بقلم: محمد حبوشة
رحلت عن عالمنا بالأمس الفنانة الكبيرة كريمانعن عمر يناهز الـ 86 عاما، بعد عانت من المرض لفترة طويلة، وهى التي كتبت عنها قبل أربعة أسابيع قائلا: دون شك تختلف أداء نوعية الممثل من خلال الوحدة الكاملة للحبكة والمظهر الخارجي ما دام وجوده متحققا، هكذا بدت لنا الفنانة الجميلة، القادمة من زمن السينما الجميل بطلتها الراقية وأسلوبها الفريد في الإثارة دون جرح المشاعر والأحاسيس الإنسانية، عندما توظيفها من جانب المخرجين الكبار في عرض يمكن مشاهدته في السينما أو المسرح.
ومن ثم فهى تعطي لخطابات الشخوص شروطها اللفظية و التخيلية؛ ومهما تشابه أدائها، فإنه يمكن تميزها عن غيرها من ممثلات الزمن الجميل، ولعل تقاليد الإخراج التي كانت سائدة في المكان والزمان والسببية، هى التي جعلتها تقتنص وعي المحاولات التجريبية، المتحكمة في الإلقاء والحركة، وبهذا المعنى يكون وجودها على مستوى المفارقة بين الممثل والجمهور، ليس فقط بسبب أن أدائها السينمائي أو في العرض المسرحي تمكنت من ترجمة مشاعرها عبر الشاشة أو على الخشبة.
كانت كريمان، تجعل الفيلم السينمائي في حالة الكمال باعتبارها كائن جمالي، من لحم ودم، عبر صور سينمائية وكادرات بصرية شاهقة التأمل والجمال، يستوجب إمكانات سردية وتكوينات مشهدية تثير الذائقة الجمالية لدي المتفرج، فالصورة السينمائية مع كريمان هى لوحات متحركة تتلاعب بالزمان والمكان من أجل إثبات قدرتها على إثارة حسية المشاهد دون جرح المشاعر، هذه الحسية أكثر جزء فيها هو الحسية الجمالية، لذا المهمة الرئيسية لهذه اللوحات السينمائية المتكاملة التي قدمتها هو إثارة الجمال.
كريمان كائن جمالي
ولأن كريمان، هى كائن جمالي، يبحث عن الجماليات في كل شيئ، وقيم الجمال هى سمة رئيسية في طبيعة تفكيرها العقلي وتأملاتها المتعددة، وفي طبيعة فلسفة تعاملها مع الوجود ومع الكائنات والأشياء، وصفة الجمال تعطي لها ما يحتاجه الإنسان من مشاعر وقيم متعددة منها الرضا واللطف، والخير والحق، وتشعره بالانتظام والتناغم والكمال، ويشير أحد أدباء الإنجليز، وهو الأديب (أوسكار وايلد): أن الجمال نوع من العبقرية، بل هو أرقي من العبقرية لا يحتاج الي تفسير، والإنسان قادر علي تذوق الجمال، وصناعة وإبداع أشكال جمالية حسية أو وصفية، أو تفاعلية، وخير ما يمثل ذلك هو الإبداع السينمائي لكريمان، أحد أنواع الفنون الجمالية التي باستمرار يبدعها الانسان.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب : طاقية الإخفاء عن فعل الخير والشر !
يحتفظ العمل الفني الذي تقدمه كريمان، دائما بلمسة خاصة بها، قواعدها الخاصة، خطابها الذاتي، الذي يعبر عن نفسها دون عمل فني آخر، أو رؤية الإنسان له، التجربة التي يثيرها هذا العمل الفني لا تشبه على الإطلاق تلك التي يثيرها نجمة أخرى مثلها، وهذا التفرد بعينه هو الذي نعتز به في العمل الفني، فالعمل هو العمل نفسه، وهو يختلف عن كل ما عداه في العالم، وكل فيلم سينمائي مع كريمان له جمالياته الخاصة، وخطابه السردي والبصري الخاص، فالمخرج والمؤلف والممثلين، وتقنيات المونتاج والتوير، تصنع في الفيلم الواحد تحفة فنية جمالية خاصة لن تكرر مرة أخري، بجانب الرؤية النقدية والتحليل الفني، وآراء المشاهدين، وتفاعلات الزمان مع الفيلم، يظل العمل السينمائي مع كريمان له قواعده الخاصة للفن.
