قصيدة (زاهي وهبي) التى كتبها عن غزة منذ 15 عاما وغنتها (جاهدة وهبي)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.
كتب : أحمد السماحي
المتابع لأعمال الشاعر والإعلامي اللبناني (زاهي وهبي) الشعرية، يجدها تعبر عن الحياة الإنسانية عامة بكل تقلباتها العاطفية والوطنية والإجتماعية، إنها تعبير عن قيم إنسانية عامة.
فقيمة وجمال شعر (زاهي وهبي) في أنك تشعر أنه الإنسانية تسير على قدمين، حيث تمكن من أن يعبر عن الإنسانية متجاوزا كل الحدود والأعراق والأزمان.
فشعره تعبير عن الكلي وليس الجزئي، ففي كل مرة يتلقاه الإنسان في أي مكان وزمان يشعر بالمتعة والجمال.
و(زاهي وهبي) دون أن يقصد عبر عن مقولة الأديب الإنجليزي المعروف (ألدوس هكسلي) الذي رحل عن حياتنا في مثل هذه الأيام منذ 60 عاما.
والذي سئل عن ما يميز الكاتب المبدع عن غيره من الناس فلم يتردد (هكسلي) في أن ينسب هذا التميز إلى وجود الإحساس بحافز يدفع الحقائق التى يلاحظها الكاتب أو الشاعر.
مع العمل على إضفاء معنى للحياة، ويقترن بهذا حب المبدع للكلمة المجردة من أجل ذاتها.
وخلال رحلة إبداع (زاهي وهبي) كان مقتنعا بتلك القضية، فكل إبداعاته تؤكد أن وجودنا الإنساني لازال يحفل بموضوعات إنسانية جديرة بالاهتمام.
(زاهي وهبي) والقضايا الإنسانية
زاهي وهبي) تكملة لكتيبة من الشعراء العظماء المبدعين الذين وظفوا موهبتهم الشعرية لخدمة قضايا إنسانية ووطنية.
فشاعرنا اللبناني لديه حس وطني قوي، يشعر بالألم قبل الفرح، الغصة قبل البهجة، لهذا سخر كثير من ابداعه لخدمة الوطن.
أي وطن ليس بالضرورة أن يكون بلده لبنان، يمكن أن يكون مصر، الأردن، سوريا، فلسطين، وغيرها من الدول العربية.
إقرأ أيضا : زاهي وهالة ونيشان حولوا صفحاتهم إلى قنوات فضائية لدعم (طوفان الأقصى)
ومن الدول التى وقع في هواها فلسطين، لهذا تجده سخر قلمه لمناصرتها ومساندتها في قضيتها العادلة ضد العدوان الصهيوني، الموجود حتى في عالمنا العربي.
وكان من الطبيعي أن يتغزل فيها وفي مدنها، وعظمة شعبها، من خلال ديوان (هوى فلسطين)، وليس هذا فقط بل يهديها ديوان شعري آخر بعنوان (كيف نجوت) حيث أهداه إلى غزة وأهلها.
ولغزة كتب أيضا:
كانت غزة ليلى في ليل العرب
كان أخوتها يحفرون الجُبَّ في الظلام
وكان الذئب عند الباب
لم ترتدِ معطفاً ولا قبعةً حمراء
لكنها صنعت من ضفائرها خناجر
وخرجت تقاتل..
رائعة (زاهي وهبي) وجاهدة وهبي
من القصائد المهمة جدا التى كتبها (زاهي وهبي) عن غزة عام 2008، قصيدة (نجمة الضغينة)، التي كتبها أثناء العدوان الصهيوني الهمجي على مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة المحتل والمحاصر وقتها.
من يقرأ هذه القصيدة الآن يشعر أنها كتبت اليوم، وليس قبل 15 عاما.
هذه القصيدة المسكوبة كلماتها أملاً لأهل غزة، لفتت انتباه المطربة الواعية المثقفة (جاهدة وهبي)، فقامت بغناء الأبيات الأخيرة منها فقط، وحذفت باقي الكلمات نظرا لطول القصيدة.
وقد غنتها بدون موسيقى، كأنها مرثية حزينة لكل شهداء غزة.
إقرأ أيضا : خالد عياد لزاهي وهبي بعد تلحينه (أمي خاتمة النساء): أتمنى أن تكتب قصيدة جديدة لي
هذا الأسبوع في باب (محذوفات الأغاني) سننشر كلمات القصيدة، وستجدون الكلمات المحذوفة من الأغنية مكتوبة باللون الأحمر.
