كتب: أحمد السماحي
(زاهي وهبي) اسم مغروس كالوشم في قلوبنا جميعا، خاصة من محبي الثقافة، رعا موهبته ورواها بالجهد والعرق، ولم تنجح الشهرة ولا الأضواء ولا النجومية التى تلتف من حوله، وتزين خطواته بأخذه إلى مناطق الغرور والتباهي.
الانتماء هو العنوان الأبرز لحياة (زاهي وهبي)، فقد ربطه الانتماء بكل مجال عمل فيه، ولهذا لم يكن من الغريب أن ينجح في وجوهه المتعددة كمقدم برامج، وشاعر، وكاتب، ومناضل، وثوري، وأيضا كإنسان.
من أبرز مميزات (زاهي وهبي) بجانب ثقافته الموسوعية، صوته، فصوته هادئ مريح منخفض يقوم بتحريك القلب وهدهدته حتى ليشعر المشاهد كأن جميع شرايين قلبه يتم تنفيضها من الشوائب التى قد تسدها.
كما أن صوته قادر على التحليق في أجواء مرتفعه لوقت طويل دون أن تتكسر أجنحته.
إقرأ أيضا : زاهي وهبي .. انطباعات متفرج كاد يقفز من الصالة إلى خشبة المسرح في (3 دقات)
صوت (زاهي وهبي) ينضح بالحياء والخفر، لكن لا يمنعه حياؤه الأصيل من من المشاغبة مع بعض ضيوفه، والانطلاق على سجيته دون افتعال أو (تزويق) إنه طبيعي ساحر في طبيعته كجمال صبية فلاحة لا تعرف المساحيق.
بين (زاهي وهبي) وبين الأشياء والأماكن، والبرامج خاصة التى يقدمها (عشرة عمر) فكل برنامج قدمه ظل يقدمه لسنوات آخرها برنامج (بيت القصيد) الذي قدمه على قناة (الميادين) لمدة عشر سنوات.
وفي كل البرامج التى قدمها كان أسلوبه الهادئ الرصين يدل على ثقة لا حدود لها، وإلمامه بكل شخصية يحاورها يؤكد تمتعه بخلفية ثقافية نادرة، وقدرته على الوصول لما يريد دون أن يغضب ضيفه يمنحه لقب الأستاذ بلا جدال.
عندما اختلس لحظات ويهزني الشوق الي الراحة النفسية والتعلم، أبحث عن برامجه ولقاءاته على (اليوتيوب) اسمع وأشاهد للمتعة أولا والتعلم ثانية.
(زاهي وهبي) و(عشرة عمر)
قبل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي راح ضحيته حتى الآن حوالي 20 ألف فلسطيني، كان (زاهي وهبي) بدأ في تقديم برنامجه الجديد (عشرة عمر) على قناة (الميادين).
يستقبل فيه ضيوفاً ثقافية وفنية من لبنان والعالم العربي، يحاورهم، ويناقشهم، ويجادلهم، وبالفعل قدم حلقتين رائعتين الأولى مع الشاعر اللبناني الكبير طلال حيدر، والثانية مع الفنانة العراقية الموهوبة إيناس كامل.
لكن نظرا لأحداث غزة توقف البرنامج، وطلب منا كثير من القراء أن نسأل (زاهي وهبي) عن سر توقف البرنامج، وهل سيعود مرة أخرى، وموعد عودته؟!.
إقرأ أيضا : زاهي وهالة ونيشان حولوا صفحاتهم إلى قنوات فضائية لدعم (طوفان الأقصى)
(شهريار النجوم) حمل أسئلة القراء الأعزاء، ودق باب الإعلامي والشاعر الكبير (زاهي وهبي) وسأله عن سر توقف البرنامج فقال: نظرا لأن قناة (الميادين) إخبارية.
ومختلفة عن قنوات المنوعات والقنوات العامة، لهذا توقف بث البرنامج بسبب التغطية المتواصلة في القناة ليوميات العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة.
فالقناة تعمل على تغطية العدوان على شاشتها بشكل منتظم ودائم ومتواصل على مدار 24 ساعة.
وعن موعد عودة البرنامج مجددا قال (زاهي وهبي): سوف يتم استنئاف بث حلقات برنامج (عِشرة عمر) فور توقف العدوان، أو لنقل عودة البرنامج مرتبطة بالأوضاع العامة في فلسطين والمنطقة.
وأضاف صاحب (خليك بالبيت): ستكون عودة (عشرة عمر) على الأرجح بعد رأس السنة، بحيث نخصص الحلقات الأولى لمواكبة الوضع في فلسطين من وجهة نظر المبدعين فنياً وأدبياً.
الثلاثاء عند زاهي وهبي
وأكد صاحب ديوان (هوى فلسطين): أنه صور بالفعل حلقات من برنامجه (عشرة عمر) مع عدد من الضيوف منهم الروائي المصري طارق الإمام، الفنان التونسي ظافر يوسف..
والمسرحي والناقد اللبناني عبيدو باشا، الرحّالة الفلسطيني مصطفى سلامة، والممثلة العراقية الشابة براء الزبيدي.
وعن ما يفعله حاليا الإنسان والمواطن اللبناني متعدد الوجوه (زاهي وهبي) قال: أسافر اليوم الأثنين إلى الأردن لتقديم أمسية وطنية شعريّة غنائية بالاشتراك مع فرقة نايًا الموسيقية النسائية، تحت رعاية وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار.
وبالتعاون مع مهرجان الكرامة لأفلام (حقوق الإنسان)، وسيكون موعد الأمسية والحفل غدا الثلاثاء 12 ديسمبر في المركز الثقافي الملكي في عمّان يعود ريعها كاملاً لتأمين طرود غذائية لدعم أهلنا في غزة.
يبدو أن العشرة عند زاهي وهبي ليست فقط قاصرة على المقاهي والبرامج، ولكنها أيضا مرتبطه بالأيام، فإذا كان سيقدم أمسية غدا الثلاثاء، فقبل أيام وبالتحديد يوم الثلاثاء أيضا الموافق 28 نوفمبر الماضي قام بتوقيع رواية (قناع بلون السماء) نيابةً عن الروائي والشاعر الأسير باسم خندقجي، ويومها تمنى له أن يوقعها بنفسه قريباً تحت سماء فلسطين الحرّة.