بهاء الدين يوسف يكتب: قصف (غزة) بين موقف الداعرة ودعارة المواقف!
بقلم: بهاء الدين يوسف
تابعت مثلما تابعتم تفاعل المشاهير والفنانين العرب مع القصف البربري الإسرائيلي على أهالينا في (غزة) كرد فعل هيستيري على نجاح حركة المقاومة الإسلامية حماس في (تغفيلهم) في عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الحالي.
أبرز ما لفت انتباهي هى لجوء بعض المشاهير الى المزايدة على القضية وعلى بعضهم البعض، ولعل أبرز مثال على هذه الحالة ما فعله محمد رمضان الذي سكت دهرا ونطق هرتلة جوفاء، لا تنطلي سوى على أصحاب العقول الفارغة.
مثل جمهوره الذي احتفى بما قاله (نمبر وان) دون أن يسأل سؤالا بسيطا جدا وهو سبب التزام رمضان الصمت لمدة 12 يوما تقريبا منذ بدء حملة التطهير العرقي التي تنفذها حكومة اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني.
إقرأ أيضا : في عملية (طوفان الأقصى).. سفراء الأغنية العربية يساندون غزة بأصواتهم
المثير للغثيان أن رمضان لم يكتف بالصمت فقط في أعقاب أحداث (غزة) مثلما فعل المئات من الفنانين والمشاهير العرب، ولكنه حرص على نشر صور له وهو يجري جلسات مساج وباديكير مع سيدات أفريقيات في تصرف يعكس حالة اللامبالاة المعتادة من الفنان تجاه كل قضايا وطنه.
وهو أمر يمكن تقبله في الأحوال العادية إذا أرجعناه إلى ضحالة ثقافة رمضان العامة والسياسية، لكنه يصعب هضمه في قضية واضحة المعالم مثل قصف (غزة) وقتل الآلاف من النساء والاطفال الابرياء من إخواننا الفلسطينيين دون ذنب!
وحتى لو تقبلنا تبرير رمضان (الساذج) بأن ما يفعله أمور كان متفقا عليها قبل القصف الإسرائيلي، فكيف يمكن تبرير إقدامه على نشر تلك الصور غير اللائقة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
محمد رمضان وغزو (غزة)
اللافت أن (رمضان) عندما تحدث في اليوم الثاني عشر من الغزو الاسرائيلي لـ (غزة) قرر المزايدة ليس فقط على غيره من المشاهير، حينما تهكم على من يتحدثون عن القضية بالانجليزية ومنهم (محمد صلاح) مثلا لاعب ليفربول.
وإنما بالغ في (التعلية) ليطالب الجيوش العربية باستخدام أسلحتها التي نالها الصدأ من قلة الاستخدام، لكنه بدلا من أن يطلب من حكومة بلاده السماح له بالذهاب إلى (غزة) ليتقدم صفوف الراغبين في الدفاع عن أهلها لتكتسب تصريحاته الجوفاء بعض المصداقية.
لكنه شد الرحال في اليوم التالي إلى دولة الإمارات لإحياء حفل غنائي كان متفقا عليه، وكأن نجدة ضحايا العنف الإسرائيلي في (غزة) مهمة أي شخص غيره!
(محمد صلاح) كذلك نال من الانتقادات الكثير بسبب صمته في البداية ثم حديثه في الفيديو الذي انتشر بكثافة وأخذ عليه البعض تجاهله الاشارة الصريحة الى ما تفعله حكومة المتطرف (نتنياهو) في الفلسطينيين.
وهى ملاحظة جديرة بالاعتبار رغم الظروف المختلفة التي يعيش فيها اللاعب وتمنعه من المجاهرة برأيه مثل إقامته في انجلترا التي تؤيد حكومتها برئاسة المهاجر الهندي السابق ريشي سوناك اسرائيل تأييدا كاملا.
فضلا عن تحذير اتحاد الكرة الإنجليزي أندية (البريميرليج) ولاعبيها من الإعلان عن أراء سياسية تخص ما يحدث في (غزة).
إقرأ أيضا : تضامنا مع (طوفان الأقصى).. وقفة مشرفة لنجوم الفن المصري
الملاحظة الأساسية على تفاعل المشاهير مع مجازر (غزة) هى التباين الواضح في مواقف العديدين منهم، وكأن ما يحكم تفاعلهم مع المآسي التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين هى مصالحهم الخاصة وليس المبادئ الانسانية مثلما يجب أن يكون.
وهنا أتذكر منشور للمغنية اللبنانية (إليسا) هاجمت فيه من يهاجمون الفنانين الذين يواصلون عملهم بشكل اعتيادي دون محاولة تعليق تلك الأعمال دعما أو تعاطفا مع أهل (غزة).
صحيح أن ما قيل من البعض يدخل في إطار المزايدة على الفنانين لكن في المقابل كان يمكن لإليسا البحث عن كلمات أخف وطأة وأكثر تعاطفا في منشورها بدلا من الانجرار إلى شرك الانتقادات المتبادلة التي تأخذ الجمهور بعيدا عن جوهر القضية الفلسطينية.
باسم يوسف و(غزة)
في المقابل يستحق مشاهير آخرون كل التحية على أعلان مواقفهم الرافضة للغزو البربري الإسرائيلي في (غزة) دون أن يضعوا في اعتبارهم الحسابات الضيقة لمصالحهم الخاصة.
ومنهم (باسم يوسف) الذي عرض المأساة بشكل ساخر حظي بملايين المشاهدات من العرب والأجانب دون أن يخشى تعرضه للتنمر في أمريكا التي يعيش فيها منذ سنوات خصوصا في ظل التأييد المجنون الذي تبديه النخب الأمريكية مع إسرائيل وتحاملهم (المقرف) على الفلسطينيين والعرب بشكل عام.
إقرأ أيضا : (مارسيل خليفة) .. صوت الغضب الفلسطيني المحاصر بالمآسي!
ما يحزن المرء أن يجد من الفنانين العالميين من يتعاطف مع ضحايا الغزو البربري الاسرائيلي في (غزة) بشكل أكثر وضوحا من المشاهير العرب ودون اعتبار للعواقب، مثلما فعلت (مايا خليفة) الأمريكية ذات الأصل اللبناني.
فرغم عملها كممثلة إباحية إلا أن موقفها من الغزو الصهيوني لغزة أكثر شرفا من ملايين المشاهير والسياسيين العرب، حيث دأبت على إدانة الغزو ولم تتراجع رغم خسارتها مصدر رزقها بعد قيام مجلة (بلاي بوي) الإباحية بفصلها عقابا لها على تأييدها للفلسطينيين.