كتب: محمد حبوشة
(التنمر) على النجوم يعيد أجواءه القبيحة إلى الصدارة من جديد، وهذه المرة مع الإعلامية والفنانة القديرة (نجوى إبراهيم)، الذي تردد اسمها كثيرا في الآونة الأخيرة، وأصبح (ترندا) ينتمي إلى أبغض صفات الإنسانية.
ثبت عمليا أنه لم يعد التنمر قاصر على أطفال المدراس، أو الشباب المغامر في الشوراع التي تخاصم القيم، بل تغلغلت هذه الظاهرة الخطيرة لتخترق عالمنا بشكل كبير حتى أصبحت تمارس على الكبار أيضا، والفنانة والإعلامية (نجوى إبرهيم) خير مثال على ذلك.
قد يكون السبب في انتشار هذه الظاهرة في الوقت الراهن هو اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي لحياتنا، إذ يقوم البعض ممن هم خلف الشاشات بممارسة التنمر الإلكتروني عن طريق ذم وسب صاحب كل منشور يظهر أمامهم.
دون الالتفات إلى كم الضرر الذي سيلحق بقارئ التعليق المقصود وآثار التنمر الإلكتروني السلبية التي قد تدمر هذا الشخص، وتأكد أن صاحب المنشور أو التعليق لا يستطيع إبداء رأيه حتى وسط الناس في العلن.
إقرأ أيضا : (الرصاصة لا تزال في جيبي).. درة أفلام نصر أكتوبر 1973
جميعنا تابع عن كثب ما تعرضت له الفنانة والإعلامية الكبير (نجوى إبراهيم) وهاله ما أصاب نفسيتها الناصعة البياض، وهى الضاربة في جذور البراءة جراء ما قدمته من برامج وأفلام تنم عن نقاء سريرتها.
لم ترحم (وسائل التباعد الاجتماعي) ضعف ومرض الإعلامية القديرة (نجوى إبراهيم، ولم تراعي ما أصابها من الأضرار المختلفة، وبعض هذه الأضرار قد تكون أكثر حدة من الأضرار التي يعاني منها ضحايا أنواع التنمر الأخرى.
ربما تضمنت آثار التنمر الإلكتروني الشعور بالتوتر والقلق لدى الإعلامية (نجوى إبراهيم)، وهو ما تسبب في زيادة الشعور بالاكتئاب، والإصابة بالتقلبات المزاجية، ومواجهة صعوبة في العيش في مجتمع منحط أخلاقيا.
وهو ما جعلها تفكر في الاعتزال، وزيادة الشعور بالخوف، وانخفاض الشعور بالثقة في النفس، والعزلة الاجتماعية، وتجنب جميع الأنشطة المفضلة سابقا، وظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
الفيديو الذي بثته (نجوى إبراهيم)
لاحظت قبل أيام تصدر (تريند مصر) بمواقع التواصل الاجتماعي، وعبر مؤشر البحث الأكثر شهرة (جوجل) بسبب مقطع الفيديو الذي بثته (نجوى إبراهيم)، وانتشر انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تشكو فيه من التنمر عليها من قبل البعض.
شجون (نجوى إبراهيم) أثار غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قرروا تدشين هاشتاج باسم (نجوى إبراهيم) ليقتصوا للإعلامية والممثلة القديرة من المتنمرين عليها.
وساءني جدا أن التنمر دفعها لأن تقول: (لو عايزيني أعتزل قولولي…)، وأكدت أنها تبلغ من العمر 80 عاما، واعتصرني الألم أنها تعاني من مرض السرطان، وعبرت عن ألمها قائلة (وهموت قريب).
وسعدت جدا حين استعادت قوتها، وعبرت الإعلامية (نجوى إبراهيم)، عن سعادتها بعد الدعم والمساندة التي تلقتها من نجوم الفن والإعلام وجمهورها الكبير، عقب التنمر عليها مؤخرا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وردت (نجوى إبراهيم) على ما تعرضت له من انتقادات وتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها أصيبت بالسرطان، وخضعت للعديد من العمليات الجراحية، ولكن كل هذا لم يمنعها من الظهور على الشاشة لإسعاد جمهورها على حد قولها.