أكاليل الشوك في قدميك النازفتين
وأنا أكمل أغنية بين شفتيك
باحثا عن آخر نجمة
عن آخر حرف مضرج بالدماء
عن نور فاض حين أسلمت القلب للبلاد والروح للأبد
هل وقفت على الشرفة وانتظرت قليلا
نزحت الستائرعن أهداب التعب
ماذا خطر لك حين تعالى الهدير؟
بين يديك مصحف من طمأنينة
وفي السماء طيور قاتلة
في منديلك كوكب دريّ
وعلى الأرض أشلاء بنيها
صلّي ليعود الوحش أدراجه
وتهوي نجمة الضغينة
خذيني إليك صبياً أفزعته الغيوم
خذيني عاشقاً أنبته الرعد وسط الخرائب
يحاول عناقا قبل المذبحة
يستعجل هطول المطر
ويحب الورد حياً في ضفائرك
متى أرضعت صغيرك لآخر مرة
متى توقف الحداء
هل ارتجف ثديك بين شفتيه
كيف ظل حليبك طاهراً والأيام نجسة
كيف ظل حذاؤك أعلى
أقبّل يديك قبل المجزرة
أقبّل يديك بعد المجزرة
أقبل فمك المعفر بالتراب والأدعية
طوقي روحي بسورة الفاتحة
دثريني بصلاة العشاء
كيف لفراشة أن تصير دمعة
لحديقة أن تزهر بين كفين
هل كنت تعدين شاياً أخضر
في صباح فاجأته الطائرات
تروين ظمأ الحبق والنعناع
ترتبين الظهيرة لعودة أطفال
لم يرجعوا من الصف
صاروا عدداً في نشرة الأخبار،
خبراً في لغة الضاد مشرحة في حنجرة المذيع
الكتب وحيدة ترتجف، المدن بعيدة ترتبك
أجرس المدرسة أم صفارة الإنذار؟
الفراشات ملوانة أكفانهم
الأغنيات مكحلة عيونهم
القلوب تمشي حافية
خلف نعوشهم الصغيرة
احكي لي هل اغتسلت خلسة توضأت بدمهم
صعدت أذان الفجر الى صلاة الصبح الأكيد
عذراً غزة لا يغتسل الشهداء
بكامل أناقة دمائهم يصعدون
فهل لدعاء أن يوسع حدود السماء
لعصفور أن يحط على غصن البكاء
كأني أسمعك تهتفين:
غداً لن يبقى من الجدار سوى أثر الجدار
لن يبقى من الحصار سوى حكايات الحصار
لن يبقى من النار سوى بقايا النار
غداً تتهاوى غربان الفولاذ تصير مصفحاتهم خردة
وعلى نجمة الضغينة يدوس طفل من فلسطين
(زاهي وهبي) يحارب على (إكس)
(زاهي وهبي) أكد في إحدى إطلالته الإعلامية الأخيرة موقفه من فلسطين، حيث استحضر مقولة الروائي والشاعر الأردني من أصل فلسطيني (إبراهيم نصر الله) الذي كتبها له في أحد دواوينه.
حيث قال: (نحن نقف مع فلسطين، ليس لأننا فلسطنيون أو عرب، بل لأن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم)، هذا الذي يجري أمام أعيوننا يستفز ضمائرنا.
ويضعنا على المحك ويسألنا إذا كنت إنسان حقا هل ترضى أن يتعرض شعب صار له قرن من الزمان للإبادة والأضهاد والإحتلال.
(زاهي وهبي) يلعب دورا مهما ورائعا هذه الأيام ومنذ اندلاع معركة (طوفان الأقصى) من خلال صفحته على موقع (إكس).
حيث حولها إلى شاشة تنبض بالحياة الجريئة يرصد من خلالها كل المجازر والأهوال التى يشنها العدو الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطنيين.
ويوم الثلاثاء القادم 28 نوفمبر سيقوم في الساعة السادسة مساء بزيارة لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب – جناح دار الآداب لتوقيع رواية (قناع بلون السماء) نيابةً عن الروائي والشاعر الأسير (باسم خندقجي).
وكتب (زاهي وهبي) خلال الساعات الماضية (بوست) قال فيه: (مبارك للأسرى المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، على أمل الحرية لجميع الأسرى والمعتقلين..
يسعدني ويشرّفني أن أتولى توقيع رواية (قناع بلون السماء) نيابةً عن الروائي والشاعر الأسير (باسم خندقجي) متمنيّاً أن يوقعها بنفسه قريباً تحت سماء فلسطين الحرّة).