بقلم: محمد حبوشة
على الرغم من المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، إلا أن هنالك من يوخزه ضميره، خاصة إذا جاء هذا على لسان أحد جنود الجيش الإسرائلي كما عرض فيديو اعترفات (الجندي الإسرائيلي) والذي جاء على النحو التالي:
أنا قتلت رجلا بيدي من أجلكم
وأنت تقولون أن الإرهابيين تلطخت أيديهم بالدماء؟
أنا قتلت 40 رجلا بيدي من أجلكم..
أنا قتلتهم..
والآن لايعطى لي العلاج النفسي..
لذلك أنا أشتكي.. أنا أصرخ..
بسبب الصدمة التي عشتها..
أنا أتبول على نفسي..
أنهم يأتون في كوابيسي..
ويسألون لماذا قتلتنا؟..
لماذا قتلتنا؟..
فهل سيكون بإماكانهم الاستيقاظ؟..
لو جاءوا أيضا لكوابيسكم؟..
أو سيكون بإمكانكم أن تأكلوا؟..
هل بإماكانكم أن تضبطو حياتكم؟
وفيديو (الجندي الإسرائيلي) يقابله مئات الفديوهات من جانب أطفال غزة والمسنين الفلسطسنيين التي تتساءل في دهشة: لماذا تقتلوننا، كما جاء في إحدى الفيديوهات على مسن غزاوي يقول:
ضمير العالم مات..
مالذنب الذي ارتكبناه؟..
كنا نقيم في منزلنا ثم حدث قصف..
دون أي إنذار .. دون أي تحذير..
نحن جالسون نتنظر فرج الله..
مات ضمير العالم..
ولا إنسانية ولا أي نوع من الأخلاق..
هذا هو الشهر الثالث الذي نواجه فيه الموت والدمار
مالذنب الذي ارتكبناه..
70% من الوفيات أطفال..
فما ذنبهم؟!
هذا تطهير عرقي
تدمير كامل للقطاع لتهجير جميع السكان.
اعترفات (الجندي الإسرائيلي)
صحيح أنه مشهود أن المنظمات الدولية تناشد ضمير العالم وقف إطلاق، ترتيبا على اعترفات هذا (الجندي الإسرائيلي) الذي ظل يصرخ في الفيديو، أنا لا أنام .. أنا أتبول على نفسي!، حيث يرى في نومه أشباح الفلسطينيين قائلا: أنهم يأتون في كوابيسي..
ويسألون لماذا قتلتنا؟..
لماذا قتلتنا؟.
حللت (منظمة العفو الدولية) نية إسرائيل إقامة والإبقاء على نظام من قمع الفلسطينيين والهيمنة عليهم.
كما فحصت العناصر الأساسية لهذا النظام، والتي تتمثل في: شرذمة الأراضي؛ والتفرقة والعزل والسيطرة؛ ونزع ملكية الأراضي والممتلكات؛ والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وخلصت المنظمة إلى أن ذلك النظام الصهيوني يرقى إلى مستوى الفصل العنصري (أبارتهايد)، ويجب على إسرائيل تفكيك ذلك النظام الذي يتسم بالقسوة، كما يجب على المجتمع الدولي الضغط عليها لتحقيق ذلك.
ويجب على جميع الأطراف التي لها ولاية قضائية على الجرائم المرتكبة لإدامة ذلك النظام أن تبادر بإجراء تحقيق في هذه الجرائم.
إقرأ أيضا : عصام السيد يكتب: حرب (غزة) تدخل مرحلة: عض الأصابع !
الحقيقة أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل عدوان (الجندي الإسرائيلي) مستمر منذ أكثر من شهرين، طال جيمع المرافق الحياتية في القطاع المحاصر أساسًا منذ 17 عاما.
وفي الوقت الذي يعجز فيه العالم عن منع إسرائيل من ارتكاب المجازر بحق سكان القطاع، وثنيها عن تخطيها جميع الأعراف والقوانين الدولية.
تخطى عدد شهداء العدوان الـ 20 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، الذين دكت الغارات الإسرائيلية المنازل على رؤوسهم.
وأظهرت الإحصاءات أن نحو 2% من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء استهداف (الجندي الإسرائيلي)، إما شهداء أو جرحى، حيث تستقبل مستشفيات قطاع غزة بالمتوسط جريحا في كل دقيقة، منذ بداية العدوان و15 شهيدا في كل ساعة.
فيما بلغ متوسط الشهداء من الأطفال الصبية 6 في كل ساعة، ومن الإناث 5 بالساعة الواحدة.
يأتي ذلك في ظل ما تعانيه المستشفيات والمراكز الصحية من استهداف مباشر له، إذ إن نصف مستشفيات قطاع غزة و62% من مراكز الرعاية الأولية توقفت وخرجت من الخدمة فعليا.
