كتب: محمد حبوشة
يمكن إلى حد بعيد تصنيف فيلم (قتلة زهرة القمر) Killers of the Flower Moon للمخرج (مارتن سكورسيزي) في الفئة نفسها مع عمليه السابقين (الأصدقاء الطيبون – Goodfellas، والمغادرون – The Departed).
وإن كان يتعامل مع نوع من العصابات التي لطالما رفضت أميركا مواجهتها، تلك التي تعمل بشكل منظم لسرقة سكانها الأصليين وسحقهم من أجل الربح المادي.
يبدأ فيلم (قتلة زهرة القمر) بالانسياب نحو النهاية بوصول مكتب التحقيقات الفيدرالي المؤسس حديثاً للتحقيق في جرائم القتل لينتهي ذلك بالقبض على العم وابن أخيه (دي نيرو ودي كابريو).
لكن التاريخ يقول أيضا إن الـ (FBI)، أو مكتب التحقيقات، بقيادة الشاب المتعين حديثا (ج. إدغار هوفر)، أغلق القضية بالطريقة التي يرويها الفيلم، بمعنى أن النهاية كانت بانتصار العدالة التي أتت مع المحقق الأميركي.
في مقالة (النيويورك تايمز) التي كتبها اثنان عن فيلم (قتلة زهرة القمر)، أحدهما مؤلف الكتاب الذي تأسس عليه الفيلم، (ديفيد غران)، والآخر (جم غري) الذي قتل أحد أجداده من السكان الأصليين في تلك الأحداث.
يقول الكاتبان: (لم تمح هذه الأحداث من ذاكرة (الأوساج) لكن معظم الأميركيين مسحوا من ضمائرهم حتى الرواية المعقمة التي تبناها مكتب التحقيقات الفيدرالي.
إقرأ أيضا : حنان أبو الضياء تكتب عن (سينما صهيون): أفلام (وودي آلن).. يهودية بشكل لا يصدق (6)
ويشير الكاتبان إلى أن تلك الأحداث التي يطلقون عليها (عهد الرعب) تشبه المذبحة المعروفة بمذبحة (تلسا) العرقية (وتلسا هى ثاني أكبر مدن ولاية أوكلاهوما) في أن كلتا الحادثتين لا تدرسان في المدارس، حتى في أوكلاهوما نفسها.
عملية تعقيم التاريخ مهمة لضمير يعترف ضمنا بما يثقل كاهله، لكن الضمير الأوكلاهومي، مثل ضمائر بشرية أخرى كثيرة، لم يستطع أن يحول دون الكشف عن تلك النقاط السوداء في تاريخه أو تاريخ الولاية.
الدستور الحامي لحرية التعبير يتعالى على قدرات ولاية من الولايات أن تقرر ما يعرف أو لا يعرف.
ذلك الدستور هو الذي يحمي (سكورسيزي) ومنتجي فيلم (قتلة القمر الزهرة) من غضب ولاية أميركية حين يتجرأون على الخطوط الحمراء لتلك الولاية.
لكن ماذا لو كانت الخطوط الحمراء خطوطا يكاد يجمع عليها المجتمع الأميركي وإعلامه ونظامه السياسي؟
(قتلة زهرة القمر) والصهيونية
ماذا لو كانت الخطوط الحمراء تتصل باليهود، بإسرائيل، بالصهيونية؟.
من المؤكد عندئذ ألا يفيد الدستور لأن مصالح أعلى منه ستحول دون ما يسمح به من حريات.
وقبل ذلك لن تقبل شركة إنتاج سينمائي أن تتحمل العبء السياسي، ولن يتحمل المخرج ولا الممثلون سياط النقد التي ستوجه لهم – على افتراض أن أحداً يرغب في تخطي خطوط حمراء كتلك.
ولو قبلت الشركة وتحمل الممثلون لن تنشر (النيويورك تايمز) مقالة تحليلية محايدة حول الفيلم.
فيوسع الجميع أن ينتقد المستوطنين البيض ويكشف سوءات التمييز العرقي والاضطهاد والجرائم، لكن ليس في وسعهم أن يقولوا إن إسرائيل تحتل أرض شعب آخر.
وإنها هجرتهم وتضطهدهم وتقتلهم كل يوم، سيظل قتلة نمو ووفرة آخرين، مستوطنين آخرين غير المستوطنين الأميركيين، عصيين على الكشف والإدانة.
يقول نجيب محفوظ: (لا تخبروني عمن يكرهني، أو يتكلم عني، اتركوني أحب الجميع، وأظن أن الجميع يحبني).
يركز فيلم (قتلة زهرة القمر) على واحد من هؤلاء الأشخاص وهو (إرنست بيركهارت) (يجسده ليوناردو دي كابريو) الذي جاء إلى مقاطعة فيرفاكس بولاية أوكلاهوما وتزوج من مولي كايل (ليلي غلادستون)، بناء على طلب من عمه ويليام هيل (روبرت دي نيرو).
