* فيلم (زمن حاتم زهران) إخراج محمد النجار واحد من أهم إنتاج شركة (بوسي ونور الشريف)
* عاد النجمان إلى محمد عبدالعزيز مرة أخرى، ليقدما معه فيلم (لعبة الانتقام)، وهو أقرب إلى فيلم (شوجر لاند إكسبريس) لستيفن سيبليرج
* حاولت السينما الاستفادة من هذا الثنائي، وصبغ الأفلام التي يقومان ببطولتها بأجواء من الرومانسية بين وقت وآخر.
* في فيلم (كروانة) أراد العزف على موضوع (حبيبي دائماً) حول الطبيب الذي يعرف مرض حبيبته، ويخفي عنها الأمر، ويحاول علاجها بأي سبيل
* كان آخر لقاء فني جمع بين (بوسي ونور الشريف) فيلم (العاشقان) وكان تتويجاً لمسيرة طويلة، ذات مذاق خاص.
* في فيلم (مرزوقة) تقوم بوسي بدور شخصية جديدة بالنسبة لها
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
مازالنا نرصد المشوار السينمائي للنجمة الجميلة (بوسي)، حيث جاءت تجربة الإنتاج التالية لبوسي ونور الشريف من خلال فيلم (زمن حاتم زهران)إخراج محمد النجار عام 1988، كواحدة من أهم إنتاج شركة (N.P).
والشخصية الرئيسية هنا بالغة الخشونة مع كافة الأطراف التي تتعامل معها، بمن فيها شخصية الأب نفسه.
وقد جسدت (بوسي)، شخصية السكرتيرة العصرية (مروة)، التي يمكنها أن تتعامل مع رجل المرحلة الجديدة، (حاتم زهران)، الذي أتي حاملاً مشاريع مختلفة للتسويق.
إقرأ أيضا : (بوسي) كانت مثيرة في (قطة على نار) ورومانسية في (حبيبي دائما).. (4)
ومروة هنا صيدلية شابة، جاءت من الإسكندرية كي تعمل مديرة أعمال (حاتم زهران)، عليها أن تكون محددة في ألفاظها، وفي علاقاتها مع الآخرين ، فهو ينهرها بما لا يؤخذ عليه.
ويرفع صوته عليها دون أن تمتلك حق الاعتراض، هى فتاة جميلة، ليست لها جذور، سوى أمها التي تعيش في الإسكندرية، وليست هناك مشاعر عاطفية من طرف مروة تجاه حاتم .
لكنها لا تستطيع الاستغناء عنه، وتتعامل معه كظله، هو من طرفه يرتبط بهالة، ابنة أحد رجال الأعمال، ويكتشف عدم قدرته على الإنجاب، فيصدم.
وهو الذي يبدأ بتفريط علاقاته مع الجميع، ابتداء من زوجته وأبيه، وشريكه، وزوجة أخيه التي أنجبت وريثاً لكل تلك الثروات، ثم أخيراً بمروة التي أنهى تعاقده معها ، وجاء بسكرتيرة أخرى.
(بوسي) ولعبة الانتقام
في عام 1992 عاد الاثنان معاً (بوسي) ونورالشريف، إلى محمد عبدالعزيز مرة أخرى، ليقدما معه فيلم (لعبة الإنتقام)، والفيلم في خطوطه العامة أقرب إلى الفيلم الأمريكي (شوجر لاند إكسبريس) لستيفن سيبليرج.
والذي قدمه عام 1974، إلا أن هناك إضافات كثيرة في الفيلم المصري، مثل مسألة الأب الثري الذي يرفض تزويج ابنته نادية من الشاب الصغير صلاح.
وأيضاً مسألة ضابط الشرطة الذي يطارد الزوج، الفكرة في الفيلم الأمريكي أن زوجين هربا بابنتهما، التي صارت حضانتها بين أيدي أسرة غريبة، لأنهما في الأصل مجرمان.
إقرأ أيضا : بوسي .. قطة السينما وأيقونتها الرومانسية الحالمة
وصار على الشرطة أن تطاردهما في الطرق السريعة، أما التفاصيل الزائدة في الفيلم المصري فقد حولته إلى فيلم أكشن ، يتصدى فيه الزوج الخارج من السجن لمجموعة الرجال التي تطارده.
ودور (بوسي) هنا، هو الأم التي اضطرت تحت ضغط والدها أن تتزوج من ابن عمها بعد أن تم زج الزوج في السجن، حسب مؤامرة دبرت له .
