كتب: أحمد السماحي
تابعت باهتمام بالغ هذا العام فعاليات المؤتمر الصحفي لـ (مهرجان الموسيقى العربية)، في دورته الـ 32 التى ستقام في الفترة من 20 أكتوبر الجاري، وحتى الثاني من شهر نوفمبر القادم.
ورغم مقاطعتي لمعظم الفعاليات والمؤتمرات الفنية في مصر، والتى يغلب عليها الفوضى، والمديح، والثناء، والأسئلة الساذجة السخيفة التى تنم عن عدم وعي وثقافة!.
إقرأ أيضا : سؤال لإدارة مهرجان الموسيقى العربية: ماذا قدمت إسعاد يونس للموسيقى ليتم تكريمها ؟
لكن قررت بيني وبين نفسي الحضور للمشاركة في المؤتمر، لكن لظروف خارجة عن إرادتي لم تمكنني من ذلك!.
وسر حماسي الشديد للمشاركة في المؤتمر هذا العام هو تغيير إدارة (مهرجان الموسيقى العربية) بإدارة جديدة من خلال اثنين من أهم صناع الموسيقي المصرية والعربية.
الأول هو عازف التشيللو العالمي والملحن (خالد داغر) الذي تولى مسئولية إدارة دار الأوبرا مؤخرا، والثاني هو الموسيقار والمايسترو النابغة (هاني فرحات)، وهما من الأسماء التى نفتخر بوجودها بيننا.
(مهرجان الموسيقى العربية) والأحلام
لأنني على علم بعشقهما للموسيقى والغناء، لهذا توقعت أن تشهد الدورة الجديدة لـ (مهرجان الموسيقى العربية)، وهى الدورة الـ 32 ثورة على كل الدورات السابقة، على طريقة (إنسف حمامك القديم!).
ويتضح هذا على مستوى البرنامج المعد، والمطربيين المشاركين، وأسماء المكرمين، وأماكن إقامة الحفلات خارج دار الأوبرا، ولتكن في الأماكن السياحية الكثيرة الرائعة الموجودة في مصر التى يحسدنا عليها العالم.
وغيرها من الأحلام والأمنيات التى حلمت وتوقعت بها وعلى رأي صديقتي وحبيبتي وردة: (بنيت لنفسي في الخيال، قصور من الآمال و قلت ما فيش محال، نمت وغمضت عيني، ومرت الأيام، وصحيت من الأحلام، ما لقيتش غير تكرار لأسماء بعينها من المطربين! تتكرر كل عام!).
(مهرجان الموسيقى العربية) يجدد شبابه!
لكن وحتى أكون منصفا تشهد هذه الدورة أربع مطربين مكسب للمهرجان، وبهم يجدد شبابه، ويضخ الدماء في عروقه، وبعضهم يشارك لأول مرة.
والمطربيين الأربعة هم (أحمد سعد، وحمزه نمرة، وتامر عاشور، وأميمة طالب)، فضلا عن الرائعة أنغام، والمبدعة أصالة، وأسطورية الصوت مي فاروق.
إقرأ أيضا : حارس التراث (صباح فخري) الذي نفتقده في مهرجان الموسيقى العربية
وهذا لا يعني أن باقي المطربيين أقل من الأسماء التى ذكرناها بالعكس باقي المطربيين المشاركين هم فخر لنا وهم (هاني شاكر، وعلي الحجار، ومدحت صالح، وعبير نعمة، وخالد سليم، وكارمن سليمان، ووعد البحري، وريهام عبدالحكيم، وإيمان عبدالغني، وأحمد جمال، وآدم، ونداء شرارة، ورحاب عمر).
وهؤلاء من المبدعين الرائعين الذين قل وجودهم في هذا الزمان الضنين بمواهبه، لكنهم يشاركون بصفة منتظمة! في فعاليات حفلات دار الأوبرا، سواء (مهرجان الموسيقي العربية)، أو مهرجان القلعة.
هاني فرحات و(مهرجان الموسيقى العربية)
لا تحاسبونني على الأحلام التى حلمت بها، بمجرد علمي بتولي الموسيقار هاني فرحات رئاسة (مهرجان الموسيقى العربية)، وفي ظل وجود خالد داغر كرئيس لدار الأوبرا، حيث توقعت أن نسمع نغمة مختلفة، وجديدة على أذاننا المصرية.
