مجازر إسرائيل في (غزة) توخز ضمير العالم!
كتب: محمد حبوشة
على الرغم مما نشاهده في الفضائيات العربية على مدار الساعة، يبقى من الصعب إحصاء عدد الشهداء في الحرب الإسرائيلية على قطاع (غزة) الفلسطيني، سوى توثيق المجازر التي تستعصي لكثرتها على التسمية.
في غضون 4 أسابيع فقط، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 700 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، استشهد خلالها أكثر من 9 آلاف فلسطيني (موثقة بالأسماء) بينهم 42% من أطفال (غزة) والضفة الغربية.
وعمت المجازر البشر والحجر، وضرب الطيران الحربي والمدفعية والزوارق الحربية المنازل والبنايات والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والشوارع وحتى مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وسويت أحياء كثيرة في (غزة) بالأرض، وخرج سكانها من تحت الأنقاض محمولين على الأكتاف، أو تركوا تحت الأنقاض لنقص طواقم الإنقاذ والإجلاء.
حرم المصابون العلاج في غزة
وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، فحرم المصابون العلاج، والمرضى الدواء، والجوعى الغذاء، والأطفال أماكن الفرح، ويعيش سكان القطاع المحاصر على وقع نقص شديد في مواد التغذية والإعاشة وغياب الملاجئ وانقطاع الكهرباء والماء وفقدان المأوى.
أحياء ومبان كاملة كأنها لم تكن، في ظل معاونة من القليل من المعدات، وتسعى أيادي المنقذين بين الركام في محاولة للوصول إلى الجثث تحت الأنقاض، لكن فرق الإنقاذ المدني نفسها تصبح هدفا للقصف الإسرائيلي على (غزة).
إقرأ أيضا : بهاء الدين يوسف يكتب: قصف (غزة) بين موقف الداعرة ودعارة المواقف!
وبينما بلغت نسبة الإشغال في مستشفيات قطاع غزة خمسة أضعاف فإن المساعدات التي وصلت حتى الآن ليست سوى أكفان وضمادات، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال سد حاجة المنظومة الصحية، كما يقول المتحدث باسم وزارة الصحة بـ (غزة).
وتوثق الفيديويات التي تبث على الفضائيات يوميا جانبا محدودا من المجازر التي يصعب إحصاؤها لكثرتها، إذ يسجل اليوم الواحد من 20 إلى 30 مجزرة في أحياء مختلفة من القطاع المحاصر الذي تتنوع فيه أشكال القتل والدمار وسفك الدماء.
صحيح أن مجزرة (مخيم جباليا) – الأكثر مأساوية خلال شهر من القصف العنيف – قد أوخزت ضمير العالم كله، فقد طالبت شعوب العالم بوقف مجازر إسرائيل فى (غزة) فالآلاف فى لندن يدعون لوقف (المذبحة.
والفرنسيون يهتفون: (إسرائيل قاتلة.. والمظاهرات تمتد من نيويورك إلى كوالالمبور للمطالبة بإنهاء العدوان والحصار على قطاع (غزة) المحاصر بالجنود والعتاد.
ربما شهدت العديد من المدن والعواصم العربية والعالمية، مظاهرات ومسيرات حاشدة منددة بمجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة والمتصاعدة في قطاع (غزة).
وطالبت الأعداد الهائلة من المتظاهرين حول العالم بضرورة الوقف الفوري للمجازر والتطهير العرقي الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع (غزة).
100 ألف بريطاني مع (غزة)
في العاصمة البريطانية لندن، تظاهر أكثر من 100 ألف، تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وتجمعت الحشود بالقرب من جسر اليوبيل الذهبى وسط لندن، وحملوا لافتات كتب عليها (غزة، أوقفوا المذبحة)، و(فلسطين حرة، أنهوا الاحتلال الإسرائيلي).
كما شارك الآلاف في مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على شعب غزة في أماكن أخرى من المملكة المتحدة بما في ذلك مانشستر وجلاسكو، ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات بينها (الحرية لفلسطين)، و(أوقفوا المجزرة)، و(العقوبات لإسرائيل).
وفي العاصمة الفرنسية باريس، شارك الآلاف في تظاهرة دعما للشعب الفلسطيني، وهتف المتظاهرون (غزة، غزة، باريس معك)، و(إنها الإنسانية التي تُقتل، أطفال غزة، أطفال فلسطين)، و(إسرائيل قاتلة).
إقرأ أيضا : في عملية (طوفان الأقصى).. سفراء الأغنية العربية يساندون غزة بأصواتهم
ومن بين المتظاهرين نواب توشحوا بكوفيات وأعلام فلسطيين، بينهم النائب عن حزب الخُضر (أوريليان تاتشي) والنائب عن حزب (فرنسا الأبية) اليساري الراديكالي (جيروم لوغافر).
وقالت نائبة رئيس بلدية كورباي – إيسون بوسط البلاد (إلسا تورى): إن (وقف إطلاق النار أمر ملح لوقف قتل النساء والأطفال والرجال) في (غزة).
خلال التظاهرة في باريس، حملت الفنانة الكوميدية (سامية أورزمان) لافتة كتب عليها (أين ذهبت إنسانيتنا؟).
