* إلهام شاهين أعطت دروسا في التمثيل علي مدار 10 حلقا ، وأثبتت أنها ممثلة الأدوار الصعبة المركبة !
* (ألفريدو) أهم أدوار أحمد فهمي، وبداية لأدوار أكثر نضجا وتعامل مع دور فريد بسلاسة ووعي شديد
بقلم: أميرة أنور عبدربه
خلقت حكاية (ألفريدو) من كتاب (55 حكاية حب) للعالم مصطفي محمود حالة إنسانية فريدة من التعاطف والحب لفكرة الحكاية التي يتم تناولها للمرة الأولي في الدراما المصرية.
وهو مرض (ألزهايمر) الذي قد يتغافله البعض، ولا يقف أحد أمام هذا المرض اللعين، والذي يعاني منه عدد كبير على مستوي العالم فتقدر الإصابة بـ 55 مليون شخص على مستوى العالم.
وفي مصر تتجاوز الـ 44 ألف حالة، ولقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إحصائية تشير أنه هناك حالة جديدة تصاب به كل 4 ثواني!.
إقرأ أيضا : أحمد عبدالعاطي يدخل مع (إلهام شاهين) عالم مصطفى محمود
إذن نحن في (ألفريدو) أمام مرض خطير وقد يكون من أصعب الأمراض لأنه ليس له علاجا، صحيح أنه تم تقديم هذا المرض في فيلم (زهايمر) للفنان الكبيرعادل إمام ولكنه لم يكن مصابا به بالفعل ضمن أحداث الفيلم!
ولكن في (ألفريدو) قدم المسلسل المرض ومعاناة المريض المصاب به، ومراحل تطوره، بداية من عدم وعيه أنه مصاب به بالفعل.
ثم مراحل وعيه وإدراكه بأن هناك أمر غير طبيعي يشعر به، وجميع هذه المراحل شاهدناها من خلال مشاهد في المسلسل.
وتأثرنا وتفاعلنا بها مع بطلة (ألفريدو) النجمة (إلهام شاهين) التي لعبت هذا الدور لأول مرة في حياتها الفنية.
وهنا سأتوقف عند الاختيار الذكي الواعي من جانب منتج العمل (أحمد عبد العاطي) لاختيار إلهام لتلعب هذا الدور، فمن وجهة نظري أنه لايوجد أفضل من (إلهام) للقيام به، فهى كما يقولون عنها ممثلة الأدوار الصعبة.
(إلهام).. درس تمثيلي في (ألفريدو)
كما أن تاريخ (إلهام) الفني يشهد بذلك، فهى ممثلة من العيار الثقيل تستطيع في مشهد واحد أن تبكيك، وفي ذات اللحظة تنتزع ضحكاتك بكل سهولة، فهي تقدم السهل الممتنع بحرفية شديدة.
وقد أعطت (إلهام) من خلال (ألفريدو) درسا في فنون التمثيل كما يجب أن يكون، بدون إنفعالات زائدة أو مبالغة غير مبررة على مدار 10 حلقات كاملة، نشاهد جميعا بلهفة وشغف، كورس مكثف من المشاعر المتناقضة من حب وحنان ودفئ في علاقتها مع أبناء أخيها.
وخاصة (فريد/ أحمد فهمي) الذي غمرها هو الآخر بكل لحظات الحنان والفهم الواعي للحالة المرضية التي تمر بها.
إقرأ أيضا : إلهام شاهين .. وغباء الكتائب الإخوانية (بطلوع الروح) !
وتلك برأيي أهم خيط درامي، حاول مسلسل (ألفريدو) التركيز عليه، وهو كيفية التعامل مع مريض (ألزهايمر) وأنه يحتاج إلى معاملة من نوع خاص، ومراعاة كبيرة ممن حوله، وقد ظهر ذلك بدون وسائل مباشرة في صورة نصائح أو ومواعظ!
ما يميز كتابات (عمرو محمود ياسين)
وهذا ما يميز كتابات (عمرو محمود ياسين)، يحاول تمرير مايريده بذكاء وسهولة لاتراها في كلمات بقدر ما تلمسها في أفعال يجسدها أبطاله في (ألفريدو)، ولذلك ارتبطت الجماهير إنسانيا بعلاقة العمة وابن أخيها!
كما جسدت (سوسو/ إلهام شاهين) أيضا مشاعر الحيرة والقلق والترقب والخوف من مجهول لاتعلمه ولاتعرف ما الذي جعلها تقوم بمثل هذه التصرفات!، في مشاهد إنسانيه بديعة.
فقد كان ظهورها في كل حلقة من مسلسل (ألفريدو) بمثابة (ماستر سين)، ولعل أهم مشاهدها أثناء اكتشافها أن هناك شئ غريب تشعر به، وأنها لاتتذكر الأشياء، وأنها تخرف وهى جملة جاءت على لسانها (أنا حاسة أني بخرف!).
