* تعاونت مريم فخر الدين على مدى مشوارها مع مخرجين من مختلف الأجيال، والمدارس
* سعد عرفه خلع عنها ثوب البراءة، وعز الدين ذوالفقار عرضها للاغتصاب!
* عزالدين ذوالفقار كشف جمال فتنتها في فيلم (البنات والصيف)
* في نهاية مشوارها تعاملت مع الفن باعتباره وظيفة يجب فعلها مهما كانت الظروف!
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
(مريم فخر الدين) فتاة الأحلام التى ما إن أن تذاع أو تعرض أغنية (أسير الحبايب يا قلبي يا دايب، في موجة عبير من الشعر الحرير، ع الخدود يهفهف ويرجع يطير) التى أطلقها (عبدالحليم حافظ) في فيلم (حكاية حب)، حتى تقفز إلى الأذهان مباشرة صورة الفنانة (مريم فخر الدين) بكل جمالها وسحرها الذي كان يشبه جمال نجمات هوليووود.
لهذا كان طبيعيا أن يحصرها المخرجين في أدوار الفتاة الرومانسية المغلوبة على أمرها، أو الفقيرة المسكينة التى تدافع عن نفسها بالدموع، وفي الحالتين كان الجمهور يتعاطف معها.
إقرأ أيضا : مريم فخر الدين وافقت على الزواج من محمود ذوالفقار بشرط أن تكون العصمة في يدها !
ويكره الجمهور من يعذب (مريم فخر الدين) حتى لو بكلمة، فمن يهدر هذا الجمال ويستثيره ويدفعه للألم لا يستحق الإعجاب حتى لو (كمال الشناوي، أو رشدي أباظة، أو عماد حمدي، أو شكري سرحان) ممن شاركوها بطولة أفلامها.
وليس هذا فقط فكان الجمهور ينظر إليها على أنها فتاة الأحلام التى يتمنى أن يجد مثلها تشاركه حياته، واستغلت شركات الإنتاج حب وتعاطف الجمهور مع هذا الوجه الملائكي البرئ، وأسندوا إليها عشرات الأفلام التى تجسد دور الفتاة الضحية، قليلة الحيلة، الضعيفة، البريئة إلى حد السذاجة، عديمة الخبرة بالحياة.
سعد عرفة خلع ثوب البراءة
تعاونت (مريم فخر الدين) على مدى مشوارها مع العديد من المخرجين من مختلف الأجيال، ومن مختلف المدارس الإخراجية، حيث عملت مع الجميع، وما فعلته هذا في حد ذاته تميز في تاريخ عمل أي ممثلة، وكانت هي البطلة الرئيسية لمخرجين بأعينهم في تجاربهم الأولي سينمائيا خاصة (سعد عرفة)، ما يعني مدي الاقبال عليها.
إقرأ أيضا : مريم فخر الدين ومحمود ذوالفقار .. الأرض الطيبة سبب زواجهما (1/2)
(سعد عرفة) هو أول من خلع عنها قناع الملائكية، فقد بدا معجبا بجسدها أكثر من وجهها الملائكي، وكأنه أراد أن ينبه جمهورها إلى أنها أيضا تمتلك طولا يافعا وبشرة جميلة.
وهى ترتدي المايوه علي البحر في مشهد لافت في فيلم (لقاء في الغروب) عام 1961، فهي الزوجة والأم التي يظهر في حياتها حبيبها القديم، فيقلب لها كل الموازين ويلح عليها لتجديد المشاعر القديمة، ويموت الزوج غريقا ما يسبب شكوكا لابنها الصبي.
وفي الفيلم الثاني لهما معا جسدت (مريم فخر الدين) للمرة الأولي دور الشريرة متعددة العلاقات، التي ترتبط بأكثر من رجل في فيلم (مع الذكريات) فهى الممثلة التي يقتلها عامل الإكسسوار حيث يضع رصاصا حقيقيا في المسدس ليطلقه عليها بطل الفيلم وهذا العامل هو شاهد على علاقاتها برجال آخرين .