الطرح الجمالي للسينما يتضمن عدة مستويات لفكرة التذوق، من حيث فهم ذائقة المتفرج تجاه المشاهدة الفيلمية، ما بين خطابات المتعة واللذة الراقية، إلى مستوي التسلية وقضاء وقت الفراغ دون هدف جمالي ناضج يتضمن التأمل الفكري والجهد البصري، هذه الثنائية في ذائقة المتفرج توضح معايير الاتجاه الجمالي للمشاهدة في حالة كريمان، وربما تميل الطبقات الشعبية إلى الخطاب المتعي العادي والسطحي، حيث يتصور الجمهور أن الفن عامة والسينما خاصة، فن متعلق ومتواكب مع حياتهم، لذا يستمر تأثير الفن علي تفاصيل حياتهم، فهم يريدون فنا يجعلهم يرتاحون من متاعب الحياة اليومية، فمساحة التفكير والتأمل الجمالي هنا تتناقص تدريجيا بحثا عن أشياء فنية أخري جمالية ولكنها غير معقدة وراقية وناضجة.
تمرد كريمان مطلب جمالي
دائما الوعي الجمالي عند كريمان يحتاج إلى خيال تستعرضه الصورة، وهو ما يتحقق عبر الصورة السينمائية التي تقدمها، فالموضوع الجمالي مركب ومستوعب عن طريق وعي تخيلي بصفته كشييء غير حقيقي، وأيضا ذلك يؤكده حقيقة العمل الفني، الذي يرتاح مناطق الخيال أكثر من مناطق الواقع، ويري الفيلسوف الفرنسي (ألبير كامي): أن الإنسان يفقد الوحدة في عالمه الواقعي فيجد نفسه مضطرا إلى إبداع آخر يقيمه بديلا لهذا العالم، والفن في جوهره هو الحركة التمردية التي يقوم بها الإنسان حينما يرفض الواقع من أجل إيجاد العالم الجديد الذي يستطيع أن يجد فيه ما ينشده من وحدة وتماسك، ولهذا يصبح (التمرد) الذي قدمته كريمان في أدوارها في حد ذاته مطلبا جماليا.
الممثلة المصرية كريمان والتي عرفت للجمهور باسم (سلوى) بنت الجيران وحبيبة (فريد) الذي قدمه الفنان عمر الحريري في فيلم (سكر هانم) ولدت في الثامن عشر من شهر ديسمبر وذلك في عام 1936 ولذلك فهي تبلغ من العمر 87 عام، اسمها الكامل هو كريمان محمد سالم، وهى من مواليد محافظة القاهرة كما أن والدها من أصول لبنانية ووالدتها مصرية من أصول تركية، تربت كريمان وعاشت و كبرت فى مصر ودرست بمدرسة مارى بول ثم إنتقلت إلى مدرسة الليسيه ثم عادت إلى مدرسة مارى بول، بدأت تغنى فى التمثيليات الغنائية والعروض بالمدرسة، مما أدى لأنضمامها فى ركن الأطفال والعمل مع بابا شارو فى الإذاعة لمدة سنتين ومثلت دور بطة فى أول رواية وأصبح لقبها (العزيزة بطة)، ورأها الموسيقار محمد عبد الوهاب فى الإذاعة وبشرها بأنها ستصبح نجمة سينمائية.
