* التكريم حافز لكل مبدع بالاستمرار في إبداعاته وإبرازها إلى حيز الوجود، وبخاصة الفنان الذي يعتبر مرآة للوطن
* أعتبر محبة الجمهور البسيط نوع آخر من التكريم أحظى به بعيدا عن التكريمات الرسمية
* توجت الجوائز والتكريمات منذ عامين بوسام مئوية الدولة الأولى من قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني
* مسرحية (أبطال من فلسطين) قدمتني للمسرح الأردني، ولعدم وجود مسارح، كنا نعرض في دور العرض السينمائية
كتب: أحمد السماحي
يحصد النجم الأردني الكبير (محمد العبادي) هذه الأيام ثمرة تعبه للفن الذي أخلص له على مدى سنوات عمره، وذلك من خلال تكريمه في العديد من المهرجانات العربية، فقبل أسابيع قليلة كرم في الأردن في حفل افتتاح دورة مهرجان (صيف الزرقاء) المسرحي الحادية والعشرين بحضورهيفاء النجاروزيرة الثقافة.
ويوم الثلاثاء الماضي تم تكريم (محمد العبادي) في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي يقام من 10 إلي 18 أكتوبر الجاري علي أرض مدينة بغداد بمشاركة دولية وعربية وعراقية.
و(محمد العبادي) أحد أعمدة الفن الأردني الذي أسس مع جيله بدايات هذا الفن، وكان خير سفير له سواء من خلال أعماله الفنية، أو من خلال تمثيله لبلده في العديد من المهرجانات العربية والعالمية.
وطوال مشواره الممتد منذ بداية الستينات لم يسع (محمد العبادي) لفن يبتذل المشاعر، أويخاصم القيمة، ولم يقدم عملا دون المستوى، بقدر ما حرص على تقديم أعمال فنية مليئة بالمتعة الإنسانية.
إقرأ أيضا : أجمل مشاهد القدير (محمد العبادي) في (الخوابي)
فهو لم يترك دورا في قاموس الدراما إلا وقدمه بجرأة وجسارة، فأجاد وتفوق، وكانت النتيجة النجاح الكبير لأعماله، وكل عمل قدمه أخلص له، وظهر وكأنه كتلة مشاعر، وفيضان انفعالات، ونهر إبداع، وذلك لأنه يعيش أدواره في توحد شديد ويندمج مع الشخصية ويذوب داخلها.
(محمد العبادي)، فنان من طراز خاص لا يجيد فن العلاقات العامة أو إضاءة النيون على أعماله التمثيلية أو التى يقوم بكتاباتها، لأنه يحترم نفسه، وهذا الاحترام جزء أساسي من احترام الجمهور له.
بمناسبة تكريمه في مهرجان بغداد الدولي للمسرح منذ أيام دق (شهريار النجوم) باب نجمنا العربي الكبير (محمد العبادي) صاحب الأدوار الخالدة التى لا تنسى وباركنا له الجائزة وكانت لنا معه هذه الدردشة السريعة:
(محمد العبادي) وتكريم بغداد
في البداية أعرب (محمد العبادي) عن سعادته بالتكريم في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، لأن مثل هذه التكريمات تسعد الفنان وتؤكد له أن تعبه طوال سنوات عمره لم يذهب هدرا، كما أنها حافز لكل مبدع بالاستمرار في إبداعاته وإبرازها إلى حيز الوجود، وبخاصة الفنان الذي يعتبر مرآة للوطن.
كما أن التكريم يجعله يشعره أنه مازال موجودا، ومازال في ذاكرة الجماهير العربية، ويعطيه حافزا بالإستمرار في عملية الإنتاج والتطور المستمر الذي يزيد من مكانة وطنه وفق العمل الجاد والمبني على العلم والفكر والإبداع.
محمد العبادي والجمهور العراقي
أضاف طرفه بن العبد بطل مسلسل (طرفة بن العبد): أن ما يضاعف من سعادته أنه حاليا وبحكم وجوده في العراق، يجد كثير من الجمهور يذكره بأعماله القديمة التى عرضت في العراق، والتى مازالت في ذاكرتهم، ويذكرونه ببعض الشخصيات التى جسدها أو بعض الجمل الشهيرة له في كثير من أعماله.
إقرأ أيضا : بعد تألقه في مسلسل “الخوابي”.. محمد العبادي خايف من الكوميديا!
كما يتوقفون كثيرا عند دور (مكاري) الذي جسده (محمد العبادي) في مسلسل (وضحا وابن عجلان) بطولته مع يوسف شعبان وسلوى سعيد، ويسألونه كيف علم يوسف شعبان التمثيل باللهجة البدوية؟.
واعتبر (محمد العبادي) هذه المحبة من الجمهور البسيط الذي يقابله سواء في الشارع أو المطعم أو المقهى نوع آخر من التكريم يحظى به بعيدا عن التكريمات الرسمية.
