بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بمناسبة قرب إجراء (الانتخابات الرئاسية) في مصر خلال الأشهر القادمة، وعقد المفوضيه العليا للانتخابات مؤتمرها الصحفي الأول غدا الاثنين 25 سبتمبر لإعلان موعد إجراء الانتخابات وإتمام الإجراءات اللوجستيه لها، وكذلك تنقية جداول الناخبين.
وبمناسبة تعليق جميع جلسات الحوار الوطني إلى مابعد (الانتخابات الرئاسية)، رغم أنه كان مخططا لتوصياته أن تكون بمثابة البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس!
وبمناسبة إنشعال كل الأجهزه بترتيبات هذه الإنتخابات الرئاسية، وبمناسبة جهوزية التحالف الوطني للعمل الأهلي بكراتين المواد الغذائيه وبمناسبة حزمة الإجراءات للحمايه الإجتماعيه أو العلاوة.
بمناسبة كل ذلك فقد خلف الفراغ الحزبي واختفاء الأحزاب الـ 104 من المشهد السياسي وغياب برامج الأحزاب ورؤاها لمستقبل مصر وعدم وجود كوادر حزبيه علي الساحة.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: أزمة التواصل السياسي .. المشكله والحل!
كل ذلك خلف فراغا تثقيفيا لدي الجماهير كا نت تقوم به الأحزاب وكوادرها في مقارها وندواتها ولقاءاتها الجماهيرية، حيث كانت تتم الحوارات والنقاشات والتوعيه بأحوال الوطن ومستقبله من خلال تثقيف المواطنين بالمفاهيم السياسية وجملة حقوق المواطن والوطن.
وتعريفهم ببرامج الأحزاب ورؤيتها لحل مشكلات اليوم وصرح تصورات واقعيه للغد، وعليه كان وعي المواطن السياسي ينضج ويتسع لإدراك أهمية البرامج الحزبية، وماذا تقدم لمصر؟.
وهل هى صالحة لهدفها أم لا؟، وهل هناك فروق بين برامج الأحزاب ومرشحيهم وأي البرامج أقرب للمواطن حسب حاجته وطموحه وقناعاته، وماهى ملفات العمل الوطني؟.
وماهي تحديات الوطن وماهي خططه وطموحاته؟، وعليه كان المواطن لديه وعي وطني يؤهله لحتمية مشاركته في (الانتخابات الرئاسية) للتعبير عن ثقافته السياسيه وانتمائه الوطني.
وعليه يكون رأي المواطن السياسي قائم علي ثقافه وإدراك سياسي لا عن عشوائية المشاركة وثقافة الطوابير والتظاهر بحبر البصمة عند التصويت، وأيضا لاتكون (الانتخابات الرئاسية) دوما بين العلاوة والكرتونة، ولا بين توفير ميكروباص للذهاب للتصويت ولا بيعا لصوت مقابل مبلغا أو مصلحة أو هدية لأن الوطن ومستقبله أهم من كل كنوز الأرض.
المشاركة في (الانتخابات الرئاسية)
وحيث أن بعض المواطنين قد لايشاركون في التصويت في (الانتخابات الرئاسية) تعودا منهم على عدم المشاركة الإيجابية تحت شعار: (يعني هو صوتي اللي هيفرق وهيغير الدنيا؟).
نعم هيفرق كتير وهيغير أكتر، والبعض الآخر قد يبطل صوته في (الانتخابات الرئاسية) لفراغه السياسي وعدم تنشئته سياسيا بشكل صحي، والبعض الآخر قد لايكون لديه فكره عن برامج المرشحين وتوجاتهم، ولا فكرة حول حتمية المشاركة الإيجابيه حتى يكون كل مواطن طرفا في المسئولية المستقبلية باختياره وبإرادته.
وقد يحجم البعض عن المشاركه تذمرا من وطأة الضغوط الاقتصادية، وعليه وحيث ان (الانتخابات الرئاسية) قد قرب موعدها ونود جميعا مشاركة واسعة استعمالا للحق الدستوري وممارسة لحق الاختيار وإبداء الرأي.
ومن أجل سمعة ومكانة مصر دوليا أثناء (الانتخابات الرئاسية) وتغطيتها الإعلامية الدولية، وأملا في الزحام للتصويت أمام اللجان وأمام وسائل الإعلام والرأي العام العالمي.