كريمان البنت الشقية
وظهر حبها وعشقها للفن منذ صغرها، شاركت في برامج الأطفال كما شاركت في المسرح المدرسي أيضا، كانت تمتلك موهبة الغناء وهو ما لا يعرفه الكثيرين فقد تلقت دروس في الموسيقى وغنت في الإذاعة المصرية وكذلك في بعض الأعمال الفنية ولحن لها كبار الملحنين أمثال (محمد الموجي وكمال الطويل) وغيرهما، وشاركت في بعض الأعمال الفنية التي مازالت راسخة في أذهان الجمهور حتى الآن بعد أن أصبحت جدة ولديها أحفاد كبار.
كريمان البنت الشقية كما عرفها الجمهور، تميزت بالجمال والبراءة والأنوثة وخفة الظل التي جذبت إليها جميع الأنظار، اشتهرت كثيرا من خلال دورها الصغير (كوثر) ابنة عم (أحمد رمزي) في فيلم (تمر حنة) وجملتها الشهيرة في الفيلم (أنا ماسخة!!!)، بدأت حياتها الفنية وهى فتاة في السابعة عشر من عمرها وذلك في عام 1953 قدمت خلالها عدة أعمال فنية من أشهرها فيلم (تمر حنة) مع الفنانة نعيمة عاكف والفنان أحمد رمزي ورشدي أباظة، (سكر هانم) مع الفنان عمر الحريري، كمال الشناوي، سامية جمال، عبد المنعم إبراهيم.
كذلك تألقت في فيلم (الحموات الفاتنات) مع الفنانة ماري منيب والفنان كمال الشناوي، وتوالت أعمالها الفنية خلال مسيرتها التي امتدت طيلة 12 عام فقط قدمت خلالها دور الفتاة الأرستقراطية، المجاهدة الجزائرية، الزوجة الصغيرة، الموظفة التي تثير غيرة زميلها في العمل وغيرها من الأدوار التي عشقها من خلالها الجمهور رغم أنها اعتزلت في سن صغيرة وهى في الـ 31 من عمرها واعتزلت عام 1967.
كريمان ما زالت تحتفظ بجمالها
في أحد اللقاءات مع الفنانة كريمان التي اعتزلت الفن منذ أكثر من 56 عاما وهي في قمة شهرتها وجمالها الأخاذ رغم مرور كل هذه السنوات ورغم آثار الشيخوخة التي بدت على وجهها إلا أنها ما زالت تحتفظ بجمالها وبراءتها وابتسامتها الجميلة المميزة وعندما تم سؤالها عن سبب الغياب طيلة هذه السنوات قالت: (أهه اتدلعت شوية واشتغلت في الفن فترة وبعدين قلت سلام عليكم وتركته بعد زواجي وإنجابي لطفلي الوحيد شيرين)، وتابعت وهي ضاحكة: (بعض الصحف نشرت إني أنجبت بنت بسبب اسم ابني، ولكني الآن جدة ولدي أربع أحفاد أكبرهم طبيبة صيدلانية، الثانية خريجة إعلام، الثالث درس في الأكاديمية البحرية، الرابع الصغير حبيب الكل تخرج من الجامعة الآن، أما ابني فهو رجل أعمال وبعيد عن مجال الفن).
أما عن بدايتها الفنية فقد قالت كريمان: (كنت فرحانة بنفسي ودخلت الفن هواية، كانت المنتجة آسيا عملت إعلان في الصحف لاختيار وجه جديد وتقدم للإعلان بنات كتير واختارتني من بينهن لبطولة فيلم (الحموات الفاتنات)، كنت لسة صغيرة وعمري 17 سنة وابتديت بدور بطولة ودور أم ونجحت، وتابعت قائلة: (رغم نجاحي في فيلم الحموات الفاتنات ونجاح الفيلم نجاح كبير إلا أنني لا أحب هذا الدور، حسيت إنه مش لايق عليا في السن ده يجوزوني ويعملوني أم، لأن كان سني غير مناسب، بس كانوا بيقولوا كريمان عفريتة ممكن تعمل أي دور وغير الدور ده حبيت كل الأدوار اللي عملتها.
