ولا يلحن لأم كلثوم مثل فايزة أحمد.
فقد بنى (بليغ حمدي) لحنه على أساس فائق الأهمية هو معرفته لتكوين المزاج العربي، فكان يلحّن لهذا المزاج العربى العام، ومع ذلك لم ينل من التكريم في حياته أو بعد مماته في مصر مايوازي كونه أفضل من أنجبت الموسيقي العربية.