* كانت البطولة المطلقة لـ (بوسي) مع نور الشريف من خلال فيلم (ألو أنا القطة)
* (بوسي) تنافس (إليزابيث تايلور) في فيلم (قطة على نار)!
* فيلم (قطة على نار) كان حداً فاصلاً في حياة (بوسي) كممثلة، مكنها بعد ذلك أن تضطلع بالبطولة أمام آخرين
* استلهم مؤلف فيلم (حبيبي دائما) قصته من قصة حقيقية عاشها عبدالحليم حافظ.
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
كانت البطولة المطلقة لـ (بوسي) في عام 1975 من خلال فيلم (ألو أنا القطة) من إخراج الإيراني منوجهر بوذري، وإنتاج محمود المليجي، وهو فيلم يجمع بين الإستعراض، والغناء، والتمثيل.
كما أنه فيلم يجمع بين الكوميديا والفانتازيا، فالقطة هنا تسمى (بوسي)، يشكو إليها الشاب مشمش من ضائقة مالية ، بعد أن قام عمه الروبي بالاستيلاء على أملاكه التي ورثها من أبيه.
أمام هذه الشكوى، فإن (بوسي) تتحول مع أخيها (محبوب / عادل إمام) من عالم القطط إلى عالم الأنس، وتصبح كائناً آدمياً تسمى (بوسي)، وأخوها محبوب.
ويعمل الاثنان كل جهدهما من أجل مساعدة مشمش في استرداد أمواله، لذا يفتتحان ملهى ليلياً أمام ملهى العم الروبي، ويعمل الملهى على جذب الرواد من المحلات المجاورة لدرجة أن العم يشهر إفلاسه.
(بوسي) هنا، ترقص، وتغني، وهي تحب مشمش، وتنجح في مساعدته في استرداد نقوده ، وعندما يفوق مشمش ، فإنه يتنازل عن الملهى لعمه، وتعود بوسي وأخوها إلى حياتهما الأولى إلى عالم القطط.
(بوسي).. قطة على نار
في عام 1977 كان الإنتاج الأول للشركة التي حملت الحرفين الأولين من اسم (نور، بوسي – N.P) بمعنى هنا أن على صاحبي الشركة أن يختارا الدور الذي يناسب الاثنين معاً.
وذلك من خلال فيلم (قطة على نار) للمخرج سمير سيف، في ثالث أفلامه السينمائية، والفيلم كما هو معروف مأخوذ عن مسرحية (قطة على سطح صفيح ساخن) لتينسي ويليامز.
لكن الفيلم الذي أخرجه ريتشارد بروكس عام 1958، من بطولة (بول نيومان وإليزابيث تايلور) كان ماثلاً بقوة في أذهان المتفرجين والنقاد.
إقرأ أيضا : بوسي .. قطة السينما وأيقونتها الرومانسية الحالمة
وجدت (بوسي) نفسها في منافسة لاتحسد عليها، وإن كانت هناك حالة تشابه مع اليزابيث تايلور، فمن المعروف أن كلتا الممثلتين قد بدأتا حياتهما السينمائية كطفلتين، إلا أن الممثلة الأمريكية كانت أكثر خبرة، وحضوراً.
وقد عملت طويلاً على المسرح، أما التجارب المسرحية لـ (بوسي) حتى تلك الفترة، لم تكسبها الخبرة التمثيلية اللازمة.
وأمام هذه المنافسة غير المرتبة، فإن سيناريو الفيلم المصري، قد أضاف الكثير من الشخصيات خاصة أفراد عائلة المقاول (محمود عبدالجبار) المصاب بداء السرطان، ويخفي عليه أبناؤه حقيقة مرضه.
(بوسي).. وإليزابيث تايلور
وأمام هذه المنافسة أيضاً، صار على (بوسي)، أن تكون أكثر إغراء من إليزابيث تايلور، وأن تبدو أشد فتنة!.
وأذكر أن الصور التي علقت على أبواب دار العرض السينمائي ـ ريالتو بالأسكندرية ـ أنها كانت تعلن عن مولد نجمة إغراء جديدة، تتمتع بأنوثة طاغية.
