* شاهدت أفلام مهمة في الجونة منها (بلاد ضائعة، ووداعا جوليا، وهيوليودد جيت
* نساء بلا أثر، وأخواتنا الغرباء خطفوني من حالي
* أتمنى مشاهدة الأعمال الروائية المهمة مرة ثانية، من خلال السينما والتليفزيون حتى لو تم إنتاجهم من قبل
كتب: أحمد السماحي
لا يشعر المتلقي وهو يشاهد النجم السوري الكبير (جمال سليمان) في عمل ما أنه يتفرج على ممثل يمثل دورا ما، لكنه يشعر أن هناك طاقة ضوئية تشع داخل كيان إنساني يرينا نفسه بوضوح كامل.
حيث يكشف (جمال سليمان) بشكل رائع في تمثيله نقاط ضعف وقوة الشخصية التى يجسدها بسهولة شديدة للغاية، وعلى مدى مشواره قدم شخصيات فنية لا تنسى، أصبحت كالوشم في ذاكراتنا ووجداننا.
هذه الأيام يعيش (جمال سليمان) في حالة قراءة ومشاهدة ومراقبة، فهو يقاوم ملل انتظار دور جديد بالقراءة، ويشحن موهبته بالمشاهدة، ويستمتع بالمراقبة، فالرجل مثقفا كبيرا.
حيث لمست بحكم صداقتي لـ (جمال سليمان)، أنه على وعي بأمور السياسة وشئون الحكم وأنظمة الدول، ولديه حس مرهف وعشق للأدب، والموسيقى، ومشاهدة منصة (نتفليكس)!
وعندما أتحدث معه أشعر كأنني في ندوة ثقافية مليئة بحكايات وطرائف لا تنتهي تفيض كلها بالحكمة والموعظة الحسنة والتجربة الإنسانية العميقة، لكنه أبدا لا يستخدم لغة المثقفين المتشابهة المكررة..
ولاعباراتهم المطاطة البارعة في الالتفاف حول الرقاب، ولا رطانة الفنانيين، ومصطلحاتهم ذات العبارات المصكوكة التى فقدت مداليلها منذ زمن بعيد.
إقرأ أيضا : جمال سليمان : لا يوجد كاتب عربي ارتقى إلى مستوى كتابات وليد سيف في الأعمال التاريخية
فـ (جمال سليمان) مسامر لا يشق له غبار، زعيم المتحدثين، لا شريك له في موهبة التدفق والتجدد المستمر، وافتتاح المناطق الغنية بالطرح الموضوعي.
وجاذبية النجم الكبير (جمال سليمان) وإن كانت منبعثة من شخصه الفني المعطاء المشع بأنوار الثقافة العصرية الرفيعة المبنية على أسس قومية متينة.
إلا أنها قوية هكذا لأنها جماع للروح السورية والمصرية المجبولة على دفء المشاعر، والإنسانية، وكرم النفس، والأريحية.
(جمال سليمان) و(الملك السنوسي)
هذه الأيام كان من المقرر أن يقوم ببطولة مسلسل (الملك السنوسي، الذي وضعه المشاهد على خريطة أعمال شهر رمضان 2024 المهمة، لكن فجأة توقف المشروع!
عن سر هذا التوقف، والجديد الذي يقرأه حاليا، والأفلام التى شاهدها في مهرجان الجونة، دق (شهريار النجوم) باب النجم الكبير (جمال سليمان)، وكان لنا هذه الإطلالة الصحفية إلى عالمه الثري الغني بالفن والمعرفة والثقافة.
في البداية أكد (جمال سليمان) أن مسلسل (الملك السنوسي) خرج من الماراثون الرمضاني 2024، لظروف انتاجية بحتة، ويتمنى أن يخرج للنور في الفترة القادمة.
إقرأ أيضا : الماضي الأسود .. (ظل) يجمع جمال سليمان بعبد المنعم عمايري !
لأنه من الأعمال المهمة التي تتحدث عن رحلة كفاح الملك الليبي (إدريس السنوسي) وكفاح الشعب الليبي من أجل الأستقلال.