وبعد حملات الدعم لها، نشرت (نجوى إبراهيم)، صورة لها، عبر حسابها الشخصي بـ فيسبوك، وظهرت في الصورة وهى تبتسم، ووضعت قلبا أحمرا، في إشارة منها لحالة الحب التي وجدتها من زملائها وأيضا الجمهور.
وهنا لابد لي أن أثمن حرص عدد كبير من الإعلاميين المصريين على دعم الإعلامية (نجوى إبراهيم) بعد تعرضها للانتقاد والتنمر خلال الفترة الأخيرة، ومن بينهم الإعلامي (شريف عامر، مفيدة شيحة ولميس الحديدي).
فقد أبدى الإعلامي (شريف عامر) دعمه لـ (نجوى إبراهيم) من خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ X – تويتر سابقا، قال فيها: أنا من المحظوظين اللي عرفوا (نجوى إبراهيم) على ثلاثة مستويات:
(طفل من جمهور مصر والعالم العربي اللي صنعت لهم أحلام جميلة وأفكار حلوة، زمالة وصداقة طفولة وعمر مع ابنها في المدرسة، وكنا واحنا عيال نخاف منها ومن زعلها، ونحاول نتهرب من متابعتها وهى أم حنونة و صديقة لنا).
(مذيع شاب يتابعها بتطلع وطموح، يمكن يبقى له نصيب من ذكائها ونجاحها)، فـ (نجوى إبراهيم) هى الأم اللي كانت الأمهات تستنى إطلالتها لتترك أطفالها أمام الشاشات مطمئنات لها.. رزقها الواسع حب الناس وقبولهم).
(نجوى إبراهيم) واحدة
واختتم شريف عامر تغريدته قائلًا: (تفهم بقى أو ما تفهمش تقدر أو ما تقدرش، ده شيء يخصك، ويدل على شخصيتك، أما هى نفسها فيكفيها أنها (نجوى إبراهيم) واحدة.. كانت وستبقى، ولا تحتاج شهادة أو دفاعا من أحد.. ماعاش ولا كان اللي يزعل حضرتك يا ماما نجوى هانم).
كما هاجمت الإعلامية (مفيدة شيحة) منتقدي (نجوى إبراهيم) حيث قالت خلال تقديمها برنامج (الستات) إن الإعلامية (نجوى إبراهيم) تعد من أهرامات التليفزيون المصري.
وهناك جيل كبير جدا تربي على برامج (ماما نجوى) للأطفال، مؤكدة بأن هناك جمهورا كبيرا كان ينتظر ويتمنى فقط أن يرى على التلفزيون الإعلامية (نجوى إبراهيم).
وأكدت الإعلامية (مفيدة شيحة) أن (نجوى إبراهيم) ستظل دوما قيمة كبيرة موجودة في حياتنا كإعلامية كبيرة في الوطن العربي، وتعد مكسباً لأي محطة تلفزيونية وإذاعية.
وهاجمت منتقديها قائلة: إننا حينما نعامل الكبار بهذه الطريقة، ونبعث لهم رسالة نطالبهم فيها بالاعتزال والتوقف، ذلك في علم احترام الكبير (غل وحقد وغيرة، وصفات كثيرة غير إن شخص يقول رأيه).
فيما استنكرت الإعلامية (لميس الحديدي)، الانتقاد والتنمر الذي تعرضت له الإعلامية الكبيرة (نجوى إبراهيم)، حيث أكدت بأن الإعلامية (نجوى إبراهيم) تربت على يديها وعلى برامجها أجيال كثيرة.
ودوما ما كانت تزرع القيم وتغرسها فيهم من خلال أعمالها الفنية أيضا وليس البرامج فقط، وأضافت (لميس): إن الإعلامية (نجوى إبراهيم) لم يتوقف إبداعها الإعلامي عند برامج الأطفال فقط، ولكن قدمت العديد من التحقيقات التلفزيونية الخاصة بها بكل مكان.
