(كريم كفائي): مجازر فلسطين الحالية جعلتنى أكتب وألحن وأغني (طيور الأقصى)
كتب: أحمد السماحي
(كريم كفائي) مطرب شاب تتبناه بوابة (شهريار النجوم) وقد اختار بمحض إرادته السير في الإتجاه الحقيقي للفن، ورفض التقليدية وتعامل مع فنه بروح عصره، ايقاعه، جنونه، طموحه.
ورغم قلة إنتاج (كريم كفائي) الغنائي لكنه يقدم ما يحسه، ولم يتنازل بفن يبتذل المشاعر بقدر ما حرص على تقديم جرعة من المتعة الغنائية في كل أغنية وعمل قدمهما.
و(كريم كفائي) سبق وأمتعنا بصوته الصادق في مسلسل (ليل التعالب) قصة محمد حسن الألفي، وإخراج محمد فاضل، وبطولة فاروق الفيشاوي، وفردوس عبدالحميد.
كما أسعدنا بمشاركته في غناء تتر مسلسل (طائر التمساح) تأليف أحمد عبدالرحمن، إخراج رضا النجار، بطولة غادة عبدالرازق ومحمود قابيل.
إقرأ أيضا : في عملية (طوفان الأقصى).. سفراء الأغنية العربية يساندون غزة بأصواتهم
فضلا عن غنائه لتتر برنامج (الرائعان) للكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، أشعار أحمد فؤاد نجم وألحان محمد ضياء الدين، ومجموعة أخرى من الأغنيات القليلة المتناثرة.
حصل (كريم كفائي) على ليسانس حقوق، ومعه دبلومه فى القانون التجاري جامعة عين شمس، ومحامي استئناف، وجاء الغناء ليصبح طموحا جديدا يسعى من خلاله لتحقيق وجوده بكثير من التميز، وقليل من التنازلات.
و يمتلك (كريم كفائي) مواصفات الصوت الجميل الذي أكتسب مهارات الأداء من الفطرة السليمة، حيث الغناء سلوك غريزي عند من يعرفون الطريق إلى عالم النغم من خلال الإحساس.
(كريم كفائي).. وطيور الأقصى
لأن (كريم كفائي) يرى أن للغناء تأثير صريح في مخاطبة المشاعر وهذا الأمر يجعل للأغنية في حالتها الصحيحة تأثيرا لا يعادله تأثير آخر في تحريك الوجدان.
وفي معايشة ظروف الزمان والمكان التى يعبرها الإنسان، لهذا قدم (كريم كفائي) منذ أيام أغنية وطنية مؤثرة من كلماته وألحانه وغنائه، عن الأحداث الجارية في فلسطين بعنوان (طيورالأقصى) توزيع محمد حنفي.
وتصوير ومونتاج وإخراج إسلام ديار، سوشيال ميديا على تيتو، إنتاج حسان الماني، وقام بتصويرها بطريقة الفيديو كليب على حسابه الخاص.
إقرأ أيضا : (طوفان الأقصى) يتجسد في ألبوم (يا قدس يا حبيبتي) تحية لشعب (فلسطين)
الأغنية تندد بالعدوان الاسرائيلي، وما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم وقتل ودمار في غزة، وإبادة جماعية غير مسبوقة يتعرض لها الفلسطينيون، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء.
وتؤكد الأغنية أن كل من استشهد من أطفال وشباب ونساء وشيوخ فداءا لفلسطين، وأنهم لن يتركوا أرضهم، لأنها أرض أباءهم وأجدادهم، كما تبث الأغنية الأمل الراسخ بعودة الحق لأصحابه مهما طال زمن الانتظار.
ويقول مطلعها :
من وسط عتمة بيحي نور
ومن بين رماد بتقوم قصور
وطريقنا صافي وفي آخره نور
وأرضنا هترجع لنا.
(كريم كفائي) ومشاهدة المجازر
عن ظروف كتابة وتلحين وغناء هذه الأغنية يقول كريم كفائي لـ (شهريار النجوم) : في البداية لابد أن أعترف أنني لست شاعرا ولا ملحنا.
لكن الجلوس أمام شاشات الفضائيات ساعة ومشاهدة المجازر التى ترتكبها إسرائيل ضد الأشقاء الفلسطنيين (هتخرج كل الي جواك) وتشحن الإنسان منا بمئات الصور الشعرية، والأنغام الفطرية.
