(نعيمة عاكف).. اكتشفها وتزوجها (حسين فوزي)، وصنع منها نجمة الاستعراضية (1/2)
* (نعيمة عاكف) كانت ممثلة استعراضية من الطراز الرفيع، تجيد كافة أنواع الاستعراض، بالإضافة إلى الرقص الشرقي
* ظهرت (نعيمة عاكف) في دور صبية صغيرة في فيلم (حب من السماء)، وفي (ست البيت) ولم يكد يلحظها أحد
* كونت (نعيمة عاكف) مع (حسين فوزي) ثنائيا فنيا، وطوال عشرة أعوام لم يعمل أحدهما بشكل منفصل عن الآخر.
* انفصالها عن حسين فوزي عام 1958 ترك أثره بشكل ملحوظ علي التوهج الذي ولده كل منهم لدي الآخر.
بقلم الناقد والباحث السينمائي: محمود قاسم
ليس في تاريخ السينما الاستعراضية في مصر من يمكن مقارنتها بالجميلة (نعيمة عاكف) فبظهورها كبطلة مطلقة عام 1949 في فيلم (العيش والملح) ولدت السينما الإستعراضية في أزهي حالاتها ممزوجة بالسينما الغنائية، والكوميديا الموسيقية.
وعلى نفس الغرار جاء فيلم نعيمة عاكف (أحبك ياحسن) عام 1958 لحسين فوزي، بعدهما تم إختفاء أفلام الكوميديا الموسيقية الاستعراضية.
ولم يعد المصريون يرون أفلاما تمثل هذه الظاهرة التي كانت السينما الأمريكية هي الأكثر تميزا فيها أيضا بوجود نجمات علي نفس الايقاع ومنهن (سيد تشاريس، استر ويليامز، جنجر روجرز)
بل يمكن أن نقول أن (نعيمة عاكف) كانت ممثلة استعراضية من الطراز الرفيع، تجيد كافة أنواع الاستعراض، بالاضافة الي الرقص الشرقي.
ومن حسن حظنا أن يتم اللقاء – الأكثر أهمية في هذه السينما – بين حسين فوزي المولود عام 1904، ونعيمة عاكف المولودة في عام 1930.
(نعيمة عاكف).. و(حسين فوزي)
كان كل منهما في حاجة ماسة إلي الآخر، حسين فوزي كان مخرجا له أهميته قدم من قبل أفلاما مثل (بائعة التفاح)، و(بلبل أفندي).
أما (نعيمة عاكف) فقد رأيناها في دور صبية صغيرة في فيلم (حب من السماء)عام 1943، ثم في دور صغير في (ست البيت) عام 1948، ولم يكد يلحظها أحد!.
حتي إذا التقاها المخرج حسين فوزي، وجدها فتاته المنشودة التي يمنحها البطولة المطلقة للمرة الأولي.
إقرأ أيضا : الرقص أفسد زواج نعيمة عاكف وحسين فوزي
ويصل جنون المغامرة أن يمنح البطولة المطلقة للمرة الأولي للمطرب الجديد (سعد عبد الوهاب)، الذي بدا كأنه يتلعثم، لم يتدرب جيدا، لكن الرهان كان على (نعيمة عاكف) القادمة من السيرك.
والتى كانت رشيقة بما يكفي، ويمكنها أن ترقص كافة أشكال الرقص، خاصة الاستعراضي، لم تكن في حاجة إلى بدلة رقص تكشف المفاتن بل إلى فرقة استعراضية يلف أعضائها حولها.
تغني، وتمزح، وتملأ الشاشة بهجة، وتتعاظم الأغنية الجماعية التي يؤديها فنانون لايمتلكون أصواتا مميزة منهم مختار حسين.
(نعيمة عاكف).. (لهاليبو)
هكذا ولدت (نعيمة عاكف) الفنانة، وكي نشعر بمدي عملقتها كفنانة فان السينما أعادت القصة نفسها عام 1977 في فيلم (الموسيقي في خطر)، بطولة صفاء أبو السعود، ومحمد نوح، وكان هناك الفارق رغم القامة التي نعرفها عن صفاء أبو السعود.
كانت لحسين فوزي حاسة خاصة، فما أن انتهي من إخراج (العيش والملح) حتي بدأ في عمل فيلمه الثاني مع نفس الفريق.
والذي عرض أيضا في العام نفسه، وهو فيلم (لهاليبو) الذي عكست فيه الشابة الصغيرة (نعيمة عاكف) موهبة تعكس معني الاسم.