وأكدت (لميس الحديدي) أن الجميع يرفض هذا التنمر السخيف الخارج عن حدود اللياقة والأدب، وقالت خلال تقديم برنامجها (كلمة أخيرة): موجهة تساؤلا لمشاهديها بأنه لابد أن تكون الإعلامية مريضة حتى يتعاطف معها الجمهور ويقول لها بأنهم يحبونها؟
مضيفة بأنه لماذا أصبح الناس يستخدمون التنمر لذبح الآخرين بمنتهى السهولة وبأن ما حدث لم يكن اختلافا في الرأي أو انتقادا تصريحا أو فكرة يمكن مناقشتها ولكنه استهداف لشخص السيدة نفسها.
وهى لم تقدم إلا كل الحب والخير والمحتوى الإعلامي الراقي والمحترم ووجوها إضافة للمهنة ولنا كإعلاميين.
(نجوى إبراهيم) جمعت طرفي المجد
ومن ناحيتي لابد لي من إقرار حقيقة أن (نجوى إبراهيم)، جمعت المجد من طرفيه في الإعلام والفن، فقد عاشت العامية والفصحى على لسانها كإعلامية وفنانة لكن بإلقاء محبب، وصوت ملائم ، والصوت موهبة كما يقول الشاعر:
والصوت موهبة السماء فطائر
يشدو على فنن وآخر ينعب.
ومن ثم لا يمكن أن نعد المتقدم لوظيفة (مذيع) مثل (نجوى إبراهيم)، مؤهلا لشروط القبول ما لم يمتلك صوتا ملائما سليما، إذ صوت المذيع هو الأداة الرئيسة للاتصال مع المستمعين والمشاهدين.
وهو الأداة الكبرى التي استخدمتها (نجوى إبراهيم) طوال عملها الإعلامي، فقد حافظت عليها، واهتمت بها وذلك بالاستمرار على تدريب صوته للخلاص من كل ما يسبب له الخشونة المنفرة والحدة المزعجة حتى يومنا الحالي.
بالإضافة إلى قدرتها العالية في (فن الإلقاء) وهو موضوع له أهمية كبرى في الصوت، فمهما كانت براعة المذيع وثقافته وقدرته على الإعداد، فإن المادة الإذاعية أو التلفزيونية لا يمكن نقلها في النهاية إلى المستمع أو المشاهد إلا من خلال الإلقاء الجيد.
ولعل (نجوى إبراهيم) قد أدخلت التغييرات الكثيرة والمتنوعة ذات المعنى الملائم على أدائها الصوتي، ولا يعني ذلك أن يكون الصوت جميلا فحسب بل لكل صوت مادة، ولكل مادة طبقة وطريقة.
ولهذا فإن الإعلامية والفنانة القديرة (نجوى إبراهيم) تعد واحدة من الإعلاميات الرائدات في مصر والعالم العربي، ليس لحسن صوتها الهامس الموحي والذي يصل إلى القلب مباشرة، ولا لجمال شكلها الهادئ الرزين، بل لثقافتها وبلاغتها وطريقة أدائها البديعة.
فهى تمتلك المؤهلات المناسبة التي تؤهلها للإلقاء السليم ومخارج الألفاظ المتقنة، فضلا عن بحثها الدؤوب عن طرق تساعدها في أن تصبح مذيعة ناجحة تستطيع جذب أكبر قدر من الجمهور للاستماع لها ومشاهدتها والاستفادة من معلوماتها.
هناك حقيقة ثابتة هى أن (نجوى إبراهيم) تعرف جمهورها جيدا وتدرك كيفية التواصل معهم: (من المهم أن تفهم اهتمامات جمهورك والمواضيع التي تجذبهم، ولتتمكن من ذلك فهى تحرص على التواصل معهم حتى تبقى على اطلاع على أخبارهم وما يهمهم).
ومعروف عنها أن متمسكة إلى حد كبير بالحيادية في عملها المهني، لذا فهى تتحكم في عواطفها: (يعد التحكم في العواطف والسيطرة عليها من أكثر التحديات التي تواجه أي مذيع).
