(تأجيل) أهم ثلاث مهرجانات فنية في مصر ليس هو الحل الأمثل !
كتب : أحمد السماحي
قررت إدارة مهرجان الجونة السينمائي أمس (تأجيل) الدورة السادسة، والتبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه لدعم جهود الإغاثة الإنسانية لأهالي غزة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والهلال الأحمر المصري.
جاء ذلك ليعكس (تأجيل) المهرجان تضامن إدارته مع الشعب الفلسطيني، وتعاطفاً مع أهالي غزة، حيث يتبنى المهرجان منذ تأسيسه مبدأ (السينما من أجل الإنسانية) كقيمة أساسية تسهم في تعزيز قيم التفاهم الإنساني.
إقرأ أيضا : مهرجان الجونة : تضامنً مشْروط .. وعودة مطلوبة
هذا هو نص بيان الـ (تأجيل) الذي تم إرساله أمس من قبل المكتب الأعلامي لمهرجان الجونة، وقبل تأجيل مهرجان الجونة بيوم قررت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، تأجيل الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.
والتى كان مقررًا إقامتها فى الفترة ما بين 15 وحتى 24 نوفمبر المقبل، مشددة على تحديد موعد إقامة المهرجان فى وقت لاحق.
وقبل (تأجيل) مهرجان الجونة والقاهرة، تم (تأجيل) الدورة الـ 32 من مهرجان الموسيقى العربية والتى كان من المقرر إقامتها بداية من اليوم الجمعة 20 أكتوبروحتى 2 نوفمبر القادم.
(تأجيل) المهرجانات ليس هو الحل
الحقيقة رغم تعاطفي الشديد مع ما يحدث في دولة فلسطين الشقيقة من عدوان غاشم، ورفض قاطع لهذا الأعتداء الوحشي الذي يعد إنتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني.
لكنني ضد (تأجيل) أهم ثلاث مهرجانات في مصر!، لماذا أرفض هذا التأجيل؟! لأن المهرجانات ليست معناها الفرحة والبهجة والسعادة والفساتين الشيك للنجمات، والبدل المودرن للنجوم.
فضلا عن أحدث تسريحات الشعر للنجوم والنجمات، والريد كاربت والموسيقى والغناء والطبل والزمر!، كما يعتقد بعض المسئولين في وزارة الثقافة وبعض القائمين على المهرجانات الفنية!
لكن المهرجانات الحقيقية هى عبارة أغان وطنية حماسية، وعرض أفلام مصرية وعربية وعالمية منتقاة تحمل أفكار مجموعة من الشباب أو المخضرمين من مختلف الاتجاهات الفنية والفكرية.
كما أن المهرجانات ورش عمل، وندوات، ولقاءات بين مجموعة من السينمائيين المصريين والعرب والعالميين، وهي أيضا تعرف على الآخر، وتبادل وجهات النظر.
إقرأ أيضا : إنذار رسمي لوزيرة الثقافة للتحقيق في مخالفات مهرجان الموسيقى العربية
كان يمكن تقديم هذه المهرجانات في ميعادها على أن نقدم من خلالها رسالتنا السياسية، أو وجهة نظرنا التى نريد إيصالها إلى العالم، أو حتى بدون رسالة معينة!، يكفي مثلا أن يحمل كل نجم من نجوم المهرجان العلم الفلسطيني وهو يسير على (الريد كاربت).
أو يرتدوا النجوم والنجمات (الكوفيه) الفلسطينية، أو يتم توحيد الزي بأن يرتدي الجميع الملابس السوداء، أو البيضاء، أو حتى الخضراء لتوصيل رسالة تضامن للعالم مع الشعب الفلسطيني.
وهذه الرسائل مهمة للغاية خاصة عندما يتم تقديمها من خلال مهرجان سينمائي دولي مهم مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
لكن (تأجيل) المهرجانات الثلاثة ليس هو الحل الأمثل! خاصة أن هذه المهرجانات الثلاثة تحديدا هي الأفضل والأرقى والأجمل في مصر.
بعيدا عن المهرجانات الأخرى الكثيرة الموجودة في مصر والتى أصبحت تطاردنا مثل الذباب كل شهر تقريبا، وتعتبر تجمعات فنية لا تغنى ولا تسمن من جوع!.
بل ليس لها أي معنى من الإعراب إلا تجميع الأهل والأصحاب والحبايب في أحد الفنادق، مع أربع أو خمس نجوم يستمتعون بحلاوة شمسنا في الشتاء، وخقة ضلنا في الصيف.
وكذلك عرض مجموعة من الأفلام البائسة، وإقامة ندوات لا يحضرها أحد، ويتم إلغائها وكان الله بالسر عليم!.
نظرة على ما فعله باسم يوسف
يا مسئولين عن مهرجانات القاهرة السينمائي، والجونة، والموسيقى العربية، نظرة واحدة لما فعله الإعلامي باسم يوسف في حواره مع الإعلامي البريطاني (بيرس مورجان) الذي تجاوزت مشاهداته الـ 100 مليون مشاهدة على المنصات المختلفة.
وتابعوا كم التعليقات من الأمريكان والأوروبيين الذين غيروا رأيهم فيما يحدث في فلسطين، وشاهدوا أهمية كلمة الاشخاص المؤثرين وقدرتهم على كسب تعاطف عالمي لصالح القضية الفلسطينة.
محمد صلاح وتعاطف عالمي
ما فعله باسم يوسف من تعاطف أمريكي وأوروبي مع القضية الفلسطينة، فعله أيضا حديث لاعب الكرة المصري العالمي محمد صلاح الذي بث فيديو باللغة الإنجليزية.
حيث تحدث فيه عن الجرائم التى ترتكب ضد الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين، التى وصفها بجرائم ضد الإنسانية، وقد حقق هذا الفيديو انتشارا كبيرا على المستوى العالمي.
ضياع فرصة مخاطبة العالم
بـ (تأجيل) المهرجانات الفنية الثلاثة خاصة (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي) أضاع من أيدينا فرصة لمخاطبة ضمير العالم عن قضيتنا الفلسطينية، وما يفعله العدو الإسرائيلي من انتهاكات في حق هذا الشعب المغلوب على أمره.
إقرأ أيضا : عرس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يضيئ سماء مصر بالنجوم والأفلام والندوات من اليوم
ويا خسارة.. يا ميت ألف خسارة على هدر هذه الفرصة العالمية بتأجيل أهم مهرجات فنية في مصر المحروسة.