أمام كل ذلك وأمام الفراغ السياسي والغياب الحزبي وانعدام التثقيف والتوعية، وأمام انبطاح الإعلام أرضا، وانه لايفعل ماهية وظيفته، وإنما ينتظر توجيها ينفذه، وأمام تضاؤل دور الأسرة والمدرسة والنادي والجامعة والمؤسسات والأحزاب ومن قبلها الإعلام.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: تحديات الإعلام المصري
فإننا بحاجة ماسة لمجموعات تقوية ولمراجعة مكثفه لحلقات وحصص التوعيه السياسيه، بأهمية المشاركة في (الانتخابات الرئاسية) في صناعة مستقبل الوطن، وأهمية العلم بملفات العمل الوطني،واهمية الدرايه بخطط ومستقبل الوطن،وأهمية التمييز بين برامج المرشحين.
وأهمية اختيار المرشح ذو البرنامج القابل للتنفيذ فورا، والذي ينعكس علي مسيرة الوطن ومعيشة مواطنيه ومستقبل أجياله، وذلك من خلال الأنديه والجامعات والاحزاب والمؤسسات ذات الصله وطبعا الاعلام الوطني المسئول المهني المحترف.
فليست الإنجازات وإذاعتها هى الدافع الأوحد للمشاركة الإيجابية، إنما الثقافة السياسية والوعي الوطني هما أكبر دافعين لتحريك الكتل الجماهيريه نحو لجان التصويت في (الانتخابات الرئاسية).
فهل تبدا هذه الجهات في مهمتها الوطنية المقدسه في كورس تثقيفي سياسي وطني مكثف نظرا لضيق الفتره قبل إجراء (الانتخابات الرئاسية)، فبث الإنجازات تذكير وبث تنويهات المشاركة تشجيع.
إنما شرح الحقوق الدستورية وحقوق التعبير وإبداء الرأي وضرورة المشاركه في صنع القرار التصويتي وحتمية المشاركة في الاختيار ومضار عدم المشاركه وشرح برامج المرشحين ورؤي أحزابهم.
الإعلام و(الانتخابات الرئاسية)
وشرح وجهة نظر المرشحين في تحديات اليوم وملامح بكره، إضافة إلى تنظيم لقاءات جماهيرية للتوعية وللأسئلة والرد عليها والتوضيح، وكذا إنتاج مواد إعلامية عن (الانتخابات الرئاسية) والمرشحين وتاريخها في مصر وأكثرها إقبالا.
وأثر ذلك على حاضر الوطن ومستقبل أجياله، وكذلك مناظرات المرشحين ولقاءاتهم الجماهيرية، كل ذلك يمكن في هذه الفترة الضيقة أن يثير حماس المواطن ويزيد من وعيه ومعلوماته التي تمكنه من الاختيار الواعي المبني على التثقيف المؤدي إلي الوعي.
عندها يكون الناخبون علي وعي بأسس عمليه (الانتخابات الرئاسية) وأصول الاختيار المسئول وتكون المشاركه مشرفة محليا وإقليميا ودوليا، ويكون اختيار جموع المواطنين سليما مبنيا على علم وفهم ودراية.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب : الحوار الوطني وملفات هامه غائبة!
عندها سنختار الأفضل لوطننا ونصع جميعا قرارنا ونرسم كلنا خطوط وملامح غد الوطن وأهله، وعندها يكون المرشح الفائز فخورا باختيار الجماهير الواعية له ويضعه ذلك أمام وعوده ومسئولياته.
ويكون حذرا تجاه اتخاذ القرارات التي تعود علي مواطنين فاهمين لأمور السياسة في (الانتخابات الرئاسية) والاختيار وصناعة المستقبل بشكل جمعي.
أرجو أن تدور عجلة التوعية والتثقيف ولا تقف الحملات علي تنويه صغير أو لقطات لإنجاز سابق تحقق، أو خبرا يذاع أو شخصا يدفع إلى المشاركه التي هى أساسها الفهم الدافع للمشاركة، وليس المنحة أو الكرتونة أو رشوة انتخابية أو جريمة بيع الصوت أو توفير وسيلة انتقال ووجيه ودعما ماليا.
إنها التوعيه والتثقيف والحقوق الدستورية وضرورة الإيجابية ورفض السلبية وصناعة مستقبل الوطن بشكل جماهيري، وفهم البرامج وخططها وحرية الاختيار والمسئوليه عن إختياره.
عندها فقط تكون جماهيرنا واعية وانتخاباتنا جماهيرية وتصويتنا عن علم وقناعة، ونصبح سويا شركاء في الوطن وإخوة في المسئولية، أصحاب أختيار وقرار، بناة لمستقبل الوطن، وصناع مستقبله والمسئولين عن اختيارهم في جمهوريتنا الجديدة بتحولها الرقمي بعاصمتها الجديدة وملامحها الجديدة ومواطنها الواعي الجديد.
وتحيا دوما مصر أحب بلاد الله إلى أهلها.. حمي الله مصر المحروسة بعين الله التي لاتنام..آمين.