بقلم: بهاء الدين يوسف
نجح اليهود في السيطرة على وسائل الإعلام تلبية لمخطط وضعه الآباء المؤسسون للصهيونية خلال اجتماعهم الاول الذي أقيم عام 1897، حيث نجحوا في السيطرة على الصحافة أولا ثم مدوا سيطرتهم إلى (هوليوود).
ثم الشبكات التليفزيونية، لدرجة أن أهم ثلاث قنوات تلفزيونية أمريكية وهى (إيه بي سي، سي بي إس، إن بي سي) يسيطر عليها اليهود منذ إنشائها.
إذ سيطر على (إيه بي سي) ليونارد جولدينسون، وسيطر على (إن بي سي) ويليام بالي، ثم لورنس تيش، وكلاهما يهوديان، كما كان أغلب العاملين في تلك القنوات من الصحافيين والإداريين والفنيين من اليهود.
لهذا كله لم يكن من المستغرب على المتابعين للإعلام الامريكي بشكل دقيق انحيازه المخجل لإسرائيل وتبنيه الروايات الإسرائيلية الكاذبة والمهترئة، بل ومحاولة بعض القنوات تجويد خدمتهم للدولة الصهيونية.
من خلال المبادرة بتلفيق حوادث وهمية مثلما رأينا مراسلة قناة (سي إن إن) وهى تتلقى تعليمات من منتج المحطة لتدعي تعرضها لهجوم من مقاومي حماس، لكن الأهم في اعتقادي هو ما كان يحدث قبل عملية (طوفان الأقصى) والمجازر الإسرائيلية التي تلتها.
إقرأ أيضا : بهاء الدين يوسف يكتب: أوبنهايمر .. سم اليهود وعسل الإنسانية
حيث دأبت كل وسائل الإعلام المملوكة لليهود على تشكيل وعي الغربيين بما يخدم أهداف ومخطط قادة الصهيونية، ما جعل من السهل على تلك الوسائل ترويج أكاذيبها في زمن الحرب بين ملايين المشاهدين والقراء.
الجانب الثاني الذي نجح اليهود في السيطرة عليه هو صناعة السينما في (هوليوود)، وكذلك الدراما التليفزيونية، وكنت قد كتبت مقالا قبل شهور عن (صورة اليهودي المثالي في الدراما الأمريكية) بشكل عام.
وكيف أن الأفلام والمسلسلات تستطيع انتقاد أي مسؤول أو سياسي أمريكي بمن في ذلك رئيس الدولة هناك وتسخر منه لكنها تحرص على تقديم شخصية اليهودي دائما في صورة مثالية.
مثلما حدث مع أوبنهايمر مبتكر القنبلة النووية حين صوره الفيلم كعالم عبقري نبيل في حين أن حقيقته هى ما جاءت على لسان أحد أبطال الفيلم وهو أنه كان مغرورا متغطرسا شهوانيا.
ستوديوهات الإنتاج في (هوليوود)
ومثل وسائل الإعلام نجح اليهود في السيطرة على ستوديوهات الإنتاج السينمائي في (هوليوود) من خلال أسر يهودية تحكمت في صناعة السينما كما يقول الكاتب الأمريكي نايل جابلر في كتابه (في مملكة أحلامهم.. كيف أسس اليهود هوليود؟).
حيث كتب أن مؤسس شركة (20 سنتشري فوكس) هو (وليام فوكس) من يهود النمسا، بينما أسس أربعة أخوة شركة (وارنر بروذرز) هم أولاد اليهودي البولندي (بنجامين) وارنر.
وكان (لويس ماير) الروسي المنحدر من عائلة يهودية هو صاحب شركة (مترو جولدن ماير) أما شركة باراماونت الشهيرة فيمتلكها اليهودي (هودكنسون).
كذلك في مجال الشبكات التليفزيونية المتخصصة في الدراما يسيطر اليهود تقريبا على أغلب المحطات المهمة في أمريكا مثل CBS يرأسها اليهودي (لاري تيش) وABC التي يملكها كل من (تيد هيربرت ،وليوناردو جولدنسن، وستو بلومبرج)، وهم من اليهود.
وFOX و MTV التي يرأسها اليهودي (زومنر ريد ستون) وغيرهم، وكذلك وشركات الإنتاج الفني مثل سوني بيكتشرز التي يرأسها اليهودي جون بيترز وشركة كانان فيلمز المملوكة لليهوديين (مناحيم جولان ويورام غلوبس).
هكذا إذا خطط اليهود منذ عقود للسيطرة على وسائل تشكيل الرأي العام العالمي وأخضعوها لما يخدم مصالحهم ومصالح دولة إسرائيل فماذا فعل العرب لمقاومة ذلك؟!
