كتب : أحمد السماحي
منذ أيام طالبنا من وزارة الثقافة من خلال بوابة (شهريار النجوم) بإقامة المهرجانات الفنية في موعدها، لأننا من خلال هذه المهرجانات يمكن أن نسخرها لخدمة ودعم ومساندة القضية الفلسطينية، وكان يوفقنا الرأي الإعلامي الكبير (جورج قرداحي).
لأن العدو الإسرائيلي لا يخيفه غير الكلمات الواعية المثقفة لأنها بمثابة الرصاص التى تخترق صدره، خاصة لو هذه الكلمات مترجمة بأكثر من لغة منها اللغة العبرية.
مهرجان سيمفوني للفنون
من أجمل الأشياء التى حدثت في مصر منذ أيام إقامة الدورة الرابعة من مهرجان (سيمفوني للفنون) الذي أفتتح مساء يوم الأحد الماضي على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذي حضره (جورج قرداحي).
تحت رعاية البابا تواضروس، والأنبا أباكيرأسقف الدول الإسكندنافية، وبحضور عدد من الأساقفة والفنانين والاعلاميين وأعضاء مجلس النواب والشيوخ.
جورج قرداحي ضيف شرف المهرجان
كان أجمل ما حدث في هذه الدورة هو وجود الأعلامي اللبناني الكبير (جورج قرداحي)، ضيف شرف المهرجان، الذي تم تكريمه فيه.
وألقى (جورج قرداحي) كلمة رائعة ساند فيها ودعم الأشقاء الفلسطنيين، وأدان بقوة العدو الإسرائيلي، فليست هناك طريقة لمواجهة هذا العدو القذر إلا معاداتهم.
والنصر لا يأتي إلا بحربهم، فإذا تهاوننا متنا، إن جمال انعقاد مهرجان (سيمفوني للفنون) الذي اختتم أعماله أول أمس الإثنين، أنه انعقد ليتخذ قرارا واحدا، أهم قرار أن يكون موقفنا من العدو الإسرائيلي واحد في كل مكان وزمان.
وأن تعلو الكلمات المعادية لدولة إسرائيل، فالوقوف على الحياد في المذبحة القائمة بين الأشقاء الفلسطنيين والعدو الصهيوني جريمة، إن الإستعمارلا يحايد بعضه، إنه ينصر بعضه.
ويتآمر جماعة، ويوزع الأدوار ويذبح ويقتل بلا أي ذرة رحمة، فإذا كان بعضنا يريد أن يقف موقف المتفرج من المعركة فموقفه لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ولا يمكن أن تعامله إلا كما نعامل العدو.
إقرأ أيضا : جورج قرداحي يحاضر في جامعة دمشق
جاءت كلمة (جورج قرداحي) أمنا وسلاما على قلوب كل من إستمع إليها، فلا يكفي لإستعادة فلسطين أن تكون قضية فلسطين قضية عربية، وإنما لابد أن تصبح قضية إنسانية عالمية بالدرجة الأولى.
ولو كان الأمر بيدي لقمت بترجمة كلمة (جورج قرداحي) إلى جميع اللغات العالمية، لأننا نرتكب خطأ ضخما حين نفقد الأمل تماما في أوروبا وأمريكا.
ففي هذه البلاد التى تحكمها البرجوازية والرجعية يوجد أناس ومنظمات لابد من كسبها لقضية فلسطين، لأنها ربما انحازت للصهيونية بدافع غياب الطرف الآخر
وهو العرب وغياب حججهم ومنطقهم، فلابد من الوصول إلى الجماهير في تلك الدول وإقناعها بوجهة نظرنا.
رسالة جورج قرداحي الإنسانية
بعد أن شكر (جورج قرداحي) القائمين على مهرجان (سيمفوني للفنون) قال : (رغم الظروف القاسية والصعبة التى تمر بمنطقتنا لبيت هذه الدعوة لأنني أولا أتشرف بهذه الدعوة.