في إطار مقولة (نجيب محفوظ)، يدعي (هيل) الذي لا يميز بين السلطة والحكمة أن القدر قرر نهاية زمن شعب (أوساج)، حيث كان يضمر لهم كرها وحقدا شديدين، ويقول لـ (إرنست): (ستجف هذه الثروة، إنهم شعب يمتلك قلبا كبيرا لكنه مريض).
ثم تحدث نقلة مونتاج مفاجئة في فيلم (قتلة زهرة القمر) تحدث اضطرابا في نهاية المشهد.
إقرأ أيضا : حنان أبو الضياء تكتب: اليهود وطنوا (سينما صهيون) في وسط القدس! (3)
يعود الفضل فيها إلى (ثيلما شونميكر) القائمة على المونتاج التي تعامل معها سكورسيزي لفترة طويلة وكانت مسؤولة عن كثير من الإثارة في أعماله، تجعلنا نواجه عنف تلك الكلمات.
ونرى أحد رجال (أوساج) وهو يحتضر متمددا على الأرض ويختنق بالسم، ولم يكن سكورسيزي) أبدا شخصاً يرسم حدوده الأخلاقية بوعي.
إنه ببساطة مخرج يروي القصص بقدر من العناية والتعاطف العميقين لدرجة أن وحشية تلك الجرائم تخلف وراءها رائحتها الكريهة، تماما كما تزكم رائحة الدم أبناء شعب فلسطين في الأرض المحتلة حاليا.
عندما بدأ سكورسيزي تحويل كتاب (ديفيد غران) الواقعي الصادر عام 2017 بعنوان (قتلة زهرة القمر.. جرائم قتل شعب أوساج وولادة مكتب التحقيقات الفدرالي) قام هو وكاتب السيناريو إريك روث في البداية بالتركيز على الشخصية الرئيسة التي تحدث (عنها غران).
وهو (توم وايت)، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كلفه (جيه إدغار هوفر) بحل الجريمة.
(قتلة زهرة القمر) وصناعة الزيف
لكن (سكورسيزي) أدرك أن هذا من شأنه صناعة بطل مزيف من شخص لا يستحق البطولة، عبر فيلمه (قتلة زهرة القمر)، في حين يؤدي (جيسي بليمونز) شخصية (وايت) بطريقة رصينة في الفيلم.
يبقى تركيز العمل على (مولي وإرنست) اللذين يقال إنهما أحبا بعضهما بعضا على رغم كل شيء، وكان يربطهما ذلك النوع من الحب الذي يثير عنصر الخير في (إرنست)، لكنه يفشل في حماية (مولي).
يقدم لنا (دي كابريو) في فيلم (قتلة زهرة القمر)، الذي امتلأ فمه بأسنان مستعارة متسوسة، رجلا محبا وضعيفا وقبيحا في باطنه، رجلا يتشنج خده عندما يكذب ويتدهور جسده تحت تأثير الشعور بالذنب أسرع من أي سم.
لكن (ليلي غلادستون) هى التي تعد مركز ثقل الفيلم، وقد قدمت واحدا من أكثر الأداءات الاستثنائية الأنثوية في أي من أفلام (سكورسيزي).
إنها هادئة ولكنها ليست قديسة، شخصية تجسد المأساة لكن النار مشتعلة في داخلها، والمرة الأولى التي نتعمق فيها في منظور (مولي) ندفع بقوة تكاد تسلب الأنفاس من رئاتنا.
وكانت عيون الرجال والنساء البيض من حولها تطفح بالاشمئزاز، بينما كانت عيناها تعرفان كل شيء عن المستقبل الذي يتسارع لمواجهتها.
وعلى رغم الحضور الثقيل لكن من (دي كابريو، ودي نيرو)، فإن (قتلة زهرة القمر) يتمحور في نهاية المطاف حول منظور شعب (أوساج) الذي عمل أفراد منه على نطاق واسع في إنتاج الفيلم كمستشارين وحرفيين وممثلين.
(للتوضيح: غلادستون نفسها لا تنتمي إلى شعب (أوساج) لكنها متحدرة من شعبي بلاكفيت ونيميبو الأصليين).
وفي مشهد محوري من (قتلة زهرة القمر)، تدور أحداثه بين الأراضي الزراعية المحترقة، تقول (مولي) لـ (إرنست): أنت التالي، في إعادة السرد المروعة بهدوئها هذه للتاريخ لن يتوقف تدمير أميركا البيضاء عند حدودها، بل ستلتهم نفسها أيضاًفي النهاية.