وصرح أنه بعد خروج (الملك السنوسي) من الماراثون الرمضاني، لا يوجد لديه حتى الآن عمل لشهر رمضان القادم سواء عمل مصري أو سوري، ويقاوم ملل انتظار دور جديد بالقراءة، ويشحن موهبته بالمشاهدة.
(جمال سليمان) وأفلام الجونة
عن الأفلام المهمة التى شاهدها في مهرجان (الجونة السينمائي) قال: شاهدت مجموعة من الأفلام المتميزة الثرية والمتنوعة بموضوعاتها وتكنيكها الفني.
منها الفيلم الروائي الطويل (بلاد ضائعة أوLost Country )، وهو العمل الثاني لمخرجه (فلاديمير بيريشيتش)، وقد عرض لأول مرة في قسم أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزة (لوي روديرير).
وتدور أحداث الفيلم في صربيا 1996، خلال التظاهرات ضد (سلوبودان ميلوسيفيتش)، ويمر ستيفان (يوفان جينيتش) ابن الـ 15 عاماً بالثورة الأعنف في حياته.
إذ سيتوجب عليه مواجهة والدته الحبيبة (ياسنا ديوريسيتش) التي تشارك النظام الفاسد الذي يثور ضده هو وأصدقاؤه!.
والفيلم الثاني الذي شاهدته هو الفيلم الوثائقي (هوليود جيت، Holly wood gate) الذي يعد هذا عرضه الأول في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، بعد عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا.
وفاز مؤخرا بجائزة (العين الذهبية) لأفضل فيلم روائي أو وثائقي بمهرجان زيورخ السينمائي.
إقرأ أيضا : مين قال .. روعة جمال سليمان في الدراما الاجتماعية الهادفة
ويستعرض الفيلم فترة تاريخية حربية،عندما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان بعد الحرب الأبدية التي استمرت 20 عامًا، سيطرت فيها طالبان على هذه البلد المنكوبة، ليعثروا سريعًا على قاعدة عسكرية أمريكية محملة بأسلحة تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي.
في هذا الفيلم، قضي مخرجه (إبراهيم نشأت)، بجرأة غير مسبوقة، عاما داخل أفغانستان، يتابع فيها طالبان وهم يستولون على ما تركه الأمريكيون خلفهم، ليتحولوا من ميليشيا أصولية إلى نظام عسكري مدجج بالأسلحة.
الفيلم الثالث الذي شاهدته واستمتعت به هو الفيلم السوداني (وداعا جوليا) إخراج محمد كردفاني، الذي تنطلق أحداثه من الأحداث المتصاعدة عقب اغتيال زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان (جون قرنق) في العام 2005.
وتحديدا قبل انفصال الشمال عن الجنوب بـ 6 سنوات، ويتناول الانفصال بأوجاعه وأزماته من خلال ربطه بمصير أسرتين.
(جمال سليمان) و(أخواتنا الغرباء)
من جهة أخرى يقرأ (جمال سليمان) هذه الأيام بعض الأعمال الأدبية المهمة، بعضها انتهى من قراءته، والآخر مازال يقرأ فيه، من الأعمال التى قرأها (إخوتنا الغرباء) للأديب ذائع الصيت (أمين معلوف).
وهى روايةٍ جاءت تحذر من كارثة قد تفني الجنس البشري والإشارة إلى حلول مقترحة، حيث استيقظ سكان الأرض على انقطاع الكهرباء، وتعطل البث الإذاعي، وانقطاع الاتصالات الأرضية والإنترنت.
ومن خلال الرواية نجد بطلها (ألك) رسام كاريكاتير في منتصف العمر، و(إيف) روائية حظيت بشهرة عابرة لروايتها التي حققت نجاحا باهرا، وهما يعيشان فوق جزيرة صغيرة يتقاسمان ملكها على ساحل المحيط الأطلسي.
لم يكن أحدهما يخالط الآخر حتى ذلك اليوم الذي أصاب فيه عطل غير مفهوم جميع وسائل الاتصالات، مما أرغمهما على الخروج من العزلة التي يحرص كل منهما عليها أشد الحرص.