وقدرة على إبراز أكبر قدر من المفاتن، تتفق مع اسم الفيلم، وقد قيل أن الرقابة حذفت بعض هذه المشاهد ، كما أن بعض هذه الصور قد صارت بحوزتي ، فكانت أجرأ بكثير من مشاهد الفيلم.
(جيجي) في الفيلم تزوجت من أمين لاعب الكرة الذي تحبه، والذي توقف عن اللعب بسبب إصابته فصار يتحرك على عكاز.
و(جيجي) فتاة لديها الكثير من المطامع، تأمل أن تنتقل ملكية مصنع حماها المقاول إلى زوجها بعد وفاته، ورغم الجمال الطاغي لهذه المرأة، والحب الشديد الذي يكنه لها فإن أمين يبدو بارداً.
و(جافاً) مع زوجته، يهجرها في الفراش، وتعرف جيجي أن زوجها على علاقة جنسية مع صديق عمره عزت، الذي يلاصقه دوماً في كل حياته، لدرجة أنه ظهر في صورة الزفاف!.
إقرأ أيضا : (بوسي) .. قطة الشاشة التى غزت القلوب منذ طفولتها (1)
وقد حاولت (جيجي) عبثاً إبعاد زوجها عن عشيقه، فلم تنجح، وأمام ذلك، فإنها تدير خطتها التي تجعل زوجها يعرف أن عزت يستقبل في غرفته بالفندق عشيقاً آخر، فينتحر هذا من الصدمة!.
ولاشك أن الفيلم كان حداً فاصلاً في حياة (بوسي) كممثلة، يمكنها بعد ذلك أن تضطلع بالبطولة أمام آخرين.
(بوسي).. بدون زواج أفضل
لكنها كانت تعود من وقت وآخر، وخلال فترات قصيرة لتعمل أمام زوجها، مثلما عملت معه في فيلم (بدون زواج أفضل) عام 1978.
هذا الفيلم مأخوذ عن فيلم أمريكي عرض في مصر عام 1964 تحت عنون (يوم أحد في نيويورك) إخراج جون نيجو لسو.
وقد قامت بالبطولة فيه جين فوندا، أمام رود تايلور، وكليف روبرتسون، أي أن بوسي صار عليها أن تجسد دور جين فوندا ، حتى وإن لم تكن تعلم ذلك.
والفيلم به حوادث كثيرة زائدة عن النص الأمريكي، حيث تبدأ حوادثه بفشل علاقة حب ربطت بين (إيمان، وصلاح)، وهى علاقة غير موجودة في النص الأمريكي.
فتسافر مع أخيها (حسام) إلى القاهرة، كي تعيش هناك، وتتعرف في القطار على (شريف/ نور الشريف) الذي يفرض نفسه عليها، في الوقت الذي يحاول (صلاح) العودة مرة أخرى إليها.
ولعل هذه هي أول تجربة كوميدية تجمع بين النجمين (نورالشريف) و(بوسي)، فشريف يستخدم كافة حيله للإيقاع بها، ويكتشف أنها فتاة بلا تجارب سابقة ويسعى إلى أن ينتزع صلاح من ماضيها وحياتها،
وقد جسد نور الشريف هنا دور رود (تايلور)، وقد قام الفيلم المصري بتغيير أدوار البطولة حسب الشخصيات، لكن ما يهمنا هنا أن مساحة دور (بوسي) قد كبرت بشكل ملحوظ.
وصارت تعادل دور ناهد شريف التي قامت بدور الممثلة التي صار من الصعب عليها أن تلتقي في مكان واحد مع حبيبها ربان الطائرة.
(بوسي) .. وحبيبي دائما
أما تجربة الإنتاج الثانية لنفس الشركة فهي (حبيبي دائماً) إخراج حسين كمال الذي عرض عام 1980 والذي كتب له السيناريو رفيق الصبان ، صاحب سيناريو (قطة على نار).