إقرأ أيضا : بهاء الدين يوسف يكتب : أشباح بيروت .. محاولة ساذجة لشيطنة المقاومة
اخشى أن أصدمك انهم لم يكتفوا بعدم فعل أي شيء بل أن بعض الدول هرولت لإنشاء شركات إنتاج وسيطة تقوم بالإنفاق على إنتاج بعض أعمال تلك الشركات اليهودية وهذا حديث آخر.
غالبا الإجابة ستكون بالنفي لأنني عن نفسي لا أتذكر نهائيا عملا دراميا واحدا تجاسر مخرجه على تقديم اليهودي في غير الصورة المثالية التي حرص الآباء المؤسسون لـ (هوليوود)، (وكلهم من اليهود بالمناسبة) على ترسيخها في عقول مليارات البشر حول العالم ممن يتلقون ثقافتهم عن العالم من خلال الأفلام الأمريكية.
فيلم أوبنهايمر على سبيل المثال الذي يتناول قصة واحد يفترض أن يكون من أكثر الشخصيات المكروهة في تاريخ الانسانية.
وهو اليهودي (روبرت أوبنهايمر)، لأنه ببساطة هو المسؤول عن صناعة القنابل النووية التي تسببت في مقتل مئات الآلاف من اليابانيين في مجزرتي هيروشيما ونجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.
ثم خلقت بعد نهاية الحرب فصلا جديدا من الصراع بين القوى العظمى وكذلك فصول من الرعب الذي يصيب البشر بسبب التهديدات النووية.
(يوم الاستقلال) للنجم (ويل سميث)
بخلاف (أوبنهايمر) هناك عشرات الأفلام والمسلسلات التي تقدم اليهودي في صورة الشخص المثالي الحريص على السلام الاجتماعي المناصر للحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلا عن تمتعه بذكاء خارق.
من أشهرها فيلم (يوم الاستقلال) للنجم (ويل سميث) الذي يقدم المهندس اليهودي ديفيد ليفينسون (جيف جولدبلوم) عالم الإلكترونيات العبقري الذي اكتشف خطة الفضائيين لغزو الأرض وابتكر خطة لدحرهم.
فيلم (قائمة شندلر) للمخرج المناصر الدائم لدولة إسرائيل ستيفن سبيلبرج، حيث يصور الفيلم مأساة اليهود في ألمانيا النازية من ناحية، ونبل وانسانية وفروسية رجل الأعمال الألماني أوسكار شندلر في إنقاذ أكثر من 1000 يهودى من بطش النازيين عبر إخفائهم في مصانعه.
السؤال الذي لابد وأن يتبادر على ذهن القراء هو: عن تحاشي السينما والدراما الأمريكية بشكل عام عن التعامل مع اليهودي مثلما يتعاملون مع الجميع؟
وهنا نعود إلى قصة هوليوود في في بداية العشرينيات حتى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي حيث تحولت (هوليوود) إلى ما يشبه أرض الميعاد بالنسبة للآلاف من اليهود المهاجرين من جحيم أوروبا.
وأصبحت ستوديوهات الإنتاج السينمائي في (هوليوود) تحت سيطرة أسر يهودية تحكمت في صناعة السينما كما يقول الكاتب الأمريكي نايل جابلر في كتابه (في مملكة أحلامهم.. كيف أسس اليهود هوليود؟).
حيث كتب أن مؤسس شركة (20 سنتشري فوكس) هو (وليام فوكس) من يهود النمسا، بينما أسس أربعة أخوة أولاد اليهودي البولندي (بنجامين وارنر) شركة (وارنر بروذرز).
وكان لويس ماير الروسي المنحدر من عائلة يهودية هو صاحب شركة (مترو جولدن ماير)، أما شركة باراماونت الشهيرة فيمتلكها اليهودي (هودكنسون).
إذا كان يفسر مسألة انحياز (هوليوود) لليهود فما هو تفسير انحياز الدراما التليفزيونية لهم؟!.
الإجابة لا تختلف كثيرا عن السؤال السابق حين تعرف أن اليهود يسيطرون تقريبا على أغلب المحطات المهمة في أمريكا مثل CBS يرأسها اليهودي (لاري تيش) وABC التي يملكها كل من (تيد هيربرت، وليوناردو جولدنسن، وستو بلومبرج)، وهم من اليهود.
وFOX و MTV التي يرأسها اليهودي (زومنر ريد ستون) وغيرهم، وكذلك وشركات الإنتاج الفني مثل سوني بيكتشرز التي يرأسها اليهودي (جون بيترز) وشركة (كانان فيلمز) المملوكة لليهوديين (مناحيم جولان ويورام غلوبس).
إذن فإن تقديم اليهودي في صورة الشخص المثالي هو اختيار صفري لكل من يريد العمل في (هوليوود) لا مجال للنقاش حوله أو فيه.
أما من يتجرأون على غير ذلك من الممثلين أو المخرجين فعادة ما ينتظرهم مصير أسود إذا لم يعودوا إلى رشدهم، وهذه حكاية أخرى نعود لها لاحقا.