ما سبب هذا الانقطاع في الاتصالات؟، هل تعرض الكوكب إلى كارثة أم إلى نزاع نووي؟، هل هما الناجيان الوحيدان؟، ومن هم (أخواتنا الغرباء)؟، هذا ما ستجيب عليه أحداث الرواية الشيقة جدا والخطيرة جدا!
من خلال روايته هذه يخاطب (أمين معلوف) جمهورا شابا جديدا يريد منه أن يحمل مشعل إنقاذ البشرية.
(جمال سليمان) و(نساء بلا أثر)
العمل الأدبي الثاني الذي يعيش معه حاليا جمال سليمان هو رواية (نساء بلا أثر)، حيث يروي كاتب الرواية اللبناني (محمد أبي سمرا) حكاية عن نساء عاصرن فترة ما بين الحرب الأهلية اللبنانية حتى العام 2015، تشتّتن بين كل من بيروت وجنوب لبنان ولوس انجلس وفرساي وباريس.
بطلة الرواية رسامة بيروتية إسمها (ماريان) في الستين من عمرها من أصل أرمني عايشت حروب لبنان، وهجرت بيروت إلى لوس أنجلوس، ثم إلى فرساي في فرنسا، حيث تعيش في عزلة من اختيارها.
تلتقي الرسامة امرأة لبنانية تدعى (سارة)، تصغرها بثلاثين سنة، هذه الشابة ناجية من عملية انتحارية وتروي للرسامة سيرة حياتها المضطربة بين دمشق وموسكو وبيروت، كيف سينتهي اللقاء بين المرأتين؟ هذا ما ستعرفه عزيزي القارئ عند القراءة!.
(جمال سليمان) و(كل الضوء)
مازال حوارنا ممتد مع النجم (جمال سليمان) الذي أكد أنه يشاهد حاليا أعمال عظيمة على منصة (نتفليكس) منها أعمال صخمة جدا ذات تكلفة عالية.
وأعمال متوسطة، وأعمال فنية تجارية لها جمهورها، فالمنصة تقدم جرعة فنية وثقافية تناسب مختلف الثقافات والنوعيات من الجمهور، فمن يريد أعمال درامية مهمة للغاية سيجد، ومن يبحث عن التسلية سيجد.
وصرح (أبوصالح) في (التغريبة الفلسطينية): أنه شاهد منذ أيام مسلسل رائع على المنصة هو (كل الضوء) الذي لا يمكننا رؤيته –All the Light We Cannot See).
إقرأ أيضا : رسائل جمال سليمان المبكية لصديقه المبدع الراحل حاتم علي
والمسلسل مأخوذ من رواية أدبية لـ (أنتوني دوير) فازت بجائزة (بوليتزر) عام 2014، ويشرف على إخراجه كمسلسل (شون ليفي)، ويشارك في التمثيل كل من (مارك رافلو، وهيو لوري) وغيرهم.
احتل المسلسل رقم واحد على المنصة، كأكثر مسلسل باللغة الإنجليزية مشاهدة، تنتقل أحداث (كل الضوء الذي لا يمكننا رؤيته) بين فرنسا وألمانيا، وذلك لتغطية أحداث سياسية وإنسانية مهمة للغاية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الـ20.
(جمال سليمان) والأعمال الأدبية
أكد (عبدالجبار) بطل مسلسل (عملة نادرة): أن الأدب المصري والعربي يوجد به أعمال عظيمة تحتاج لتقديمها على شاشة السينما والتليفزيون، حتى نرتقي بذائقة المشاهد المصري والعربي.
وأنه يتمنى إعادة حتى الأعمال الأدبية التى قدمت من قبل شرط أن تحمل النسخة الجديدة من العمل الأدبي قراءة جديدة بصرية وإخراجية.
فمثلا الأديب الكبير (نجيب محفوظ) يستحق الآن أن نعيد تقديم أعماله بشكل جديد بصريا وبرؤية معاصره، وهذا سيعطي للإنتاج الدرامي أبعادا كبيرة وعظيمة، خاصة أننا نمتلك تراث روائي عظيم ومهم جدا.