وقالت: (ليس من الصواب عدم الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وأن يموت آلاف المدنيين من دون أن ينبس أحد ببنت شفة).
وفي العاصمة الإيطالية روما، خرجت مظاهرة حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على أبناء قطاع غزة المحاصر، وفي الضفة الغربية.
وجاب المشاركون في المسيرة الحاشدة شوارع العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة جمعية شباب فلسطين في إيطاليا والجاليات الفلسطينية والعديد من المنظمات الإيطالية غير الحكومية.
وقف مجازر إسرائيل في (غزة)
وطالب المشاركون بضرورة وقف المجازر الإسرائيلية في (غزة)، وكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ووقف الإبادة الجماعية، وطالبوا بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، خرجت مسيرة مليونية منددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع (غزة)، ومطالبة بوقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم.
كما شهدت عدة مدن في سوريا ولبنان والأردن مسيرات حاشدة، منددة بالعدوان واستمرار المجازر بحق الأطفال والمدنيين والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 9 آلاف شهيد في (غزة).
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: في (الأرض المحتلة).. العار لقتلة الأطفال!
وفي كندا، تجمع المئات أمام مقر السفارة الإسرائيلية، منددين بتصاعد المجازر بحق المدنيين في (غزة)، كما حملوا الأعلام الفلسطينية ورفعوا شعارات عديدة منها الحرية لفلسطين.
كما شهدت عدة ولايات أمريكية مظاهرات عديدة طيلة الفترة الماضية، ومنها ولاية نيويورك التي شهدت أكثر من مظاهرة خلال الأيام الماضية منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع (غزة) والدعم الأمريكي لهذا العدوان.
وتقدم عدة مظاهرات في نيويورك يهود منددين بعدوان الاحتلال والدعم الأمريكي له، كما دعوا لعدم ارتكاب هذه المجازر وقتل الفلسطينيين باسم اليهود، معلنين رفضهم لسياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين في (غزة) والضفة الغربية
كما شهدت العاصمة الماليزية (كوالالمبور) مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين منددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
علما أن العاصمة الماليزية تشهد سلسلة من المظاهرات المتواصلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتشهد مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع والاتحادات والمؤسسات.
كما خرجت في العاصمة الإندونيسية (جاكرتا) مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين ومنددة بالمجازر والعدوان الإسرائيلي على قطاع (غزة)، بالإضافة إلى التنديد بالصمت الدولي إزاء ذلك.
دول أوروبا تتضامن مع غزة
وكانت قد خرجت مظاهرات في دول أوروبية أخرى على مدار الأيام والساعات السابقة، خاصة بعد مجزرة (مخيم جباليا)، وخرجت هذه التظاهرات في مدن أوروبية عديدة كان أكبرها في العاصمة البريطانية لندن.
إضافة إلى مظاهرات حاشدة في العاصمة البلجيكية (بروكسل)، والعاصمة الألمانية (برلين)، وفي مدينة (روتردام) غرب هولندا، وفي العاصمة السويدية (ستوكهولم).
وفي جميع هذه الدول رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات: (الحرية لفلسطين)، إضافة إلى المطالبة بوقف العدوان، ووقف حصار (غزة)، ووقف الدعم والصمت الدولي عن جرائم الاحتلال.
ومع ذلك يبقى المحتل الإسرائيلي أبشع وأحط بمراحل من ارتكاب الجرائم والمذابح بدم بارد؟!، إنها محاولة طمس وإخفاء ملامحها وشواهدها الحية، وتحويل المجني عليه إلى جانٍ بلا وازع من ضمير، أو أخلاق تعارفت عليها الإنسانية.
فمنذ أن استعمر البشر الأرض، وسنوا قوانين وقواعد حاكمة وضابطة لكل الأمور والشئون الدنيوية، بما فيها الحرب.
والمشاركون في هذه المحاولة البغيضة جرمهم وذنبهم أفدح ممن تلطخت وتلوثت أيديهم الآثمة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ، وهدموا البيوت فوق رؤوس أصحابها.
إقرأ أيضا : محمود حسونة يكتب: (فنانون) لأجل وقف إطلاق النار !
منذ بدأ العدوان الإسرائيلي الغاشم البربري على قطاع (غزة)، وترويجهم لروايات وتفسيرات تحمل كما رهيبا وفاضحا من المغالطات والأكاذيب البشعة.
لكنها مع الأسف والألم هى الرائجة والمعتمدة لدى الغالبية العظمى من وسائل الإعلام العالمية بشتى تصنيفاتها من مقروءة، ومسموعة، وفضائيات، ومواقع إلكترونية، ومنصات للتواصل الاجتماعى.
فماذا نحن فاعلون لكيلا تضيع القضية الفلسطينية، وتسقط في جب النسيان العميق، ويتم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، ولا يفروا بفعلتهم، مثلما اعتادوا، منذ حرب 1948؟
في الأخير على كل القوى الفاعلة على الأرض والدول التي صدعت رؤوسنا بامتلاكها أسلحة فتاكة وتدعي كرهها لأسرائيل، كفى تنديد وشجب وعنتريات على الظاهر، فإذا لن ولم تفعلوا شيئا، فاصمتوا كالنساء خير لكم.