(إمبراطورية ميم).. فيلم سياسي الهوية، عائلي المظهر، ويبرز تضحيات الأم !
* رفض محمد العربي بطولة الفيلم بسبب الأجر فولد سيف أبوالنجا، كما رفض جميل راتب فرحب (أحمد مظهر) بالدور
* فاتن حمامه تتقاضي 3000 جنية، وإحسان عبدالقدوس 1500 جنيه، والنجوم الشباب عشرة جنية لكل واحد منهم.
* بسبب سيدة الشاشة تم تغيير القصة الأصلية تماما لتناسب أحداثها امرأة!
* الفيلم عبر عن الأسر الغنية وليس الأسر المتوسطة أو الفقيرة
كتب : أحمد السماحي
تعودنا طوال السنوات الماضية أن نشاهد أفلام معينة تتحدث عن الأم وتعلي من شأنها، وتبرز دورها وتضحياتها في سبيل أسرتها، من هذه الأفلام (إمبراطورية ميم) المأخوذ عن قصة للأديب الكبير (إحسان عبدالقدوس)، صدرت عام 1965 ضمن مجموعة قصص صدرت ضمن مجموعة (بنت السلطان) التى احتوت على ثلاث وثلاثين قصة قصيرة، ومنها قصة (إمبراطورية ميم).
وتتناول القصة الحقيقية لـ (إمبراطورية ميم) حياة ذلك الأب (محمد مرسي) الموظف الناجح في حياته، والذي له دخل ثابت من عمله، وهو رجل طيب وليس له هوايات، وله عائلة كبيرة كونها منذ خمسة وعشرين عاما، حيث اختار زوجته تلك الزوجة المثالية التى دفعته للنجاح، وأنجبت له ستة أبناء كلهم أولاد (مصطفى، مجدي، مدحت، ماهر، محمود، منير)، حيث كان يحلم (محمد مرسي) بأن يكون له إمبراطورية كلها تبدأ بحرف الميم.
قصة فيلم (إمبراطورية ميم)
يبدأ فيلم (إمبراطورية ميم) بحديث الأم قبل أن تتزوج مع والدها لتقنعه أنها قررت مع حبيبها الزواج، لأن هذا القرار يخصها هى ولا يخص أحدا غيرها، وتتزوج بالفعل من حبيبها ثم تبدأ فى الإنجاب فتنجب في البداية (مصطفى ثم مديحة ومحمود)، حيث يريد زوجها أن يأتي بأبناء كثر لأنه تربى وحيدا، كما يريد أن يكون إمبراطورية تبدأ بحرف الميم، ويموت هذا الزوج والأب بعد إنجاب ستة أبناء، بنتين وأربعة أولاد.
تتولى الأم إدارة الأسرة، وتترقى في عملها من مدرسة إلى مديرة بوزارة التربية والتعليم، وتعيش مشاكل أبنائها، فكل فرد في الأسرة له حياته الخاصة ومشكلته التى يعيشها، وأثناء ذلك ووسط كل المشاكل التى تقابلها من أولادها تتعرّف (منى) على رجل الأعمال الكبير (أحمد) الذى يُعجَب بها ويعرض عليها الزوّاج، لكنها في النهاية تضحي بهذا الحب من أجل أولادها.
رفيق الصبان ونقده لـ (إمبراطورية ميم):
كتب الناقد الكبير (رفيق الصبان) هذه الكلمات عن الفيلم فقال : كان (إمبراطورية ميم) التجربة الكوميدية الأولى إن صح التعبير لمخرجنا (حسين كمال) الذي اعتاد أن يتعامل مع القلب البشري بضراوة الجراح ومهارته، ولكنه في هذه المرة كان عليه أن يكون رقيقا شفافا، ليقدم هذه القصة التى تبدو خفيفة في ظاهرها ولكنها تحمل في طياتها معنى سياسيا لا يخفى على أحد تختفي خطورته وراء أحداث مظهر ضاحك تعتمد على الموقف والكلمة أكثر مما تعتمد على الحركة والقهقهة العالية.
