(ستيفاني عطالله) .. نجمة لبنانية قادمة على الطريق
بقلم: محمد حبوشة
تتمتع الفنانة اللبنانية الشابة (ستيفاني عطاالله) بطلة مسلسل (كريستال) الذي يعرض حاليا على منصة (شاهد) – المأخوذ عن المسلسل التركي (حرب الورود) – بشخصية عفوية، مرحة وجذابة، وفي نفس الوقت تنشر الطاقة الإيجابية أينما كانت.
كما أنها تبدو للجميع قريبة جدا من الجمهور، تشارك معهم لحظات من حياتها اليومية وأعمالها الفنية باستمرار، أما على مستوى الشكل الخارجي، فجمالها طبيعي بعيد كل البعد عن التكلف.
في بعض الأحيان يعتمد الأداء التمثيلي لدى بعض النجوم الشباب كغيرهم من الكبار على الأسلوب الخطابي المنغم، ولم يكن هناك أي اختلاف إلا عند تمثيل الكوميديا حيث يقترب الأداء قليلا من سلوك الانسان في الحياة اليومية حركة وكلاما، كما في حالة (ستيفاني عطالله).
ويبدو لي أن فن الأداء في مظاهره الأولى عند (ستيفاني عطالله) مهم بدرجة كبيرة لعمليات الجسد التي يطلق عليها: (حركات، أحداث، أداء، إشارات متنوعة، ومظاهر أخرى عادية وغير عادية لمادة الجسد عنده)، فجسد الفنان يتحول إلى موضوع محرك للعمل ويبدو كشيء واحد) بحسب (بازكير).
ويعرفه (هايز جوردن) بأنه القدرة على التنظيم، فضلا عن أن (الأداء المسرحي يعني ابتكار الأوهام مع العناصر الحية المترتبة زمانيا)، كما يسكن خيال (جوردن. ب.ت)، وهو ما يبدو واضحا في أداء (ستيفاني عطالله).
تعتمد (ستيفاني عطالله) فيه أدائها البسيط على الارتجال كتقنية أساسية من تقنيات أداء الممثل، حيث يقترب أدائها التمثيلي من سلوك الفرد في الحياة اليومية مع حضور تقنيات جديدة أضافية هى الرقص والأكروباتيك.
وهو ما يتطلب بالضرورة في حالة (ستيفاني عطالله) مهارة أدائية خاصة، حيث تقوم بصياغة كل فعل بدني على أساس سلوك مشهدي غير معتاد يوميا، كما يبدو لنا في تعاملها مع شخصية (في) في مسلسل (كريستال).
لغة جسد (ستيفاني عطالله)
أستطيع القول بأن (ستيفاني عطالله) تتمتع بلغة جسد معبرة للغاية، ويساعدها في ذلك أن الطاقة الصوتية تستخدمها بأشكال أكثر جرأة وقدرة تعبيرية هائلة، فيكون التعبير الصوتي عبارة عن مزيج من الهمهمات والصرخات والتأوهات، وتكون الانفاس عندها مجردة من الصوت.
ويعتبر الإحساس هو محور الاتصال الحميمي بين (ستفاني عطالله) وبعض زملائها من الممثلين (كما في حالتها مع (جواد/ محمود نصر)، إذ يعتمد أدائها على الاحساس والوجدان بشكل كبير لتوليد حالات شعورية مرئية لتصل من خلالها إلى أعماق النفس الانسانية ما يخلق نوعا من الاتصال الحميمي أيضا بين الممثل والمشاهد.
تجسد (ستيفاني عطالله) دورها (في) في كريستال عبر حضورها في الحركة الاجتماعية، وقد تتجه إلى أسلوب في أداء الدور من خلال اهتمامها بعملية (الخيال والتخيل، الوعي والايهام).
فهي تتقمص الشخصية وتضيف سلوك جديد عن طريق خطابها ،صوتها،حركتها، لتعبر عن حركة الجسد الايحائية المليئة بالترميز، أي بمعنى اكثر استحضار الجمهور إلى الشاشة والكشف عن المرجعيات الأدائية لها كممثلة، أي أن كل إشارة تصدر من خلال أدائها هى موضوع بحد ذاته يعطي انطباع لما تملكه من مرجعيات.
(ستيفاني عطالله) والتمثيل بعمر صغير
ولدت (ستيفاني عطالله) في العاصمة اللبنانية بيروت لأب لبناني وأم فرنسية، درست فن الإخراج في (جامعة البلمند) وتخرجت من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وإلى جانب موهبة الغناء كانت انطلاقتها الفعلية في التمثيل عام 2017 مع مسلسل (ورد جوري) التي لعبت فيه دور (روان).
