بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
منذ بدء سريان (الهدنة) الإنسانيه المؤقته بين المقاومه الفلسطينيه الباسله وجيش الإحتلال المغتصب الغاشم، وذلك بداية من الساعه السابعه من صباح الجمعه ولمدة أربعة أيام يتم فيها تبادل الأسري من النساء والاطفال بواقع ثلاثه فلسطينيين مقابل كل رهينة محتجزه لدي المقاومة
إقرأ أبضا : حرب (المستشفيات) تعري العدو الصهيوني أمام العالم!
وظن العاملون في قنواتنا الإخباريه أن (الهدنة) هى استراحة من ضغط الـ 50 يوما من تغطيات الحرب، وإستراحة من العاجل، والنشرات، والتقارير، والتغطيات، ورسائل المراسلين،والضيوف من المحللين، والمداخلات التليفونية، وغيرها من متطلبات تغطيات الحرب في غزة.
واكتفت قنواتنا في ظل (الهدنة) بأخبارنا المحليه، ولقطات لشاحنات المساعدات الإنسانيه الداخله لقطاع غزة، بينما وأنا أتابع القنوات الإخباريه العربيه والدوليه الناطقه بالعربية.
تغطيات مهنيه في إعلام (الهدنة)
إذ بي أجد تغطيات مهنيه متخصصة، جهزوا لها مع قرب تنفيذ (الهدنة) فيما يمكن ان يطلق عليه (إعلام الهدنة) رأيت على هذه الشاشات من حولنا (إعلام هدنة) مهني متخصص سبق التخطيط لتنفيذه مع بدء سريان الهدنة كمايلي:
- رصد مصور للحظات الإولي لسريان (الهدنة) علي الأرض داخل قطاع غزة.
- رصد حركة مواطني القطاع لشراء إحتياجاتهم وتفقد منازلهم المدمره كما رصدت إعتداء المحتل عليهم ضربا بالرصاص.
- وهو الأهم رصد وتوثيق مشاهد الدمار في القطاع، حيث لم يكن ذلك ممكنا تحت القصف.
- بث مقابلات مع أهالي القطاع حول فظائع المحتل وجرائمه.
- توثيق تخريب المستشفيات وخروجها عن العمل.
- بث إحصائيات موثقه حول عدد الشهداء والمصابين مابين أطفال ونساء ومسنيين وصحفيين وكوادر المنظمات الإنسانية.
- رصد وبث ردود فعل الفلسطينين حول الهدنه وبسالة المقاومة.
- بث ورصد ردود أفعال شعب الإحتلال الذي كذب حكومته الضعيفه التي تم إرغامها للتفاوض مع حماس بشرط ان لكل رهينه مفرج عنها من حماس يتم الإفراج عن ثلاثة من الفلسطينيين في سجون المحتل فقط من النساء والأطفال.
إقرأ أبضا : مواقع التواصل تفضحهم.. إنهم يقتلون (أطفال غزة) في المهد بدم بارد!
وأنه وبعد 50 يوما من العدوان المدمر لا حرر المحتل جنوده ولا علم بأحدث وسائله الأمريكيه مكان احتجازهم، ولم يفرج عن جندي من جنوده أصلا.
- رصد استقبال المفرج عنهم بالقطاع جماهيريا رغم تحذير المحتل من فعل ذلك.
- رصد مشاهد تسليم (حماس) بزيهم وشارتهم الخضراء للمفرج عنهم بشكل إنساني منظم.
- الوصول إلي بيت كل أسيرة وطفل محرر وعرض حكايته وفرحة أهله ومضايقات جيش الإحتلال لهم.
- توثيق ردود الفعل العالميه تجاه (الهدنة) ورفض ماتفعله إسرائيل، وبدأت هذه القنوات بتحليلات إعلام الهدنه من انتصار وصمود المقاومه لمدة 50 يوما من مواجهة العدو وترسانة أمريكا وحلفائها العسكرية.
وكيف أدخلت المقاومه المحتل في آتون مستنقع حرب الشوارع، وعددت هذه القنوات قتلي وجرحى وأسرى المحتل وانقسامه داخليا وعيش سكانه لأول مرة في مخيمات للنازحين.
قنوات تفوقت في إعلام (الهدنة)
وحللت هذه القنوات تدرج أهداف المحتل من الحرب، بين تحرير الأسرى بلا قيد أو شرط وهو مالم يحدث، واجتثاث (حماس) التي فاوضها المحتل مرغما وأزعن لشروطها.
أظهرت هذه القنوات عبر ماوثقته من أيام الحرب، تراجع المحتل عن أهدافها وتدرجها من الاجتثاث إلي تقليل أخطارها، إلي تولي بديل لها للسلطه في القطاع وهو مالم ولن يحدث.
فضحت هذه القنوات حكومة المحتل أمام شعبه، وأمام العالم، في تغطيات عربيه نقلت للعالم بمهنيه الصورة الحقيقيه للعدوان التي حاول اليهود وأمريكا والغرب إخفائها ونشر ما يدعم موقف المحتل ويسئ لابطال المقاومة.
وقدمت هذه التغطيات والتحليلات لهذه القنوات المهنية مايعد انتصارا للمقاومة وإرادة شعب فلسطين في قتل واسر وتهجير شعب المحتل، والاستيلاء علي وثائق الموساد، والمباغته للجيش والموساد والشاباك اللذين لا يقهروا.
وإظهار نفاق الغرب وكذبه، وإسقاط صفقة القرن وعمليات التطبيع، وإظهار هشاشة شعب المحتل وترابطه الداخلي، وإظهار منظومة إعلاميه عربية محترفه في وجه الآلة الإعلاميه الصهيونية.
إقرأ أبضا : مجازر إسرائيل في (غزة) توخز ضمير العالم!
إعادة القضيه الفلسطينية وحل الدولتين إلي أجندة الاهتمام العالمي، وأوضحت وحدة الشعوب في شوارع النضال في العالم اجمع وخاصة العربي والإسلامي.
نوهت هذه التغطيات إلي الأمل في بزوغ شمس دولة فلسطين وعودة الشتات وضعف وكذب وانقسام المحتل.
هذه التغطيات والتحليلات في إعلام (الهدنة) لم تكن فجائيه وإلا لما خرجت بهذا الشكل الإحترافي إنما تم الإعداد لها جيدا، وتوزيع المهام علي نقاط الاهتمام في مهام محدده تم تنفيذها بشكل مهني.
لتجد جديدا مفيدا في تغطيات إعلام (الهدنة)، كانت أمتع من حرفية تغطيات الحرب، هذه هى صناعة القنوات الإخبارية، وهذه سياسات تحريريه واضحة، وكوادر متخصصة، والبقاء في الصورة أمام ملايين المشاهدين.
وهنا وجدتني أتنقل بين تغطياتنا الإخبارية لأجد مبررات فشل كافة محاولاتنا الإخبارية، وعدم وجود سياسات تحريرية، أو تجهيز مسبق، أو خلق حدث في وقت (الهدنة).
عند ذلك ترحمت علي إعلامنا الرائد وكوادرنا المستبعدة، وفهمنا البسيط للعمل الإخباري وتواضع تجاربنا وكثرة إنفاقنا.
وانه يتحتم علينا أن نعطي العيش لخبازه وهذه طامة أخري نعود إليها في مقالاتنا القادمة، غيرة على الوطن وسمعته وكوادره وقيمته وقامته ومايستحق منا، وتحيا دوما مصر، والسلام.