الزوجة هنا تقرر الهروب مع زوجها السابق، والد ابنتها، وسط مطاردات من رجال زوجها الحالي، فهي تحب صلاح، وتفتديه بكل علاقاتها الاجتماعية الجديدة .
(بوسي) .. كراونة
حاولت السينما الاستفادة من هذا الثنائي، وصبغ الأفلام التي يقومان ببطولتها بأجواء من الرومانسية بين وقت وآخر، وقد بدا ذلك واضحاً في الفيلمين الأخيرين اللذين جمعا (بوسي) ونور الشريف.
وهما (كروانة) لعبداللطيف زكي، ثم (العاشقان) لنور الشريف نفسه كمخرج، في هذه الأعمال الرومانسية، خاصة الفيلم الأول تم العزف على مفردات الرومانسية المتعارف عليها.
مثل الفارق الثقافي، أو الاجتماعي الذي يتسم به العاشقان، ورغم ذلك فإن الحب يدوم، وينمو كما تتكرر هنا مسألة الموت المؤكد الذي سوف يصيب المرأة، مثلما حدث بالضبط في (حبيبي دائماً).
فمن الواضح هنا أن الفيلم أراد العزف على موضوع (حبيبي دائماً) حول الطبيب الذي يعرف مرض حبيبته، ويخفي عنها الأمر، ويحاول علاجها بأي سبيل.
إقرأ أيضا : (بوسي) .. قطة الشاشة التى غزت القلوب منذ طفولتها (1)
فكروانة (بوسي) الفتاة الجميلة تهرب من زوج عمتها بعد أن حاول اغتصابها، وبالمصادفة تدخل فيلا مهجورة يسكنها الطبيب الشاب تيمور الحاصل على دكتوراه من لندن.
والذي انطوى على نفسه، وأصيب باكتئاب إثر فشله في مشروع المستشفى الذي أقامها لخدمة الفلاحين.
في البداية حاول تيمور طرد (كروانة)، عقب لجوئها إليه، ولكنه يوافق على بقائها معه، حيث يبدأ في التعرف عليها، وتفهم ظروفها الحرجة، تسقط (كروانة) في حالة إرهاق شديدة.
وينقلها إلى المستشفى، ويكتشف إصابتها بسرطان الدم، ترفض (كروانة) العلاج، فيضطر الطبيب إلى العمل خلفها كعازف أوكورديون في فرقة العوالم التي يديرها زوج عمتها.
وبعد الكثير من التردد توافق (كروانة) على إجراء جراحة دقيقة لزرع النخاع، وتتولد مشكلة البحث عن متبرع، يقرر تيمور التبرع بجزء من نخاعه الشوكي لتتم زراعته في (كروانة.)
هنا يتم شفاء (كروانة)، على عكس الأفلام المتشابهة في موضوعها لـ (الانتصار المظلم) السابق الإشارة إليه، تبدو بوسي هنا ، بالغة الحيوية والأنوثة، رافضة الإحساس بالألم.
وأن تمتثل لوطأة المرض القاتل، وقد بدا في هذا الفيلم ، إن وجه القطة ، لم تصبه علامات الزمن ، كما أن الأمر نفسه حدث للجسد نفسه.
(بوسي).. والعاشقان
حيوية وجمال (بوسي) ومشاركتها لزوجها العديد من التجارب السينمائية المختلفة دفع نور الشريف إلى أن يخرج لقائهما السينمائي الأخير عام 2000.
وكان عنوانه تتويجاً لكل هذه المسيرة الطويلة، ذات المذاق الخاص، وهو(العاشقان)، والعاشقان هنا خاصة الرجل، صارا أكبر سناً، وأكثر ترهلاً، وشيباً، مرت بهما السنون.
و(بوسي) لعبت دور (سعاد) المحامية، التى تدير مكتب أبوها المحامي المتقاعد، هي صغيرة السن نسبياً، أما هو الرجل، فمحامي يدعى (صلاح)، أرمل، وله ابنة تمر بمرحلة المراهقة الأولى.
وتحتاج إلى رعاية، (سعاد) مخطوبة من رجل آخر، بما يوحي أنها آنسة، خطيبها رجل ثري، تحت ضغط ظروفها الاقتصادية، تتطور العلاقة بين سعاد وصلاح وتتحول إلى صداقة وحب.
فتقرر فسخ خطبتها، ويحاول صلاح أن يجعلها تدخل حياة ابنته التي تدخل المستشفى فجأة تعمل (سعاد) في شركة (صلاح) التي اشتراها من رجل الأعمال رفعت الذي يحاول أن يفسخ العلاقة بين العاشقين .