(قتلة زهرة القمر) وأحداث غزة
أحداث غزة الحالية من جانب (إسرائيل) – المعادل الموضوع لتجبر الرجل الأبيض الأمريكي – تثير الأسئلة: إلى أي حد يمكن لشعب أو مجتمع أن يواجه ما قد يتضمنه تاريخه من أحداث مخجلة.
من عار يتمثل في جرائم ارتكبت بحق أبرياء وجرى التكتم عليها أو سعت الأكثرية إلى إخفائها وتجاهلها، بل وربما أصدرت قانونا يحرم الحديث عنها؟، كما يفعل قادة إسرائيل الحاليون!
إن من المستحيل لأي شعب أو أمة أو مجتمع أن يدعي طهارة تاريخه أو خلوه مما يود إخفاءه وتمني زواله من السجلات ورفضه أن يسعى أحد إلى التنقيب عنه وإظهاره.
وإذا كانت المجتمعات التي تحكمها معتقدات أو أعراف أو ربما قوانين وضعية تنجح في كبت الكثير، فإن من المجتمعات المعاصرة اليوم، أو ما يحول دونها بصورة جزئية أو مؤقتة.
إقرأ أيضا : حنان أبو الضياء تكتب: (سينما صهيون).. أول خطوة فى الاستيطان (1)
وحتى تلك التي تسن القوانين الصارمة لمنع كل ما يمكن أن يشير إلى الماضي المخزي، فإن الوقت سيأتي حين يتمكن مؤرخ أو كاتب أو محقق أو باحث من أن يكشف النقاب عما أسدل عليه النقاب وغلقت دونه الأبواب.
ربما لن يحاسب قادة إسرائيل على مخالفة ما استن من القوانين ما يحول دون ذلك المنع الصارم، لذا فإنهم يضربون عرض الحائط بكل القوانين.
شجاعة النص والمخرج والممثلين في (قتلة زهرة القمر)، فضلا عن الأداء الرائع، ليست محل جدال، فنحن أمام عمل ملحمي على مستوى الإنتاج والإخراج والتمثيل.
استعادة لغة قبيلة (الأوساج) بحد ذاتها إنصاف لقبائل استلبت هوياتها وأرضها وثرواتها وأهم من ذلك أرواح الكثير من أبنائها وبناتها، مثلما تسلب أرواح الغزاويون الآن.
يعتمد السيناريو الممتاز لـ (سكورسيزي وإريك روث) بتفكيك الحبكة متعددة الطبقات، فيغطي جوانب مختلفة من قصة امتدت لعقد من الزمن بمهارة كبيرة.
عمليات القتل والتدخل المتأخر من قبل سلطات إنفاذ القانون، والملاحظة حول العلاقة المتطورة بين البيض والهنود في بداية القرن العشرين، وقصة الحب المأساوية التي تكلف المرأة كل شيء.
ملحمية (قتلة زهرة القمر)
كل ذلك يجتمع بشكل متقن جميل لإعطاء الفيلم وصف الملحمة، باكتساح روائي التوجه، والشيء الذي ربما لا يتوقعه الناس من (قتلة قمر الزهرة)، هو أنه غالبا ما يكون مضحكا للغاية في مواقف مؤلمة.
إن قتل الأمريكيين الأصليين بدم بارد ليس بالتصرف الطريف بالطبع، لكن الجشع العاري والأنا المتضخمة للعم (هيل)، والإحراج المذهل لمساعديه الذين يستحقون السخرية منهم.
عمد كتاب السيناريو إلى دمج الكوميديا بنجاح في قصة حزينة للغاية، هذا يضيف ميزة حقيقية لتصوير المستغِلين والعوامل التمكينية، فيمنح الفيلم نغمة أكثر ثراء وتوازنا.
الملفت للنظر أن (قتلة زهرة القمر) يكشف بالضرورة عن عنصرية الرجل الأبيض الأمريكي، ويثبت أنه في أغلب الحروب التي أدمت وعي البشرية في القرن العشرين ومطالع القرن الحادي والعشرين يدعي المتحاربون أنهم يحاربون من أجل أسمى القضايا وأشرف القيم، كما يشدق الهاينة حاليا.
إقرأ أيضا : حنان أبو الضياء تكتب: (سينما صهيون).. (كيرك دوجلاس) مفتونًا بدراسة التوراة (5)
هذه هى أشد الحجج تأثيرا، تلك التي تقترن بالهوية الجماعية، وفي طليعتها صون الأرض، وحماية العرض، والدفاع عن وجود الجماعة، والذود عن الدين، رغم أن العقيدة الدينية هى المحرك الرئيسي لآل صهيون.
أما الحجج الأضعف فتلك التي تتعلق بشرعية المصالح، وضرورات التوسع، ومقتضيات الازدهار.