بدأت (ستيفاني) مسيرتها بعمر صغير بدعم من عائلتها، عندما كانت في السابعة من عمرها، وتعد (عطالله) اليوم نجمة تلفزيونية إلى جانب شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تشتهر بعفويتها وشخصيتها المرحة التي أحبها الناس الأمر الذي ساهم في نجاحها.
منذ بدايتها في 2014، تمكنت (ستيفاني عطالله) دائما أن تجذب الأضواء لما تمتلكه من موهبة، وما تتحلى به من كاريزما، وما ينبع منها من إصرار، وهذا ما جعلها نجمة لبنانية تطرق على أبواب الشهرة العالمية.
تاريخ (ستيفاني عطالله) يتضمن سجلا فنيا غنيا بأعمال هامة في تاريخ لبنان، ومن بين هذه الأعمال، يعتبر مسلسل (كريستال) نقطة تحول في شهرتها ووصولها إلى الجمهور اللبناني والعربي، وربما يأتي ذلك لإن المسلسل يتميز بقصته الجديدة والمعالجة الغير تقليدية، وهو ما لم نشهده في أعمال سابقة.
ومن بعد نجاحها في مجال التلفزيون، دعونا نتذكر أن بدايتها كانت في عالم السينما من خلال فيلم (أسيرفا) الذي تم إنتاجه في عام 2014، حيث قامت بأداء دور الشابة (جينيفيف)، وبدأت تحقق شهرتها من خلال فيلم (دراج دراج) الذي تم عرضه في نفس العام، وقد لعبت فيه دور ليلى.
وبسبب إصرارها وعزيمتها، بدأت (ستيفاني عطالله) رحلتها في عالم الفن من خلال الظهور في الإعلانات التجارية كعارضة، وفيما بعد شاركت في برنامج (كوميكاتور) على شاشات التلفزيون اللبناني، وهو برنامج يستضيف المشاركين الذين يتقنون فن التقليد، حيث يقدمون مشاهد كوميدية يقلدون فيها الشخصيات الشهيرة.
(ستيفاني عطالله).. 30 عملا متنوعا
تتنوع أعمال الممثلة اللبنانية الفرنسية (ستيفاني عطالله) بين المسرح والتلفزيون والسينما، ويأتي هذا التنوعات كتأكيد على طموحها الكبير وموهبتها التي تصل إلى أعلى المستويات، وقد قامت ستيفاني بأدوار جريئة في أكثر من 30 مسلسلًا وفيلما ومسرحية تناقش قضايا هامة.
ومنها في السينما: (أسيرفا، دراج دراج، هيرز، سراب، أندر ذا روبس، بلورد إنستسكشنز، كونجكتور، بالنسبة لصوفيا، نسوان ليش لأ، الخادمون، إن سيركل، بلا هيبة، فرح، ضيوف شرف، سمير شيخ الشباب).
في الدراما التلفزيونية شاركت في: (كوميكتار، وردة الصبار، ورد جوري، كزدورة، بوح السنابل، ثواني، وعيت، بالقلب، الديفا، حاد قلب، السنونو، اعترافات فاشونيستا، القائمة السوداء، كريستال).
في المسرح شاركت في: (بالكواليس، لايس أند لايكس، إنفاساميا، ذا إنفيتيشن.
وقد استطاع مسلسل (اعترافات فاشينيستا) الذي عرض في عام 2021، أن يقلب حياة (ستيفاني عطالله) رأسا على عقب، من خلال مشاركتها في البطولة مع الممثل والمغني اللبناني (زاف)، لعب الثنائي دور زوجين يحاولان جعل حياتهما تشبه ما يرونه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، تتعرض حياتهما الزوجية للتهديد والضغوط والمشاكل التي تحل عليهما، بعد أن كان الجمهور يتوقع وجود علاقة حب تجمع بين ستيفاني ونجم لبناني آخر، خرج (زاف) و(ستيفاني عطالله) عن صمتهما بعد عام من التكهنات حول حياتهما العاطفية.
قدما لنا أغنية (البكلة) التي حققت أرقاما قياسية وتربعت على عرش قائمة الأكثر استماعا في عام 2022، قرر الثنائي تخليد قصة حبهما من خلال هذه الأغنية التي كتبا كلماتها معا، وتصف كيف وقعا في الغرام، تم تصوير المشاهد بشكل عفوي وهي تعكس حياتهما اليومية، مما أضاف لمسة رومانسية ساحرة.
