أمير فواز: عرض فيلم (يانال) انتصار على إبقاء لبنان في صدارة الواجهة الفنية
كتب: أحمد السماحي
مساء أول أمس الأثنين 18 ديسمبر الجاري افتتح المنتج اللبناني (أمير فواز) صاحب شركة (فينيسيا بيكتشرز) برعاية وحضور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، العرض الأول لفيلم (يانال).
ليؤكد (أمير فواز) أن الشعلة، شعلة الحياة لم تنطفء ولن تنطفئ، وأن بيروت لا تزال مدينة تؤمن بثقافة الحياة والحرية والفن والإبدع رغم كل ما تمر به من أزمات سياسية وإقتصادية طاحنة.
يانال والتحدي الفني
حضرعرض فيلم (يانال) عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين اللبنانيين والشخصيات الفنية والإجتماعية اللبنانية.
وعلى السجادة الحمراء في حفل الافتتاح، صرّح جميع المشاركين في الفيلم من نجوم وممثلين وتقنيين، بآرائهم وتعليقاتهم، ومشاعرهم تجاه هذا الفيلم الذي يحظى برعاية خاصة من الجميع، كونه تجربة الممثل جاد أبو علي الأولى في الإخراج.
وكونه يأتي في ظل أزمات متلاحقة في لبنان والشرق الأوسط، وكونه يعتبر تحدياً للظروف، وهو ما أكد عليه بإعجاب وزير الثقافة، ومنتج الفيلم (أمير فواز).
حيث اتفق الجميع، على أن هذا التحدي الفني لدوام حركة الإنتاج في لبنان يستحق التشجيع والإعجاب والدعم .
(يانال) وفقدان الدواء
يتناول فيلم (يانال) قصة شاب طموح، ينشغل بمرضه النادر، والذي يجعله يعاني الأمرّين في علاج نفسه في ظل أزمة فقدان الدواء وانقطاع الكهرباء، ثم تظهر في حياته قصة حب!
وهنا، تتغير سيرة حياته، وتتعقد أموره، كيف سيتعامل (يانال) مع ظروفه؟، وماذا سيكون الحل من وجهة نظره؟!
هنا تكون العقدة التي سنعرف كيف تصرف (يانال) للتغلب عليها؟ – وهو تجربة للممثل جاد أبو علي الأولى في الإخراج – وكيف ساعدته صديقته (دهب) التي أدت دورها الفنانة ليليان نمري ببراعة شديدة.
600 شخصية تحضر عرض (يانال)
حضر العرض الأول الذي أقيم مساء الأثنين الماضي أكثر من ستمائة شخصية فنية وإعلامية ونقابية، من هؤلاء نقيب الفنانين اللبنانيين، ونقيب الموسيقيين ومحترفي الغناء في لبنان.
بالإضافة الى حشد من الصحفيين والنقاد الفنيين وممثلي المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية، والمواقع الألكترونية.
وقد فتحت إدارة (جراند سينما) ثلاث صالات من صالاتها لاستقبال المدعوين، على أن يبدأ استقبال الجمهور إبتداء من 21 ديسمبر 2023 لعموم جمهور السينما.
كلمة وزير الثقافة
قبل البدء بالعرض، قدم الزميل الدكتور جمال فيّاض وزير الثقافة محمد وسام المرتضى، ورحب به شاكراً له رعايته وحضوره للعرض الخاص للفيلم، وألقى الوزير المرتضى كلمة جاء فيها:
يا أحبة ليس شيء أدعى للحيرةِ والرويةِ لدى أي إنسان، من حديثه في كتاب لم يقرأه، أو فيلم لم يشاهده، أو موضوعٍ لم يكن تناهى إليه.
فالأمر قد يضطَره حينذاك إلى تُعملِ قولٍ أو تعمُّدِ تعميم، حتى ليخرجُ بالخطابِ عن سمتِ المناسبة.
لكن من عادتي دائما أن أقبل مثلَ هذا الحرج، متحديا فيه نفسي أولًا، لا سيما متى كانت الدعوة صادرة من أصدقاء كما هي الحالةُ في هذا اللقاء.
على أن فيلم (يانال)، الذي سنطلق الليلة عرضَه الأول، كما يبدو من النبذة الإعلانية التي تروج له يتناول هو أيضا قضية التحدي، تحدي الوباء بالحرية.
والضائقةِ المعيشية بالحب، والسر بالأمانةِ، والواقع بالخيال، حتى انتصار الحب أو هزيمته في آخر المطاف، لا أعلم، فهذا ما ستكشفه الخاتمة.
لكن أسئلة كثيرةً تتبادر إلى الأذهان، أولها من أين يأتي هذا الإصرار اللبناني على الإبداع برغم جميع الظروف الخاصة والعامة المانعة، أو المثبطة في أحسن الأحوال؟
وكيف تظل الثقافة، والفن السابع خاصة، عنوانا دائما لِبث الوعيِ في عقول الناس حول المسائل الاجتماعية والوطنية والإنسانية الشائكة؟؟
وماذا علينا أن نعمل لنرتقي بالعمل السينمائي اللبناني إلى مراتب أعلى فأعلى، حتى التألق العالمي؟ وما دور المبدعين من ممثلين ومخرجين ومصورين، وكتابٍ وسواهم في ذلك؟
أنا بالطبع لن أجيب على هذه الأسئلة، فالأمر بحاجة إلى دراساتٍ معمقة لا يستوعبها خطاب قصير.
