(الحلم العربي).. تجاهله التليفزيون المصري، واحتجت عليه الكويت !
كتب : أحمد السماحي
بعد أيام قليلة من إندلاع معركة (طوفان الأقصى) التى بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، أعلن الدكتور والشاعر والكاتب مدحت العدل عن إعادة تقديمه للأوبريت الشهير (الحلم العربي).
ومنذ أعلن مدحت العدل هذا، والجميع يترقب تقديم أوبريت (الحلم العربي) الذي كان مقررا تقديمه في نهاية شهر أكتوبر الماضي.
لكن لظروف خاصة بدار الأوبرا المصرية تم تأجيله إلى متى لا أحد يدري غير المسئولين في دار الأوبرا! ونتمنى أن يكون قريبا!.
(الحلم العربي) حلم أجيال ورا أجيال
وترقب الجميع إعادة تقديم أوبريت (الحلم العربي) الأيقونة لأكثر من سبب لأنه ما يمثله لنا جميعا من حلم وذكريات جميلة، أولا أنه ارتبط عندنا جميعا بالصحوة الفنية.
ثانيا: جاء بعد فترة سبات عميقة في الأغنية الوطنية والإنسانية التى كانت فقدت بريقها وتوهجها وصدقها، وتحولت إلى أغنية مناسبات، ونحتية لبعض الشعراء والملحنيين والمطربيين.
ثالثا: كان (الحلم العربي) يعبر عن حال الشارع العربي الراغب – ومازال – في الوحدة والتضامن في وجه العدو الإسرائيلي.
إقرأ أيضا : معركة (طوفان الأقصى) تكشف المستور في الساحة الغنائية!
وأخيرا: لحب الجمهور المصري والعربي لكلمة الشاعر الكبير (مدحت العدل) أينما تكون هذه الكلمة، فالرجل عقد علاقة صداقة وثقة بينه وبين الجمهور المتعطش للكلمة الحية النابضة بالصدق.
وقصائد (مدحت العدل) اتسمت بالصدق والتنوع، فمرة يكتب عن الوطن، وأخرى عن المحبوبة.
وأحيانا عن حانة سبارتكوس، ومرات عن أمريكا، والقدس، والقاهرة، وساعات عن عم دهب، ورصيف نمرة 5، وغيرها من المواضيع.
ومهما كان الموضوع الذي يتحدث فيه أو عنه، فإن كتاباته تتميز بالإيقاع الموسيقي الجاذب للسمع، فالموسيقى في شعر مدحت العدل تجعل من القارئ منتبها ومستمتعا بما يسمع ويقرأ.
هذا الأسبوع في باب (حواديت الأغاني) نتوقف عند بعض المقارقات المضحكة والدرامية التى صاحبت كتابة وعرض أوبريت (الحلم العربي)، تأليف مدحت العدل، تلحين حلمي بكر وصلاح الشرنوبي، توزيع حميد الشاعري.
ظروف كتابة (الحلم العربي)
بعد النجاح الساحق لهذا الأوبريت تحدث مدحت العدل عام 1999 مع الزميل الراحل مجدي الطيب عن كواليس أوبريت (الحلم العربي) فقال : بدأت فكرة الأوبريت في سياق مهرجان غنائي ضخم أقيم في أبي ظبي.
يومها اقترحت على منتج الحفل (أحمد العريان) أن نقدم أغنية في خمس دقائق نستثمر فيها الحشد الضخم للمطربين العرب، فنقدم أغنية مشتركة تحث على الوحدة ولم الشمل.
وسرعان ما تطورت الفكرة، فاستقر الأمر على أن يقدم كل مطرب عربي فقرة من الأغنية.
نفى مدحت العدل أن يكون أوبريت (الوطن الأكبر) هو الوحيد الذي كان في ذهنه أثناء كتابته لأوبريت (الحلم العربي).
وقال: كان في ذهني (الوطن الأكبر، والمسؤولية، وصورة، وحكاية السد، والجيل الصاعد، وزهرة المدائن) لأنني ابن تلك الحقبة.
