(انتصار عبد الفتاح): ترنيمة الصحراء يمثل مصر في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي
كتب : أحمد السماحي
مع كل عمل جديد يقدمه المخرج المسرحي المبدع (انتصار عبد الفتاح)، نحن على موعد مع المتعة والفكر، فأعماله دائما تحمل الدهشة والانبهار، وتكون علامة من علامات الضوء في زمن العتمة والتفاهه الذي نعيشه حاليا.
والجميل في أعمال (انتصار عبد الفتاح) أنها تستعصى على النسيان، لكونها صادقة وتثير الفكر، وتطرح الأسئلة، وتثير علامات استفهام من جهة..
لكون هذا الرجل يحمل على كتفيه عبء إرث مسرحي كبير يجعل من الصعب جدا إمكانية المرور بشكل عابر على الأعمال التى تحمل توقيعه.
اللافت في (انتصار عبد الفتاح) والمثير في آن أنه لا ينوء بالإرث الذي يحمله ولا يحوله إلى (تابو) يمنعه من مواصلة رحلة البحث والتنقيب والتفتيش والمغامرة.
بل هو دائما في صلب المغامرة المسرحية على مستواها الفني، وعلى مستواها المهني.
(انتصار عبد الفتاح) وترنيمة الصحراء
هذه الأيام يعيش (انتصار عبد الفتاح) حالة سعادة بالغة مصحوبة بقلق وتوتر لكونه قادم على مغامرة مسرحية جديد من خلال مشاركته خلال الأيام القادمة في ( مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي).
والذي تبدأ فعالياته يوم الخميس القادم 7 ديسمبر وتستمر حتى يوم الثلاثاء 12 ديسمبر الجاري.
يشارك (انتصار عبد الفتاح) في المهرجان بعرض من فكرته وإخراجه كما أعد له السيناريو بعنوان (ترنيمة الصحراء .. الخروج إلى النهار)، كتابة حوار متولي حامد، تصميم ملابس محمد الغرباوي، تصميم إضا،ة ياسر شعلان.
وبطولة مجموعة من نجوم المسرح الكبار وهم (عايدة فهمي، سعيد صديق، هاني عبد الحي) بالاشتراك مع (نهي مندور، نسمه عادل، فيروز عبد الفتاح، أيه خلف) مع (أن توماس) من جنوب السودان.
(انتصارعبد الفتاح) ومهرجان الشارقة
(انتصار عبد الفتاح) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بالمشاركة في (مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي)، خاصة وأن القائمين على المسرح برئاسة (أحمد أبورحيمة) أرسلوا له دعوة رقيقة..
ورشحوه بحكم أنه رائد في اكتشاف فضاءات مسرحية جديدة للمشاركة في المهرجان، وإخراج عرض يتناسب مع الصحراء، وكان بالفعل لديه الجزء الأول من العرض وهو (الخروج إلى النهار) من كتاب (الموتى) للمصرين القدماء.
وقام بعمل تعديلات على النص، وكانت النتيجة رائعة خاصة في الشكل، ومنذ ثلاثة أسابيع وهو وفريق العمل يجروا بروفات على العرض في بيت (السناري) ولديهم بروفة (جنرال) بالملابس غدا الاثنين.
(انتصارعبد الفتاح) وحبات اللؤلؤ
أضاف (انتصار عبد الفتاح) مخرج (مخدة الكحل) : عرض (ترنيمة الصحراء) تمهيد للعرض الدولي الذي يستعد لإخراجه والذي تحدث فيه معنا من قبل هو (حبات اللؤلؤ).
والذي يستعين فيه بمجموعة من نجمات العالم العربي من مصر، والأردن، والإمارات، وسوريا، والعراق، وبعض الدول العربية الأخرى التى يدرس حاليا مشاركتها في هذا العرض الذي يعتبر أول وحدة فنية لمجموعة من النجمات العربيات.
القاسمي وفكرة مسرح الصحراء
أكد مخرج (راهب الأحجار): أن المهرجان فكرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لنكتشف من خلاله فضاءات مسرحية كبيرة وجديدة في الصحراء.
ولنجسد بقوة التصوير، وبراعة التشخيص، وفصاحة التعبير، ثراء وتنوع تراثنا العربي، لنترجم من خلاله خصوصيتنا، ونثري مواكبتنا وتفاعلنا.
ويشارك في المهرجان حوالي 5 دول عربية، وليس فيه جوائز وهذا أفضل لأنه لا يوجد شيئ اسمه أفضل عرض أو أفضل مخرج، أو خلافه!، لأن المسرح بإكتشافته لا حدود له.
(انتصارعبد الفتاح) والتلامس مع الصحراء
أضاف مخرج ( كونشرتو): ما أحببه في هذه التجربة أنه ميال للصحراء، ولصمت، وصوت، ورياح ونداءات الصحراء، وكل هذه المفردات التى تشكل تكوين الصحراء هو يحسها ويراها ويسمعها.
ولذلك اشتغل عدة تجارب في هذا المفهوم وهو التلامس مع الصحراء منهم عرضي (الترنيمة1) و(الترنيمة2)، في هذين العرضين هذا الإحساس الكوني.
وقال مخرج (سوناتا): لأننا نتعامل مع ما يسمى (مش عايز أقول مسرح الصحراء) ولكن جزء من المسرح الكوني، فبالتالي فهذا المسرح له طبيعة خاصة، وحس خاص، ومفردات خاصة.
إقرأ أيضا : انتصار عبدالفتاح : لم أتردد لحظة أن أبدأ المقامات الروحية فى الرابع من رمضان
وقد اشتغلت عليه من قبل كما ذكرت لك في (الترنيمة)، وأيضا (الخروج إلى النهار) الذي حاولت أن أستلهم منه بعض الشخصيات مثل (الخال، والخالة، والشاب)..
وعملتها برؤية أخرى في صحراء مصر القديمة بحضاراتها الثرية جدا، ولكن هذه المرة انتقل إلى الصحراء في الشارقة، لهذا اشتغلت على هذا في مراحل معينة، وعرض (ترنيمة الصحراء) ربما داخل عمق الصحراء.
لأنه ينفذ في الصحراء بالفعل، لأن مثلا في عرض (الخروج إلى النهار) حاولت خلق مناخ أكثر في قصر الأمير (طاز) على ثلاث مراحل، والجمهور كان يسير مع العرض في ثلاث فضاءات مختلفة.
وكنت مرشح عرض (الخروج إلى النهار) للعرض في معابد مصر الفرعونية في الأقصر بالتحديد، لكن هذا لم يحدث!، لهذا فأنا أعتقد أن المسرح الذي سنقدمه في الصحراء سيكون تجربة جديدة.
والحقيقة أن الصحراء أفرزت لي أشكال أخرى جديدة، وعندما أذهب إلى الشارقة سنجري أكثر من بروفة، وأكيد سيتم تغيير بعض الأمور وإضافة أشياء جديدة.