وهذا يؤكد أنه ليس غريبا عن وضعيتنا البشرية الاقتتال في سبيل إعلاء الذات الجماعية، سواء على مستوى القضايا المقترنة بالهوية الجماعية، أو على مستوى المسائل المرتبطة بشرعية المصالح.
غير أن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه في مثل الأوضاع المأسوية هذه ينبثق من ضرورة التفكر الهادئ في مسألة العنف: هل يجوز لنا أن نسوغ العنف تسويغا فلسفيا يجعلنا نرضى به سبيلا وحيدا إلى فض الخلافات ومعالجة الاختلالات وتقويم الاعوجاجات وتهذيب أهواء النفس الغضبية الفردية والجماعية؟
في أغلب الحروب التي أدمت وعي البشرية في القرن العشرين ومطالع القرن الحادي والعشرين يدعي المتحاربون أنهم يحاربون من أجل أسمى القضايا وأشرف القيم، كما تدعي إسرائيل في قصفها الحالي لغزة.
(قتلة زهرة القمر) وأشد الحجج
وأشد الحجج تأثيرا تلك التي تقترن بالهوية الجماعية، وفي طليعتها صون الأرض، وحماية العرض، والدفاع عن وجود الجماعة، والذود عن الدين بشكل ظاهري.
أما الحجج الأضعف فتلك التي تتعلق بشرعية المصالح، وضرورات التوسع، ومقتضيات الازدهار، ليس غريبا عن وضعيتنا البشرية الاقتتال في سبيل إعلاء الذات الجماعية.
سواء على مستوى القضايا المقترنة بالهوية الجماعية، أو على مستوى المسائل المرتبطة بشرعية المصالح، غير أن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه في مثل الأوضاع المأسوية هذه ينبثق من ضرورة التفكر الهادئ في مسألة العنف
هل يجوز لنا أن نسوغ العنف تسويغا فلسفيا يجعلنا نرضى به سبيلا وحيدا إلى فض الخلافات ومعالجة الاختلالات وتقويم الاعوجاجات وتهذيب أهواء النفس الغضبية الفردية والجماعية؟
الخلاصة: أنه بعد مشاهدتي لفيلم (قتلة زهرة القمر) أرى أن أحداثه تتوازى تماما مع أحداث فلسطين على مستوى المأساوية، فما يجعل الفيلم مأساويا بشكل خاص هو شفافية النوايا الشريرة التي يقدمها.
يتم دفع أكثر الاحترام رمزيا وصادقا إلى (أوساج) وهى قبيلة روحانية عميقة؛ تشبه أحوالها أحوال فلسطيني غزة، حيث يرى الصهاينة أنهم لا يستحقون الحياة، تماما كما أن معظم البيض لا يعتبرون (الأوساج) يستحقون الحد الأدنى من الإنسانية الأساسية.
يتم التعامل مع أموال أوسيدج من قبل (الأوصياء) البيض والعدالة مزحة سخيفة، مثلما يتعامل اليهود مع فلسطين على أنها أرض الميعاد ووطنهم المفقود عبر التاريخ، كما يقول أحدهم: (لديك فرصة أفضل لإدانة رجل لركله كلبا من قتل هندي).
وفي النهاية فيلم (قتلة قمر الزهور) يتجاوز في رأيى معنى التعاطف مع السكان الأصليين أو الهنود الحمر، ليصبح فيلما عن أمريكا نفسها.
ولينتهى إلى مواجهة أوهام حقيقية داخل هذا المجتمع البغيض، أبسطها فكرة اندماج الجميع تحت مظلة واحدة، فلا يوجد اندماج بالمرة، بل محاولة محو أو إذابة.
سيبقى مجتمع السكان الأصليين مهمشا، ومعرضا للاستغلال حتى بعد تأسيس حكومة قوية وقادرة، فالمشكلة في السيطرة البيضاء، وفى نظرة عنصرية موجودة طوال الوقت، وهو ما يتجسد في مواقف تعاطف الأمريكيين مع الكيان العنصري الإسرائيلي.
وفيلم (قتلة زهرة القمر) أيضا لايشبه سينما الجريمة والعصابة التي تشكل أغلب مسيرة (سكورسيزي)، وإن كان يتوافق مع محاولة استكشاف الطبيعة الأنانية الخبيثة للبشر التي دأب سكورسيزي على استكشافها.
يتعلق الأمر هنا بنوع مختلف من العنف، يتولد من الجشع والعنصرية والشعور بالاستحقاق، ويقدم سكورسيزي تنويعا على موتيفاته الأثيرة مثل (البارانويا وتدمير الذات، الحب والخيانة مع استكشاف هادئ للدروب الملتوية للرغبة).
باختصار (قتلة زهرة القمر) هو رحلة متمهلة تأملية في قلب الظلام الذي يسكن روح الإنسان وروح أمريكا الشريرة في سعيها لهلاك هذا الأرض على جناح حريتها المزعومة.