إضافة لأزمة الوقود المستفحلة بعد منع إسرائيل دخول الوقود المشغل لتلك المشافي عن القطاع.
استهداف (الجندي الإسرائيلي)
وفي ظل استهداف (الجندي الإسرائلي) التجمعات السكنية، والأبنية المأهولة، فإن 70% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين قسرًا عن منازلهم بسبب القصف والغارات.
حيث قصفت إسرائيل القطاع بأكثر من 40 ألف طن من المتفجرات، وبمتوسط 82 طنًا لكل كيلومتر مربع.
وكشفت الأرقام أن 50% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تضررت جراء القصف والغارات، كما أن 10% من الوحدات السكنية بقطاع غزة هدمت كليا أو باتت غير صالحة للسكن.
(الجندي الإسرائيلي) لم يوفر حتى دور العبادة أو المراكز التربوية، حيث تضررت 33% من مدارس قطاع غزة تضررت جراء القصف ونحو 9% منها خرجت من الخدمة، كما تضرر 14% من مساجد قطاع غزة، وهدمت إسرائيل 5% منها بشكل كامل.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: ومن الصمت ماقتل في (غزة) ؟!
وتزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا في قطاع غزة في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة باستهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 200 ألفا من سكان غزة النازحين في المستشفيات والكنائس والمباني العامة المنتشرة في أنحاء القطاع، بالإضافة إلى 100 ألفا في المدارس.
يأتي ذلك في ظل تشديد إسرائيل الحصار على القطاع، مانعة الماء والكهرباء عنه، وكذلك حرمت سكان قطاع غزة من المساعدات الغذائية والطبية، التي باتت شحيحة بفعل الشروط القاسية التي تفرضها في معبر رفح.
الأمر الذي ينذر بمجاعة قد تطال سكان غزة، في ظل شح المواد الغذائية.
(الجندي الإسرائيلي) والمدنيين
صحيح أنه نددت الأمم المتحدة، بالغارات التي استهدفت مخيم جباليا خلال الأيام القليلة الماضية في قطاع غزة، وأوقعت عشرات القتلى من الفلسطينيين في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف قياديا في حماس.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (مارتن غريفيث) في بيان: (هذه مجرد أحدث الفظائع التي لحقت بسكان غزة حيث دخل القتال مرحلة أكثر رعبا، مع عواقب إنسانية مروعة بشكل متزايد).
موضحا: (يبدو العالم غير قادر وحتى مترددا في التحرك) لوضع حد لهذه الحرب.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن ما يقوم به (الجندي الإسرائيلي) يتعدى أي مفهوم لحق الدفاع الشرعي عن النفس، مشيرا إلى أن نزوح المدنيين في قطاع غزة إلى جنوبه ليس تطورا إيجابيا بل استمرار لمخالفة القانون الدولي الإنساني.
وقال (شكري) في كلمته خلال فعاليات مؤتمر باريس حول الأوضاع الإنسانية في غزة، إن مصر تبنت منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر موقفا واضحا يدين كافة أشكال استهداف المدنيين.
إقرأ أيضا : مواقع التواصل تفضحهم.. إنهم يقتلون (أطفال غزة) في المهد بدم بارد!
إلا أن ما آل إليه الصراع العسكري في غزة منذ ذلك الحين من قصف واستهداف عشوائي من قبل (الجندي الإسرائيلي) للمدنيين الفلسطينيين قد أودى بحياة ما يزيد عن 10 آلاف مدني نصفهم من الأطفال وحصار وترويع وتشريد وتهجير لمليوني مدني فلسطيني من أراضيهم ومساكنهم.
أضاف (شكري) أن فتح ممر آمن لانتقال المدنيين إلى الجنوب ليس تطورا إيجابيا بل يعد استمرارا للتهجير الممنهج والمخالف للقانون الدولي الإنساني.
مشيرا إلى أن استمرار الصمت الدولي على ما تقوم به من مخالفات جسيمة وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني يشير إلى وجود خلل في معايير المنطق والضمير الإنساني.
ولكن هل تكفي المنشادات من جانب المنظمات الدولية أو من جانب بعض الأنظمة العربية؟
ظني أنه عندما مات ضمير العالم – بحسب المسن الغزاوي – أصبحت لا تجدي المناشدات والمطالبات حتى من كافة شعوب الأرض التي تخرج يوميا منتفضة ومطالبة بوقف تلك الحرب الظالمة.
ينبغي الانتباه إلى تفعيل دور الأمم المتحدة، وكف أمريكا عن حق الفيتو الذي يظل حائلا دون وقف القصف الذي تزيد حدته يوميا ضد مدنيين عزل لا ذنب أو جريرة فيما يرتكبه (الجندي الإسرائيلي) من مجازر وتطهير عرقي يمارسه الكيان الصهيوني.