بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
لايخفي علي عاقل إزدياد نسبة البطاله لدي الشباب، سواء خريجي كليات القمة او غيرها من الكليات النظريه والعمليه الأخرى، ولا أدري تحديدا ما السبب وراء ذلك كوسيلة لـ (النصب على الشباب) : هل قلة الفرص، أو احتكار الفرص المتاحة، أو انخفاض مستوي الخريجين، أو تدني المرتبات المتاحة.
أو زيادة أعداد الخريجين عن المعروض من الوظائف؟، وإن كنت أتابع يوميا من شباب ذوي تخصصات عديده يبحثون عن فرص عمل دون جدوي، وتظل الأسر تنفق علي أبنائها الخريجين وهم جلوس في حجراتهم مع موبايلاتهم أو جلوس علي المقاهي عرضة لأي صديق سوء عن طريق (النصب على الشباب) واستغلال فكري شارد.
وتجد كثيرا من شبابنا البائس الراغب في تحمل نفقاته أو الزواج وفتح بيت أو مساعدة أسرته ردا لصنيعهم معه سابقا، وأمام طول فترات البطاله وطول محاولات البحث عن فرصة عمل دون جدوي وأمام تحطم أحلام الخريج وتكاليف الحياه وتعطل أحلامه في وظيفة ودخل وأسرة.
تجد شبابا صنع عالمه الافتراضي عبر وسائل السوشيال ميديا إنحرافا وجريا وراء دخل سريع بأي طريقة، وتجد آخرون يلهثون وراء تجارة العملات والآثار وغيرها مما هو غير مشروع.
وتجد البعض عرضة للتجنيد في عمليات (النصب على الشباب) عبر مهام ضاره مقابل ألا يقترض ويستلف ويتذلل لكي يأكل ويشرب ويتنقل فقط، ولست أدري أين وزارة العمل، وجهات تأهيل الشباب وجهات المشروعات الصغية؟
وأين دور الكيانات الاقتصادية ودور الأحزاب؟، وماذا يفعل شبابنا بفترات البطاله وفترات العوز واليأس والإحباط، الذي يدفع لإكتئاب وتفكير شارد، وكراهية للواقع، وضعف في الولاء والإنتماء؟
وحيث أننا جعلنا لكل شئ مجلسا أعلى إلا البطالة وتشغيل الشباب، فالوضع في مجتمعات الشباب مقلق من خلال (النصب على الشباب)، وينذر بخطأ قادم إن لم يتم إيجاد حلول لأحوال شبابنا اليائس البائس المحبط الكاره العاطل العاله علي أهله.
عمليات (النصب على الشباب)
وأمام عمليات (النصب على الشباب) حيث هذا الوضع يلجأ الكثير من شبابنا ومعظمهم من الفتيات إلي البحث عن أي فرصة لكسب لقمة العيش عبر إعلانات التوظيف أو جروبات فرص العمل عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
ومعظم هذه الفرص إن صدقت هى عباره عن مندوبي بيع أو تسويق منتجات وعقارات او موظفي الكول سنتر، وهنا حدث ولا حرج في عمليات (النصب على الشباب)، أولا: علي الشاب دفع ثمن استمارة (أون لاين) تتراوح من 50 جنيه إلي 250 جنيه لإثبات جديه المتقدم!، دون إثبات جديه المتقدم إليه.
ثانيا: علي الشاب المتقدم وبعد تحويل المبلغ دون أي سند أن يقبل العمل، إن وجد بنظام العموله أو مرتب لايتعدي ألف إلى ألف ونصف جنيه لاتكفي أصلا لإنتقالاته أو إتصالاته أو أن يشرب ماءا أو ياكل ساندوتش أو غيره.
ثالثا: في إطار عمليات (النصب على الشباب) إن المتقدم يكتشف بعد أيام إختفاء صفحة التواصل، أو إغلاق الهاتف المتواصل عليه، بل وإغلاق مكتب مقابلات الوظيفه لأنه كان مؤجرا لعملية النصب الكبري المتعدده والمتكررة على وسائل التواصل.
والغريب أن هذا (النصب على الشباب) سواء بالمكالمات الصوتيه أو بالرسائل النصيه يتم يوميا على هذه المنصات دون رادع للقائمين علي عمليات النصب هذه رغم وجود تشريعات لرقابة الإنترنت، وشرطة للإنترنت، ورقابة لكل وسائل التواصل، ووجود وزارة للعمل ووجود قواعد لنشر إعلانات التوظيف.