والد الفنانة كريمان
تحدثت الفنانة كريمان عن والدها وعن دوره في تشجيعها وأكدت أنه كان يوصلها حتى الاستوديو ويظل منتظر لها حتى تنتهي من التصوير فقالت: (بابا مكنش بيفارقني وخصوصا في بداياتي، وهو ما كان يفعله والد الفنانة شادية في بدايتها، وكنت من البيت للشغل ومن الشغل للبيت، ومكنش ليا أي أصدقاء من الوسط الفني، وكنت في حالي)، أما عن مسيرتها الفنية فتقول كريمان: (اشتغلت خلال 12 سنة منذ عام 1953 حتى عام 1965 عددا كبيرا من الأعمال الفنية من أهمها فيلم (الفانوس السحري، سكر هانم، تمر حنة، الحموات الفاتنات، بنات اليوم) ودي هى الأعمال اللي بتتعرض لكن في أعمال لم تعرض حتى اليوم).
اعتزال كريمان
اعتزلت الفنانة المصرية كريمان التمثيل والفن منذ سنوات طويلة، كان آخر أعمالها الفنية هو فيلم (نورا) والذي تم عرضه في عام 1967 تقول الفنانة كريمان: (أنا كنت بطلة لمدة 3 سنوات واشتغلنا مسرحيات كتير اتسجل منها 40 مسرحية لكنها لم تعرض، وشاركت في حوالي 35 فيلم لم يعرض منها سوى القليل، ولكني بطبيعتي بيتوتية وغير اجتماعية، ومكنتش مندمجة مع الوسط الفني، ولم يكن لي صداقات من الوسط الفني، وبعد زواجي تفرغت لحياتي الخاصة وكنت بسافر كتير مع زوجي وقررت الاعتزال بعد إنجاب ابني لأني حسيت إنه محتاجني أكتر من الفن).
أعمال كريمان
قدمت كريمان عدد كبير من الأفلام أبرزها: (الحموات الفاتنات) في عام 1953، أمريكاني في طنطا – 1954، موعد مع إبليس – 1955، عرايس في المزاد، خالي – 1955، بنات اليوم، لواحظ، 1956، علموني الحب، تمر حنة – 1957، السابحة في النار – 1957، قلوب العذارى، شباب اليوم، جميلة، الهاربة – 1958، عفريت سمارة – 1959، معا إلى الأبد، شهر عسل بصل ، سكر هانم، سامحني، الفانوس السحري – 1960، شاطئ الحب – 1961، شهيدة الحب الإلهي، الرجل الثعلب، الحاقد – 1962، مراتي مدير عام – 1966)، كما قدمت للمسرح أكثر من 40 مسرحية أهمها: (منافق للإيجار، عمتي فتافيت السكر – 1960، عريس في علبة – 1961، كناس في جاردن سيتي – 1962، حركة واحدة أضيعك – 1963).
كريمان تمتلك صوتا جميلا
كانت الفنانة كريمان تمتلك صوت جميل وموهبة غنائية حيث أنها تلقت دروس في الموسيقي على أيدي كبار الملحنين أبرزهم محمد الموجي وغنت بصوتها في عدة أفلام (خالي شغل، موعد مع إبليس، وعرائس في المزاد)، وقد لا يعرف الكثيرون أنها كانت تمتلك موهبة غنائية وتلقت دروسا فى الموسيقى، وغنت فى الإذاعة المصرية وفى عدد من الأفلام ، ولحن لها عدد من كبار الملحنين ومنهم الموجى، وعلى إسماعيل، وكمال الطويل ، ومحمود الشريف).