إقرأ أيضا : (طوفان الأقصى) يتجسد في ألبوم (يا قدس يا حبيبتي) تحية لشعب (فلسطين)
ولهذا كانت فرحتي طاغية عندما طرحت الفكرة، إذ أحسست أن الفرصة مؤاتية لأقول شيئا لأبني وأحفادي.
وعبرت عن هذا بقولي (أجيال ورا أجيال حتعيش على حلمنا، واللي نقوله اليوم محسوب على عمرنا)، حيث كنت موقنا أن الرهان ينبغي أن يكون على الطفل العربي.
ولهذا قلت : (كون أنت بكل ما فيك، إن كان لك ولا عليك، حاول جرب وحتوصل شرف التجربة يكفيك).
ويتابع (مدحت العدل): ولأنني لم أشك في لحظة أن التشرذم العربي مؤقت وحالة القطيعة الراهنة إلى زوال، لأن مصيرنا العربي واحد، وهدفنا مشترك.
لهذا كتبت أقول : (جايز ظلام الليل يبعدنا يوم انما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما).
وطوال الوقت كنت أحاول أن تصل أفكاري بسهولة إلى الناس كافة، خصوصا أنها تعكس أحلاما وهموما ظلت تروادني زمنا طويلا.
مدحت العدل والإيمان بالوحدة
يواصل مدحت العدل ذكرياته عن (الحلم العربي) فيقول: أحلامي هذه عبرت عنها في غالبية أفلامي، إذ لم أفقد يوما إيماني بالوحدة العربية، وبأن القوة هى سبيلنا الوحيد إلى استرداد أراضينا، وحقوقنا العربية المغتصبة.
ولهذا قلت: (محتاج العدل، القوة، علشان تقدر تحميه، ولا عمر بكلمة وشكوى حق بترجع أراضيه) غير أن المهم في هذا أننا توجهنا إلى المستقبل.
ولم نشأ أن نعيش على الماضي ونكتفي بالغناء (أمجاد يا عرب أمجاد).
الكويت تحتج على (الحلم العربي)
وعن سر استهجان واحتجاج الكويت عن أوبريت (الحلم العربي)، قال صاحب القدس هترجع لنا: لقد التبس على بعض الأخوة الكويتيين، فتصوروا أن إشارتنا إلى مأساة أطفال العراق تعكس انحيازا للعراق.
وتجاهلا لقضية الأسرى الكويتيين، ولكننا لم ننظر إلى الأمور من هذه الزاوية، بل تطرقنا إلى أطفال العراق في سياق إدانتنا القاطعة للحصار الأميركي الغاشم للعراق.
ولم نتعرض مطلقا للخلاف العراقي الكويتي لإيماننا أنها مشكلة طارئة، ولو أن الحصار الأميركي استهدف الكويت لأشرنا إلى هذا في الحلم العربي.
مقاطعة التليفزيون للحلم العربي
وصرح مبدع (إحنا شعب وإنتوا شعب): إنه لا يملك إجابة عن مقاطعة التليفزيون المصري لأوبريت (الحلم العربي).
وقال: لقد سعيت إلى تقصي حقيقة الأسباب التى دعت التليفزيون إلى مقاطعة التليفزيون للأوبريت.
فقيل لي: أن المشاهد الحزينة كثيرة والناس لن تتحملها، كما أشيع أن الشريط في طريقه إلى التليفزيون، على الرغم من يقيني أنه موجود في مكتبة الشرائط.
إقرأ أيضا : نجوم مصر والعالم العربي ينتفضون مع (طوفان الأقصى)
غير إنني انزعجت بدرجة كبيرة لما أثير أن أسباب المنع ترجع إلى نظرة إقليمية ضيقة، تتمثل في عدم الارتياح إلى (الحلم العربي) لأنه ليس من إنتاج التليفزيون المصري.
وتجاهل هؤلاء أن عددا كبيرا من مبدعي (الحلم العربي) هم من المصريين، وحتى لو لم يكن الأمر كذلك، فما الذي يحول دون الاحتفاء بشريط يتبنى قضية ذات اهتمام مشترك من العرب جميعا؟.
وكيف تحتفي المحطات العربية بـ (الحلم العربي) فيما يتخلف التليفزيون المصري الرائد عن هذا؟!