حكاية نشيد (خذ سلاحي) الذي استوحاه شاعر (فلسطين) من قصة حقيقية
كتب: أحمد السماحي
رغم مرور شهر على مذبحة (طوفان الأقصى) لم تخرج أغنية حتى الآن تعبر عن المجازر والانتهاكات الإسرائيلية التى تحدث كل يوم في حق أشقاءنا في (فلسطين).
لهذا لجأ كثير من الجمهور إلى الأغنيات والأناشيد القديمة التى تتحدث عن (فلسطين) واستعادوها مجددا خلال الأيام الماضية.
ومن الأغنيات التى تم ترديدها واستعادتها نشيد (خذ سلاحي يا رفيقي) كلمات شاعر ثورة (فلسطين) حسيب القاضي، ألحان فهيم السعدي، وغناء الفرقة المركزية.
لهذا النشيد قصة، حيث يروي قصة حقيقية لفدائي يقطر دما سلم سلاحه لرفيقه في المعركة في (جبل التياسير) بالقرب من مدينة نابلس بـ (فلسطين)، في الوقت الذي يسلم فيه الروح إلى بارئها.
إقرأ أيضا : (مارسيل خليفة) .. صوت الغضب الفلسطيني المحاصر بالمآسي!
وفي هذا إشارة إلى أن السلاح بالنسبة إلى أبناء (فلسطين) هو أمانة في الأعناق، والتخلي عن السلاح بالنسبة إلى الثوار الفلسطنيين هو خيانة لا تغتفر.
وفي قصيدة (خذ سلاحي) يُصر الفدائي على مواصلة النضال حتى بعد استشهاده وذلك عبر سلاحه، فهو وإن استسلم لنهايته بالاستشهاد فإنه يُصر على أن سلاحه لن يُغمد.
ولن ينكسر، بل إن هذا السلاح لن يتوقف عن النضال، وسيكون له شرف المشاركة في بزوغ فجرالحرية لشعب (فلسطين) الذي عشق الحرية.
كلمات أغنية خذ سلاحي
تقول كلمات القصيدة التى استلهم كلماتها شاعر (فلسطين) حسيب القاضي من زميل الفدائي الفلسطيني، وكتبها في ديوانه (نشيد للبندقية والرجل) الذي صدر عام 1975:
يا رفيقي، خذ سلاحي، خذ سلاحي
ولتقاتل يا رفيقي بسلاحي
دع دمي ينزف، لا لا تربط جراحي
فأنا أعشق حتى الموت، أرض الوطن
فلتعش يا وطني بسلاحي
أطلق النار، فقد أطلقت ناري
ولتقاتل يا رفيقي بسلاحي
أنا أوصيك بأن تطلع لي شمس نهاري بسلاحي
خذ سلاحي، خذ سلاحي يا رفيقي
أطلق النار وغن للعواصف ولتلاق الخصم زاحف
وتقدم، وتقحم، لا لا لا تسلم، أطلق النار فقد أطلقت ناري
ولتقابل يا رفيق بسلاحي خذ سلاحي، خذ سلاحي
شاعر (فلسطين) حسيب القاضي
ولد شاعر (فلسطين) محمد حسيب القاضي، كاتب نشيد (خذ سلاحي) عام 1935 في يافا، وهجرت عائلته أثناء نكبة 1948 إلى قطاع غزة.
وبدأ مسيرة الكتابة كمحرر أدبي في جريدة (أخبار فلسطين) التي كانت تصدر في غزة، وذلك في ستينيات القرن العشرين.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد سيطرتها على قطاع غزة سنة 1967 وفصل من عمله.
غادر قطاع غزة بعد ذلك إلى القاهرة، حيث ساهم بإنشاء إذاعة (صوت العاصفة) التى أصبحت (صوت فلسطين)، وعمل لاحقا مديرا لإذاعة (فلسطين) في الجزائر وصنعاء.
وترأس مهمة تحرير جريدة (الأشبال) التي صدرت في تونس وقبرص.
وكتب الشاعر حسيب القاضي كلمات مجموعة من نصوص أناشيد ثورة (فلسطين) المغناة منها: (أذن يا رصاص الثورة)، و(العواصف الأسيرة).
و(المعركة)، و(النصر إلك يا شعبنا)، و( بروس الجبال)، و(جر المدفع)، و(حنا ثوارك يا بلادي)، و( من قلب الخيمة)، كل هذه الأغنيات، وغيرها ألحان مهدي سردانه.
إقرأ أيضا : (فلسطين) .. جمعت حناجر كل المطربين العرب ! (1)
كما تعاون مع الملحن فتحي حجازي في (أطلقت أعيرتي)، ومع عبدالمنعم البارودي في ( جرحي بارودة)، ومع المطرب والمحن أحمد عبدالقادر في (حياكم بيكم الله)
و(الشعب أماما) ألحان عبدالحميد توفيق زكي، و(الشعب الفلسطيني ثورة)، و(حرب الشوارع ) ألحان وجيه بدرخان، (المجد للثورة) و(زهرة الحرية ) ألحان طه العجيل، و(بإيدي رشاشي) و(ما بيننا خلاف) ألحان صبري محمود.
وصدر له عدة دواوين منها (فصول الهجرة الأربعة، نشيد البندقية والرجل، مريم تأتي، أربعاء أيوب، أقبية الليل، إنه الصراخ وأنا فيه، الرماد الصباحي، قمر للعواء، رمادك في رقصة) وغيرها.
وعاش (القاضي) شاعر (فلسطين) معظم سنوات عمره في القاهرة، وظل بها حتى رحيله عام 2010.
أناشيد (فلسطين)
من المعروف أن أناشيد ثورة (فلسطين) هى الأناشيد والأغاني التي ظهرت في السنوات التي تلت انطلاقة الثورة الفلسطينية وعلى الأخص حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في عام 1965 .
وشكلت لونا جديدا من الفن الذي أصبح يعرف بالفن المقاوم، وتأثرت الأناشيد الأولى بالأغاني والأناشيد القومية المصرية.
وركزت في البداية على الطابع العسكري، قبل أن تشمل مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والثقافية لفلسطيني الشتات.
فبعكس الأناشيد الحديثة، كان العنصر الطاغي على الأناشيد القديمة هو توثيق واقع (فلسطين) في مخيمات اللجوء.
إضافة إلى التحفيز على المشاركة في العمل العسكري الفدائي والتغني بالصمود والمقاومة بكافة أشكالها.
إقرأ أيضا : (فلسطين).. أطلقت شرارة الثلاثي (أم كلثوم ونزار وعبدالوهاب).. (2)
بدأ بث الأناشيد الأولى مع انطلاق إذاعة (صوت العاصفة) في القاهرة بشارع الشريفين، وهو مقر الإذاعة المصرية القديم.
وبعد فترة تم تغيير اسم الإذاعة من (صوت العاصفة) إلى (صوت فلسطين) بعد دمج الوسائل الإعلامية التابعة لمختلف الفصائل الفلسطينية في إطار جامع أطلق عليه اسم الإعلام الموحد.
من الذين ساهموا بكتابة أناشيد (فلسطين) الشعراء: (سعيد المزين، صلاح الدين الحسيني، أحمد دحبور ومحمد حسيب القاضي) وغيرهم.
ومن الملحنين (حسين نازك، صبري محمود، طه العجيل، وجيه بدرخان، علي إسماعيل، مهدي سردانة، كنعان وصفي، رياض البندك وعبد الحميد توفيق زكي، وعلي إسماعيل).