بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بعيدا عن صراعات السلطه والنفوذ وبعيدا عن حروب المياه وبعيدا عن حروب الإستقطاب وبعيدا عن صراعات السيطره علي المواد الخام النفيسة، تأتي صراعات بسط (القوى الناعمة) وسحبها تدريجيا من تحت أقدام الآخرين.
تارة عبر هيئات تعظم دور دولها الناعم، وتارة عبر إنتاج فني وإعلامي ضخم وعبر اطلاق شبكات وقنوات ومواقع، وتارة بإقامة أحداث جاذبه ومستقطبة، وأخري عبر سياسات التعليم وجودته كما يحدث في منطقتنا سواء من دول صديقة أو شقيقة.
ولقد رأينا في السنوات الأخيره كيف تمددت دولا عبر الإنتاج الدرامي التاريخي، وعبر إنتاج درامي يروج لسياحتها، وكيف برزت دولا في عالم صناعة الأخبار عبر شبكاتها وقنواتها العابره للقارات.
وكيف ظهرت دولا في عالم المنوعات والإنتاج الكبير في إطار (القوى الناعمة)، وكيف سبقت دولا بتسهيل مهام المستثمر والسائح وطالب التعليم، وكيف احتلت دولا عالم مناطق التصوير المفتوحة.
إقرأ أيضا : محمد حبوشة يكتب : القوى الناعمة المصرية على حافة الخطر !
وكيف تسعي دولا للاستحواذ علي صناعة جمع وبث المعلومات عبر التخزين السحابي (ICloud)، كل ذلك يحدث من سنوات عبر خطط دول وجهود أجهزه وفعاليات (القوى الناعمة) حاليا.
وحيث ان هذا الملف بح صوتنا هنا كثيرا من أجل الالتفات إليه بعدما أغفلناه طويلا وتركنا روافده من فن وإعلام وأحداث وتعليم ودين ورؤى ووفود، حتى أن البساط تم سحبه من تحتنا في عوالم كثيره كالدراما والفن والميديا والكتاب والتلاوه والدعوه والتواجد الناعم داخل الدول المنشودة.
ورغم ذلك أولينا اهتماما بالطرق والكباري والمباني والبنيه التحتية دون النظر إلى مكونات الشخصية المصرية وروافدها ولا مصادر (القوى الناعمة) لنا وما أصابها من تراجع.
ولقد طالبنا هنا من قبل بمجلس أعلي أو لجنة قوميه لإسترداد (القوى الناعمة) وتدعيم مصادرها ولكن لاجديد، ولأن هذا الموضوع تم إدراجه في جلسات (الحوار الوطني) ولأنه يجب أن يكون علي رأس كل برنامج انتخابي لأي مرشح في الإنتخابات الرئاسيه المقبلة.
ولأن محاولات السيطرة علي (القوى الناعمة) من حولنا مستمره ومتزايدة، فإنني أرى أن يقفز هذا الموضوع إلي أولويات اهتماماتنا في هذه المرحله التي يمكن أن نسميها (مرحلة صراعات القوى الناعمة).
فبعد أن ملأت المسلسلات الوافده بيوتنا وعقولنا، وبعد أن غطت الشبكات العابرة كل حاجاتنا الإخبارية والإعلامية، وبعد أن اجتهدت دولا كثيره في هذا المجال خصما من رصيدنا وبعد تفوق دول حولنا في التعليم وجودته والكتاب ونشره والتلاوة وحلاوتها والأحداث الداعمة وصناعتها.
أحداث تدعم (القوى الناعمة)
نجد أن هذا الصراع يتزايد حولنا، حيث اهتمت دولة شقيقة بصناعة أحداث تدعم نفوذها في مجال (القوى الناعمة) وبإنتاج غطي بعض الشاشات ومسابقات ألهمت شباب الأمه تنافسا ودور عرض حديثه منتشرة، ودولة أخرى في صناعة الأخبار وتوجيه الشعوب.
وثالثة في مجال الإستثمار والسياحات ورابعة في التعليم الطبي وخامسة في أماكن التصوير المفتوحة، ونحن كما نحن دور عرض متهالكة وإنتاج متواضع ودولة نشر متراجعة ودولة تلاوة تضعف واستثمار تعليمي عليه ملاحظات خاصة بجودته وصناعة أحداث غير مخطط لها، وتراجع في أدوار كثيرة لمؤسسات (القوى الناعمة). أرجو أن يقفز هذا الملف إلي بؤرة الاهتمام سواء لحاجتنا الماسة إليه أو لإدراجه ضمن جلسات وموضوعات (الحوار الوطني) او لبرامج المرشحين في انتخابات الرئاسة القادمة، فبعد ماسبق ذكره من جهود دول في عدة مجالات وتراجعنا نحن، وبعد سحب بساط (القوى الناعمة) تدريجيا وبعد إغفالنا لهذا الملف.
