في يوم ميلادها: أدوار (سميرة أحمد) تتوزع على نادية ونجوى وناهد ونجلاء
كتب : أحمد السماحي
احتفلنا أمس بعيد ميلاد النجمة الكبيرة (سميرة أحمد)، التى سكن الفن خيالها منذ الطفولة فكانت تصنع مع شقيقاتها (نوال وخيرية) من ملاءة السرير ستارا، وكانت خيرية تغنى وسميرة تمثل.
وسعت (سميرة أحمد) بما منحها الله من موهبة لأن تحقق هذا الحلم بعدما جعلت منه هدف حياتها.
بدأت (سميرة أحمد) مشوارها وهى صغيرة ضمن (المجاميع) التى جعلتها تتخلص من رهبة الكاميرا، واحتضنتها الرائدة السينمائية عزيزة أمير وآمنت بها، وبث فيها أنور وجدي روح الطموح.
ولأن (سميرة) أحمد ترى أن الوصول إلى النجومية يحتاج إلى دراسة ومثابرة، فقد درست اللغة الفرنسية، وتعلمت الإنجليزية، وتدربت على الإلقاء على يد الفنان عبدالوارث عسر.
وبدأت (سميرة أحمد) بأدوار بسيطة، وعندما قامت بالبطولة المطلقة كانت بنت الطبقة المتوسطة الجميلة الرقيقة كزهرة الياسمين التى تتحمل ظلم الأقدار لها، وأحيانا ظلم الرجل، أو المجتمع.
حيث اختارت موضوعات أعمالها السينمائية والتليفزيونية من قلب المجتمع المصري ونسجت لنا أعمالا تحولت مع الأيام إلى علامات بارزة فى تاريخ السينما المصرية، ولمست قلوبنا عندما لعبت على الوتر الحساس.
هى هدى فى فيلم (أغلى من عينيه) ونادية فى (رجل فى حياتي) وفتحية فى (البنات والصيف) ونعيمة فى (الخرساء)، وفاطمة فى (قنديل أم هاشم) وسلمى فى (اللهب) وإخلاص فى (جسر الخالدين) وأحلام فى (أم العروسة) وسميرة فى (ليل وقضبان) وصباح فى (السيرك) وزينب فى (امرأة مطلقة).
(سميرة أحمد) وذوي الاحتياجات
كما أدت (سميرة أحمد) بمهارة أدوار ذوى الاحتياجات الخاصة فهى العمياء، والخرساء، والمجنونة أيضا، وفى كل هذه الأدوار كانت موهبتها تلمع وتضىء كقطعة الألماس البراقة على رداء مخملى غامق، فى عينيها تشرق الفرحة وتترقرق الدمعة.
إقرأ أيضا : سميرة أحمد .. فضفضة عمرها 51 سنة
وتمتلك (سميرة أحمد) صوتا خاصا جدا، وطريقة نطقها بالكلمات تتحول بين شفاها إلى نغم هامس أو إلى صرخة طافحة بالغضب.
تعلمت من (حسن الامام) الصدق في أداء الدور مهما كان قصيرا، ومنحها (عز الدين ذوالفقار) بطولتها الأولى فى (اغلى من عينيه).
وحصلت على جائزة التمثيل الأولى من وزير الثقافة والإعلام عبدالقادر حاتم بسبب (الخرساء)، وقدم لها عاطف سالم أحلى أفلامها (أم العروسة، خان الخليلي، السيرك).
وخلدها حسام الدين مصطفى في (الشيماء)، وراهن علي موهبتها كمال عطية فى (قنديل أم هاشم).
(سميرة أحمد) و(الطيور المهاجرة)
بمناسبة عيد ميلادها نكشف عن سر صرحت به سميرة أحمد في مجلة (الكواكب) عام 1969، حيث قالت: (الحكاية بدأت في بيروت حسث كنت أعمل هناك في فيلم (العمياء).
وأرسل لي الأستاذ عبدالحميد جودة السحار يطلب مقابلتي، فتركت العمل في الفيلم، وذهبت إليه، وكان معه محمد رجائي وسامي ترك، وفوميل لبيب.
وقال لي السحار أمام الأساتذة الذين ذكرت أسمائهم أنه تقلد منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وأنه جاء يدعوني مع كل الطيور المهاجرة للعودة للقاهرة.