(محمد العبادي) ووسام مئوية الدولة
عن أشهر التكريمات والأوسمة التى حصل عليها (محمد العبادي)، قال (مهاوش) بطل مسلسل (المطاريد): الحمد الله حصلت على جوائز وتكريمات عديدة سواء في بلدي الحبيب الأردن أو من الدول العربية.
ومنها تكريم من الفرقة الوطنية الأردنية للفنون المسرحية كفنان متميز، جائزة مبادرة الرد الملكي لمساهمتي في إنجاح الحركة الفنية والأدبية.
تكريم مهرجان وزارة الثقافة الثامن عشر، وسام مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة عام 2004، وسام نقابة الفنانين الأردنيين في يوم الفنان، جائزة مهرجان وملتقى المبدعين العرب.
جائزة الدولة التقديرية عام 2008، جائزة مهرجان القمح والزيتون إربد، جائزة منتدى الشمال الثقافي، جائزة مهرجان اتحاد المنتجين العرب.
وأضاف مسعود بطل مسلسل (الدرب الطويل): توجت هذه الجوائز والتكريمات منذ عامين بوسام مئوية الدولة الأولى من قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني، وأعتبر هذا التكريم وساما على صدري، وجاء بحضور وتكريم قامات وطنية ساهمت في عملية بناء الوطن في كافة الميادين.
(محمد العبادي) وأبطال من فلسطين
وبمناسبة تكريمه في مهرجان مسرحي سألنا (محمد العبادي) عن أول عمل مسرحي له فقال جابر بطل مسلسل (دروب الحنة) : أول عمل مسرحي لي كنت تقريبا في سن الثامنة عشر حيث شاركت في بطولة مسرحية (أبطال من فلسطين).
وهذا العمل قدمناه عام 1963 من خلال فرقة مسرحية أهلية معظمها من المواهب والهواة الذين يسعون لإيجاد عمل مسرحي في الأردن، ونظرا لعدم وجود مسارح في هذا الوقت كنا نقدم عروضنا في دور العرض السينمائية.
وجسدت من خلال دوري في هذه المسرحية دور فدائي يحاول جمع الشباب لعمل أعمال فدائية للدفاع عن دولة فلسطين المحتلة، ثم قدمنا (يأس وفرح، غلط في المنزل) وغيرها.
(محمد العبادي) والمسرح الأردني
بعدها أسست مع مجموعة من الزملاء الهواة فرقة أطلقنا عليها (المسرح الأردني الحديث)، وقدمنا من خلالها عدة أعمال مسرحية وقمنا بعرض الكثير من المواسم المسرحية لكتاب معروفين على الصعيد العالمي والعربي.
وهذه المسرحيات تعمل على إذكاء روح الاعتزاز الوطني والقومي، والنضال ضد الأعداء، وتمجيد روح المقاومة، وأتذكر من بين هذه المسرحيات مسرحية (المدنية الزائفة) عن رائعة (البرجوازي النبيل) لموليير، و(البيت الصاخب، وغرفة على السطح)، وغيرها.
أضاف منصور بك التابع بطل مسلسل (الخوابي): ثم إنتقلت إلى أسرة المسرح الأردني الرسمية التابعة لوزارة الثقافة والفنون عام 1966، التي ضمت معظم المشتغلين في حقل التمثيل في ذلك الحين.
ومن خلال هذه الفرقة أو الأسرة قدمنا روائع المسرح العالمي الذي لم يعتده الجمهور الأردني، ثم قدمنا هموم وقضايا الواقعين الأردني والعربي.
ومن أشهر الأعمال المسرحية التى قدمتها (أبناء وآباء، الضباع، راشومون، عريس لبنت السلطان، مقهى العقلاء، أفكار جنونية من دفتر هاملت، قطط وفئران) وغيرها.
وكل هذه المسرحيات كانت تعزز توجه المسرح الأردني نحو الاهتمام بقضايا الناس، والهم الإنساني وقضاياه والبحث عن مجتمع إنساني سليم.
(محمد العبادي) والشاعر العظيم (عرار)
يضيف (محمد العبادي): كانت آخر أعمالي المسرحية، تقريبا عام 1995 وكانت مسرحية بعنوان (عرار) التى تتناول سيرة حياة شاعر الأردن العظيم (مصطفى وهبي صالح التل).
والذي يعتبر من أشهر شعراء الأردن وأبرز شعراء الشعر العربي المعاصر ومن رواد الحركة الثقافية في الأردن، والذي لقب بشاعر الأردن، وحازت هذه المسرحية على جائزة أفضل عرض في مهرجان بإيطاليا.
يستكمل النجم الأردني المبدع (محمد العبادي) مسيرته المسرحية فيقول: بعد مسرحية (عرار) تفرغت إلى العمل في لجان تحكيم المسرح، والعمل في التليفزيون سواء في مجال التمثيل أو الكتابة.
ووجدت نفسي في هذا العالم الممتع خاصة أنني من أوائل النجوم الذين عملوا في التليفزيون من خلال أول مسلسل تلفزيوني أردني شاركت به هو (فندق باب العمود).