كتب: أحمد السماحي
خلال الساعات الماضية انتهى الجزء الثاني من حفل (ليلة الدموع) الذي أقيم على مسرح (أبوبكر سالم) ضمن فعاليات (موسم الرياض) برعاية المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية.
وكان من المقرر إقامة حفل (ليلة الدموع) في نسختها الثانية مساء أول أمس الخميس، لكن القائمون على موسم الرياض في نسخته الرابعة قرروا تأجيله إلى أمس بسبب هطول أمطار غزيرة يوم الخميس.
ضم حفل (ليلة الدموع) نخبة من نجوم الغناء المصري والعربي، وهم ( تامر عاشور، رامي صبري، رامي جمال، آدم).
وتضمن الحفل أكثر من مفاجأة لم يعلن عنها في بوستر الحفل، وتمثلت هذه المفاجأت في ظهور المطربة الكبيرة أصالة، والموسيقار خالد عز، والمطرب اللبناني وائل جسار.
وتفاعل الجمهور الضخم الذي حضر مع كل نجوم (ليلة الدموع)، وردد معهم أغنياتهم.
رامي جمال في (ليلة الدموع)
بدأ حفل (ليلة الدموع) الثانية المطرب والملحن، صاحب الصوت الرقيق الحساس (رامي جمال) الذي يشارك لأول مرة بفعاليات (موسم الرياض) وبدأ فقرته بتحية الشعب السعودي وهيئة الترفيه.
بعدها قام بغناء أغنية (مات اللي فات) وسط تأثر وتفاعل الجمهور، وتوالت أغنياته الرومانسية الجميلة مثل (بسلم عليك)، وأعاد غناء أغنيته الشهيرة (أنا مصمم) التى غناها بهاء سلطان.
كما غني مع زميله المطرب تامر عاشور أغنية (هاجي على نفسي) واستقبلهما الجمهور بحفاوة كبيرة.
في بداية صعود (رامي جمال) كان (مخضوضا) بعض الشيئ، لكنه تمالك نفسه وقدم فقرة ممتعة للجمهور.
وتفاعل رامي جمال مع الجمهور خلال (ليلة الدموع)، حيث طالبهم بالغناء معه، والتصفيق لأنفسهم، حيث قال خلال الحفل: (سقفوا لنفسكم، وغنوا بصوتكو أنتو أحلى).
خالد عز.. مبدع (ليلة الدموع)
كان الملحن والموزع المبدع (خالد عز) هو أحد مفاجأت حفل (ليلة الدموع) الثانية، وقدم في بداية الحفل أغنية (قالي الوداع)، التي لحنها للهضبة عمرو دياب.
وكشف عز أنها المرة الأولى التي يصعد فيها على خشبة مسرح أبوبكر سالم في السعودية، وهو سعيدًا لهذا الأمر، ثم غنى لحنه الشهير (كده يا قلبي).
والذي سبق وتغنت به (شيرين عبدالوهاب) في مسلسل (طريقي)، كما كان موفقا جدا في غناء رائعته (متى يا موت) كلمات تركي آل الشيخ، وغناء طلاله سلامة والتى تم غنائها منذ حوالي 6 سنوات.
وكانت فقرة خالد عز من الفقرات الممتعة لجمهور الحضور في (ليلة الدموع)، وجمهور المنازل نظرا لصدق احساسه، وقلة ظهوره كمطرب.
توهج تامر عاشور في (ليلة الدموع)
أشعل المطرب والملحن (تامر عاشور) حفل (ليلة الدموع) بمجموعة من أغنياته التى تفاعل معها الجمهور بقوة وردد كلماتها معه من هذه الأغنيات (أنا عشت معاك حكايات، ذكريات كدابة، كلموها عني من بعيد، بقول عادي، قولوله سماح).
ومن خلال هذه الأغنيات، أثبت انه نجم مسرح من طراز رفيع حيث بدا وواثقاً وراسخاً على خسبة المسرح.
رامي صبري المتمكن في (ليلة الدموع)
تبادل (رامي صبري) مع الجمهور في حفلة (ليلة الدموع) الأدوار، الجمهور يغني، وهو يسمع، الجمهور يهتف وهو يستجيب، الجمهور يلح وهو ينفذ.
وعندما غنى رامي صبري سقطت الحواجز، ذابت الحدود، اتحدت الآذان داخل جمهور الحضور، وجمهور المنازل، وأقام أول سوق عربية مشتركة بين الجماهير المصرية والعربية بجمال شدوه!.
قدم (رامي صبري) بنجاح وإحساس عالي مجموعة من أجمل أغنيات مشواره منها (يمكن خير، غمضت عيني، لو كان عليك، حياتي مش تمام، مسألتنيش، هايوحشني الكلام وياه) وسط استقبال حافل، وتصفيق حار.
وأعرب رامي عن سعادته للغناء في (ليلة الدموع)، وداعب الجمهور خلال الحفل قائلا: (إن شاء الله هانقضي ليلة كلها نكد!).
كما قدم مع رائعة الصوت أصالة الديو الشهير (الحب الأولاني) بشكل متميز للغاية، ومن أجمل المرات التى قدم فيها هذا الديو.