والسؤال: هل تعلم هذه الجهات بما يعانيه شبابنا من نصب وتسخير، وإن كانوا يعلمون فلماذا لم يتحركوا لإنقاذ شبابنا ومحاسبة أهل (النصب على الشباب) بإستغلال حاجتهم للعمل وإزدياد نسب البطاله حاليا؟
وكيف لمن يراقب دبة النملة عبر وسائل التواصل لم يلاحظ هذا السيل من إعلانات (النصب على الشباب) من أولاد مصر المحتاجين لفرصة عمل؟، ولماذا لايتقدم هؤلاء النصابون إلي ادارة بوزارة العمل لاعتماد طلباتهم للتوظيف ضمانا لمصداقيه وجديه هذه الاعلانات والتخصصات والمرتبات وحقوق المتقدم للوظيفة.
هذا (النصب على الشباب) والهروب بخلاف ماتلاقيه أي فتاه متقدمه لهذه الفرص الوهمية بغية جمع أموال ثم الهروب بها إلي مقر آخر بمنطقة أخري بتليفون جديد وصفحة تواصل جديده بوظائف جديدة.
(النصب على الشباب) إلكترونيا
وهكذا يستمر جمع الأموال ويستمر (النصب على الشباب) بالتوظيف الإلكتروني دون حراك أو مراقبة أو محاسبة أو إنقاذ شبابنا من ذوي الحاجه الملحه لاي دخل من أي فرصة عمل سواء كريمه أو مهينة.
المهم ألا نجلس في حجراتنا أو على المقاهي أو نتجة إلي أعمال غير مشروعه أو فكر متطرف أو غيره نتيجة حالات الإحباط واليأس وفقدان الأمل وضياع الأحلام في فترة ما بعد التخرج.
ودعني أزيدك من الطين بله، إن معظم الباحثات عن فرص العمل إلكترونيا من الفتيات، فما أ تتواصل الفتاة مع جهة النصب، ولأن النصاب يعرف أنه غير مراقب وانه يكرر فعلته وأنه لن يصل إلي رقمه وصفحته ومقره أحد.
لأن كل ذلك وهمي أو سيغلق فور جمع أموال الشباب لملئ إستماره أو لجدية المتقدم أو لتوفير فرصة عمل، عندما تتواصل الفتاة تفاجأ بسيل من رسائل الغرام أو رسائل وصور جنسية مستغلا لحاجتها للعمل وكسب قوت اليوم.
بل وتصل الأمور إلى عرض وظائف التدليك والحضور للمنزل وممارسة الرذيلة فيما يمثل جرحا لدي كل فتاة ذات مبادئ، كل ذلك يحدث وبشكل يومي علي مرأى ومسمع كل أجهزة الرقابة والمتابعة ومكافحة (النصب على الشباب) والحفاظ علي الآداب العامة.
وعلى المتشكك فيما أقول: عليه فقط أن يبحث عبر منصات التواصل فقط عن فرصة عمل وعليه أن يتواصل مع جهة التوظيف وليتأكد من الرسوم الوهميه وعلي نوعية الوظائف والمقابل المادي، والجدية والمصداقيه وكذا انفلات الآداب والتعدي على أخلاق البشر وحرياتهم.
فكم محتاج وقع ضحية هذا (النصب على الشباب)، وكم محتاج قبل بمقابل زهيد لأنه لايجد بديل؟، وكم من محتاجة وقعت في الخطأ دون قصد نتيجة احتراف هؤلاء النصابين للإيقاع بالفتيات مستغلين حاجتهم الماسه لاي عمل ولأي دخل أو لحاجة الأسرة نتيجة مرض أو ديون او أمور حياتيه طارئة دون ردع ودون مراعاة للقوانين،ودون حفاظ علي أخلاقنا ومبادئنا؟.
وكيف نوقف هذه المهازل وهذا (النصب على الشباب)، وهذا اللعب بمشاعر الحاجة والعوز والبطالة المنتشره حاليا؟
أرجو من مؤسسات الدولة متابعة هذا (النصب على الشباب)، وهذا الابتزاز وهذا التعدي علي أخلاق فتياتنا، وأن يتم تنظيم هذه الإعلانات بالعودة إلي جهات الاختصاص باعتماد جديتها.
وأرجو مجلسا أعلى للتوظيف ومحاربة البطالة، وأرجو الاهتمام بشبابنا الكاره لكل شئ، الباحث عن سفر أو هجرة، وأرجوا دراسة أعداد الخريجين وحاجة سوق العمل حتي نصلح ما فسد في ملفات شبابنا ونعيد إليهم حق الحلم وتنفيذه وحق المواطن وحمايته، وحق الوطن وحبه وانتمائه.. حمي الله مصر وشبابها وأهلها، وتحيا دوما مصر.