* هبة مجدي .. بساطة، وسلاسة، وهدوء، ونعومة، ورقي في الاداء، ونقلت احاسيسها المختلفة باحترافية
* هاني عادل.. نجح في تقديم النجم المشهور والخروج من الاطار المعتاد فنجح في تحقيق المعادلة الصعبة !
* محمود عمرو ياسين.. يتمتع بموهبة وكاريزما ويتطور من عمل الي آخر في فترة قليلة، وهو نجم السنوات القادمة
* مروان قدري.. قدم دور المخرج ببراعة تحسب له جعلت الجمهور يصدق بانه أمام مخرج حقيقي !
* عمرو محمود ياسين : نجح أن يقدم طاقة أمل ونور وحياة لكل من تعرض وواجهه نفس الظروف برؤية بسيطة سلسة في شكلها، عميقة في معانيها .
بقلم: أميرة أنور عبدربه
السعادة شعور نسبي لايرتبط بمال أوجاه أووظيفة فما قيمتهم جميعا إذا لم يصاحب أي منهم الشعور بالرضا!، هذا هو التعبير الأدق عن مسلسل (عيشها بفرحة).
فالرضا والمصالحة مع النفس لهما مفعول السحر لتحقيق السعادة، ولكن علينا أن نتقبل ونتعايش مع ما نواجه من صعوبات، ومشاكل أو ظروف قاسية بصدر رحب.
ورغم قسوة ما نمر به، ومرارته الا أنه ينبغي أن ندرك أنها إرادة الله، وتقلبات الحياة غير المضمونة!.
حكاية (عيشها بفرحة)
ما ذكرته في السطور الماضية هو ملخص حدوتة (عيشها بفرحة) والتي انتهى عرضا مؤخرا، وبدأت أحداثها بصوت الدكتور والكاتب الكبير مصطفي محمود في بداية الحلقات.
والذي يؤكد فيها أن السعادة هى حالة صلح بين الإنسان ونفسه، وبينه وبين الله، وبينه وبين الآخرين، وهذا لن يتحقق إلا باختيار الإنسان وشعوره بالرضا.
ومن هنا تدور أحداث الحكاية الثالثة (عيشها بفرحة) التي كتبها عمرومحمود ياسين، وقام بإخرجها ألبير مكرم، من كتاب (55 حكاية حب) للدكتور مصطفي محمود.
بعد تحقيق الحكايتين الأولي والثانية (الفريدو)، (ماتيجي نشوف) نجاحا كبيرا وحصولهما علي أعلي المشاهدات علي منصة ( watch it).
صاحبة الحكاية الثالثة هى الفنانة الشابة الجميلة هبة مجدي أو (يسر) الفتاة التي تتمتع بقدر كبير من الجمال، وبحبها وإقبالها على الحياة.
إقرأ أيضا : (ألفريدو).. حالة إنسانية خلقت جو من الدفئ داخل الأسرة المصرية
بالاضافة إلى مهارتها وإتقانها في عملها، فهي شخصية محبوبة من الجميع، بحسب أحداث (عيشها بفرحة).
ولكنها بعد أول حلقة من (عيشها بفرحة) تتعرض لحادث مأساوي بعد وقوعها من فوق أسطح أحد العمارات.
وذلك في أثناء تواجدها مع خطيبها لتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد إصابتها بإصابة خطيرة في العمود الفقري تجعلها جليسة علي كرسي متحرك طوال حياتها !
بعدها تبدأ مرحلة علاجها بلندن لمدة عامين، وتستغل وجودها في لندن، وتدرس الإخراج السينمائي، وبعد انتهاء دراستها تعود هى ووالدتها وشقيقتها إلى مصر بعد وفاة والدها.
وتقرر (يسر) مواجهة الحياة بظروفها الجديدة، والعمل من جديد في مهنة مختلفة عن عملها الأول.
وبالفعل بعد وساطة أحد المقربين لها، تستطيع العمل كمساعد مخرج في فيلم مع النجم الشهير (هادي نصار)، والذي يلعب دوره الفنان (هاني عادل).
وتستطيع منذ بداية عملها في كسب ثقة العاملين بالفيلم بداية من مخرج العمل، مرورا بفريق العمل وصولا لبطل الفيلم.
ويكون لها دور أساسي ضمن فريق العمل لما تتمتع به من ذكاء وإهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة! .
قوة فكرة (عيشها بفرحة)
مسلسل (عيشها بفرحة) يعرض ببساطة وبقدر كبير من الرقي لحالة إنسانية ومحنة قد يتعرض لها أي إنسان في حياته.
