بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
نعم تلك الحرب البربرية المجنونة في غزة بعد السابع من أكتوبر فقد حققت نجاحاً غير مسبوق للقضية الفلسطينية المهملة منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً، فحين أسقت (ورقة التوت) وصفعت المقاومة جيش الاحتلال المغرور والمستمر في أطماعه.
شاهد العالم مدى الإهانه التي لحقت بجبروت القوة التي ادعى المحتل واعتقد واهماً أنها لاتقهر، وشاهد العالم كيف ترك جنوده الدبابات والمجنزرات والعتاد وزحف يطلب النجاة.
وإيضاً خارت قوي المحتل وتلعثم وارتعشت فرائضه من الإهانة وساعدته حكومات بلاد الديمقراطيات والحريات بتأيد ضرير فلم نر منه إلا مجازر وعنف لم يحدث في التاريخ الحديث أنه عنف المأزوم والمهزوم فسقطت (ورقة التوت).
فراح يهدم المنازل بقسوة وتخرج أشلاء الأطفال والنساء ووصل الامر أن يجمع احد الآباء أشلاء أبنائه في أكياس، إنما العجيب استمرارالمحتل فقد إصابة جنون فيكررتلك المجازر في المدارس ومقرات الأنروا.
ويطلق النار على أي متحرك ويقذف سيارات الإسعاف والمستشفيات متجاهلاً لكل مواثيق واعراف الحرو، بل كل المبادئ الإنسانية، لقد انكشفت للعالم دولة الاحتلال التي اطلقت عليها بعض الدول المساندة لها بلد الديمقراطية.
بعدما سقطت (ورقة التوت)
إنما انكشفت وتفرغت الكلمة من محتواها وخرجت شعوب العالم تندد بقتل الأطفال ورفعت صور الأشلاء للأطفال وشاهدنا مئات الآلاف تندد بوحشية الاحتلال بعدما سقطت (ورقة التوت).
ولم تزجد معظم حكومات الغرب إلا الاستمرار في دعم المحتل رغم صرخات جموع شعوب العالم وحتى أمين عام الأمم المتحدة لم يستوعب المحتل إيمان المقاتل بحقه في الدفاع عن أرضه.
هوسبب الفرق بين عزيمة المقاوم ابن الأرض وصاحب الحق وصدق قضيته وجندي وجندية مدجج بالسلاح وتحرسه الطائرات لكن بلا يقين بحق وصدق ما قد يموت لأجله.
فيخرج إليه من تحت الأرض شباب لا ترهبهم الآلة الحربية وجبروت القتال إنما يقاتلون من أجل الحق والموت إن كان في سبيل صدق قضيتهم وأرضهم المسروقة انه الفرق بين المقاوم والمحتل.
فحين نرى المتحدث العسكري الصهيوني المرتعش الكاذب بعد سقوط (ورقة التوت)، يؤكد ان مستشفي الشفاء مقر لحماس وتحتها الأنفاق ومركز القيادة ويعرض رسومات مفبركة عن صور للأنفاق ومراكز القيادة.
وسارعت المرضعة الداعمة العظمى بهطل أجوف للاحتلال بتأكيد الادعاء فيتم تدمير أجزاء من المستشفي وشاهد أحرارالعالم وعلي الهواء مجازر المحتل وعنفه وكيف تعامل بوحشية لا نراها إلا في عالم الحيوان وغرائب الطبيعة.
ودخل المحتل بجنوده وقواته بعد أن أخرج المرضي ينزحون إلى الجنوب ويرتبك ويطلق عليهم النار في الطريق بلا رحمة.
ويشاهد العالم ثم يخرج المتحدث الكاذب ويعرض قطع سلاح خلف جهاز mri وشنطة لاب توب قمة الخرف والكذب، ويدرك العقلاء مدى وقاحة المحتل ويكرر اكاذيبه في كل المستشفيات من الرنتيسي إلى الأندونيسي.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: فجاجة (الأكاذيب) الصهيونية !