ولتصبح مذيعا – بحسب مفهوم نجوى إبراهيم – ناجحا: احرص على أن تبقى هادئا وألا تفقد أعصابك، وحاول أن تنسى جميع مشاكلك وهمومك أثناء تقديم برامجك حتى تحافظ على حماسك وإيجابيتك مع جمهورك، وتمالك أعصابك في حال تعرضت لموقف محرج أثناء التقديم كتعرضك للنقد من أحد المستمعين).
(نجوى إبراهيم) وموضوع الحلقة
(نجوى إبراهيم) تحرص جيدا على تحضير موضوع الحلقة بشكل متقن، فذلك سيزيد من ثقتها أثناء تقديمها، كما يستقبلها الجمهور بشكل أفضل عند شعورهم بسعة اطلاعها وامتلاكها للكثير من المعرفة، فضلا عن الحضور الشخصي الطاغي.
فالجمهور يحرص على متابعة المذيع الذي سيزيد من معلوماتهم ويحقق الاستفادة لهم، وتابع آخر التطورات للموضوع المختار وتعرف على أهم الآراء المستنيرة حوله لتناقشها مع الجمهور.
كما أن (نجوى إبراهيم) في الوقت ذاته تحاول أن تتجنب المشاعر المصطنعة وتبقى على طبيعتها، وتكون صادقة مع جمهورها، وتتجنب استخدام الضمائر الشخصية، فتبدو ودوداة ولطيفة مع جمهورها.
وهى مجاملة إلى حد كبير من الاحترام وصفاء السريرة التي تتمتع بها، لذا فهي تشكر جمهورها ومستمعيها وضيوفها في البرنامج دوما، وتتعامل معهم بتواضع وبعيدا عن التكبر، فالناس يحبون الشخص الصادق معهم والقريب منهم، وينجذبون له.
ومن خلال متابعتي لرحلتها الإعلامية على اختلاف البرامج والأفلام السينمائية التي قدمتها ألمح حرصها الشديد على تحسين مهاراتها الخطابية، (فلتصبح مذيعا ناجحا يجب أن تمتلك القدرة على التحدّث أمام الجمهور بثقة ودون خوف أو خجل.
(نجوى إبراهيم) قيمة وقامة
والتعبير شفهيا عن نفسك وعن أفكارك بصورة واضحة ومفهومة، ويمكنك التدرب على ذلك من خلال إعادة سرد الأخبار والأحداث أمام عائلتك وأصدقائك والاستماع لملاحظاتهم).
ويبدو لي أن (نجوى إبراهيم) تتبع هذا الأسلوب قبل وقوفها أمام الميكرفون أو قبل ظهورها على الشاشة، لذا تبدو لي أنها تتمتع كمذيعة ناجحة بالعديد من المهارات التي تساعد على نجاحها كمذيعة.
وبقي لي أن أقول لأولئك المتنمرين: لاتقتربوا من أسوار (نجوى إبراهيم) العالية قيمة وقامة، فإن أبرز مهاراتها تكمن في المقابلة:
(عادة ما يستضيف المذيعون بعض الضيوف في برامجهم لإجراء مقابلات معهم والاستفادة من خبراتهم أو معلوماتهم، ولأنها مذيعة ناجحة ولامعة وحريصة كل الحرص على التعامل الراقي).
فهى تمتلك مهارات في التعامل مع الضيوف بلطف وود، وتستطيع وضع أسئلة ذات مغزى ومرتبطة مباشرة بالموضوع وطرحها على الضيف، كما أنها تهتم بالجانب النفسي لضيفها، بحيث تحرص على أن يكون مرتاحا كي يستطيع تقديم معلوماته ومساهماته ويحقق الفائدة للجمهور.
ومن أجل ذلك أرجوكم راعوا نفسية (نجوى إبراهيم) في هذا السن، خاصة أنها لم تحيد عن قناعاتها الراسخة في إسعاد جمهورها بكلمة طيبة نابعة من قلب أبيض مفعم بالمشاعر الإنسانية.. فتعاملوا معها بإنسانية تناسب روحها النقية.