بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ صباح السابع من أكتوبر وبدء عملية طوفان الأقصي، التي فضحت أكذوبة تفوق جيش الإحتلال معلوماتيا، وأن الشاباك والموساد وباقي الأجهزه الأمنيه للمحتل هي في سبات عميق خاصة في قضية (الأسرى).
لاتدري شيئا عما كانت تخطط له المقاومه، وعندها دارت عجلة آلة الإعلام في قضية (الأسرى) لدي المحتل ليصدروا للعالم صورة حماس علي أنها متطرفه ومثل تنظيم الدولة (داعش).
وأنها ذبحت الأطفال في حفلهم، واغتصبت النساء، وأنها لا أخلاق لها، بل ووصل سم المحتل وكذبه أن سوق لتحالف دولي ضد حماس كما حدث ضد داعش.
ومع مرور أيام القتال الخمسين انكشفت الحقيقه التي نشرتها صحيفة معاريف الإسرائليه بأن من قتل الأطفال في احتفالهم هم اليهود انفسهم.
ولما خابت هذه الاكذوبة، سوقوا لفكرة مراكز عمليات حماس داخل وأسفل المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس ليخلقوا مبررا لضرب هذه المنشآت ومن بداخلها.
ولم هدموا المستشفيات علي مرضاها والمدارس علي نازحيها ولم يجد العالم مراكزا لعمليات حماس، أو مخازن لأسلحتها تبين للعالم إدمان اليهود للكذب هذا.
وكل ذلك يصب في مصلحة سمعة المقاومه وصورتها الذهنيه المغلوطه المصدره للعالم عبر إعلام المحتل ومناصريه، وسوقت أبضا هذه الآله لفكره ان معلومات طوفان الأقصي كانت متوفره لأجهزة المعلومات داخل إسرائيل.
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: في (الأرض المحتلة).. العار لقتلة الأطفال!
ولكنها قيمتها على أنها طموح للمقاومه لايمكنها تحقيقه، إنقاذا لسمعة أجهزة الإستخبارات الصهونية في ضوء حالة الانقسام الشديد داخل المجتمع المحتل، وحالة الخوف لدي سكانه.
وظهور سكان المخيمات في إسرائيل لأول مرة، واتضاح أوراق القوة لدي المقاومة داخل غزه وحتي داخل تل أبيب.
كما انكشف كذب (نتنياهو) ومسئولي حكومته علي شعبهم بأن لهذه الحرب أهداف أهمها تدمير حماس، وتحرير (الأسري) دون شروط وإقامة مناطق عازله وتولي مسئولية الأمن داخل القطاع وتولي قيادة فلسطينيه علي مزاج المحتل.
وثبت خلال أيام الحرب أن كل ذلك كذب ولايمكن فرضه علي أهل الرباط ومقاوميه.
وجاءت الهدنه وفاوضت إسرائيل حماس مرغمه وبدأت عمليات تبادل (الأسري)، ليجد العالم أجمع.
الإنسانيه في التعامل مع (الأسري)
من خلال (صوت العرب) في معركة الإعلام، وهى شبكة الجزيره وشبكة مراسليها المقاتلين، ليجد صورة شديدة التحضر وغاية في الإنسانيه في التعامل مع (الأسري). حتي من كانت تحمل كلبها، تعاملا يستند لمعايير إنسانيه ودينيه تنص على احترام (الأسري).
وشاهد العالم نظاما محكما للمقاومة وإعلاما مهنيا ذو رسالة وأهداف، ليري العالم الاسري لدي (حماس) في كامل صحتهم وأناقتهم،كبارا وصغارا سيدات أو فتيات وأطفال.
يبتسمون لخاطفيهم ويشكروهم ويعانقوهم احتراما وتقديرا لحسن معاملتهم مما غير كثيرا في الصورة المغلوطه المصدرة من المحتل لحماس.
إقرأ أيضا : محمد حبوشة يكتب: (أطفال إسرائيل) يرضعون الإجرام في المدراس!
ليكتشف العالم كذب المحتل وهمجيته في معاملة أسراه من أهل فلسطين ضربا وسبا وتعذيبا وهمجيه ووحشية.
لدرجة أن أول محررتين أمريكيتين عندما تم إطلاق سراحمها وعقد لهما مدير المستشفي مؤتمرا صحفيا، أشادوا فيه بحسن معاملة حماس وعليه أوقف المحتل مدير المستشفي أسبوعا عن العمل.
وألغي كل المؤتمرات الصحفيه للمحررين، ومنع أي لقاء مع وسائل الإعلام لأي من الأسري المحررين.
خوفا من ذكر حقيقة حسن معاملة (حماس)، التي كانت توزع زجاجات المياه علي كل محرر في الوقت الذي منع فيه المحتل عن أهل القطاع وحماس المياه والدواء والوقود والغطاء والأكل وكل مقومات الحياة.