تنازلت (مريم فخر الدين) هنا عن الشخصية الملائكية الي الممثلة الجديدة نادية لطفي، وبدت كأنها تنافس ملكات الإغراء، وهى تنزل لتستحم في البحر، ويتصور المخرج أنها نزلت عارية تماما!.
(مريم فخر الدين) والبنات والصيف
يجب ألا ننسي أن شقيق زوجها عز الدين ذو الفقار هو أول من كشف سحر هذا الجسد في القصة الأولي من فيلم (البنات والصيف) وذلك بالكشف عن المسموح به من جمال فتنتها.
وهى تتعرض للتحرش من صديق زوجها الحميم، ويغتصبها أمامنا وهى تبكي، لكن هذه الشخصية لم تكن أبدا شريرة، فهي ترفض الخيانة.
وتحاول أن توصل الحقيقة إلى زوجها الديوس بلا فائدة، حتي لو تركت البيت عائدة الي منزل أبيها، وفي النهاية فإنها تضطر الي قتل من افقدها براءتها ثم تلقي بنفسها من المرتفع الي الأمواج الثائرة.
(مريم فخر الدين) بلا عودة
اذا كان المخرج ريمون نصور قدم (مريم فخر الدين) في دور الممرضة في فيلم (نور الليل) فإنه أيضا خلع عنها بعض ما بها من قدسية الملائكة، وهو يمنحها دور المرأة التي تم اجبارها أن تصير مدمنة انتقاما من زوجها الضابط الذي يسعي للقبض علي عصابة المهربين في فيلم (بلا عودة).
هنا تتغير الملامح الملائكية إلى وجه امرأة تتألم كثيرا حين تفتقد حقنة المخدر، على يد من خطفها وحبسها في مغارة صحراوية.
(مريم فخر الدين) الملاك المظلوم
مع هذا فقد ظلت (مريم فخر الدين) بالنسبة لبقية المخرجين نموذجا للملاك المظلوم، وظلت هى الأنسب كي تقوم بهذه الأدوار، مثل دور الفتاة المصابة بشلل نصفي في (رسالة إلى الله) إخراج كمال عطية عام 1961 فهي عاجزة تثير الرثاء، ويهتم بأمرها صحفي حتي يزول الشلل بعون من الله.
(مريم فخر الدين) والأيدي الناعمة
في تلك الفترة كانت (مريم فخر الدين) قد بدأت تنفصل عن زوجها الذي قدمها في دور ابنة البرنس في (الأيدي الناعمة) وهى الفتاة التي ارتبطت بالمهندس المكافح ضد رغبة أبيها فغضب عليها.
إقرأ أيضا : فى ذكرى (مريم فخر الدين) نستعيد (الأيدي الناعمة)
ولكنها صارت تراعية عن بعد، ولعل أشهر مشاهدها في هذا الفيلم حيت يستيقط (الأستاذ حتى) من النوم ويتأمل صورة ابنة صاحب القصر، فيجد الصورة تبتسم.
وتبدو كأنها الملاك الذي خرج من حيز الخيال الي الواقع، وراح يلمسها كي يتأكد أن من أمامه ملاك علي قيد الحياة!.
(مريم فخر الدين) وأفلام بلا قيمة
تبعا لظروف الحياة الزوجية والأسرية، تم طلاق (مريم فخر الدين) أكثر من مرة، وتغيرت المسيرة الفنية لها تماما، وسافرت إلى سوريا ولبنان، وتزوجت من المطرب السوري فهد بلان، ومثلت هناك في السفر أفلاما بلا قيمة فنية.
عاشت (مريم فخر الدين) في ظروف مشابهة للكثير من السينمائيين الذين هربوا من مصر، إلي أن فوجئنا بها عام 1969 تقوم بدور الأم لسعاد حسني في فيلم (بئر الحرمان).
وسرعان ما تدخل في مرحلة ثالثة وطويلة من مسيرتها الفنية، تتنوع أدوارها، وتتخلي عن البطولات، وترضي بأي دور بسند اليها، وتتعامل مع الفن باعتباره وظيفة يجب فعلها مهما كانت الظروف!