وهذه المرة لم يلجأ الكاتب إلى فيلم أجنبي، كما تصور البعض، خاصة فيلم (قصة حب) السابق الإشارة إليه، بل استلهم الفيلم من قصة حقيقية عاشها الفنان عبدالحليم حافظ في أول حياته!.
وهي القصة نفسها التي شاهدناها بتفاصيل مقاربة تماماً في فيلم (حليم) عام 2006 لشريف عرفة، لكن هذا لا يمنع أن هناك نقاط تشابه مع فيلم (قصة حب) من جوانب بعينها، أبرزها الخلاف الاجتماعي.
رغم أن موضوع الفيلم جاء في غير موعده، بعد انحسار موجة الرومانسية، فإن هذا النوع من الموضوعات يجدد نفسه، إذا تم تقديمه بنفس التألق الذي صنعه حسين كمال.
فقد ضاق الفارق الاجتماعي بين العاشقين (إبراهيم وفريدة)، وإذا كان الأب في الواقع قد رفض المطرب، لهيئته، فإن الأب في الفيلم رفض الطبيب لأنه في بداية حياته.
والتفاصيل الأولى تكشف عن بداية لهيب الحب بين الطرفين، ثم صدمة إبراهيم أن الأب دفع ابنته للزواج من رجل الأعمال الثري وهو دبلوماسي يأخذها إلى باريس.
إقرأ أيضا : (بوسي).. صاحبة الضحكة الأنثوية المجلجلة (2)
وهناك تجد نفسها في عالم لم تتمكن من التوحد معه، فالزوج (أسامة) يقضي معظم سهراته الماجنة، وله أكثر من صديقة، ويعيش بعقلية الأجنبي.
مما يجعل (فريدة) تضيق بحياتها، فتعود إلى القاهرة بعد أن يطلقها أسامة، أما إبراهيم، ففي هذه الأثناء يكون قد صار من أكبر الأطباء، وله السمعة الطيبة، ويستدعى لعلاج فريدة.
ويكتشف أنها مصابة بسرطان في المخ ، وأن عمرها قصير، ورغم ذلك فإنه يتزوج منها، ويذهبان لقضاء شهر العسل في لندن، وهناك يعرضها على أساتذة من الأطباء.
وتكتشف فريدة بطريق المصادفة حقيقة مرضها، لكن إبراهيم يهدئ من ثورتها، ويخبرها أن الشفاء في طريقه إليها، إلا أنها تموت بين ذراعي إبراهيم.
(بوسي).. والانتصار المظلم
هذا الموضوع المحبب لدى المتفرج دوماً، له جاذبيته، وقد شغفت به السينما المصرية، والسينما العالمية دوماً، وأيضاً الأدب العالمي خاصة في رواية وفيلم (الانتصار المظلم).
حيث أن الشخصية الرئيسية هى طبيب، يحب مريضته، ويسعى إلى علاجها، حتى تموت في النهاية بين يديه.
والطريف أن السينما المصرية نفسها قدمتها أكثر من خمس مرات ، لكن لعلها المرة الوحيدة التي يؤدي بطولتها نجمان زوجان، الموضوع نفسه سيتكرر بصورة مقاربة في فيلمهما (كروانة)!.
وقد توازنت الأدوار هنا بين (بوسي)، و(نور الشريف) بدرجة النصف/ نصف، أي أن مساحة ظهور كل شخصية كان مساوياً تماماً لظهور الشخصية الأخرى.
فبينما (فريدة) في أوروبا، غير متوائمة مع زوجها، فإن (إبراهيم) يرتقي مهنياً، ويتعرف على فتاة أخرى لا يمكنها أن تنسيه قصة حبه.
إلا أن مساحة عالم فريدة أكثر اتساعاً من عالم حبيبها، فهي مرتبطة بعمتها التركية الأصل بقوة، وهذه السيدة هي نبض العلاقة فيما بعد.
كما أن هناك والد (فريدة) الذي يقف بحزم ضد زواج ابنته من طبيب مبتدئ، وأيضاً أمها التي تصدم في إصابة ابنتها بالمرض، أما (إبراهيم) فهو يكاد يكون بلا جذور.
