على طريقة (جعفر العمدة): (محمد رمضان) يسيئ للجيش المصري !
كتب: محمد حبوشة
بداية لا أشكك في نوايا النجم الشاب (محمد رمضان) فيما يتعلق بالتعبير عن غضبه من أفعال الصهاينة في غزة، ولكن أغلب الظن أنه تنقصه الحكمة وتسيطر عليه الرعونة، لذا خانه ذكاءه في التعبير جراء جهله بأمور السياسة المعقدة وعقيدة الجيش المصري الراسخة عبر التاريخ.
فقد نشر الفنان المصري (محمد رمضان) فيديو يعبر فيه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، ووجه رسالة شديدة اللهجة إلى جميع الجيوش والحكومات العربية.
وطالب (محمد رمضان) النشطاء الذين يدعون إلى نشر القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية للعالم الغربي، بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني من شعوب وحكومات البلاد العربية وجيوشها، مشيرا إلى أن الدول العربية تمتلك العدة والعتاد اللازمين لدخول الحرب.
عند هذا الحد ربما يكون (محمد رمضان) محقا في حماسته لمساندة المقاومة الفلسطينية، جراء القصف العنيف من جانب الجيش الإسرائيلي الذي يستهدف البشر والحجرة في حرب إبادة ينبغي أن يحاسبه المجتمع الدولي كله.
لكن (محمد رمضان) على مايبدو قد استدعى أجواء مسلسل (جعفر العمدة) مختصرا الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينة وإسرائيل في خناقة (عائلة العمدة) مع عائلة (فتح الله) فقال في الفيديو: (عايزين صوتنا يوصل لمين برا بلادنا؟)، وكأنه يقف وسط ميدان (السيدة زينب) يخطب في مجلس عرفي.
إقرأ أيضا : كذب (محمد رمضان) مرض نفسي فاعذروه !
وقد أضاف (محمد رمضان): صوتنا يوصل لبلادنا!: (بلادنا عندها جيوش وعندها أسلحة، وبنشتري أسلحة وبنشتري دبابات وبنشتري طيارات وبنسيبها لحد ما تصدي وتترمي ونشتري غيرها، هنستخدمها متى أسلحتنا وجيوشنا؟)
وهنا تبدو رعونة النجم الشاب في عدم فهمه لطبيعة الحروب وعقائد الجيوش، وخاصة الجيش المصري الذي كان أول جيش في التاريخ الإنساني، ولأنني من المؤمنين بأن الجيش هو العمود الفقري في الحياة المصرية منذ التاريخ القديم وحتى قيام الساعة، فإنني ألفت نظر النجم الشاب (محمد رمضان) إلى حقائق لايعرفها:
أخي العزيز الفنان (محمد رمضان): عندما ذكرت معلومات مغلوطة عن (الأسلحة والجيوش)، كان ينبغي أنت تستبعد جيش مصر من هذه القائمة، حتى لاتقع في محظور لا يليق بمصري أن يقترب منه، فأنت لاتعرف عقيدة الجيش المصري منذ القدم.
ثوابت لا تعرفها عزيزي (محمد رمضان)
هناك ثوابت لا تعرفها عزيزي (محمد رمضان) عن جيش مصر، فحقائق التاريخ القديم والحديث ووقائع ومعطيات الحاضر تؤكدا صدق من لا ينطق عن الهوى (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)، الذى شهد لجند مصر – قبل ما يزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان – بأنهم خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم الدين، وما أن يشكك البعض فى ذلك حتى تأتى الوقائع المتساندة لتؤكد تحقيقها ومصداقيتها.
هل تعلم عزيزى (محمد رمضان): أن هذا الجيش كان ومازال هو العمود الفقرى في حياة المصريين، كما تؤكد حقائق التاريخ أنه أول جيش نظامي في التاريخ أنشئ على أرض الكنانة (2696 قبل الميلاد) في عهد الملك (زوسر)، مرورا بـ (أحمس – تحتمس).
وغيرهم من القادة العظماء بناة المجد التليد على ضفاف النيل، ليظل الجيش حامي الديار ومبعث فخرها ، حتى (سنة 525 قبل الميلاد)، مع دخول جيوش الفرس، وتبقى مصر محتلة طوال (2481 سنة – حتى 23 يوليو 1952)، ومازال الجيش يلعب الأدوار المحورية في عمر الوطن.
إقرأ أيضا : محمد رمضان .. (أسطورة التفاهة) في الزمن الردئ !
حتى أصبح سجله حافلا بأكبر ملاحم التاريخ العسكري في الصمود والتصدي، مرورا بهزيمة 67 وما أعقبها من عمليات في حرب الاستنزاف، حتى فتح بوابات النصر في أكتوبر 73، وتبقى بصماته واضحة في مجال الخدمة المدنية، وحماية المواطنين في ثورتي 25 يناير 2011 ، وثورة 30 يونيو 2013.
