(أمير عبدالمجيد): ظروف طارئة حالت دون خروج (مولد العلي) في موعدها
كتب : أحمد السماحي
(أمير عبدالمجيد) أحد المبدعين القلائل الذين يعملون في صمت، أعماله تخاطب الروح قبل العقل، وتثري الوجدان قبل الجسد، وموسيقاه انعكاس لذاته من دون أي روتوش او تصنع، تضج بعواطف راقية.
ورغم أهمية وجمال وعذوبة ما قدمه (أمير عبد المجيد)، سواء في مجال التلحين، أو القيادة الموسيقية، إلا أنني أرى أنه لم يقدم بعد كل ما عنده، ولديه الكثير، والكثير الذي يمكن أن يقدمه لو توفر له المناخ الفني الصحي الذي يفجر ينابيع اللحنية.
هذه الألحان التى تنبعث من نفسه التواقة إلى التأمل والسفر في أعماق الذات، فمع كل نغمة يلحنها نسمع بوحا، وفي كل جملة موسيقية يبدعها نكتشف كنزا من الجمال.
والمتابع لمشوار (أمير عبدالمجيد) مع النغمة يجد أنه وضع نصب عينيه التعبير عن الموضوعات التي تتحدث عن المجتمع وقضاياه والتي تشجع على الاهتمام بقيمة الإنسان، وتبرز القيم النبيلة التي يجب أن تسود بيننا كبشر ومواطنين.
أمير عبدالمجيد وورده
قدم (أمير عبد المجيد) عبر مشواره أعمال خالدة صعب نسيانها أو عدم التوقف عندها خلال الثلاثين عاما الماضية، بداية من ألبومه للمطربة الكبيرة (وردة)، الذي جاء تحت عنوان (بحر الحب) والذي كتب عنه ناقدنا الكبير كمال النجمي : (أنه أعاد إلى وردة صوتها).
مرورا بألبومه (بقولك أيه) الذي يعتبر نقلة حقيقية في مسيرة المبدعة أنغام، فضلا عن أغنيات كثيرة أخرى متناثرة، وصولا لتعاونه مع علي الحجار في سلسلة طويلة جدا من الأغنيات سواء من خلال الألبومات أو الأعمال الدرامية.
إقرأ أيضا : أغاني المولد النبوي .. نفحات روحانية تعانق حناجر المحبين
ولا تقتصر أعمال (أمير عبد المجيد) فقط على هؤلاء، لكنه انطلق من ثراء موهبته الفذة التي جعلته يحقق إضافات مهمة ومتميزة للنغم العربي، شربها من أحاسيسه المرهفة، ومن امتلاء كيانه بفرح الأنغام، وسعادته القصوى في جر ينابيعها إلى قنواته فيروي بها زرعه.
كما قدم (أمير عبدالمجيد) عشرات من الأعمال الراقية لكثير من المطربيين منهم (أصالة، سميرة سعيد، لطيفة، محمد الحلو، أحمد سعد، ذكرى، شيرين عبدالوهاب، مي فاروق، إيهاب توفيق، عبدالله الرويشد، ماجد المهندس، نبيل شعيل، ربا الجمال، أمال ماهر، أسامة الشريف) وغيرهم.
أمير عبدالمجيد والمولد النبوي
هذه الأيام وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف يعيش (أمير عبدالمجيد) في جو صوفي خالص من خلال تلحينه لعمل مسرحي غنائي ضخم بعنوان (مولد العلي)، هذا العمل المأخوذ من كتاب بنفس الإسم للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء.
عن هذا العمل المسرحي الغنائي المهم الذي يعود به (أمير عبدالمجيد) إلى التلحين بعد غياب حوالي 13 عاما، كان لشهريار النجوم هذه الوقفة مع هذا المبدع:
في البداية أكد الموسيقار (أمير عبدالمجيد) أن العمل لن يقدم اليوم، كما سبق وتم الإعلان عنه، نظرا لظروف طارئة بعيدة عن العمل، وسيتم تقديمه خلال الأيام القادمة على مسرح دار الأوبرا المصرية.
وسيحضره مجموعة من كبار الشخصيات المصرية، في مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، فضلا عن مجموعة من الوزراء، والفنانيين والكتاب.
وصرح ملحن (تقدر على المشوار): أن هذا العمل أخذ من وقته وعمره حوالي 3 سنوات حتى يخرج في صورة يرضى عنها، وصورة تليق بالمناسبة الدينية المهمة التي نتحدث عنها، وهو مولد المصطفى عليه الصلاة و السلام.
أمير عبدالمجيد وعلي جمعه
عن ظروف تلحينه لـ (مولد العلي) قال (أمير عبد المجيد) : جاءتني الفكرة بعد إطلاعي على كتاب فضيلة الشيخ للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء.
وكان من المقرر أن ألحن بعض القصائد الموجودة في الكتاب فقط، ولكني إقترحت على الشيخ علي جمعه، أن نحول الكتاب إلى عمل مسرحي غنائي متكامل، نشرح فيه قصة المولد النبوي الموجودة في الكتاب.
ذلك الكتاب الذي جمع فيه الدكتور علي جمعه كل ما يخص المولد النبوي منذ عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وحتى الآن، وفيه قصائد قديمة كثيرة يرجع تاريخها إلى 1200 سنة، و1000 سنة، و900 سنة.
فضلا عن ثلاث قصائد جديدة للدكتور محمد وسام خضر عضو الهيئة الإستشارية بدار الإفتاء، وسعد الدكتور علي جمعة بالفكرة، وبدأنا التنفيذ، وسيقوم المخرج الكبير أشرف زكي بإخراج العمل.
وسيشارك في العرض مجموعة كبيرة من المنشدين والمطربيين منهم (محمد الحلو، أحمد سعد، ريهام عبدالحكيم، محمد محسن، محمد دياب، أسامة الشريف، عبيدة أمير، الشيخ محمود التهامي، المنشد مصطفى عاطف).
والعمل يضم مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل منهم (صابرين، رانيا فريد شوقي، إياد نصار) وغيرهم، وسيقوم بإخراج العمل كما ذكرت المخرج الكبير أشرف زكي.