مريم فخر الدين .. ملاك السينما البرئ في عصرها الذهبي (1/2)
* المخرجين أسندوا لها في بداية مشوارها دور الممرضة كثيرا
* أغلب الأدوار التي أسندت اليها كانت لفتاة راقية تعيش في وسط اجتماعي راق للغاية
* وجد فريد الأطرش أن جمالها ورقتها قد يغني عن رشاقة الراقصة، فظهرت أمامه في أربعة افلام.
* لم تترك نفسها لأحد المخرجين، وعملت مع كل المخرجين البارزين
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
الجمال الذي يتمتع به النجوم من الرجال والنساء في السينما المصرية ينقسم الي قسمين أساسيين الأول جمال شعبي مصري صميم يمثله في النساء كل من تحية كاريوكا وسامية جمال، وهند رستم، وجمال أوروبي، ويمثله (راقية إبراهيم، إلهام حسين، كاميليا، مريم فخر الدين).
والجميلات من ذوات الأصول الأوربية أو التركية جذورهن تمتد الي أمهات أو أباء من أصول اوربية، حيث الشعرالأشقر، والعيون الملونة، والبشرة الناعمة البيضاء.
والجميلات في حياتنا كثيرات منهن (راقية إبراهيم، ليلى فوزي، كاميليا، شادية، عائلة فيروز الأرمينية، ليلي علوي، نيللي كريم، بالاضافة الي عشرات القادمات من سوريا ولبنان مثل (صباح، ماري كويني، زمردة).
مريم فخر الدين.. أم مجرية
من الجميلات مريم فخر الدين، التي ولدت لأم مجرية، وحسب علم الوراثة فإن الجمال الأوربي كان هو السائد سواء في الرجال والنساء، في عقدي الثلاثينات والأربعينات.
وبنظرة سريعة إلى عائلة مريم فخر الدين، تجد أن شقيقها (يوسف فخر الدين) كان أيضا يتمتع بوسامة ملحوظة، وغالبا ماتكون صاحبة هذا الجمال الأوربي، صاحبة ملامح بريئة ملائكية، لذا فإن مريم فخر الدين، ظلت لسنوات طويلة تجسد دور الفتاة بالغة البراءة.
مريم فخر الدين.. ليلة غرام
اتسمت مريم فخر الدين بملامح ملائكية ملحوظة، وكان من السهل أن تتفوق على النساء ذوات الجمال الشعبي، وهكذا رأينا الوجه الملائكي لمريم فخر الدين لسنوات طويلة، ابتداء من فيلمها الأول (ليلة غرام) المأخوذ عن رواية (لقيطة) لمحمد عبد الحليم عبد الله، واخراج أحمد بدرخان عام 1951.
وفيه تقوم بدور البنت اللقيطة البريئة التي عاشت بروح ملاك في الأماكن التي تواجدت فيها، ومنها المستشفي التى عملت بها ممرضة، وبيت الباشا الذي عملت به، وقد بدت دوما بالملابس البيضاء التي تعكس ملائكية.
مريم فخر الدين.. الممرضة
الطريف أن المخرجين بعد نجاحها في (ليلة غرام) أسندوا لها دائما أدوار الممرضات من هذه الأفلام، فيلم (نور الليل) عام 1959، وقد امتزجت حياة الشابة الجميلة بين الأدوار التي أسندت إليها.
إقرأ أيضا : مريم فخر الدين وافقت على الزواج من محمود ذوالفقار بشرط أن تكون العصمة في يدها !
وتحكي مريم فخر الدين، أن أمها المجرية كانت من الحزم معها ما يؤكد أن المرأة تشربت طباع الشرق، أما الأب فقد وافق أن يمنحها الي المخرج الذي طلبها زوجة كي يستريح من عبئها كفتاة جميلة في مجتمع شرقي.
وقد حصل المخرج محمود ذو الفقار على غنيمته فائزا بها يخرج لها الأفلام، ويستأثر بها وحده، كما أن أخاه المخرج عز الدين ذو الفقار فيما بعد وجد فيها ضالته كممثلة عقب أن انفصلت عنه زوجته فاتن حمامه .
في مسيرة مريم فخر الدين
هناك ظاهرة بالغة الغرابة في مسيرة مريم فخر الدين السينمائية هى أنها كانت تسند إليها أدوار الفتاة الملائكية في أفلام كانت نجمات كبيرات يشاركنها البطولة ويقمن بأدوار الشر.