حسين كمال الذي يحب التحدي والتجديد وجد في هذه الكوميديا العائلية المظهر السياسية المخبر بئرا جديدة يستخرج منها أحجاره وأصدافه الثمينة، ولكن المشكلة هذه المرة كانت في التعاون مع نجمة لها بريقها وأسلوبها الذي اعتادت عليه ولا يريد جمهورها أن تغيره، فكيف يمكن لهذا المجنون العبقري أن يلائم بين أسلوبه المتفجر وقدرته على إلباس أقنعته لأي وجه يحركه أو يتعامل معه مع القناع الخالد الشديد الجمال والإثارة لفنانة وضعها الجمهور في قلبه وعقله وضميره منذ أكثر من ربع قرن؟
وجاءت النتيجة مبهرة رغم الصدمات العصبية والمواقف الساخنة التى صاحبت تصوير الفيلم وإعداده، حيث تمكن (حسين) من إدارة كل فريق العمل من أصغر طفل إلى فاتن حمامه بنجاح كبير.
وعبر الفيلم عن الطبقة الثرية التى تسكن في فيلا في الزمالك، ولم يعبر عن الطبقة المتوسطة أو الفقيرة.
كواليس فيلم (إمبراطورية ميم) :
كان من المقرر أن يلعب الفنان الشاب (محمد العربي) الذي كان بدأ يخطو خطوات ناجحة في عالم النجومية دور الأبن الأكبر (مصطفى) في (إمبراطورية ميم)، وفرح (العربي) جدا بالدور خاصة أنه أمام سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامة) التى لعب معها شقيقه (وجدي العربي) أكثر من فيلم وهو طفل لعل أشهرها (نهر الحب، ولن اعترف)، لكن عندما عرف (العربي) أجره في الفيلم انسحب على الفور، حيث كتب أمام أجره عشرة جنيهات، وكان هذا أجر صغير جدا لا يتناسب مع نجوميته التى بدأ يحققها عام 1972.
كما كان مقررا أن يلعب دور (أحمد) حبيب (منى/ فاتن حمامه) النجم (جميل راتب) الذي كانت تربطه علاقة صداقة بسيدة الشاشة وزوجها النجم (عمر الشريف) في هذا الوقت، لكنه بعد أن قرأ الدور رفض لأنه شعر أنه لن يضيف له، ولن يقدمه للجمهور المصري بشكل جيد، خاصة أن هذا الدور كان سيكون هو الأول له في السينما المصرية بعد فيلمه القديم والأول (أنا الشرق) الذي قدمه عام 1956 .
………………………………………………………
الأفلام التى عرضت عام 1972 :
عرض عام 1972 مجموعة من الأفلام المتنوعة وصلت إلى 42 فيلما إلى جوار (إمبراطورية ميم) حسب موسوعة الناقد السينمائي الكبير (محمود قاسم) وهذه الأفلام هى (إمبراطورية ميم، خلي بالك من زوزو، أنف وثلاث عيون، الشيماء، حب وكبرياء، الأضواء، الناس والنيل، جنون المراهقات، الخوف، ساعة الصفر، شياطين البحر، عاشقة نفسها، ملوك الشر، رجال بلا ملامح، إمتثال، أغنية على الممر، بنت بديعة، العاطفة والجسد، كلمة شرف، أزمة سكن، ولدي، طريق الانتقام، ذئاب على الطريق، أضواء المدينة، الغضب، صور ممنوعة، غدا يعود الحب، ليلة حب أخيرة، الحاجز، الخطافين، الشيطان والخريف، بيت من رمال، من البيت للمدرسة، حكاية بنت إسمها مرمر، الشيطان إمرأة، لحظات خوف، برج العذراء، عودة أخطر رجل في العالم، وكر الأشرار، الزائرة، شباب يحترق، عماشة في الأدغال).