وهذا ما حدث لي، فوجدت نفسي أكتب كلمات الأغنية، وأثناء كتابة الكلمات، كنت أدندن باللحن، وفجأة انتبهت على صوت زوجتي وهي تقول لي : (الله يا كريم أغنية مين دي؟!).
فقلت لها: (أنا سرحت وكتبت الكلام ده من قلبي، ولحنتها أيضا بكل عواطفي).
يضيف كريم: كلام زوجتي باعتبارها إنسانة عادية بعيدة عن الفن شجعني لتوصيل رسالتي هذه لدعم الفلسطينيين ومساعدتهم ليقووا على التصدي لما يتعرضون له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويتابع قائلا : ونظرا لعدم معرفتي بالوسط الغنائي والمنتجين، أصررت على خروجها للنور مهما كلفني الأمر.
واتفقت مع زوجتي على قيامي بإنتاج أغنية (طيور الأقصى)، و(كنت محوش قرشين من مصروف بيتى، اللى هما أصلا فضل ونعمة من الله) وقررت تنفيذ الأغنية لوجه الله، ومساندة للأخوة الفلسطنيين.
والحمد الله ربنا وقف جنبي وساندني، ووصلت لموزع عبقري ودارس للموسيقى اسمه محمد حنفي، قام بتوزيع الأغنية بشكل رائع.
واتصلت بصديقي (حسان الماني) شقيق الموسيقار محمد ضيا، ليعرفني ببعض مخرجين الفيديو كليب، وبالفعل عرفني على مخرج شاطر وموهوب هو(إسلام ديار) وشاهدت شغله، وبعد مشاهدتي اتفقت معه على تنفيذ الأغنية.
(كريم كفائي) ورسالة للعالم
أكد (كريم كفائي) أنه هو صاحب فكرة كتابة ترجمة باللغة الإنجليزية لكلمات الأغنية حتى تصل لأكبر شريحة من الجمهور على مستوى العالم ليعرف حقيقة الكيان الصهيوني القذر.
وأشار إلى أنه كان يتمنى في ظل الأحداث المأساوية الحادثة الآن أن يرى أوبريت كبير يقوم به مجموعة كبيرة من مطربين مصر والعالم العربي عن القضية الفلسطينية.
ويكون على غرار (الوطن الأكبر، والجيل الصاعد، وصوت الجماهير، والحلم العربي، والقدس هترجع لنا)، ولا يدري سر عدم خروج مثل هذا الأوبريت حتى الآن!.
صرخة (كريم كفائي)
صرح (كريم كفائي) أن خطواته قليلة ومتعثرة لعدم وجود المنتج الفنان، ولا الموسيقار الكبير الذي يحتضن المواهب الشابة الحقيقية ويأخذ بيدها ويقدمها للساحة، كما كان يفعل (محمد عبدالوهاب، وبليغ حمدي) وغيرهم من نجوم الزمن الجميل.
وعن الصعوبات التى تقابل الجيل الجديد من المطربيين قال: التكلفة المالية الضخمة التى تتكلفها الأغنية اليوم، في الوقت الذي لا يملك أي شاب موهوب غير موهبته.
وأضاف: وبالمناسبة الصعوبات هذه خاصة بالموهوبين فقط والذين يحلمون بتقديم فن راقي، وغناء محترم، لأن أي أغنية محترمة اليوم محتاجة كلمات من شاعر، وملحن، وموزع.
وكل هؤلاء أصبح أجرهم عالي بالنسبة لأي مطرب يبدأ حياته، هذا غير أجر الفرقة، والعازفين، وتأجير الاستديو، وغيرها من الأمور الخاصة بصناعة وخروج أغنية للنور.
وأكد أن هذه الصعوبات لا يعرفها مؤدين المهرجانات ومن على شاكلتهم، حيث يرتضون بتقديم فن رخيص وهابط، ورغم هذا يحققون الملايين من المشاهدات والإعجاب.
مما جعل المنتجين يسعون ورائهم لأنهم يرتضون بأي شيئ، ولا يقدمون فنا حقيقيا!.
وضاع الفن الحقيقي المتعارف عليه، وأصبح نجوم مصر الآن هم نجوم المهرجانات ومن على شاكلتهم! وأعتقد أن هذه خطة ممنهجة للقضاء على الفن فى مصر، وسيطرة القبح!