وأعتز بهذا التكريم، ولأنني ثانيا أكن لمن يقف ورائه كل التقدير والإحترام والمودة، وهذه المناسبة تصادف في زمن عصيب نرى فيه أخوة لنا في العروبة والإنسانية.
والإنتماء واللغة والدين يتعرضون لأبشع مجزرة في التاريخ المعاصر، أطفال وشيوخ ونساء وأباء وأمهات وأحبة تتساقط القنابل والصواريخ والأنقاض على رؤوسهم.
وتسيل دمائهم الطاهرة والبريئة أمام أعين العالم بأسره، لكن هذا العالم الذي أصبح بلا قلب ولا ضمير ولا دين يتفرج ولا يفعل شيئا.
وتابع (جورج قرداحي): يا أحبائي كل كلام عن غير غزة اليوم لا معنى له، فغزة اليوم هي التي تتكلم.
وغزة اليوم هي التي تكتب التاريخ والعنفوان بدماء أهلها وتضحياتهم وإراداتهم وانتصاراتهم على الموت.
إقرأ أيضا : مواقع التواصل تفضحهم.. إنهم يقتلون (أطفال غزة) في المهد بدم بارد!
نعم أهل غزة انتصروا وينتصرون على الموت بمشيئتهم الذاتية، وبإرادتهم وشجاعتهم وتمسكهم بحقهم في أرضهم، ووطنهم فلسطين.
أيها الأخوة لا شك أن عملية طوفان القدس، قلبت جميع الموازين، وشكلت حالة بطولية قل نظيرها.
لكن أهل غزة برهنوا للعالم أجمع أنهم طوفان البطولة والتضحية، والعنفوان لأنهم ارتضوا بملء ارادتهم أن يموتوا على أرضهم، وفي أرضهم، وألايقبلوا الترحيل حتى لا تضيع قضيتهم.
(جورج قرداحي): يا غزة البطلة
وأضاف (جورج قرداحي) صاحب برنامج (المسامح كريم): ياغزة البطلة كل شريف في الدنيا يركع أمام تضحيات شعبك البرئ والعظيم والشامخ.
هذا الشعب الذي وجهه بدمائه الذكية والطاهرة رسالة إلى العالم أجمع، وإلى المحتل الغاصب، رسالة تقول : (إن هذه القضية التى إرتوت بدماء الشهداء والأبرياء تقدست.
ولن تنتهي، ولن تقوى عليها جميع مؤامرات الدنيا، وستبقى قضية العرب الأولى والأخيرة).
إقرأ أيضا : حسين نوح يكتب: في (الأرض المحتلة).. العار لقتلة الأطفال!
هنا فلسطين: قالتها غزة بالدم، وكل عاقل يجب أن يفهم أن القضية سوف تعيش على هذه الدماء الطاهرة والمظلومة مئات السنين بل ألاف السنين.
إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وحريته ودولته المستقلة، غير ذلك لن ينعم الشرق الأوسط بأسره بالأمن والأستقرار والإزدهار.
والسلام لأجيال وأجيال قادمة، ولن أطيل عليكم أكثر واسمحوا لي أن أهدي هذا التكريم العزيز الغالي جدا على قلبي لأهل غزة الأبطال.
وجميع لشهداء الذين سقطوا في فلسطين ولبنان، فالتكريم كل تكريم لا يليق إلا بهم).
قرداحي يشكر قداسة البابا تواضروس الثاني
خلال الساعات الماضية شكر (جورج قرداحي) على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (إكس) القائمين على مهرجان سيمفوني.
وقال: ( شكراً من القلب، لمهرجان سيمفوني ولرأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قداسة البابا تواضروس الثاني على تكريمي في الكاتدرائية المرقسية الكبرى في العباسية بالقاهرة، انه شرف عظيم لي ومدعاة فخر واعتزاز).