ورغم سقو (ورقة التوت) لا تتوقف أكاذيبهم ويستمر في البطش والتدمير الهستيري ويشاهد العالم والعجيب أن يتحول (أبو عبيدة) الملثم الي بطل شعبي ينتظر كلماته الملايين.
فهو يقدم صوراً وأفلاماً وحقائق لمشاهديه في العالم بصدق وبلا أكاذيب، لقد انقلب السحر على الساحر وظهر ضعفكم وأكاذيبكم ولم نر جثة لمقاوم أو نفق حقيقي.
وإنما بعص بلاعات الصرف وحفر ومجرد جحافل من جنود ودبابات تدمر أمام احرار العالم وجنودكم تجري مذعورة من أشباح تخرج من تحت الأرض تدمر جبروت قوتكم المذعومة والمفضوحة.
المقاومة صاحبة الحق والأرض
وعليكم بتجهيز المستشفيات خصوصاً النفسية لاستقبال جنودكم وهم مذعورون من أشباح المقاومة صاحبة الحق والأرض الأشاوس، وقد شاهدنا قوة عزيمتهم وإصرارهم لتأكيد أن النصر لصاحب الحق، وليس الكاذب المضلل.
وللحق تأكدت لدى العقلاء حقيقة أنه بالكذب تستطيع أن تكذب ويصدقك الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع أن تكذب طول الوقت.
لقد أدرك العالم وحشيتكم واكتشف كل عربي شريف أن للصهيونية أطماع لا حدود لها، وفضحكم اليمين المتطرف ببعض تصريحات أعداء السلام وأصحاب الميول الاستعمارية الغاصبة للحقوق.
واستوعب الكثيرون مما كان لديهم أمل بفكرة السلام، وصعدت مرة أخرى القضية الفلسطينيه على سطح المشهد العربي والإقليمي بل والعالمي.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: (إيكواليزر).. معادلة (المحتل) الصهيوني!
وأدرك كل إنسان حر في العالم حقيقة نواياكم المتطرفة، وظهرت قيم الحق ونصرة صاحبه ورح المقاتل المؤمن بحقه فلا يهاب الموت، أما أنتم فقد ظهر مدى ضعف ايمان جنودكم بما قد يموت في سبيله وارتعشتم امام رجال لا يهابون الموت.
وقد أصابهم اليأس من أساليب القمع والتعدي على المرابطات والإهانة التي وصلت الي الأماكن المقدسة وتوحشت بقوة السلاح.
لقد أعماكم الغرور وظهرت وحشيتكم المفزوعة والمدمرة لدرجة الإبادة، ولكن كانت على الهواء لحظة بلحظة، شاهدها أصحاب القلوب النابضة بالحياة.
لقد أكدت تلك الحرب أنه لا بقاء للاحتلال مهما طال الزمن، ومهما تقاعس أصحاب المصالح، ومهما تجاهل البعض لأغراض أو مصالح، فقد عرفنا ومن خلال التاريخ أن الاحتلال وإن طال إنما في زوال.
كل أفعالكم الوحشية أصبحت في وجدان كل شريف، كيف لكم أن تتخيلوا لكم بقاء وسط مشاعر وذكريات لمشاهد أشلاء الأطفال وحرمان شعب من نساء وشيوخ من الماء والطعام والكهرباء.
هل شاهدتم مجازركم لقد فقدتم بصيرتكم لكي يعرف القاصي والداني مدى وحشيتكم وجيشكم المنهار أمام شباب لا يملك إلا القليل من العتاد وكثير من الإيمان.
وأتوقع أن يتمادى المحتل في محاولة استرجاع كبريائه بعد صفعة 7 أكتوبر وفشله في الاجتياح البرى مما أفقده توازنه بعدما سقطت (ورقة التوت)، وجعله يقتل كل متحرك طفل كهل أو امرأة دون أي مراعاة حتي للقوانين الدولية، مما تسبب في فقدانه لكثير ممن تعاطفوا معه.
إنه يقين أن ما حدث إنما جاء لتصحيح مسار وتأكيد حقائق تغافل عنها البعض ومنها حق أصحاب الأرض المحتله وظهور كلمة انه لجهاد نصر أو استشهاد.