أصالة.. كبيرة (ليلة الدموع)
الجمهور بالنسبة لأصالة هو جزء من غنائها، دوره رئيسي جدا، تماما كدور الملحن والمؤلف والعازفين، غناء أصالة هو أحلى طرب يسمعه الجمهور، وتصفيق الجمهور هو أحلى أغنية تسمعها أصالة.
لا تجد نفسها وذاتها إلا على المسرح، لهذا تتحدث أصالة مع الجمهور، وتبدو طبيعية وغير متكلفة معهم، يمكن أن تخلع الحذاء، وتغني حافية القدمين.
ويمكن أن تبدل فستانها أكثر من مرة، فهى في كل حفل موعد جديد مع حبيبها، وحبيبها هو جمهورها لهذا تخلص له وعندما تغني يصبح كل شيئ في خدمة غنائها.
في حفل (ليلة الدموع) النسخة الثانية، عادت أصالة إلى بهائها وجمالها من خلال لون شعرها الذي عرفناه به وأحببناه به، وابتعدت عن الشعر الأصفر المرشوش أكسجين! وارتدت فستان لا بأس به!
وغنت بشكل متميز وقدمت عدة أغنيات منها (مابقاش أنا، جابوا سيرته، ليه راجع تبي، آسفة) وغيرها وأعطت لكل أغنية من روحها.
لكنها الحقيقة لم تكن مفاجأة حيث شاهدها الجمهور قبل أيام من خلال حفل (روائع بليغ حمدي)، ولم يمثل حضورها مفاجأة لجمهور الحضور أو المشاهدين، لكنها تبقى أصالة!.
وائل جسار.. دفء (ليلة الدموع)
كان من مفاجأت حفل (ليلة الدموع) أمس المطرب اللبناني (وائل جسار) الذي أضفى الدفء والشجن والرومانسية والروقان والهدوء على الحفل، وكان موضع إعجاب الجمهور وأصحاب الآذان السليمة.
وتفاعل الجمهور من كل الطبقات مع وائل جسار، فعندما يغني وائل جسار نجد العواطف غير العواطف، والناس غير الناس، والحياة غير الحياة.
نجد كل شيئ أصبح جميلا ورومانسيا ودافئا، خاصة عندما يغني أغنياته القديمة مثل (مشيت خلاص، وغريبة الناس) وغيرها، التى رددها معه الجمهوربقوة في الحفل وتفاعل معها بشكل مؤثر.
آدم .. سلطنة في (ليلة الدموع)
لم يكن المطرب اللبناني (آدم) في أفضل حالاته الغنائية في (ليلة الدموع) الثانية، وجاء أداءه باهتا يخلو من الإحساس، ويبدو أن لديه بعض المشكلات أو الأزمات الشخصية، لهذا ننتظر حفل آخر لآدم للحديث عنه حتى لا نظلمه اليوم.
آخر كوبليه
أصبح الجمهور المصري والعربي ينتظر حفلات موسم الرياض بقوة، وأصبحت في حياتنا كما كانت (أضواء المدينة) في حياة أجدادنا، و(ليالي التليفزيون) في حياة آبائنا.
لكن الملحوظة التى بدأت تظهر لجمهور المنازل تحديدا وظهرت بقوة في حفل (ليلة الدموع) النسخة الثانية هى تكرار أسماء المطربين الذين يشاركون في كل المواسم والحفلات.
وهذا يدعو للملل والرتابة، رغم أنهم جميعا يمتلكون أصواتا جميلة وعذبة، لكن لابد من الانفتاح أكثر على كل مطربي مصر والعالم العربي.
فمثلا يوجد حتى الآن مطربيين كثيرين لم يشاركوا في ليلة من ليالي موسم الرياض أو غيرها من المناسبات.
ونحن على استعداد لذكر أكثر من 100 مطرب ومطربة من مصر والعالم العربي لم يشاركوا في حفلات ومواسم السعودية الغنائية، مع العلم أن الـ 100 مطرب كلهم من أصحاب الأسماء الرنانة والأصوت القوية العذبة.
الملحوظة الثانية: أن حفل (ليلة الدموع) لم يكن حفل دموع، ولكن حفل مليئ بالرومانسية العذبة الجميلة، ويوجد فرق بين الرومانسية والدموع، فليست كل أغنيات الرومانسية هي أغنيات دموع.
ولا يوجد مطرب من الذين شاركوا في حفل (ليلة الدموع) يمكن أن نطلق عليه مطرب الدموع، أو صاحب البكائيات مثل (عماد عبدالحليم، وحسن الأسمر، وياس خضر) في الماضي.
وفي الختام نشكر بقوة (موسم الرياض) وهيئة الترفيه في السعودية، لأنهم أنقذوا الغناء المصري تحديدا من الأفلاس الفني!.
يذكر أن حفل (ليلة الدموع) الأول أقيم في أغسطس الماضى 2023، بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وحقق الحفل نجاحا ضخما، وشارك به عدد كبير من النجوم، ومنهم (أحمد سعد، حمادة هلال، تامر عاشور، طارق الشيخ، آدم، هيثم شاكر، مُسلم) وكانت مفاجأة الحفل المطربة (شيرين عبدالوهاب).