هل تعلم يا سيد (محمد رمضان) أن الميراث التاريخى مكن جيش مصر من الصمود وظهر معدن المقاتل المصرى بعد أيام قليلة من النكسة وبالتحديد فى أول يوليو 1967م ، كما ظهر في ملحمة (رأس العش) وتدمير المدمرة الإسرائيلية (إيلات) قبالة سواحل بور سعيد باستخدام لنشات الصواريخ لأول مرة فى التاريخ العسكرى البحرى.
وكذلك ملحمة بناء حائط الصواريخ بأيدي المصريين مدنيين وعسكريين عمال ومهندسين وفنيين وفلاحين، ومهدت حرب الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه فى التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام 1973 والتغلب على أكبر مانع مائي فى تاريخ الحروب وإهالة الساتر الترابي وتحطيم خط بارليف الحصين الذى وصف بأنه أقوى من خط “ماجينو”.
لا يمكن أن تصدأ أسلحته يا (محمد رمضان)
جيش بهذا المبنى والمعني لا يمكن أن تصدأ أسلحته يا (محمد رمضان) ولا يمكن أن يتراخى أو يتكاسل عن حماية أرضه ووطنه، ويبد لي أنك تغط في نوع من (الجهل الوعي)، نعم (الجهل الواعي) عندما اعتمدت على ثقافتك الهشة في حديث لا ناقة لا فيه ولا جمل.
وقد أثير دهشة (محمد رمضان) وغيره ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته، بل أن البعض ذهب إلى طرح الأسئلة حول طبيعة موقف الجيش وهل هو (تكتيكي، أم استراتيجي)؟
وهل هو موقف أملته الظروف والملابسات على الأرض، أم هو موقف أصيل يتفق مع ثوابت الجيش المصرى ومبادئه التى تشكلت وترسخت وثقلت عقيدته على مدى آلاف السنين.
الواقع أنك يا (محمد رمضان) وغيرك كثيرون لا يعرفون أن الجيش المصرى على مدار تاريخه – منذ توحيد القطرين على يد الملك مينا عام 3200 ق.م – نذر نفسه للدفاع عن الحق والعدل والتراب المصرى.
وربما لا تعرفون أن الجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يوما على المرتزقة الأجانب وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، فالجيش الذى قاده (أحمس) لطرد الهكسوس بعد احتلالهم لمصر عام 1789 ق.م، كان جله من المصريين، والجيش الذى قاده (تحتمس الثالث) لتأييد حدود مصر كان من المصريين.
إقرأ أيضا : محمد رمضان .. المشبوه في (مشواره) الفاشل دراميا !
والجيش الذى قاده (رمسيس الثانى) وهزم به الحيثيين فى معركة (قادش) كان فقط من المصريين، وهى المعركة التى فتحت الطريق لتوقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ المدون عام 1270 ق.م. بين المصريين والحيثيين، إذا جيش مصر وقائدها الشجاع الرئيس السيسي، لا يسعى حاليا لتقويض عملية السلام التى آمن بها أجداده القدماء من قديم الأزل.
لقد شدد (محمد رمضان)، على أن الشعب العربي لا يحتاج إلى أحد من الغرب للدفاع عنه، مؤكدا أن هذه الطلبات (قمة الجبن) مؤكدا على ضرورة التحرك العربي للدفاع عن النفس.
وطالب رمضان النشطاء الذين يدعون إلى نشر القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية للعالم الغربي، بتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني من شعوب وحكومات البلاد العربية وجيوشها، مشيرا إلى أن الدول العربية تمتلك العدة والعتاد اللازمين لدخول الحرب.
دعوتك باطلة يا (محمد رمضان)
وهى دعوة باطلة لايمكن أن تستفز نخوة قادة الجيوش والحكومات والشعوب لدخول حرب حالية على طريقة خناقاتك في (جعفر العمدة)، لذا دعك من ترهاتك ومراهقتك السياسية تلك، وابحث عن مسلسل يسطر بطولات جيشنا بدلا من العبث الذي تفرضه على الشباب من عنف وبلطجة، عندئذ تكون جندي مجند في جيش القوى الناعمة.
أظن يا سيد (محمد رمضان) أن تباين ردود أفعال المغردين ربما يلقنك درسا، فقد قال أحدهم: عندما يتحدث الغوغاء والأصاغر والسكاري بالرغاء، انظر الفرق بين حديث صلاح، وحديث هذا الشعبوي الغوغائي، يا خبيتها ياجعفر،الأسلحة يا الماني للردع لقوة البلاد لحماية الأوطان، مش علشان تصدي يا جعلص يا أبو جهل ليتك ما تكلمت!
أكتفي بهذا القدر من النقد الذي وجهه أحد متابعيك، وأنصحك بألا تسمع صوت نفسك فقط، وتخرج علينا بالأسافي، فإذا أردت أن تكون نجما واعيا لابد أن يكون مستشار إعلامي يفكر لك ويكتب لك قبل أن تنطق برغاء لايفضي إلا لمزيد من الاشمئزاز.. أفهمت؟!