ولأن النشاط السينمائي سيبدأ في الاستديوهات، وأننا سنبدأ انطلاقة جريئة، وبعودتك ستبدئين على الفور تمثيل بطولة فيلم (فجر الإسلام) أمام يحيي شاهين ومحمود مرسي.
وتتابع سميرة أحمد: وأنا لي حكاية قديمة مع فيلم (فجر الإسلام)، بدأت عندما كنت أمثل دوري في فيلم (السيرك) وكان مدير التصوير الفنان عبدالعزيز فهمي، قد اشترى (فجر الإسلام) من السحار، واختارني لبطولة هذه الرواية.
(سميرة أحمد) و(دنيا الله)
تقول (سميرة أحمد) في هذا الوقت جاءني المؤلف والمخرج والمنتج أحمد كامل الحفناوي ليعرض على بطولة فيلم (دنيا الله) قصة نجيب محفوظ، وقلت هذا الكلام لـ عبدالعزيز فهمي.
فوجدته اندهش وقال لي: كيف ستمثلين دور نشالة ساقطة في فيلم (دنيا الله)، ثم تمثلين دورا دينيا في (فجر الإسلام)، يجوز يأتي موعد عرض الفيلمين في توقيت واحد ماذا سيكون موقفك وقتها؟!
إقرأ أيضا : سعاد حسني سبب ابتعاد سميرة أحمد عن أدوار الشر!
فرفضت بطولة فيلم (دنيا الله) وذهب الدور لزميلتي الفنانة ناهد شريف، بعدها باع عبدالعزيز فهمي فيلم (فجر الإسلام) للمؤسسة لتسهم في إنتاجه حيث رأي أنه سيتكلف كثيرا.
ويومها أكد لي أن الدور دوري، وأن انتقال الفيلم للمؤسسة لن يغير من الإتفاق شيئا، وكنت أتمنى تمثيل هذا الدور فعلا ، وعندما رشحني الأستاذ السحار للدور في بيروت، أسرعت بالعودة إلى القاهرة.
وانتظرت ثلاثة شهور حيث صارحني السحار بأكبر صدمة أتلقاها في حياتي، حيث قال لي : (إن المنافسة على الدور الآن أصبحت بين سعاد حسني، ونجوى إبراهيم!)، فدعوت لهما بالتوفيق رغم صدمتي.
(سميرة أحمد) و(اعترافات إمرأة)
أراد السحارأن يخفف من صدمتي فقال لي : (أن المخرج سعد عرفه، قد اختارك لبطولة فيلمه (اعترافات إمرأة مسترجلة)، كما اختارك المخرج علي رضا لبطولة فيلم (حرامي الورقة).
وأرسل لي علي رضا بالفعل بعض الأغاني لحفظها، لكن مضت أشهر دون أي اتصال حتى قرأت في الصحف أن زميلتي نادية لطفي وقعت عقد فيلم (اعترافات إمرأة)!.
وزميلتي نجلاء فتحي بدأت تصوير فيلم (حرامي الورقة)، ولجأت إلى الأستاذ السحار الذي صارحني بأنه لا يستطيع فعل شيئ لأن الفيلم ملك للمخرج! والمخرجان اختارا غيرك!.
وسالته (سميرة أحمد): ولماذا اختارني من البداية فقال : أنا لن أحول مكتبي إلى ميدان معارك)، وسأله بعض الصحفيين لماذا سحبوا الفيلمين مني؟!
وكان الكلام أمام إحسان عبدالقدوس، ونجيب محفوظ، فقال عني هي ممثلة كويسة لكن اسمها ما بيبعش!.
سألته عن قوله هذا؟ فأنكر!، فطلبت منه أن يكذب هذا الكلام، فرد على قائلا: إن التكذيب تأكيد، وهو ما أثار غضبي أكثر من عدم تمثيلي للأفلام التى رشحت لها.
لأن الكلام سيظل وصمة تطاردني خاصة أنها شهادة المسئول الأعلى عن السينما في بلادي، الذي طلب مني أن أختار القصة والمخرج الذي أريدهما، فأعتذرت بأنني أمثل فقط.
وأن ما يطلبه مني هو عمل غيري وليس عملي أنا، وقلت له أنني سأجلس في بيتي وسأنتظر!