ولما واجه العالم هذه الصورة الحضارية للمقاومة، وحسن مظهر وصحة ومزاج المحررين وكيف يعانق المخطوف خاطفه وكيف يبتسم المخطوف لخاطفه وكيف يودع المخطوف خاطفه.
كل ذلك أمام روايات المحررين من الأشبال والفتيات والمحررات من السيدات كبار السن، وكيف تعامل المحتل مع (الأسرى) ضربا وتعذيبا وسبا وقدفا وإهانة وتحرشا وتهديدا بهتك العرض والاغتصاب.
تبين للعالم همجية إسرائيل ووحشية سجونه وسوء أخلاقه وحقارة تعامله، وعدم احترامه لأية مواثيق أو أعراف دولية أو إنسانية.
لتتغير صورة المقاومه التي تذبح وتعذب وتغتصب إلى مقاومة وطنية، ذات نظام ورساله وأخلاق ومثل عليا، وتكتشف كذب ودموية وديكتاتورية وخوف المحتل من ذكر الحقيقة.
لدرجة أن نتنياهو نفسه صرح في أول يوم قتال بعد الهدنه أن (حماس) نجحت في تصدير الفيديوهات التي حسنت صورتها، وأنها أعجزتنا عن تصدير أي فيديو لمحررين.
صورة (المقاومة) تجاه (الأسرى)
وإن صورتها والتزامها تجاه (الأسرى) ضاعف التعاطف مع قضية شعب فلسطين وضاعف الضغوط علي المحتل وخرج أكثر من مؤيد وتابع للمحتل من هذه الدائره إلي دائرة الحقيقة، مثل (أسبانيا وبلجيكا) وتغير رسائل ألمانيا ودولا غربية أخرى.
حتي أن خطاب التطرف الأمريكي بدأ يتجه نحو عدم الانحياز الأعمي للمحتل، وبدا إعلام العدو يعرض مظاهر انقسامه وفشله وكذبه.
وبدا يناقش انتصار المقاومه في معركة الميديا ومعركة الصمود، وتملك أوراق قوة أخرى.
وتعالت أصوات إعلام المحتل أن إعلام وهتافات (حماس) وصلت لكل أرجاء العالم، وأن حماس زادت شعبيتها، وأنها لو دخلت انتخابات لفازت دون منازع.
في نفس الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من انشقاق الحكومه وانقسام الشعب وكذب الأجهزه واهتزاز ثقة المواطن في حكومته وتفوق جيشه.
إقرأ أيضا : حنان أبو الضياء تكتب عن سينما صهيون) .. (وودي آلن) لم يذهب إلى إسرائيل! (7)
هكذا تكون معارك الإعلام ذات الرسالة المحكمة والأهداف الواضحه والكوادر المحترفه والتخطيط المدروس، كما خططوا لطوفان السابع من أكتوبر.
وأمام كل هذه النجاحات للمقاومة والإخفاقات للمحتل تم استكمال العدوان تذرعا بأن حماس اخترقت الهدنة بعملية القدس، رغم أن المحتل هو من انتهك الهدنة واعتدي وقنص واختطف شباب فلسطين.
وأمام كذب المحتل وفشل اهدافه وانقسام حكومته وهلع شعبه ،وخسارته معركة الإعلام، وخاصة في قضية (الأسرى).
وأمام تفوق المقاومة معلوماتيا، وعدم وصول المحتل لأسراه، وصمود المقاومين، وانتصارها في معركة تصحيح الصورة الذهنيه وكسب احترام العالم وتعاطفه وزيادة السخط علي سلوك المحتل وفقدانه لتعاطف الكثيرين، وزيادة الضغوط عليه.
يتضح لنا أهمية احترافية الإعلام، ومهنية كوادره، ودقة خططه وأهدافه، وفاعلية إستراتيجيته، وهذا يرسم دور الإعلام في هذه الحرب.
ليتابع التفاصيل، وينقل الحقيقة، ويسجل الدمار،ويوثق لجرائم الحرب، تمهيدا لمحاكمة قادة الاحتلال عن جرائم الحرب التي ارتكبوها.
تحية لصمود المقاومة وجرأتها وحسن أخلاقها، وتعسا لهمجية وكذب وفشل وانقسام المحتل وعداوته للحقيقه، وامتنانا لجيوش المقاتلين من كتائب الإعلام أهل الحقيقة والتوثيق وتصحيح الصور المغلوطو.
وتحيا المقاومة، وقريبا نصر من الله وفتح قريب.. وتحيا دوما مصر، الداعمه لقضايا أمتها، الحاملة لقضية فلسطين على أعتاقها دوما.. وإلى لقاء قادم وأحاديث النصر والإنسانية السمحاء.