وفى الأفلام قامت بالغناء فى فيلم موعد مع إبليس عام 1955 أغنية (بتهرب فين) من ألحان محمود الشريف وكلمات جليل البندارى، وفيلم عرائس فى المزاد عام 1955 أغنيتين الأولى (يا بحر) من ألحان محمود الشريف وكلمات فتحى قوره والأغنية الثانية (ألاقيها منين ومنين) ألحان محمود الشريف وكلمات مأمون الشناوى، وفيلم خالى شغل فى عام 1955 غنت من ألحان محمد الموجى وعزت الجاهلى ومحمد عمر، وتأليف الأغانى من (محمد على أحمد و فتحى قوره وإبراهيم عاكف).
أشهر أقول كريمان:
** لا أشعر بأى ندم بعد مرور هذه السنوات، على الرغم من أني تركت الفن وأنا لازلت فى قمة شهرتي وشبابي.
** أنا كنت بطلة لفرقة إسماعيل ياسين المسرحية لمدة 3 سنوات واشتغلنا مسرحيات كتير اتسجل منها 40 مسرحية لكنها لا تعرض، وكان يشارك فيها كبار نجوم الكوميديا، وشاركت فى حوالى 35 فيلما اللى بيتعرض منها عدد قليل، وكان آخر فيلم شاركت فيه فيلم (مراتى مدير عام).
** رغم أنى شاركت جانات السينما فى العديد من الأعمال، لم أعط أى منهم فرصة ولم أرتبط بأى منهم، وكنت شايفة إن جوازات الوسط الفنى كثيرا ما تفشل، لذلك تزوجت من خارج الوسط الفنى والحمد لله حياتى الخاصة كانت ناجحة ومستقرة، وعمرى ما ندمت على اعتزال الفن.
** أحفادي يحرصون على مشاهدة أعمالي، كما أن حفيدتي الكبرى تحب الفن وكثيرا ما كانت تقول لي: (كنتى كملتى ليه سيبتى الفن يا تيتا؟).
** منذ سنوات يتم تداول صورة سيدة مسنة على أنها صورتي، لكني أوكد أن أحفادي ومنهم طبيبة صيدلانية بحثت لتعرف أصل هذه الصورة، ووجدتها تخص مذيعة جزائرية شهيرة اعتزلت منذ سنوات.
كريمان.. الرقة والأنوثة
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير لفنانة سينما الزمن الجميل كريمان، الفنانة التي عرفها الجمهور بوجهها المميز والجميل وملامحها التي جمعت بين البراءة والجمال والأنوثة والشقاوة وخفة الظل والمكر أحيانا، قدمت العديد من الأفلام والمسرحيات وكانت إحدى نجمات الزمن الجميل خلال فترة عملها بالفن التي دامت 12 عام قبل اعتزالها، كما وشاركت في عشرات الأدوار المميزة التي أحبها الجمهور وأحب وجه قطة السينما الفنانة المميزة كريمان، واقتحمت الممثلة كريمان عالم السينما بمساعدة صديق والدها المخرج إبراهيم عمارة، حيث قدمها للمنتجة اللبنانية آسيا داغر فأسندت إليها البطولة المطلقة في (الحموات الفاتنات) مع كمال الشناوي وميمي شكيب، كما شاركت في أعمال أخرى عبرت عن مدى تمكنها، وحازت الفنانة كريمان على شهرة واسعة وعلى الرغم من ذلك، إلا إنه عرفت بعزوفها عن الاختلاط بالوسط الفنى ولم يعرف عنها سيرة خاصة، إلى أن احتجبت فيما بعد عن المجال الفني تمامًا دون سابق إنذار.
ومن هنا تظل كريمان ملكة جمال الأنوثة والرقة والرقي، حيث اشتهرت بتقديم أدوار الفتاة الشقية في السينما المصرية، خاصة في أفلام الخمسينيات والستينيات، ورغم اعتزالها الفن منذ ما يقرب من خمسين عاما، لكن وجهها وملامحها الهادئة حفرت في ذاكرتنا حتى الآن.. رحمها الله رحمة واسعة.