ولكن المسلسل في ذات الوقت يؤكد أن الفرد منا، هو الوحيد أيضا الذي يستطيع أن يتحكم في مدي قدرته علي قبول هذا التغيير.
ومن ثم التعايش معه برضا وقناعة، والمضي قدما في حياته الجديدة، صحيح أن الحياة الجديدة لم تكن بإختياره ولكنها إرادة الله .
وهنا تأتي أهمية وقوة فكرة (عيشها بفرحة)، وسلاسة الحوار وبساطته في تأكيد تلك المعاني السامية.
(عيشها بفرحة).. وظاهرة التنمر
تأتي ظاهرة التنمر في (عيشها بفرحة) بالتزامن مع التصاعد الدرامي للاحداث وتطورها من خلال قصة الحب التي تجمع بطلة العمل مع بطل الفيلم نفسه.
وذلك وسط دهشة وسخرية واستخفاف من جميع العاملين بالفيلم عندما يكتشفوا تلك العلاقة الخيالية من وجهة نظرهم.
إقرأ أيضا : (تحت الحزام) يعيد (غادة عبدالرازق) على قمة الدراما
والتي يرونها من سابع المستحيلات، فكيف توجد علاقة بين (هادي نصار/ هاني عادل) النجم المشهور الذي تلهث ورائه المعجبات من كل مكان.
وبين فتاة تجلس علي كرسي متحرك!، تنمر، واستخفاف بمشاعر الغير، ولكنها للأسف أصبحت سمة هذا العصر.
وكأن مؤلف العمل يريد أن يغير ذلك، ويضع يده علي ظاهرة التنمر التي أصبحت آفة في مجتمعاتنا.
ويوجه رسالة: أن هؤلاء أيضا لهم مشاعرهم، وأن الإعاقة التي فرضت عليهم لا ينبغي أن تكون سببا في عدم استكمال حياتهم بشكل طبيعي.
أوحبس مشاعرهم بسبب ظروفهم، وأننا وحدنا من نملك قرار سعادتنا، وحقنا في الحياة، والحب من جديد.
عمرو ياسين.. و(عيشها بفرحة)
لقد استطاع المؤلف (عمرو محمود ياسين) في حكاية (عيشها بفرحة) أن يضع يده علي عدد من المشاكل التي تتعلق باختياراتنا الخاطئة بالطرف الآخر.
والذي نكتشف مع أول مشكلة أوموقف يواجهنا أنه لم يكن الاختيار السليم.
وحاول (عمرو) أيضا أن يؤكد أن فشل التجربة ليس نهاية المطاف، ولكنه قد يكون فرصة لبداية جديدة أفضل لنا.
وهو ما حدث مع جميع أبطال (عيشها بفرحة) تقريبا بداية من (يسر/ هبة مجدي) التي تعرضت للخيانة والتخلي من قبل خطيبها.
مرورا بشقيقتها (نور إيهاب) التي تعرضت هى أيضا للخيانة من خطيبها، ولكنها أيضا كانت فرصة فيما بعد للعمل في مجال الماكياج التي تحبه.
والدخول في علاقة عاطفية أخري مع من يستحقها، وهو الأمر الذي حدث أيضا لـ (محمود عمرو محمود ياسين) الذي اكتشف خيانة صديقته رغم حبه لها، ومساعدته لها!.
ولكن (عمرو) أراد أن يؤكد أن هناك دائما عوض وفرص أخرى، وخير لانراه وقت أزماتنا، ولكن بمرور الوقت ندرك جيدا أن ما عايشناه لم يكن الأنسب بالنسبة لنا .
خطورة وكذب السوشيال ميديا
أكد مؤلف (عيشها بفرحة) أيضا خلال أحداث العمل أن السوشيال ميديا أصبحت سلاح ذو حدين فقد تكون نعمة ونقمة في ذات الوقت علي أصحابها.
وأنها قد تظهر للجمهور أشياء غير حقيقية منافيه للواقع، وهى الرسالة الأخري التي أشار لها العمل في أحد المشاهد التي جمعت (هادي ويسر) في أحد الأماكن.
وأظهرت (هادي) بشكل غير لائق، وأنه يختلق المشاكل، ويقوم بإهانة أحد الأشخاص رغم استفزاز الأخير له.
وعدم مراعاته لحالة (يسر)، ولكن السوشيال ميديا أخذت جزء من الحكاية الحقيقية، وقامت ببناء قصة لاعلاقة لها بالواقع وما حدث!
ومن هنا تكمن خطورتها بالإضافة إلى التطرق لبعض الأخبار الكاذبة التي قد تنشر وتضر أصحابها.
