(فريد الأطرش): تنبأ لوردة بالنجومية وحاول أن يجعل منها بطله لأفلامه الغنائية !
كتب: أحمد السماحي
نحيي يوم الثلاثاء القادم 26 ديسمبر الذكرى الـ 49 لرحيل الموسيقار الكبير (فريد الأطرش) الذي رحل عنا في مثل هذا اليوم من عام 1974.
و(فريد الأطرش) هو نبض الشجن والحنين، تعلمنا منه الحب يوما فى (بنادي عليك، أول همسة، الربيع، علشان ماليش غيرك، عش أنت، أضنيتني بالهجر) وغيرها.
وكان (فريد الأطرش) صادقا فى كل ما غنى، وحلق بنا ـ ومازال ـ فوق آلامنا وأحزاننا.
وبحكم أنه كان موهوبا، ومجددا على مدى مشواره الفني لهذا اخترقت موسيقاه وأغنياته الحدود ووصلت إلى العالم، وتغنى بها وعزفها مجموعة من كبار المطربين والموسيقيين الأجانب.
ويوم 26 ديسمبر دق الموت باب (فريد الأطرش) فى لحظة خريفية، وأخذه إلى مدينة الصمت والأحزان، وطويت برحيله صفحة غالية من صفحة الموسيقى الشرقية، وسكت النغم الحزين، وجف نهر الإبداع.
(فريد الأطرش).. ووردة
من الأسرار التى لا يعلمها الكثيرين والتى أطلعتنا عليها (صحافة زمان) أن الموسيقار (فريد الأطرش) فى النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي أعجب إعجابا شديدا بصوت المطربة الجزائرية وردة.
عندما استمع إليها فى باريس من خلال ملهى والداها (تام.. تام)، حيث كان دائم السفر إلى باريس التي كان يعشقها كثيرا، ويتحدث لغة أهلها بطلاقة.
وكانت باريس هذه المدينة الساحرة تلهمه كثير من ألحانه وأنغامه، وأيضا حبيباته، حيث كان يسمع ويكتشف فيها أحدث الأصوات والمواهب العربية.
لعل من أهمها الراقصة (ليلى الجزائرية) التى اكتشفها فى إحدى زيارته لباريس عام 1951، حيث كانت ترقص هناك فى إحدى الكازينوهات.
ونظرا لإعجابه الشديد برقصها، أحضرها (فريد الأطرش) لتحل مكان (سامية جمال) فى أفلامه، وقدم معها فيلمين هما (عايزه اتجوز) و(لحن حبي).
وتسببت هذه الراقصة في محاكمة (فريد الأطرش) بسبب إقامتها معه دون إخطار إدارة الهجرة والجنسية، وعادت إلى باريس حيث أعتزلت الرقص وتزوجت.
وبعد أن ابتعدت عنه (ليلى الجزائرية) وتزوجت، قرر الموسيقار الكبير (فريد الأطرش) أن تكون (وردة) هى هديته للشعب المصري، خاصة أنه سمعها كثيرا في ملهى والدها، وأعجب بصوتها المتمكن.
ووجد أن كل مواصفاتها تؤهلها لأن تكون نجمة سينمائية لامعة مثل مطربات ذلك الزمان (ليلى مراد، نور الهدى، صباح، هدى سلطان، شادية) وغيرهن.
إقرأ أيضا : في الذكرى الـ 48 لرحيل فريد الأطرش .. الحب الأول ألهمه أجمل أغنيات البدايات
وفى هذا الوقت من نهاية الخمسينات كانت الثورة الجزائرية فى أوج اشتعالها، فأحب (فريد الأطرش) أن تكون (وردة الجزائرية) كما أطلقت عليها شركة (باتيه) للاسطوانات هذا الإسم بطلة لأحد أفلامه الغنائية.
خاصة بعد أن أطلقت أغنيتها (كلنا جميلة) التى انتشرت انتشارا رهيبا، وجعلت اسمها يتردد على كل لسان، ذهب (فريد الأطرش) للتفاوض مع والدها على أخذها كبطلة لأحد أفلامه.
ورحبت (وردة) كثيرا بهذا خاصة أن السينما الغنائية كانت أحد أحلامها، فهى كانت عاشقة للفنانة (ليلى مراد) وتحرص على سماع أغنياتها، ومشاهدة أفلامها.
لكن الاتفاق لم يتم لأن (فريدالأطرش) اشترط على والدها أن تنزل وردة لمصر بمفردها دون أن تصطحب أحد من أخواتها أو حتى والدها، حيث كان يريد أن يأخذها وحده إلى مصر.
(فريد الأطرش) وليلى الجزائرية
لأنه عانى من قبل أثناء وجود الفنانة الاستعراضية (ليلى الجزائرية) من تدخل السلطات المصرية فى حياته، حيث كانت تتشدد فى وجود الأجانب الموجودين فى مصر.
فأحب إلا يكرر التجربة المريرة مع المطربة الجديدة التى كانت وأشقائها يحملون الجنسية الفرنسية، فرفض والدها ذلك بشدة، وفشلت المفاوضات!
لكن بعد ثلاث سنوات تقريبا من عرض (فريد الأطرش)، أحضرالمخرج حلمي رفله الوجه الجديد (وردة) لتكون بطلة لفيلمها الأول (ألمظ وعبده الحامولي).
إقرأ أيضا : تعرف على أغنية (جورجينا رزق) التى غناها فريد الأطرش
وكان من أول الفنانيين الذين زارتهم وردة الفنان (فريد الأطرش) الذى اتفقت معه على تلحين إحدى أغنيات الفيلم، وبالفعل لحن لها أغنيتها الشهيرة (روحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله)، التى مازالت ناجحة وتتردد حتى الآن.
كما كانت المطربة (وردة) وللمصادفة آخر ما غنت ألحان الموسيقار (فريد الأطرش)، حيث ترك الراحل أغنية بعنوان (كلمة عتاب يا حب) كلمات أحمد شفيق كامل.
والتى كان (فريد الأطرش) يحلم أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم، ورحل دون أن يحقق حلمه، هذه الأغنية تركها فريد دون أن يكمل مقدمتها الموسيقية.
ونظرا لعشق الموسيقار بليغ حمدي لألحان (فريد الأطرش)، قام بوضع مقدمة موسيقية لها من بعض مقتطفات ألحان (فريد الأطرش) الشهيرة، وغنتها المطربة (وردة) فى نهاية السبعينات، وذلك بعد وفاة موسيقارنا الكبير.