منها فيلم (لاأنام) حيث جسدت فاتن حمامه دور الفتاة نادية التى تدبر المكائد لزوجة أبيها، وتشعل في قلب الأب مشاعر الغيرة وهو يتصور أن ثمة علاقة بين الزوجة وأخيه فيطلقها ويطردها.
أما شادية في فيلم (ارحم حبي) لبركات، فكانت الفتاة التي يلذ لها خطف الرجال الذين يعجبون بأختها لرجاحة عقلها، ما يسبب الكثير من المشاكل وتذهب الاتهامات الي الفتاة البريئة.
وقد وضع المخرجون مريم فخر الدين في مثل هذا الأدور في أكثر من فيلم، وفي كل مرة كان الاتهام يذهب إلى الأخت أنها الخائنة أو القاتلة، مثلما حدث في (فضيحة في الزمالك) لنيازي مصطفي عام 1959.
وكانت الأخت هنا هى برلنتي عبد الحميد، وفي العام نفسه وجدت الزوجة نفسها متهمة بقتل عشيقة زوجها هنا هند رستم في فيلم (جريمة حب) لعاطف سالم، وتكررت الحدوتة والشخصية في (أقوي من الحياة) لمحمد كامل حسن المحامي.
مريم فخر الدين.. رد قلبي
لم تكن هناك ممثلة تجسد أدوار البراءة مثل مريم فخر الدين في عقد الخمسينيات، لهذا مثلت حالة فنية رائعة في تجسيد الرومانسية البالغة البراءة، وكان من الطبيعي أن يسند لها صهرها عز الدين ذو الفقار دورها في فيلم (رد قلبي).
فهي هنا تجسد دور الأميرة (إنجي) الفتاة الجميلة ابنة الأسرة الراقية التي تحب الشاب (علي) ابن جنايني القصر، دون أن تري في الحب فواصل اجتماعية.
إقرأ أيضا : فى ذكرى (مريم فخر الدين) نستعيد (الأيدي الناعمة)
قد بدت شخصية الأميرة (أنجي) أكثر ما يتناسب مع الممثلة الراقية في تلك الفترة، حيث أن هناك فرقا ملحوظا بين أدائها هنا وأدائها في دور الفتاة الشعبية التى جسدتها في (أبو أحمد) أو الزوجة البسيطة الشعبية أيضا في (رنة الخلخال) لمحمود ذو الفقار، عام 1955.
لذا فان أغلب الأدوار التي أسندت اليها كانت لفتاة راقية تعيش في وسط اجتماعي راق للغاية، ومن هذه الأعمال (ماليش غيرك) 1958 و(يوم بلاغد) عام 1962، والفيلمين بطولتها أمام فريد الأطرش.
أيضا (حكاية حب) عام 1959 بطولتها أمام عبدالحليم حافظ، وإخراج حلمي حليم، وأيضا (وداعا ياحب) مع محرم فؤاد، إخراج حسام الدين مصطفي عام 1960.
جمال مريم بديلا عن الرقص
لم تكن مريم فخر الدين تكف عن العمل، وكانت السينما قد وجدت فيها وجها جميلا بعد اختفاء الكثير من جميلات السينما في الأربعينيات، وتتأتي حساسية وجود الممثلة هنا أنها جاءت لتعلن نهاية عصر السينما الغنائية والاستعراضية.
فكأنما الجمال ذو الجذور الأوربية هو البديل عن الراقصات مثل سامية جمال، حيث وجد فريد الأطرش أن جمالها ورقتها قد يغني عن رشاقة الراقصة، فظهرت أمامه في أربعة افلام.
إقرأ أيضا : حيرة رشدي أباظة بين “سامية جمال ومريم فخر الدين”
ووثقت مريم فخر الدين، وجودها أمام عبد الحليم حافظ في (حكاية حب) وشاركت أغلب نجوم تلك الحقبة العمل معهم في الأفلام دون أن تمثل ثنائيا له سماته.
فعلي سبيل المثال فغن فاتن حمامة قد حصرت عملها فقط مع ممثلين بأعينهم علي راسهم (عماد حمدي، أحمد مظهر، عمر الشريف، شكري سرحان، أحمد رمزي).
أما مريم فخر الدين فإنها حتى لم تترك نفسها لأحد المخرجين، وعملت مع كل المخرجين البارزين في تلك المرحلة، ومنهم (صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، كمال الشيخ، عاطف سالم، بركات) بالاضافة الي عز الدين ذو الفقار.
في الحلقة القادمة:
سعد عرفة خلع عنها ثوب البراءة، وعز الدين ذوالفقار عرضها للاغتصاب!