مشهد جسدته إلهام شاهين بمنتهي البراعة والسلاسة في الانفعالات فأبكت ووجعت قلوب المشاهدين.
(إلهام).. أداء فاق الخيال في (ألفريدو)
وهناك أيضا المشهد الذي جمعها بفريد وهى مدركة بأنها مريضة، وأنها تنسى الأشياء، وتريد دواء لأنها تخشي أن تنسي أحبابها أو تنساه هو شخصيا !
ولا خلاف على مشهد وفاتها الذي عبر عن اللحظات الأخيرة لاحتضارها، ولحظة الموت وانفعالاتها، وهو أيضا المرة الأولي الذي يقدم بهذا الشكل في الدراما المصرية.
قدمت (إلهام شاهين) في (ألفريدو) أداء فاق الخيال الذي انتزع قلوبنا ومشاعرنا في جميع مشاهدها، وأثبتت للجميع أن الموهبة لا تكتسب.
إقرأ أيضا : الإخوان الإرهابية تشن هجوما ضاريا على إلهام شاهين !
وإنما هى منحة وهبة من الله لا يمتلكها الكثيرون، فهي كنز لا يقدر بثمن، فحافظت إلهام عليه!
أضافت (إلهام شاهين) للشخصية وأعطتها من روحها وسنين تجاربها، فظهرت (سوسو) في (ألفريدو) في أبدع صورها، وقمة توهجها، فلم تهتم بشكلها أو ظهورها بدون ماكياج أو بالشعر الأبيض طوال الحكاية، ولكنها قررت فقط أن تمثل!
(أحمد فهمي).. قدم أجمل أدواره
ولقد حالفها التوفيق بوجود مجموعة متميزة من الفنانين خاصة النجم الرائع (أحمد فهمي)، الذي قدم واحدا من أجمل الأدوار التي قدمها في حياته الفنية.
فقد ظهر واعيا متفهما لطبيعة الدور، لديه قدرة كبيرة على الإلمام بتفاصيل شخصية (فريد) وانفعالاتها المختلفة بسلاسة وهدوء شديد، وعلاقته الخاصة جدا بعمته وحنيته عليها، ومعاملته الحلوة بكل من حوله، سواء بكلام حلو أو بأفعال، وكلها جسدها (فهمي) ببراعة.
وبإداء يحمل نضج كبير في اختياره لهذا الدور، وأعتقد أن حكاية (ألفريدو) ستضعه في مكان آخر من خلال أدوار أكثر نضجا خلال الفترة القادمة، فهو يطور نفسه بإستمرار، وساعده علي ذلك سيناريو وفريق عمل محترف .
(ندي موسي) أراها مناسبة للدور
ولاننسي علاقة حبه الاستثنائية بـ (سارة/ ندي موسي) التي أراها مناسبة للدور، وإن كانت قد أفرطت في بعض الانفعالات.
ولكنها قد تكون مرتبطة بطبيعة الدور وبمعاناتها مع والد مسيطر في قرارتها، وزوج يتعامل معها بقسوة، فظهرت مهزوزة في طريقة كلامها وتعبيراتها الانفعالية، ونبرة صوتها، وهو أمرا قد يكون مقصودا في تفاصيل شخصيتها.
(إيمان السيد).. فاكهة (ألفريدو)
فاكهة المسلسل من وجهة نظري هى (إيمان السيد) التي تضع بصمتها في كل عمل بخفة دمها وروحها المرحة.
وأعتقد أن (إيمان) لديها طاقة تمثيلية لم تستغل بعد، وأراها أيضا بجانب الأدوار الكوميدية مبدعة في التراجيديا، وهو أمر نادرا ما يجتمع في فنانة، لهذا أتمني استغلال موهبتها في أعمال قادمة لأنها تستحق فرص أكبر من ذلك بكثير !
نأتي لأغنية التتر (دنية الحب) والتي كانت اختيار ذكي من حيث الكلمات المعبرة عن أحداث العمل والحكايات، الأغنية دعوة صادقة من القلب للحب والحياة والتفاؤل، فبالحب نعيش ونحيا، ونسعد أيضا.
الأغنية كتبها (أحمد برئ) ولحنها محمد الصاوي وغناها باداء اكثر من رائع الصوت اللبناني (نانسي نصرالله، وأيان) وقد رسما بصوتيهما لوحة موسيقية تعبرعن حالات الحب المختلفة داخل العمل.
أخيرا (ألفريدو) حالة استثنائية، ودراما شديدة التميز تفتقدها الأسر المصرية، فنحن نحتاج إلى دراما تحترم عقلية المشاهد بموضوعات اجتماعية سلسة تمس المجتمع.
وتسلط الضوء علي موضوعات إنسانية لانراها كثيرا، دراما تخلق قدرا من الدفئ والحب بين أفرادها، دراما تجمع جمهورها وترتقي بهم نحو الأفضل.