(ستيفاني عطالله) و(كريستال)
تقول (ستيفاني عطالله) في مسلسل كريستال: حرصت على إتقان الشخصية بشكل كبير للغاية، إذ قرأت النص عدة مرات، حتى أتمكن من فهم الشخصية، كما أنها تحمل صفات تشبهني، فأضفت لها من عندي، وصفات أخرى مختلفة عني، فحرصت على البحث عن شخصيات تحمل هذه الصفات حتى تكون الشخصية قريبة من الواقع وصادقة مع الجمهور.
ويبدو واضحا أن لدي (ستيفاني عطالله) استراتيجية خاصة في تناول الشخصية التي تجسدها خلال أحداث العمل، إذ تحرص دائما أن تكون صادقة وقريبة من الواقع، وهو ما يشكل تحديًا كبيرا بالنسبة لها.
وهو ما نلحظه في شخصية (فاي) لأنها مليئة بالتغييرات، إذ تقول: (نقلة الشخصية احتاجت إلى مجهود عظيم بالنسبة لي، ففي بداية الأحداث نرى (فاي) في مكان بسيط ومتواضع، وفجأة تتحول حياتها رأسًا على عقب.
وهذا التحول يؤثر في شخصيتها، لذلك وجدت تحديا في الشخصية، لأنها غنية لدرجة تحمل عدة شخصيات في شخص واحد، فكنت حريصة على إتقانها بشكل صادق، حتى لا يحدث للجمهور تشتت عند متابعة المسلسل وينفر منها.
لدى (ستيفاني عطالله) أيضا طموحات وأحلام كثيرة، إذ تتطلع أن تقدم أعمالا سينمائية كثيرة، خلال الفترة المقبلة سواء في السينما العربية أو العالمية، كما تتمنى أن تخطو خطوات جادة في عالم الموسيقى أيضا.
قائلة: (أنا من عائلة موسيقية ولدى شغف وميول للموسيقى وأحب تقديمها لأنها تفريغ عن النفس)، كما أسعى لتقديم أعمال تترك رسائل مهمة وتغير في المجتمع، لأن الفن رسالة سامية ولا بد من تقديمها، فأريد خلال الفترة المقبلة أن أتناول موضوعات خاصة بالمرأة العربية، وموضوعات كوميدية من أجل التخفيف عن الناس).
(ستيفاني عطالله) وعالم التمثيل
فعالم التمثيل برأي (ستيفاني عطالله) هو خطير وغريب ولا يمكننا أن نستوعبه بأكمله ومن خلال تجارب قليلة، وبرأيي على الممثل أن يبقى على الأرض فلا ينساق وراء الشهرة وما تخلفه من أضواء وكلام منمق.
فالاحتفاظ بنظرة إلى خارج الصحن تبقى ضرورية كي يبقى في الناحية السليمة ( save side )، وأنا شخصيا أذكر نفسي بشكل دائم بأنني أمارس مهنة عادية كغيرها من مهن النجارة والتعليم والسكرتارية وإلى ما هنالك من أعمال نمتهنها بالصدفة أو عن سابق تصور وتصميم، وكلما كثرت تجاربي زادت خبراتي وألفت طبقات في شخصيتي الفنية تتراكم مع الوقت لتؤلف مشواري.
وعن كمية المشاعر التي تقدمها بانسيابية لافتة أمام الكاميرا تقول: (قبل التمثيل كنت أعتقد نفسي شخصا شبيها إلى حد ما بالحجارة، فكنت أخاف من إظهار أحاسيسي وإخراجها إلى العلن.
وجاء التمثيل ليكون المساحة الكبرى التي أفضفض فيها بكل ما أختزن من مشاعر مخبأة عادة في أعماقي، حتى عندما يؤدي الممثل دورا كوميديا فهذا لايعني بالضرورة أنه إنسان سعيد في حياته، بل باحث عن الضحكة في ظل حزن عميق يسكنه.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للنجمة اللبنانية (ستيفاني عطالله) القادمة بزخم موهبة حقيقية، فهى تسير بخطوات متأنية واستطاعت أن تفرض موهبتها في عالم التمثيل وتصنع لنفسها مكانة مميزة بين أبناء جيلها.
فرغم صغر سنها إلا إنها نجحت أن تمثل وطنها لبنان في المحافل العالمية، من خلال مشاركتها في الفيلم القبرصي (إيمان)، الذي شارك في المهرجانات العالمية وحصد العديد من الجوائز.
تخطو الممثلة والمغنيّة (ستيفاني عطالله) خطوات واثقة نحو النجومية المطلقة، مسلحة بالموهبة والشغف والمثابرة، أحلامها كبيرة وطموحاتها أكبر، وتتمحور كلها حول الفن بكافة أنواعه.. نتمنى لها التقدم والتفوق في أعمالها القادمة.