لمسة حب من وزيرة الثقافة الأردنية لعاشق الأردن (حيدر محمود)
كتب: أحمد السماحي
عاشق الأردن (حيدر محمود) الشاعر والوزير الذي تغنى بمحبة الأردن، ملكاً وشعباً ووطناً، وقال فيها أروع كلمات العشق، زارته وزيرة الثقافة هيفاء النجار، صباح أول أمس معربة عن تقديرها لشاعر كبير حملت قصائده الوطن وتغنت بالهاشميين، وكانت مضيئةً دوما على القدس وفلسطين.
وقالت وزيرة الثقافة: إن (حيدر محمود) هو أحد أهم النماذج الشعرية العربية موضع الاعتزاز، كشاعر له حضوره العربي ومواقفه ومنطلقاته الوطنية والعروبية.
مؤكدةً، خلال الزيارة التي رافقها فيها مديرعام مهرجان جرش للثقافة والفنون أيمن سماوي: أن الشاعر (حيدر محمود) كانت له بصمته الخاصة في كتابة القصيدة بأسلوب إبداعي أثر في أجيال كاملة نشأت على شعره.
لافتةً إلى عناوين دواوينه التي أخذت مكانها في وجدان الأردنيين والعرب طيلة هذه المسيرة المباركة من الكتابة والإبداع، مؤكدة دور وزارة الثقافة في الاحتفاء بالقامات الثقافية.
وفي طليعتهم الشاعر (حيدر محمود) الذي أخلص لشعره ومواضيع قصائده، كجزء من رسالة الشاعر الحقيقي، خصوصًا وقد شهد مراحل مهمة من تطور الدولة الأردنية ومنجزات قيادتها السياسية، التي كتب فيها أجمل قصائده.
وتغنى بمواقف الأردن والهاشميين، وكان وما يزال سيفا مدافعا عن الأردن، ومُعليا من إنجازاته، يكتب بقلب الشاعر المحب المثقف والأصيل.
وتحدثت هيفاء النجار، عن حضور الشاعر (حيدر محمود) في كل مواقع المسؤولية الثقافية الدبلوماسية التي تبوأها من خلال عمله وزيرًا للثقافة.
وكذلك في عمله سفيرًا للأردن بتونس، البلد التي يحب وأنجبت شاعرها الكبير أبي القاسم الشابي.
وأثنت وزيرة الثقافة على دور الشاعر (حيدر محمود) في الإذاعة الأردنية في بداياتها، وكتابته أروع القصائد المغناة والأوبريتات التي تغنت بالوطن وقيادته الهاشمية، مثل اوبريت مهرجان جرش للثقافه والفنون في إحدى دوراته القريبة الماضية.
من جهته، أعرب الشاعر (حيدر محمود) عن تقديره للزيارة، ملقيًا الضوء على مسيرته الشعرية وتحديات البدايات وأعلام الشعر العربي والكلمة المغناة والازدهار الثقافي في عواصم الدول العربية في ذلك الوقت.
(حيدر محمود).. والمشهد الثقافي
وأكد شاعرنا العربي الكبير: جهود ملوك بني هاشم في دعم الثقافة والمثقفين، واهتمامهم بتشجيع الفكر والأدب، لافتًا إلى زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد له واطمئنانه عليه، وهو ما يعزز من قيمة الثقافة والإبداع في نفوس المثقفين.
كما تحدث (حيدر محمود) عن المشهد الثقافي الأردني وتطوره ما بين الأمس واليوم والدور التنويري والثقافي للإذاعة الأردنية، مستذكرًا مزاملته لرئيس الوزراء الأسبق الشهيد المرحوم وصفي التل.
كما استذكر (حيدر محمود) رحلته بين الشعر والعمل الثقافي وعمله سفيرا في تونس، كتجربة ثرية على المستويين الثقافي والإبداعي.
وفي نهاية الزيارة أهدت وزيرة الثقافة للشاعر (حيدر محمود) لوحة بالخط العربي من مقتنيات الوزارة، كُتب عليها (على باب عمان علّق آية (نصرٌ من الله)، كمقطع من إحدى قصائد الشاعر الوطنية بعيد الاستقلال.
(حيدر محمود).. ونجاة
من المعروف أن الشاعر الكبير المبدع (حيدر محمود) كون ثنائيا غنائيا مع مطربتنا الكبيرة (نجاة) من خلال أروع القصائد التى تغنت بالأردن، فهو صاحب التحفة الغنائية التى تعتبر أروع ما يمكن أن يقال في مدينة:
أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين، فاهتز المجد وقبلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والأحبابا، وأزرع بالورد مداخلها باباً بابا
عمان اختالي بجمالك، وتباهي بصمود رجالك
وامتدي امتدي فوق الغيم، وطولي النجم بآمال…
هذه التحفة الشعرية التى نقلتها صوت القلوب العاشقة (نجاة)، فجعلت العالم العربي يترنم بحب الأردن، لم تكن العمل الوحيد الذي قدمته من أشعار (حيدر محمود).
ولكنهما قدما العديد من الأعمال الأخرى تناوب على تلحينها (محمد الموجي وجميل العاص)، وكانت البدابة عام 1970 من خلال قصيدة (نحبه) التى يقول مطلعها:
نحبه كما تحب الزهرة الندى
والنظرة المدى والنهر ماءه الذي تعوّدا
نحبه لأنه الأمل والفرح الحبيب فى المقل
نحبه نحبه لأنه البطل
نحبه لأنه السطر الجميل في صفحاتنا
ونكتب اسمه على راياتنا، فليبق أحلى أغنياتنا
وحبنا الكبير في حياتنا.
وتقدم (نجاة) ثنائيا غنائيا مع المطرب الإردني إسماعيل خضر يقول مطلعه: (قد أحببناه وبايعناه، وزرعنا الراية في يمناه، وحلفنا بتراب الأردن بأن يبقى، فالكل فداه، لو لم أكن من شعبك الوفي يا حسين وددت لو أكون/ لولم تكن عمان عندى حبة الفؤاد والعينيين وددت لو تكون).
وكان ثالث لقاء بين المطربة والشاعر (حيدر محمود) عام 1974 من خلال قصيدة (طيب القلب) التى يقول فى بدايتها: (جبينك للمجد بوابة ترف عليها بنود العلى/ وأهدابك النجل خيمة عز/ كتبنا على صدرها يا هلا/ وقلنا: هنا موئل الطيبين/ وأردن أنعم به مولاي).
وتوالت اللقاءات بين المطربة والشاعر العاشق لتراب الأردن وحمل عام 1976 رائعة جديدة بعنوان (ترويدة الأحرار) التى تبدع فيها نجاة قائلة:
يحمِلُكَ النهارْ..في عينَيهْ..رايَةَ انتِصارْ..يَحمِلُكَ الفَخَارْحِكايَةً عَلى فَمِ السنابِلْ/ وفي ضَمائِرِ السُيوفِ والجَدائِلْ/ ودَبكَةً..وميجَنا..ولَهفَةَ انتِظارْ../ أُردُنّ.. يا تَرويدَةَ الأَحرارْ).
ولم يقتصر عطاء (حيدر محمود) على هذه التحف الغنائية فقط، ولكنها قدم لنجاة وغيرها من المطربيين روائع غنائية أخرى لا تنسى.