هذه النغمة كنا نحب أن تتردد في دار الأوبرا المصرية، وتنطلق إلى كل العالم العربي، وحتى الغربي، كما حلمنا أيضا بمساحة أكبر للموسيقى البحتة بعيدا عن الغناء.
خاصة أن لدينا الآن سواء في مصر أو العالم العربي مجموعة من المؤلفين الموسقيين العالميين الذين لا يقل مستواهم الفني عن أي موسيقي عالمي.
حفل المؤلفين الموسيقيين العرب
لكننا للأسف لا يوجد لدينا على خريطة (مهرجان الموسيقى العربية) في الدورة التى ستنطلق قريبا سوى حفل الموسيقار المبدع عمر خيرت، والذي تعودنا على وجوده في المهرجان، وفي دار الأوبرا المصرية.
والحفل المنتظر هو الذي سيقام على المسرح الكبير في تمام السابعة مساء يوم 2 نوفمبر (آخر يوم في المهرجان)، تحت عنوان حفل (المؤلفين العرب)، والذي سنستمتع فيه بعزف مؤلفات الرائد الموسيقي أبوبكر خيرت، قيادة المايسترو محمود عثمان.
فضلا عن مؤلفات العظيم عطية شرارة، تحت قيادة المايسترو حسن شرارة، ومن المؤلفين المعاصرين (خالد حماد، عبده داغر، ممدوح سيف، مودي الإمام، وحيد الخان) قيادة المايسترو ناير ناجي.
عموما هذه بعض الأحلام التى كنا نحلم بها مع أحلام غنائية آخرى كثيرة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!.
مئوية الطويل والموجي
بعيدا عن الأحلام، لفت نظري عدم احتفاء المهرجان بمئوية ميلاد اثنين من عظماء الموسيقى في مصر، وهما الملحن الكبير محمد الموجي، والموسيقار المجدد كمال الطويل.
حيث احتفلنا يوم 4 مارس الماضي بالذكرى المئوية لميلاد مهندس الألحان محمد الموجي، وأمس الأربعاء الموافق 11 أكتوبر بالذكرى المئوية لميلاد المتطور كمال الطويل.
المثير للدهشة والغريب والمضحك والذي يؤكد عدم وجود تخطيط جيد، أن (مهرجان الموسيقى العربية) في الوقت الذي يتجاهل فيه اثنين من رواد الموسيقى والألحان المعاصرة في ذكرى مهمة جدا مثل مئوية ميلاد كل منهما.
نجده يقدم يوم 29 أكتوبر في الساعة الثامنة مساء على مسرح الجمهورية حفل من أعمال فريد الأطرش – اه والله – يحييه مجموعة من الأصوات المصرية المبشرة، فضلا عن المطربة السورية وعد البحري.
إقرأ أيضا : مفاجأة .. مهرجان الموسيقى العربية يناقش أعمال الموسيقار (طلال) وينسى حلمي بكر !
وفي نفس اليوم لكن على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية وفي تمام السابعة مساء يقدم حفل من أعمال المطربة وردة، يحييه كلا من (مروة ناجي، وأجفان، ونداء شراره) ويقود الفرقة المايسترو إيهاب عبدالحميد.
يعني المهرجان لا يحتفي ولا يهتم بذكرى مئوية محمد الموجي وكمال الطويل، ويهتم بليلة عن ألحان فريد الأطرش، وليلة أخرى عن العظيمة وردة!
كنا نتمنى كما اهتم المهرجان بمئوية وفاة سيد درويش، من خلال إعادة تقديم مسرحيته الغنائية (البروكة)، و(نزهة النفوس)، كنا نتمنى أن نرى ونسمع أعمال كمال الطويل ومحمد الموجي، وليلة لسابق عصره محمد فوزي، الذي يصادف يوم افتتاح المهرجان يوم 20 أكتوبر هو يوم رحيله!.
(مهرجان الموسيقى العربية) إلى الأمام
ضخ أصوات جديدة تشارك لأول مرة في (مهرجان الموسيقى العربية)، مع مطربيين كبار يتقضون مئات الألف من الدولارات خطوة جيدة، تحسب لهاني فرحات، ونتمنى أن ينطلق أكثر ويكسر كل القيود والروتين والبيرقراطية الموجودة في الهيئات الحكومية المصرية، لأن الفن الرائع قائم على الحرية والإنطلاق، ولا يقبل الروتين ولا البيرقراطية!
……………………………………………………..
جدول حفلات (مهرجان الموسيقى العربية)
