اليوم (مش بس عالميلاد) تعيد الأخوين (فريد وماهر صباغ) للمسرح الغنائي اللبناني
كتب: أحمد السماحي
لبنان غنية بفنانيها وبأبنائها المخلصين، ولا تصدقوا أنها تعاني من الأفلاس أو أزمات إقتصادية، طالما يوجد فيها مسرح مثل مسرح الأخوان اللبنانيين (فريد وماهر صباغ) اللذين يقدمان عروض تنبض بالحياة والإبهار، وفيها فكر ورؤى وعقيدة.
وتليق بتاريخ المسرح الغنائي اللبناني العريق، وتؤكد أن المسرح ليس فقط وسيلة للترفيه والترويح، ولكنه بجانب متعة الفرجة، يؤدي رسالة للفكر والتوجية والتوعية، ويناقش قضايا عصرية مهمة.
(فريد وماهر صباغ) بشهادة العمالقة
كما أن مسرح (فريد وماهر صباغ) من خلال العروض الأربعة التى قدموها وهى (تشي جيفارا، ومن أيام صلاح الدين، والطائفة 19، وحركة 6 أيار) يقدمان فكرة بسيطة، ولكن الإبداع هو في التعبير عنها، وفي التعبير عن كل عناصر الرؤية المسرحية الشاملة.
كما أن مسرح (فريد وماهر صباغ) يوظف بدقة بالغة كافة عناصر العرض في وحدة فنية تجعل المتلقي أمام حالة أشبه بالسحر الفني..
أو إحساس آخر بأننا انتقلنا فجأة إلى مسارح أوروبا نشاهد عرضا يختلف عن كل ما نشاهده حاليا، لهذا لم يكن غريبا أن يشهد لمسرح الأخوان (فريد وماهر صباغ) كبار نجوم المسرح والغناء اللبناني.
مثل العمالقة (انطوان كرباج، إلياس الرحباني، إيلي شويري، روميو لحود) وغيرهم من رموز الفن اللبناني، فأعمال (فريد وماهر صباغ) مشغولة على نبض أحلامهما وأمالهما وانكساراتهما، ومنحوتة جماليا من الواقع، ومستعادة من التاريخ.
(فريد وماهر صباغ).. (مش بس عالميلاد)
اليوم الخميس السابع من ديسمبر وبعد غياب حوالي خمس سنوات من الابتعاد عن المسرح بسبب الأحداث الصحية المتمثلة في فيروس كورونا، وأيضا الأحداث السياسية الصعبة التى مرت على لبنان والعالم العربي..
يعود الأخوان اللبنانيين (فريد وماهر صباغ) بعد آخر مسرحية لهما، وهى (حركة 6 أيار) التي قدماها خلال عامي 2017 و2018.
يعود الأخوان (فريد وماهر صباغ) ليمتعا جمهورهما الذي اشتاق لمسرحهما ولفكرهما من خلال مسرحية غنائية، استعراضية من تأليفهما وإخراجهما بعنوان (مش بس عالميلاد).
يقوم ببطولتها النجم اللبناني متعدد المواهب، والراقي والموهوب بقوة يوسف الخال، الذي سيغني أكثر من أغنية ستكون واحدة منهم مفاجأة لجمهور العرض.
ويشارك في البطولة مع (يوسف الخال) مجموعة من نجوم المسرح اللبناني منهم (كارين رميا، ريمون صليبا، أنطوانيت عقيقي، بولين حداد، ألان العايلة، رفيق فخري، طارق شاهين، جوزيف آصاف) وغيرهم.
المسرحية ستبدأ من اليوم وستستمر حتى نهاية شهر ديسمبر، ويجوز تمتد لبداية سنة 2024، كما صرح أحد المشاركين في العرض لـ (شهريار النجوم).
الأخوان (فريد وماهر صباغ) يبتعدان قليلا في هذه المسرحية عن السياسة، وإن كانت السياسة لن تتركهما حيث توجد في كل شيئ، ويتحدثان عن فكرة الحب، وأن الحب لا يمكن أن ينمو فى أجواء من الحقد والكراهية.
وذلك من خلال ضيعة خيالية خارج إطار الزمان والمكان، الله منحها نعمة عظيمة أن نجمة الميلاد تثبت عليها ليلة عيدالميلاد، وهذه العطية أو المنحة من الله، روجت السياحة في الضيعة.
وجذبت وفود من السياح من مختلف أنحاء العالم يأتون للضيعة في موسم عيد الميلاد، وهذا التدفق البشري في موسم عيد الميلاد أصبح مصدر رزق لأهل الضيعة يعيشون عليه طوال العام.
لهذا فأهل هذه الضيعة يتّحدون فيما بينهم في مناسبة عيد الميلاد التي تطلّ لشهر واحد، فيما يتحاربون ويتعاركون خلال الأشهر الـ11 الباقية من السنة.
مش بس عالميلاد ( sold out).
الأخوان (فريد وماهر صباغ) بعد أن ناقش في عملهما الأخير (حركة 6 أيار) دور الأعلام في هدم وبناء الوطن، يحاولان إرجاع الرومانسية إلى حياتنا من خلال عرض ( مش بس عالميلاد).
ويؤكدان من خلاله أن الحياة من غير الحب لا تطاق، ولا يجب أن تعاش!، فالحب لابد أن يظل محور حياتنا ولا يقتصر على يوم أو شهر أو مناسبة، فالحب يرسم ملامح أيامنا ويشكل خرائط أفراحنا وأحزاننا.
الجميل أن المسرحية ورغم أن اليوم هو يوم الافتتاح لكن (مش بس عالميلاد) حققت (sold out) حيث أقبل الجمهور على مشاهدتها بلهفة وحب.
وهذا شهادة في حق (فريد وماهر صباغ )، خاصة وأن الجمهور هو الضلع الثالث في العمل الفني، فإذا كان النص هو الضلع الأول، والمخرج ونجوم العرض هم الضلع الثاني، فإن المتفرج هو الضلع الثالث، ومسرحا بلا جمهور يعني لا مسرح!
فشكرا للأخوين (فريد وماهر صباغ ) على ما تقدموه لنا من خلال أعمالكم المليئة بالمتعة البصرية والذهنية والتى تنير وتثري العقل.