إقرأ أيضا : عصام السيد يكتب: البكاء على (القوى الناعمة المصرية)
وجدنا الإنتاج الدرامي لمنصة (نتفليكس) والتي يسعي خلفها المنتجون والنجوم من أجل إنتاج رقمي ذائع الإنتشار، وبعد ان كانت شركة Vox شركة للإنتاج ودور العرض من خلال شركة Vox Producion أطلقت هذه الشركه نشاط آخرVox Studio.
وذلك للسيطرة على أماكن التصوير وكذا الإنتاج الرقمي وكذا دور العرض، ولو حسبنا جهود الدول من حولنا بأحداثها وإنتاجها واحتكارها لنجوم وروافد (القوى الناعمة) إضافة إلى الإنتاج الرقمي وجهود وتوسع هذه المنصات.
مع تباطئ حركتنا نحو استعادة روافد (القوى الناعمة) ودخول عالم الإنتاج الرقمي العابر للحدود وسعي هذه المنصات ومن ورائها دولها لبسط نفوذ قواها الناعمه،نري انه لابد من إتخاذ عدة إجراءات قوميه إستراتيجيه مثل:
(1) تشكيل مجلس اعلي من النخبه المتنوعه لدراسة ملف (القوى الناعمة) .
(2) أن يكون الاختيار علي أساس الكفاءة والوطنيه وليس الولاءة فقط.
(3) أن تتوافر له بيانات وأرقام حول مصادر (القوى الناعمة) وما أصابها من فتور.
(4) أن يلم بكل تجارب الدول في مجال بسط نفوذ (القوى الناعمة) وما هو جديد في مجالها.
(5) أن يكون للمجلس لجان نوعيه كالفن والميديا والكتاب والتلاوه والتعليم والأحداث وغيرها من روافد (القوى الناعمة).
(6) أن يعطي المجلس صلاحيات تمكنه من أداء دوره سريعا بالتعاون مع كل أجهزة الدولة ومؤسساتها.
(7) أن تعرض عليه خطط الإنتاج والتنفيذ وأثارها المترتبه على استعادة (القوى الناعمة) وترسيخها.
(8) أن توضع خطه قوميه لمنصتنا (watch it) تدعم هذا الهدف دون مجاملة أو تمرير لمحتوي غير خادم للهدف المصري.
(9) أن ننفذ ما توصلت إليه جلسات (الحوار الوطني) في هذا المجال.
(10) أن لايغفل برنامج انتخابي لمرشح رئاسي ملف استرجاع نفوذ (القوى الناعمة) مصر.
إعلامنا و(القوى الناعمة)
أن نضع تشريعات وضوابط لهذا المضمار وخصوصا للإنتاج الرقمي ووسائل التواصل واستخدامات الذكاء الإصطناعي التي يمكن بإنفلاتها أن تؤثر سلبا على قيم وأخلاق شعبنا الوسطي المتسامح.
إن مصر وطموحها ودورها المتنامي وجمهوريتها الجديدة وتحولها الرقمي والصراعات من حولها وسعى الدول لسحب البساط من تحت أقدامها، كل ذلك يستحق مجلسا أعلي وهيئة قومية ووزارة إذا لزم الأمر.
وثقافة لدى الشعب والقائمين على إعلامه وفنه ودعوته وثقافته وكل ماله علاقه بمصادر (القوى الناعمة) في مصر، وكفانا غفلة، وكفانا تراجعا، وكفانا تركا للبساط لغيرنا.
إقرأ أيضا : الإعلام المصري بحاجة إلى يد حانية من جانب الرئيس السيسي
نها مصر الكبيرة، الرائدة بريادة الزمن وإبداع أهلها، ذات المكانة والريادة والسبق، بيت الخبره بكوادرها، لو أعطينا كل عيش لخبازه، فأهلا بأهل الكفاءة والوطنية، أما أهل الولاء فلكل منهم تخصص هو أعلم به ودور لايجيد غيره وافق لايتخطاه.
حمى الله مصر وأعلى نفوذ (القوى الناعمة) فيها، وتحيا دوما مصر..آمين.