بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
أكتب عن إعلام (الجمهورية الجديدة)، بعيدا عن عدوان التسعين يوم في غزه، وكل إخفاقات الصهاينه وداعموهم، وانتشار العنف بسببهم في منطقتنا، وبعيدا عن خسائر المحتل الغاشم وتفككه داخليا،وخسائر بايدن سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وبعيدا عن صمود المقاومة ومهنية إعلامها أمام كذب أبواق اليهود والغرب، وبعيدا عما ينتظر منطقتنا من مستقبل تعبث به سخافات بايدن ودموية نتنياهو.
نتجه إلي داخل الوطن الذي يدخل عامه الجديد،ورئاسته الجديدة، و(الجمهورية الجديدة) أيضا، فلقد رفعنا شعار (الجمهورية الجديدة) منذ فترة، وأصبح يعلو شاشات البث جميعا.
ولم يعد مفهوما لدى العامة ماذا يقصد بهذا الشعار؟، وما المطلوب منا نحوه؟، وماذا سيحدث عندما ننتقل لـ (الجمهورية الجديدة)، ومتي ننتقل؟، وماذا سنجد فيها؟، وكيف ستكون الحياه والمعيشه داخلها؟
إقرأ أيضا : فشل الإعلام المصري في حماية (الجمهورية الجديدة) !
وماذا سنتركه في جمهوريتنا القديمة؟، وماذا سنأخذ معنا في هذه (الجمهورية الجديدة)، ولأننا طالبنا هنا من قبل بأن تقدم الحكومه شرحا وتفسيرا لتعريف وسمات ومتطلبات الإنتقال لـ (الجمهورية الجديدة).
وطالبنا إعلامنا بتقديم الشروح عبر الفواصل لتعريف وملامح وأدوات العيش في (الجمهورية الجديدة)، وأن يجهز الإعلام مواطنيه بثقافة (الجمهوريه الجديدة). وانتظرنا شرح مسئولي الحكومة، ولم يحدث، وانتظرنا شاشاتنا ولم تقدم شيئا وانتظرنا موجة الغلاء ولم تتوقف، وجاءت الأزمات العالمية، وطوفان الأقصي، وانتخابات الرئاسة، وجاء العام الجديد ولم يحل طلاسم مصطلحات شعار الجمهوريه الجديده أحد.
ولما كانت مصر على أعتاب فترة رئاسية جديدة، واستكمالا لبيئة العمل والعيش في (الجمهورية الجديدة)، وجب علينا إعادة الطرح لحاجة المواطن لمعرفه مفهوم هذا الشعار في أدمغة القائمين عليه.
وماذا سيكون في (الجمهورية الجديدة)، وماهي مقوماتها، وسماتها، ومتطلبات العيش فيها؟، فهل منظومة الطرق ومنظومة الكباري، ومنظومة المدن الجديدة، ومنظومة الميكنه والرقمنة، ومنظومة التجويد في الخدمات؟.
السعي لدخول (الجمهورية الجديدة)
هل هذه هي مقومات (الجمهورية الجديدة) أم ماذا؟، وهل المواطن بضغوطه الحياتيه وطوفان الغلاء المتصاعد المستمر بلا توقف؟، وهل عالم البطالة الذي يعيش فيه شبابنا، وحالات اليأس والرفض والرغبه في الهجره وترك الوطن؟
وهل ضعف الانتماء وغياب التذكير بروافد ثقافتنا المتراميه عبر الأزمان؟، وهل تراجع قوتنا الناعمة وتقوقع إعلامنا، وتأخر مخرجات الحوار الوطني، وتأخر ظهور الحراك الحزبي، وتأخر إتاحة الفرص لكل ذي رأي لصالح الوطن؟
هل يستقيم كل ذلك مع السعي لدخول (الجمهورية الجديدة)، وعصر التحول الرقمي؟: بالطبع لا.. فالمواطن تائه في ملاحقة كسب قوت يومه، والشباب غاضب من بطالته وفقره، والنخب عازفة لظروف الاحتكار السائدة!
والعالم من حولنا يجاهد من أجل السبق والتميز، ومازال مواطنونا الملايين بالخارج يحاولون في التداخل مع شئون الوطن، وأمور أخري كثيرة مازالت بحاجه إلي وقت لتدارسها وأخذ القرار فيها.