لكن حسبي أن أؤكد أن وزارة الثقافة الواعية لمسؤوليتِها في حِفظِ الحرية ومواكبة الإبداع وتشجيع المبدعين، مؤمنةٌ بأن مرتكز النجاح الأول في الفن، هو أن يكون معبرًا عن الهوية، فينطقَ بلسان الشعب في مواجهة واقعه.
وذلك بناء مستقبله، على أساس القيم التي راكمها عبر العصور، وأما المرتكزُ الثاني فهو أن يمارس الفن دور الناقد والمصحح للمسارات الخاطئة في السياسة العامة كما في فهم العادات والتقاليد وتطبيقِها.
وأما رأس النجاح، فعندما يتحرر الإبداعُ من كل مكبلات الشكل والمضمون، وينطلقُ في فضاء الحرية كما النسور صوب القمم، لكي يبتني في المجهول عوالم جديدة يوقعُ خرائطَها بحبر هويته وقيمه غيرِ المستعارة من أحد.
ويبقى سؤال تقليدي ينصبُ، منذ خمسة وسبعين عاما، ويمثل علامةَ استفهامِ أمام أعيننا وأعين الأجيال التي سبقتنا وهو: هل يجوزُ أخلاقيا أن نفرح بمشاهدة الكوميديا ونضحك فيها، والحربُ دائرة حولَنا وعندَ حدودِنا؟
جوابي الأكيد نعم، فأعداءُ الإنسانية الذي يمعنون قتلا وتدميرا، ومجازر إبادات، يريدون لنا أن ننصرف عن غدِنا وأن نتلهى فقط بأوجاع يومنا وجراحه العميقة.
لكننا شعب، نواجهُ الحياةَ القاسية بفرحِ الإبداع، كما يواجهُ المقاومون الموتَ بفرحِ الشهادة، عارفين أن النصر سيكون في النهاية للحق الذي هو إلى جانبِنا، أو نحن إلى جانبه.
وأن الباطل دائمًا إلى زوال، طال الزمانُ أو قصر، وأختم كلامي بتهنئة جميع القائمين على هذا العمل، من أوله إلى آخره، واشد على أيديهم .
وأتمنى لهم التوفيق والنجاح فيه، وفي كل أعمالهم الآتية إن شاء الله، عشتم وعاش لبنان.
كلمة (أمير فواز)
ثم ألقى المنتج أمير فواز كلمة، شكر فيها الوزير لرعايته وحضوره، وشكر الإعلام والصحافة وجاء فيها :
معالي وزير الثقافة الأستاذ محمد وسام المرتضى راعي هذا الاحتفال، السادة الحضور من فنانين وإعلاميين وعاملين في القطاع الفني السينمائي والدرامي..
الأصدقاء والشخصيات الاجتماعية التي تشجعنا في خطواتنا الفنية باستمرار، شكراً، لحضوركم، ولمشاركتكم في هذا الإحتفال بولادة فيلم (يانال) أحد أعمال شركة (فينيسيا بيكتشرز).
شكراً معالي الوزير محمد وسام المرتضى، لتشجيع كل عمل فني وثقافي لبناني، بكافة الوسائل المتاحة لكم، رغم صعوبة الظروف التي نعرفها معاً ..
ورغم صعوبة الظروف، نحن نصر على العمل، على الإجتهاد لإبقاء لبنان في صدارة الواجهة الفنية والثقافية، العربية والعالمية.
إن حضوركم يا معالي الوزير بالنسبة لنا، سند، ودعم وتكريم لنا، فشركتنا، التي هي إستمرار لجهود الجد في عالم السينما (شركة فواز إخوان) تعود للمشاركة في تقديم لبنان الفن والحضارة والثقافة.
وستكون أقوى، بدعمكم ودعم الإعلام والصحافة، التي كانت وما زالت تدعمنا نحن الذين نراهن بإنتاجنا السينمائي والدرامي.
على أن لبنان، هو أحد أوائل الرواد في هذا الشرق، الشرق المُتعب بالمشاكل والأزمات، والمصرّ على الإستمرار والقيام من كل هذه الأزمات
شرفتونا جميعاً بحضوركم، وأرجو أن نكون على قدر ثقتكم، وأن نستمر، إدعمونا يا معالي الوزير، ويا حضرات السادة الإعلاميين، فنحن واجهة لبنان.
وهذا القطاع هو أحد أبرز وسائل الدعم للبنان المالية والمعنوية والثقافية والفنية، شكراً لكم، وأتمنى لكم مشاهدة ممتعة في فيلم (يانال).
والذي أشكر كل فنان ساهم في إنتاج هذا العمل الجميل، بدءاً من مخرجه وكاتبه الفنان جاد أبو علي، والأسرة الرائعة من النجوم، وحتى آخر عامل تقني فيه .
والحكم بعد المشاهدة !!(بس ما تقسو علينا كتير)
ثم بدأ عرض فيلم (يانال)، حيث أبدى أغلب الحاضرين إعجابهم بالفيلم والقصة المميزة، وبأداء الممثلين الشباب فيه.
جدير بالذكر، أن المنتج أمير فواز، كان قدم مؤخراً وبالتحديد في شهر أبريل الماضي فيلم (هردبشت) الذي لاقى نجاحا عند عرضه في الصالات.
و(أمير فواز) منتج وموزع سينمائي، ووريث شركة إنتاج وتوزيع سينما عربية عريقة هي شركة (فواز إخوان) التي أنتجت ووزعت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عدد كبير من الأفلام السينمائية اللبنانية، واللبنانية المصرية المشتركة.