(نعيمة عاكف).. و(أربع بنات وضابط)
طوال عشرة أعوام لم يعمل أحدهما بشكل منفصل عن الآخر حيث صارت (نعيمة عاكف) دوما نجمته المفضلة يختار لها الأدوار، والشخصيات والنجوم الذين يقفون أمامها فصنع منها نجمته الحلوة المنشودة التي صارت ملكة الاستعراض.
وتفرغ من أجلها تاركا كافة أشكال العمل الأخري، باستثناء مرة واحدة يقال أنه أعارها الي أنور وجدي ليخرج لها فيلمه الشهير (أربع بنات وضابط)، بعد نجاح فيلم (النمر).
حتي إذا جاء عام 1958، افترق الزوجان فنيا وحياتيا، بدون أن تكون هناك أسبابا محددة، ربما من بينها أنها كانت كانت تنشد أن تكون أما.
لكن لاشك أن هذا الانفصال ترك أثره بشكل ملحوظ علي التوهج الذي ولده كل منهم لدي الآخر، حيث رأينا (نعيمة عاكف) بعدها في أفلام باهتة منها (خلخال حبيبي).
ونزلت (نعيمة عاكف) من أدوار البطولة إلى الأدوار المساعدة في (أمير الدهاء) و(بائعة الجرايد)، أما هو فترك الأفلام الاستعراضية، ولم تنجح أفلامه حتي وإن كانت غنائية.
ومنها (مفتش المباحث، وهـ 3، ياحبيبي) وتزوج هو من ليلي طاهر، أما هى فتزوجت من محامي أنجبت منه ابنها الوحيد، ورحلت مصابة بالداء الخبيث الذي كان قاسيا، وهو يعجل برحيلها.
(نعيمة عاكف).. والسينما الاستعراضية
أما أفلام الألق التي أخرجها حسين فوزي لـ (نعيمة عاكف) طوال السنوات العشر الخصبة فهى على التوالي (بابا عريس، بلدي وخفة) عام 1950.
و(فرجت، وفتاة السيرك – 1951)، و(النمر، وياحلاوة الحب، وجنة ونار – 1952)، و(مليون جنيه – 1953)، و(عزيزة، نور عيوني – 1954، و(بحر الغرام، ومدرسة البنات – 1955).
ثم (تمر حنة – 1958)، وأخيرا (أحبك ياحسن – عام 1958)، وهى مجموعة الأفلام التي تعتبر الأفضل في سينما الكوميديا الاستعراضية.
حيث أن السينما لم تجد من يشبه (نعيمة عاكف) في هذا الميدان رغم تألق (سامية جمال، وكيتي)، لكن (نعيمة عاكف) لم تكن مجرد راقصة بل هى صاحبة حضور، ممزوج بخفة الظل، والشقاوة.
فضلا عن قدرة متناهية من الدلال، والحضور، وقد لعبت دوما دور البنت الطيبة البريئة العاشفة الطموحة التي تصلح لأغلب الأدوار التي مكنتها من العمل في الاستعراض.
(نعيمة عاكف).. و(عزيزة)
ولايمكن مفاضلة فيلم عن آخر لكن دور (نعيمة عاكف) في (مدرسة البنات) الذي يدور في مدرسة الحب والرقص كان بمثابة العمل البارز في مسيرتها كنجمة استعراضية.
خاصة وهي تؤدي استعراض الصحافة علي مسرح المدرسة وعلي العكس تماما في فيلم (عزيزة) فهي تقوم بالرقص الشرقي لفتاة تعمل باحدي الملاهي الليلية عليها أن تقدم رقصات تشبع رغبات الساهرين في هذه الأماكن.
لم تكن (نعيمة عاكف) في حاجة أن يكون النجم الذي يعمل أيامها من نجوم الغناء والاستعراض، فإذا كانت البدايات كانت أمام المطرب (سعد عبد الوهاب) مرتين فأنها لم تتألق في أفلامها الأخري التي وقفت فيها أمام (عبد العزيز محمود).
لذا فإن (نعيمة عاكف) في فيلم (عزيزة) وقفت أمام نجم تلك السنوات عماد حمدي، وأيضا فريد شوقي، ولم تكن في حاجة الي أن يكون لها شريك في الرقص والاستعراض.
والفيلم كما نري أشبه بالفيلم الأمريكي (إيرما الغانية) الذي تم انتاجه في الولايات المتحدة عام 1963، لكن نعيمة عاكف في الفيلم تجسد شخصيتين (عزيزة) ابنة الليل التي يحبها (الجاويش حسن) ويبتزها البلطجي الخارج من السحن.
وأيضا دور أختها التي تعيش في مدرسة داخلية بحلوان، والتى يتقدم إبن الناظرة للزواج منها، وتسعي أختها لتوصيلها إلى بر الأمان حتى وإن ماتت صريعة علي يدي البلطجي.