وعليه فإنه مع بداية عامنا الجديد، وفترتنا الرئاسية الجديدة، وإنجازنا لملفات تنمويه وملفات بنيه أساسيه عديدة، أري أنه قد حان وقت الحديث عن التجهيز لدخول عصر (الجمهورية الجديدة).
المواطن وعصر (الجمهورية الجديدة)
وهنا يأتي دور منظومة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي للتمهيد لدخول المواطن عصر هذه (الجمهورية الجديدة)، وإعلامنا المتعدد الشبكات والشاشات، والوسائل مطالب بخطه إعلاميه تهدف إلي الأخذ بأيادي أهل مصر نحو جمهورية عصرية جديدة.
ولتكن ملامح هذه الخطه مايلي:
* تعريف المواطن بمفهوم الجمهوريه الجديده وماذا يقصد بها.
* لماذا رفع هذا الشعار في هذه المرحله تحديدا.
* ماهي ملامح مصر الجديده وسماتها؟
* ماهي مواصفات تلك الجمهوريه علي مستوي شكل الحياه ومحتواها؟
* وما هى أدوات العيش والعمل فيها؟
* ماهي مؤهلات المواطن في هذه الجمهورية؟
* ماهو شكل وجودة الخدمات فيها؟
* كيف ستكون تكاليف الحياه فيها؟
* ماهو شكل ونظام الشوارع، المباني، المواصلات، المكاتب،المنازل، المعاملات، والأسره أيضا؟
كل ذلك يتطلب من وسائل إعلامنا خططا وإنتاجا برامجيا ووثائقيا وتنويهات، لتقديم المعلومة عن كل ماسبق ويزيد.
فهل يعجز إعلامنا عن إنتاج وبث حزمه من التنويهات والفواصل حول هذا المفهوم وتعريفاته؟، وهل يعجز عن إنتاج وبث حزمة برامجية تشرح كل تساؤلات المواطن هذه؟
وهل يعجز عن إنتاج مجموعة برامج متخصصه حول ملفات العمل الوطني في هذه (الجمهورية الجديدة)؟
ملامح وأجواء (الجمهورية الجديدة)
وهل يعجز عن تدشين برامج منوعه ومسابقات ذات صله بمصطلحات ومفردات الحياه في الجمهوريه الجديده؟، وهل يعجز عن إطلاق سلسله من الوثائقيات حول بيئة وملامح وأجواء وعيشة (الجمهورية الجديدة).
بل ويمكن أن نرى عملا دراميا يقدم محاكاة لـ (الجمهورية الجديدة)؟، وهل يمكن أن نشاهد عملا سينمائيا أو مسرحيا، أو تنظيم حدث كملتقي أو منتدي لمظاهر الحياة في تلك الجمهورية المنشوده؟
عندها يكون الإعلام قد قام بدوره الوطني، ويكون المواطن مؤهلا للمشاركه في صنع أحلام الغد،ويكون الوطن قد استعد بأهله لحلمه القادم في (الجمهورية الجديدة).
إقرأ أيضا : الجمهورية الجديدة .. والإعلام الجديد
إني أرى أن وقتنا الحالي ملائم لطرح كل ذلك، تيمنا بالعام الجديد وفترة الرئاسة الجديدة، علاوة علي حاجة الوطن والمواطن لهذه الجهود، خاصة لبعث الأمل في النفوس اللاهثة خلف لقمة العيش.
ونفوس الشباب الغاضب العاطل، ونفوس من حولنا ممن ينتظر جمهورية مصر الجديدة، ولكل من ينتظر دوره في الفتره القادمة.
فيا أهل الإعلام أعلمونا بكل ذلك، وليكن هناك مراجعه ومتابعه لخطط الإنتاج والبث ومدي تحقيق الأهداف الوطنية، ولنلاحظ كيف ستتغير سيحدث ذلك إضافة وتغييرا.
وحتما سيحدث ذلك إضافة وتغييرا لمدي إلمام أهل الإعلام وتفهم المواطن لهذا الشعار ومتطلباته، ومرحبا بـ (الجمهورية الجديدة)، ومرحبا بحراك الإعلام، وتحيا دوما مصر وأهلها الطيبين.. آمين.