إقرأ أيضا : (بوسي).. صاحبة الضحكة الأنثوية المجلجلة (2)
مع مرور الأيام تصبح (سعاد) صديقة للابنة، وتعرف الكثير من أسرارها العاطفية، تبدو سعاد أما بدون أمومة ، تتوتر العلاقة بين (سعاد، وصلاح)، فيحاول إثارتها عن طريق تعيين موظفات حسناوات جديدات.
وفي النهاية ومن خلال الابنة تعود العلاقة القوية بين الطرفين، تلك كانت الرحلة الرئيسية في السينما التي مرت بها (بوسي) من خلال شريك حياتها.
وهى العلاقة الأهم، فلاشك أن (نور ا لشريف) كان يختار من خلال شركته التي لم تنتج أفلاماً إلا من أجل الاثنين معاً، وهذه الاختيارات ارتبطت بكتاب سيناريو مهمين، وأيضاً مخرجين متميزين مثل (حسين كمال، وسمير سيف، ومحمد عبدالعزيز).
(بوسي) وفاروق الفيشاوي
أما الجانب الآخر، الذي يمكن من خلاله التعرف على مسيرة الممثلة (بوسي) فإنه يبرز من خلال الثنائي الذي كونته بشكل غير مقصود مع زميلها (فاروق الفيشاوي).
والمعنى هنا، أن كل هذه الأفلام وعددها 16 فيلماً لم يتم إنتاجها من أحد الطرفين، فهذه الأفلام يمكن تسميتها بالأعمال الصغيرة، أقل تكلفة إلى حد ملحوظ.
وسوف نرى أن أغلب هذه الأفلام لا ترقى إلى المستوى الفني لمجموع الأعمال التي جمعت بين (بوسي) وزوجها، والغريب أن هذه الأفلام قد انحصر إنتاجها خلال عشرة أعوام لا أكثر .
أي أن كل هذا العدد من الأفلام قد تم إنتاجه فقط خلال هذه السنوات العشر، لدرجة أنه في عام 1985 التقى طرفا الثنائي في ستة أفلام، وهو بالفعل الثنائي الأكثر تعاوناً في ذلك العام على الأقل.
تباينت أهمية هذه الأفلام، ونوعيتها، من أفلام حركة، إلى أعمال كوميدية، ويمكن الوقوف عند بعض من هذه الأفلام مثل (مرزوقة) لسعد عرفة عام 1983، و(السطوح) لحسين عمارة في العام التالي.
ومن أسماء هذه الأفلام هناك (فتوة الجبل) الذي أخرجه نادر جلال، و(صراع الأيام ، نأسف لهذا الخطأ، رجل في فخ النساء، النظرة الأخيرة، شياطين المدينة).
(بوسي).. مرزوقة
في فيلم (مرزوقة) تقوم (بوسي) بدور شخصية جديدة بالنسبة لها، وهى ابنة الشحاذ الضرير التي تسكن معه في بيت فقير، مظلم، ضيق، محدود هذا الأب استطاع أن يكون ثروة كبيرة من الشحاذة.
تتعرف (مرزوقة) والاسم بالتالي له معني، على النصاب (سرسق)، وهو اسم ليس له أي معنى، تتفق الفتاة مع سرسق على سرقة ثروة الأب، وبالفعل تحدث السرقة.
وتذهب (مرزوقة) لتعيش مع (سرسق) في شقة مفروشة، ثم يهرب (سرسق) وحده بالثروة للإسكندرية ، ويصبح مالكاً لشركة تصدير واستيراد، ويغير اسمه، ويتزوج من فتاة ثرية.
المشهد الذي تعود فيه (مرزوقة) لأبيها، يبدو أحد المشاهد المهمة في السينما، فالرجل البخيل الذي سرقته ابنته يتعامل بعنف، معها، وهو في حاجة إليها، حاجته إلى عصاه، باعتبارها عينه.
وفي النهاية يوافق أن تقيم معه، تقرر (مرزوقة) البحث عن (سرسق)، بمساعدة بعض أصحابها، إلى أن تلتقيه، فيتنكر لها، ويتعامل معها على أنها غريبة.
أما الأب، فإنه يتمكن من اختطاف (سرسق) لاستعادة نقوده، ويتم القبض على الرجلين، وفي المحكمة، تغافل مرزوقة الجميع وتطعن حبيبها السابق بسكين.
هذه العلاقة تعد نموذجاً للرومانسية المضادة في السينما المصرية في تلك الحقبة.