………………………………………………………
الأحداث التى حدثت عام 1972 :
خلال السطور القليلة القادمة نبرز أهم الأحداث السينمائية التى رصدها الناقد السينمائي (علي أبوشادي) في كتابه (وقائع السينما المصرية في مائة عام) :
* قامت جماعة السينما الجديدة بإنتاج فيلم (أغنية على الممر) أول الأفلام الطويلة للمخرج (علي عبدالخالق) بنظام المشاركة مع هيئة السينما 70% الهيئة، 30% جماعة السينما الجديدة ممثلة في أجور العاملين)، وهو أول فيلم مصري عن حرب 1967 وجاء بمثابة رد اعتبار الجندي المصري خلال هذه الحرب التى انتهت بالهزيمة.
* قدم مدكور ثابت ومحمد عبدالعزيز أول مساهمتهما الروائية في فيلم (صور ممنوعة)، وهو ثلاث قصص من إخراج ثلاثة مخرجين، والقصة الثالثة من إخراج أشرف فهمي، والفيلم من إنتاج القطاع العام الذي قدم لمحمد راضي أول أفلامه الروائية (الحاجز).
* قدم القطاع الخاص الفرصة لمخرجين اثنين جديدين هما (نادر جلال) الذي قدم فيلم (ولدي، وغدا يعود الحب)، وأمين الحكيم قدم فيلم (طريق الانتقام).
* تم عرض فيلم (النيل أرزاق) إخراج هاشم النحاس إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية، والفيلم هو الخطوة التالية بعد (حصان الطين) نحو السينما التسجيلية الجديدة في مصر.
* حقق فيلم (خلي بالك من زوز) تأليف صلاح جاهين، وإخراج حسن الإمام، وبطولة سعاد حسني، وحسين فهمي رقما قياسيا في عدد أسابيع العرض فقد امتد قرابة عام كامل.
* توفي مجموعة كبيرة من نجوم السينما حيث توفى في بيروت المخرج (كامل التلمساني) صاحب فيلم (السوق السوداء) عن عمر يناهز 57 عاما، وتوفي المخرج (فطين عبدالوهاب) 59 سنة، وإسماعيل ياسين 60 سنة، ومحمد كريم 76 سنة، وزكي رستم 69 سنة.
* حصل المخرج المصري (توفيق صالح) على جائزة (التانيت الذهبي) من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي بتونس عن فيلمه السوري (المخدوعون).
* رشح فيلم (امرأة ورجل) لحسام الدين مصطفى عن قصة الأديب (يحيي حقي) لجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي عام 1972.
* حصل فيلم (كلمة شرف) لحسام الدين مصطفى على جائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي، كما حصل فيلم (غدا يعود الحب) لنادر جلال على جائزة جمال عبدالناصر التذكارية للقيم العائلية.
* حصل فيلم (زوجتي والكلب) على شهادة تقدير في مهرجان أدليد باستراليا، وفاز فيلم (أغنية على الممر) بشهادة تقدير في مهرجان طشقند بالإتحاد السوفيتي، كما فاز بجائزة أحسن فيلم مناصفة مع الفيلم الكويتي (بس يا بحر) إخراج خالد الصديق في مهرجان سينما الشباب بدمشق.
* عرض فيلم (المومياء) في افتتاح مهرجان كارلو فيفاري الدولي، وهى أول مرة في تاريخ السينما المصرية.
………………………………………………………
بطاقة فيلم إمبراطورية ميم :
إنتاج : مراد رمسيس نجيب
قصة وحوار: إحسان عبدالقدوس
أعدها للسينما : نجيب محفوظ
سيناريو : محمد مصطفى سامي، كوثر هيكل
مهندس الديكور : نهاد بهجت
مونتاج : رشيدة عبدالسلام
مدير التصوير : وحيد فريد
موسيقى تصويرية : طارق شراره
تمثيل : (فاتن حمامة، أحمد مظهر، علي جوهر، فتحية شاهين، دولت أبيض، هانم محمد، هشام سليم، سيف أبو النجا، ليلى حمادة، احمد نجيب، أسامة أبو الفتوح، حياة قنديل، إسكندر منسي، فيفي يوسف، كمال الزيني، توفيق الكردي) وغيرهم.