وتكون سببا في إهانتهم، وشعورهم بجرح كبير بعد التعليقات التي تنهال عليهم من الجمهور دون رحمة ودون التفكير بتأثيرها السلبي عليهم وعلي حالتهم النفسية.
أداء نجوم (عيشها بفرحة)
نجح (عمرو محمود ياسين) في تقديم رسائل توعية بخطورة السوشيال ميديا بسلاسة ووعي شديدين، دون إقحام أو مبالغة تحسب له ضمن أحداث (عيشها بفرحة).
نأتي إلى اختيار النجمة الرائعة (هبة مجدي) الذي كان في محله فقد استطاعت ببراعة أن تنقل بتعبيرات وجهها التناقض بين مشاعر الحزن والكسرة التي تشعر بها.
ونظرات الأمل والقوة والصبر في أوقات كثيرة لكي تستطيع تكملة حياتها من جديد.
ورغم جلوسها طوال الحكاية على كرسي متحرك، فقد قدمت أداءا سلسا، ببساطة ورقي، وتفهمت جيدا تفاصيل دورها، فظهرت بشكل طبيعي مريح دون أي مبالغات قد تضر بشخصية يسر .
(هاني عادل) تعامل مع الشخصية بهدوء خاصة أن فكرة تجسيد فنان لدور نجم مشهور في العمل ليس أمرًا سهلا، فهى معادلة صعبة أن تلعب الدورعلي الشاشة وفي الحقيقة.
ولكنه خرج من الإطار المعتاد، وكان مختلفا في (عيشها بفرحة) وقد بدى الانسجام بينه وبين (هبة مجدي) في جميع المشاهد التي جمعتهما سويا.
إقرأ أيضا : (كريمان) .. ورحلت قطة السينما المصرية في صمت !
ويعد هذا اختيار موفق من قبل صناع العمل، خاصة أنها لم تكن المرة الأولي لهما فقد قدما سويا من قبل حكاية في مسلسل (نصيبي وقسمتي) مع نفس فريق عمل (عيشها بفرحة)
الوجه الجميل (نور ايهاب) اجتازت من خلال المسلسل تجربة جديدة وقدمتها بنجاح، واستطاعت أن تضع بصمتها كأول عمل يظهرها كممثلة .
(محمود عمرو ياسين) فنان موهوب يتمتع بكل مواصفات الفنان من كاريزما، وموهبة، ويتطور في كل عمل يقدمه.
منذ ظهوره الأول في مسلسل (اللي مالوش كبير) مرورا (بالكتيبة 101) في رمضان الماضي، واستطاع أن يفرض نفسه في فترة قليلة، وسيكون أحد النجوم البارزين خلال الفترة القادمة.
(مروان قدري) جسد دورالمخرج بكل تفاصيله لدرجة تجعلك لاتصدق أنك أمام مخرج تمثيلي، ولكنه مخرج حقيقي.
وأن ما نراه ليس تمثيلا، فقدم دوره ببراعة وقدرة على الإلمام بلزمات وتعبيرات وحركات المخرجين داخل لوكيشن العمل، وكل هذه التفاصيل أضافت للشخصية.
واعتقد انه اختيار صائب، وسيكون بداية لنقطة تحول له في عالم التمثيل خلال الفترة القادمة، خاصة أنه تقلب مع الشخصية بين الكوميديا والجدية في آن واحد.
قيمة الدراما الراقية في (عيشها بفرحة)
لقد استطاعت حكاية (عيشها بفرحة) أن تقدم حالة إنسانية شديدة التميز، والرقي، يعاني الكثيرون منها.
وهو ما جعل إحدى المخرجات التي تعاني من نفس حالة البطلة أن تعبر عن سعادتها من وجود عمل درامي يعرض حالتها، بشكل واقعي، بعد عرض أول حلقتين.
وهذا منتهي الابداع أن ينقل عمل درامي، واقع حالة إنسانية، وأن يشاهد الجمهور نفسه في عمل فني، خاصة لو كانت هذه الأدوار من الصعب، وشبه مستحيل مشاهدتها في أعمال درامية.
والأجمل من ذلك أن تكون بطلة العمل هى صاحبة القصة أو الحكاية .
حكاية (عيشها بفرحة) التى قام بإنتاجها المنتج المتميز والواعي أحمد عبدالعاطي، أعطت بارقة أمل ونور وحياة للبدء من جديد.
وعدم الاستماع لمن حولنا لكي يقرروا مصيرنا فنحن فقط من نقرر سعادتنا، وتلك هي قيمة الدراما عندما تكون لها رسالة راقية.